صفحة جزء
[ حثث ]

حثث : الحث : الإعجال في اتصال ؛ وقيل : هو الاستعجال ما كان . حثه يحثه حثا واستحثه واحتثه ، والمطاوع من كل ذلك احتث . والحثيثى : الاسم نفسه ؛ يقال : اقبلوا دليلى ربكم وحثيثاه إياكم . ويقال : حثثت فلانا ، فاحتث . قال الجوهري : الحثيثى : الحث ، وكذلك الحثحوث . وحثحثه كحثه وحثثه ، أي حضه قال ابن جني : أما قول من قال في قول تأبط شرا :


كأنما حثحثوا حصا قوادمه أو أم خشف بذي شث وطباق



إنه أراد حثثوا ، فأبدل من الثاء الوسطى حاء ، فمردود عندنا ؛ قال : وإنما ذهب إلى هذا البغداديون ، قال : وسألت أبا علي عن فساده ، فقال : العلة أن أصل البدل في الحروف إنما هو فيما تقارب منها ، وذلك نحو الدال والطاء ، والتاء والظاء ، والذال والثاء ، والهاء والهمزة ، والميم والنون ، وغير ذلك مما تدانت مخارجه . وأما الحاء فبعيدة من الثاء ، وبينهما تفاوت يمنع من قلب إحداهما إلى أختها . وحثثه تحثيثا ، وحثحثه ، بمعنى . وولى حثيثا أي مسرعا حريصا . ولا يتحاثون على طعام المسكين أي لا يتحاضون . ورجل حثيث ومحثوث : حاد سريع في أمره كأن نفسه تحثه . وقوم حثاث وامرأة حثيثة في موضع حاثة ، وحثيث في موضع محثوثة ؛ قال الأعشى :


تدلى حثيثا ، كأن الصوا     ر يتبعه أزرقي لحم



شبه الفرس في السرعة بالبازي . والطائر يحث جناحيه في الطيران : يحركهما ؛ قال أبو خراش :


يبادر جنح الليل ، فهو مهابد     يحث الجناح بالتبسط والقبض



وما ذقت حثاثا ولا حثاثا أي ما ذقت نوما . وما اكتحلت حثاثا وحثاثا ، بالكسر ، أي نوما . قال أبو عبيد : وهو بالفتح أصح . أنشد ثعلب :


ولله ما ذاقت حثاثا مطيتي     ولا ذقته حتى بدا وضح الفجر !



وقد يوصف به فيقال : نوم حثاث ؛ أي قليل ، كما يقال : نوم غرار . وما كحلت عيني بحثاث ؛ أي بنوم . وقال الزبير : الحثحاث والحثحوث : النوم وأنشد :


ما نمت حثحوثا ولا أنامه     إلا على مطرد زمامه



وقال زيد بن كثوة : ما جعلت في عيني حثاثا ؛ عند تأكيد السهر . وحثث الرجل إذا نام . والحثاثة ؛ بالكسر : الحر والخشونة يجدها الإنسان في عينيه . قال راوية أمالي ثعلب : لم يعرفها أبو العباس . والحث : الرمل الغليظ اليابس الخشن ؛ قال :


حتى يرى في يابس الثرياء حث     يعجز عن ري الطلي المرتغث



أنشده ابن دريد عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن عمه الأصمعي . وسويق حث : ليس بدقيق الطحن ، وقيل : غير ملتوت ؛ وكحل حث ، مثله ؛ وكذلك مسك حث ؛ أنشد ابن الأعرابي :


إن بأعلاك لمسكا حثا     وغلب الأسفل إلا خبثا



عدى غلب هنا ؛ لأن فيه معنى أبى . ومعناه : أنه كان إذا أخذه وحمله سلح عليه . والحث ، بالضم : حطام التبن ، والرمل الخشن ، والخبز القفار . وتمر حث : لا يلزق بعضه ببعض ، عن ابن الأعرابي ؛ قال : وجاءنا بتمر فذ ، وفض ، وحث أي لا يلزق بعضه ببعض . والحثحثة : الاضطراب ؛ وخص بعضهم به اضطراب البرق في السحاب ؛ وانتخال المطر والبرد والثلج من غير انهمار . وخمس حثحاث ، وحذحاذ ، وقسقاس ، كل ذلك : السير الذي لا وتيرة فيه . وقرب حثحاث ، وثحثاح ، وحذحاذ ، ومنحب أي شديد . وقرب حثحاث أي سريع ، ليس فيه فتور . وخمس قعقاع وحثحاث إذا كان بعيدا والسير فيه متعبا لا وتيرة فيه أي لا فتور فيه . وفرس جواد المحثة أي إذا حث جاءه جري بعد جري . والحثحثة : الحركة المتداركة . وحثحث الميل في العين حركه ؛ يقال : حثحثوا ذلك الأمر . ثم تركوه أي حركوه . وحية حثحاث ونضناض : ذو حركة دائمة . وفي حديث سطيح : ( كأنما حثحث من حضني ثكن ) أي حث وأسرع . يقال : حثه على الشيء وحثحثه ، بمعنى . وقيل : الحاء الثانية بدل من إحدى الثاءين . والحثحوث : الداعي بسرعة ، وهو أيضا السريع ما كان . قال ابن سيده : والحثحوث : الكتيبة . أرى : والحث المدقوق من كل شيء .

التالي السابق


الخدمات العلمية