صفحة جزء
[ حسر ]

حسر : الحسر كشطك الشيء عن الشيء . حسر الشيء عن الشيء يحسره ويحسره حسرا وحسورا فانحسر : كشطه ، وقد يجيء في الشعر حسر لازما مثل انحسر على المضارعة . والحاسر : خلاف الدارع . والحاسر : الذي لا بيضة على رأسه ; قال الأعشى :


في فيلق جأواء ملمومة تقذف بالدارع والحاسر



ويروى : تعصف ; والجمع حسر ، وجمع بعض الشعراء حسرا على حسرين ; أنشد ابن الأعرابي :


بشهباء تنفي الحسرين كأنها     إذا ما بدت قرن من الشمس طالع



ويقال للرجالة في الحرب : الحسر ، وذلك أنهم يحسرون عن أيديهم وأرجلهم ، وقيل : سموا حسرا لأنه لا دروع عليهم ولا بيض . وفي حديث فتح مكة : أن أبا عبيدة كان يوم الفتح على الحسر ; هم الرجالة ، وقيل هم الذين لا دروع لهم . ورجل حاسر : لا عمامة على رأسه . وامرأة حاسر ، بغير هاء ، إذا حسرت عنها ثيابها . ورجل حاسر : لا درع عليه ولا بيضة على رأسه . وفي الحديث : فحسر عن ذراعيه ; أي أخرجهما من كميه . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : وسئلت عن امرأة طلقها زوجها وتزوجها رجل فتحسرت بين يديه ; أي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه . ابن سيده : امرأة حاسر حسرت عنها درعها . وكل مكشوفة الرأس والذراعين : حاسر ، والجمع حسر وحواسر ; قال أبو ذؤيب :


وقام بناتي بالنعال حواسرا     فألصقن وقع السبت تحت القلائد



ويقال : حسر عن ذراعيه ، وحسر البيضة عن رأسه وحسرت الريح السحاب حسرا . الجوهري : الانحسار الانكشاف . حسرت كمي عن ذراعي أحسره حسرا : كشفت . والحسر والحسر والحسور : الإعياء والتعب . حسرت الدابة والناقة حسرا واستحسرت : أعيت وكلت ، يتعدى ولا يتعدى ; وحسرها السير يحسرها ويحسرها حسرا وحسورا وأحسرها وحسرها ; قال :


إلا كمعرض المحسر بكره     عمدا يسيبني على الظلم



أراد إلا معرضا فزاد الكاف ; ودابة حاسر وحاسرة وحسير ، الذكر والأنثى سواء ، والجمع حسرى مثل قتيل وقتلى . وأحسر القوم : نزل بهم الحسر . أبو الهيثم : حسرت الدابة حسرا إذا تعبت حتى تنقى ، واستحسرت إذا أعيت . قال الله تعالى : ولا يستحسرون . وفي الحديث : ادعوا الله ، عز وجل ، ولا تستحسروا ; أي لا تملوا ; قال : وهو استفعال من حسر إذا أعيا وتعب . وفي حديث جرير : ولا يحسر صائحها ; أي لا يتعب سائقها . وفي الحديث : الحسير لا يعقر ; أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها ، مخافة أن يأخذها العدو ولكن يسيبها ، قال : ويكون لازما ومتعديا . وفي الحديث : حسر أخي فرسا له ; يعني النمر وهو مع خالد بن الوليد . ويقال فيه : أحسر أيضا . وحسرت العين : كلت . وحسرها بعد ما حدقت إليه أو خفاؤه يحسرها : أكلها ; قال رؤبة :


يحسر طرف عينه فضاؤه



وحسر بصره يحسر حسورا أي كل وانقطع نظره من طول مدى وما أشبه ذلك ، فهو حسير ومحسور ; قال قيس بن خويلد الهذلي يصف ناقة :


إن العسير بها داء مخامرها     فشطرها نظر العينين محسور



العسير : الناقة التي لم ترض ، ونصب شطرها على الظرف ; أي نحوها . وبصر حسير : كليل . وفي التنزيل : ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير قال الفراء : يريد ينقلب صاغرا وهو حسير أي كليل كما تحسر الإبل إذا قومت عن هزال وكلال ; وكذلك قوله ، عز وجل : ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا قال : نهاه أن يعطي كل ما عنده حتى يبقى محسورا لا شيء عنده ; قال : والعرب تقول حسرت الدابة إذا سيرتها حتى ينقطع سيرها ; وأما البصر فإنه يحسر عند أقصى بلوغ النظر ; وحسر يحسر حسرا وحسرة وحسرانا ؛ فهو حسير وحسران إذا اشتدت ندامته على أمر فاته ; وقال المرار :


ما أنا اليوم على شيء خلا     يا ابنة القين ، تولى بحسر



والتحسر : التلهف . وقال أبو إسحاق في قوله ، عز وجل : ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول قال : هذا أصعب مسألة في القرآن إذا قال القائل : ما الفائدة في مناداة الحسرة ، والحسرة مما لا يجيب ؟ قال : والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأن النداء باب تنبيه ، إذا قلت يا زيد فإن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام ؛ وإنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء ، ثم تقول : فعلت كذا ؛ ألا ترى أنك إذا قلت لمن هو مقبل عليك : يا زيد ، ما أحسن ما صنعت فهو أوكد من أن تقول له : ما أحسن ما صنعت ، بغير نداء ; وكذلك إذا قلت للمخاطب : أنا أعجب مما فعلت ، فقد أفدته أنك متعجب ، ولو قلت : واعجباه مما فعلت ، ويا عجباه أن تفعل كذا ! كان دعاؤك العجب أبلغ في الفائدة ، والمعنى يا عجبا أقبل فإنه من أوقاتك ؛ وإنما النداء تنبيه للمتعجب منه لا للعجب . والحسرة : أشد الندم حتى يبقى النادم كالحسير من الدواب الذي لا منفعة فيه . وقال ، عز وجل : فلا تذهب نفسك عليهم حسرات أي حسرة وتحسرا . [ ص: 117 ] وحسر البحر عن العراق والساحل يحسر : نضب عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأرض . قال الأزهري : ولا يقال انحسر البحر . وفي الحديث : ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ) أي يكشف . يقال : حسرت العمامة عن رأسي والثوب عن بدني ; أي كشفتهما ; وأنشد :


حتى يقال حاسر وما حسر



وقال ابن السكيت : حسر الماء ونضب وجزر بمعنى واحد ; وأنشد أبو عبيد في الحسور بمعنى الانكشاف :


إذا ما القلاسي والعمائم أخنست     ففيهن عن صلع الرجال حسور



قال الأزهري : وقول العجاج :


كجمل البحر إذا خاض جسر


غوارب اليم إذا اليم هدر


حتى يقال : حاسر وما حسر



يعني اليم . يقال : حاسر إذا جزر ، وقوله إذا خاض جسر ، بالجيم ، أي اجترأ ، وخاض معظم البحر ولم تهله اللجج . وفي حديث يحيى بن عباد : ما من ليلة إلا ملك يحسر عن دواب الغزاة الكلال أي يكشف ، ويروى : يحس ، وسيأتي ذكره . وفي حديث علي ، رضوان الله عليه : ابنوا المساجد حسرا فإن ذلك سيما المسلمين ; أي مكشوفة الجدر لا شرف لها ، ومثله حديث أنس ، رضي الله عنه : ابنوا المساجد جما . وفي حديث جابر : فأخذت حجرا فكسرته وحسرته ; يريد غصنا من أغصان الشجرة أي قشرته بالحجر . وقال الأزهري في ترجمة عرا ، عند قوله جارية حسنة المعرى والجمع المعاري ، قال : والمحاسر من المرأة مثل المعاري . قال : وفلاة عارية المحاسر إذا لم يكن فيها كن من شجر ، ومحاسرها : متونها التي تنحسر عن النبات . وانحسرت الطير : خرجت من الريش العتيق إلى الحديث . وحسرها إبان ذلك : ثقلها لأنه فعل في مهلة . قال الأزهري : والبازي يكرز للتحسير ، وكذلك سائر الجوارح تتحسر . وتحسر الوبر عن البعير والشعر عن الحمار إذا سقط ; ومنه قوله :


تحسرت عقة عنه فأنسلها     واجتاب أخرى حديدا بعدما ابتقلا



وتحسرت الناقة والجارية إذا صار لحمها في مواضعه ; قال لبيد :


فإذا تغالى لحمها وتحسرت     وتقطعت ، بعد الكلال ، خدامها



قال الأزهري : وتحسر لحم البعير أن يكون للبعير سمنة حتى كثر شحمه وتمك سنامه ، فإذا ركب أياما فذهب رهل لحمه واشتد بعدما تزيم منه في مواضعه ، فقد تحسر . ورجل محسر : مؤذى محتقر . الحديث : يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب ، وقال بعضهم : يسمى أمير الغضب ، أصحابه محسرون محقرون مقصون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك ، يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها ; محسرون محقرون أي مؤذون محمولون على الحسرة ، أو مطرودون متعبون من حسر الدابة إذا أتعبها . أبو زيد : فحل حاسر وفادر وجافر إذا ألقح شوله فعدل عنها وتركها ; قال أبو منصور : روي هذا الحرف فحل جاسر ، بالجيم ، أي فادر ، قال : وأظنه الصواب . والمحسرة : المكنسة . وحسروه يحسرونه حسرا وحسرا : سألوه فأعطاهم حتى لم يبق عنده شيء . والحسار : نبات ينبت في القيعان والجلد ، وله سنبل وهو من دق المريق ، وقفه خير من رطبه ، وهو يستقل عن الأرض شيئا قليلا يشبه الزباد إلا أنه أضخم منه ورقا ; وقال أبو حنيفة : الحسار عشبة خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلا شديدا ; قال الشاعر يصف حمارا وأتنه :


يأكلن من بهمى ومن حسار     ونفلا ليس بذي آثار



يقول : هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي . قال : وأخبرني بعض أعراب كلب أن الحسار شبيه بالحرف في نباته وطعمه ينبت حبالا على الأرض ; قال : وزعم بعض الرواة أنه شبيه بنبات الجزر . الليث : الحسار ضرب من النبات يسلح الإبل . الأزهري : الحسار من العشب ينبت في الرياض ، الواحدة حسارة . قال : ورجل الغراب نبت آخر ، والتأويل عشب آخر . وفلان كريم المحسر أي كريم المخبر . وبطن محسر ، بكسر السين : موضع بمنى ، وقد تكرر في الحديث ذكره ، وهو بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين ، وقيل : هو واد بين عرفات ومنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية