صفحة جزء
[ حزز ]

حزز : الحز : قطع في علاج ، وقيل : هو في اللحم ما كان غير بائن ، حزه يحزه حزا واحتزه احتزازا . وفي الحديث : أنه احتز من كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ ; هو افتعل من الحز القطع ، وقيل : الحز القطع من الشيء في غير إبانة ; وأنشد :


وعبد يغوث تحجل الطير حوله قد احتز عرشيه الحسام المذكر



فجعل الحز هاهنا قطع العنق ، والمحز موضعه وأعطيته حذية من لحم وحزة من لحم . والتحزز : التقطع . والحزة : ما قطع من اللحم طولا ; قال أعشى باهلة :


تكفيه حزة فلذ إن ألم بها     من الشواء ، ويروي شربه الغمر



ويقال : ما به وذية ، وهو مثل حزة ، وقيل : الحزة القطعة من الكبد خاصة ، ولا يقال في سنام ولا لحم ولا غيره حزة . والحاز : قطع في كركرة البعير ، وهو اسم كالناكت والضاغط . والحز : الفرض في الشيء ، الواحدة حزة وقد حززت العود أحزه حزا . والحز : فرض في العود والمسواك والعظم غير طائل . والتحزيز : كثرة الحز كأسنان المنجل ، وربما كان ذلك في أطراف الأسنان ، وهو الذي يسمى الأشر ، وقد حزز أسنانه ، والتحزيز : أثر الحز أيضا ; قال المتنخل الهذلي :


إن الهوان ، فلا يكذبكما أحد     كأنه في بياض الجلد تحزيز



والتحزز : التقطع . وحز الشيء في صدره حزا : حك . والحزازة والحزاز والحزاز والحزاز ، كله : وجع في القلب من خوف ; قال الشماخ يصف رجلا باع قوسا من رجل وغبن فيه :


فلما شراها فاضت العين عبرة     وفي الصدر حزاز من الهم حامز



والحزاز : ما حز في القلب . وكل شيء حك في صدرك ، فقد حز ، ويروى حزاز . والحزحزة : كالحزاز . الأزهري : الحزازة وجع في القلب من غيظ ونحوه ، ويجمع حزازات . والحزاز أيضا : وجع كذلك ، قال زفر بن الحارث الكلابي :

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى ، وتبقى حزازات النفوس كما هيا

قال أبو عبيد : ضربه مثلا لرجل يظهر مودة وقلبه نغل بالعداوة . والحزاحز : الحركات ; قال أبو كبير :


وتبوأ الأبطال بعد حزاحز     هكع النواجز في مناخ الموحف



والحزاز : هبرية في الرأس كأنه نخالة ، واحدته حزازة . والحز : غامض من الأرض ينقاد بين غليظين . والحزيز من الأرض : موضع كثرت حجارته وغلظت كأنها السكاكين ; وقيل : هو المكان الغليظ ينقاد . وقال ابن دريد : الحزيز غلظ في الأرض فلم يزد على ذلك . ابن شميل : الحزيز ما غلظ وصلب من جلد الأرض مع إشراف قليل ، قال : وإذا جلست في بطن المربد فما أشرف من أعلاه فهو حزيز . وفي حديث مطرف : لقيت عليا بهذا الحزيز ; هو المنهبط من الأرض ، وقيل : هو الغليظ منها ، ويجمع على حزان ; ومنه قصيد كعب بن زهير :


ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق     إذا توقدت الحزان والميل



وفي المحكم : والجمع أحزة وحزان وحزان ; عن سيبويه ; قال لبيد :


بأحزة الثلبوت يربأ فوقها     قفر المراقب ، خوفها آرامها



وقال ابن الرقاع يصف ناقة :


نعم قرقور المرورات ، إذا     غرق الحزان في آل السراب



وقال زهير :


تهوي مدافعها في الحزن ناشزة ال     أكتاف ، نكبها الحزان والأكم



وقد قالوا : حزز ، فاحتملوا التضعيف ; قال كثير عزة :


وكم قد جاوزت نقضي إليكم     من الحزز الأماعر والبراق



قال : وليس في القفاف ولا في الجبال حزان إنما هي جلد الأرض ، ولا [ ص: 106 ] يكون الحزيز إلا في أرض كثيرة الحصباء . والحزيز والحزاز من الرجال : الشديد على السوق والقتال والعمل ، قال :


فهي تفادى من حزاز ذي حزق



أي من حزاز حزق ، وهو الشديد جذب الرباط ، وهذا كقولك : هذا ذو زيد وأتانا ذو تمر ; قال الأزهري : والمعنى هذا زيد وأتانا تمر . قال : وسمعت أعرابيا يقول مر بنا ذو عون بن عدي ، يريد : مر بنا عون بن عدي ، قال : ومثله كثير في كلامهم قال : ويقال أخذ بحزته أي بعنقه ، قال : وهو من السراويل حزة وحجزة ، والعنق عندي مشبه به ، وحزة السراويل : حجزته ، قال الأزهري : وقيل أراد بحجزته وهي لغة فيها . الأصمعي : تقول حجزة السراويل ولا تقل حزة . ابن الأعرابي : يقال حجزته وحذلته وحزته وحبكته ، والحزة العنق . وفي الحديث : آخذ بحزته ، والحزة من السراويل الحجزة . وفي الحديث عن ابن مسعود ، رضي الله عنه : الإثم حزاز القلوب ; هي الأمور التي تحز فيها أي تؤثر كما يؤثر الحز في الشيء ، وهو ما يخطر فيها من أن تكون معاصي لفقد الطمأنينة إليها ، وهي بتشديد الزاي جمع حاز . يقال إذا أصاب مرفق البعير طرف كركرته فقطعه وأدماه ، قيل : به حاز . وقال الليث : يعني ما حز في القلب وحك . وقال العدبس الكناني : العرك والحاز واحد ، وهو أن يحز في الذراع حتى يخلص إلى اللحم ويقطع الجلد بحد الكركرة . وقال ابن الأعرابي : إذا أثر فيه قيل ناكت ؛ فإذا حز به قيل به حاز ، فإذا لم يدمه فهو الماسح ; ورواه شمر : الإثم حواز القلوب ، بتشديد الواو ، أي يحوزها ويتملكها ويغلب عليها ، ويروى : الإثم حزاز القلوب ، بزايين الأولى مشددة ، وهو فعال من الحز . والحز : الحين والوقت ; قال أبو ذؤيب :


حتى إذا جززت مياه رزونه     وبأي حز ملاوة تتقطع



أي بأي حين من الدهر . والحزة : الساعة ; يقال : أي حزة أتيتني قضيت حقك ; وأنشد :


وأبنت للأشهاد حزة أدعي



أي أبنت لهم قولي حين ادعيت إلى قومي فقلت : أنا فلان بن فلان . قال أبو الهيثم : سمعت أبا الحسن الأعرابي يقول لآخر : أنت أثقل من الخاثر ، وفسره فقال : هو حزاز يأخذ على رأس الفؤاد يكره على غب تخمة . وبعير محزوز : موسوم بسمة الحزة يحز بشفرة ثم يفتل . ابن الأعرابي : الحز الزيادة على الشرف ; يقال : ليس في القبيل أحد يحز على كرم فلان أي يزيد عليه . الأزهري : قال مبتكر الأعرابي : المحازة الاستقصاء ، تقول : بيننا حزاز شديد أي استقصاء ، وبينهما شركة حزاز إذا كان كل واحد منهما لا يثق بصاحبه . والحزحزة : من فعل الرئيس في الحرب عند تعبية الصفوف ، وهو أن يقدم هذا ويؤخر هذا ; يقال : هم في حزاحز من أمرهم ; قال أبو كبير الهذلي :


وتبوأ الأبطال ، بعد حزاحز     هكع النواحز في مناخ الموحف



والموحف : المنزل بعينه ، وذلك أن البعير الذي به النحاز يترك في مناخه لا يثار حتى يبرأ أو يموت . أبو زيد : من أمثالهم : حزت حازة من كوعها ; يضرب عند اشتغال القوم ، يقول : فالقوم مشغولون بأمورهم عن غيرها أي فالحازة قد شغلها ما هي فيه عن غيرها . وتحزحز عن الشيء : تنحى . والحز : موضع بالسراة . وحزاز : اسم . وأبو الحزاز : كنية أربد أخي لبيد الذي يقول فيه :


فأخي إن شربوا من خيرهم     وأبو الحزاز من أهل ملك



التالي السابق


الخدمات العلمية