صفحة جزء
[ حسل ]

حسل : الحسل : ولد الضب ، وقيل : ولد الضب حين يخرج من بيضته ، فإذا كبر فهو غيداق ، والجمع أحسال وحسلان ، الكسرة في حسل غير الكسرة في حسلان ، تلك وضعية وهذه مجتلبة للجمع ، وحسلة وحسول ، هذه في الأزهري . والضب يكنى أبا حسل وأبا الحسل وأبا الحسيل . وقال أبو الدقيش : تقول العرب للضب إنه لقاضي الدواب والطير ، قال الأزهري : ومما يحقق قوله ما رويناه عن عامر الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير على المنبر يقول : يا أيها الناس ، إني ما وجدت لي ولكم مثلا إلا الضبع والثعلب أتيا الضب في جحره فقالا : أبا الحسل ! قال : أجئتما ؟ قالا : جئناك نحتكم ، قال : في بيته يؤتى الحكم ، في حديث فيه طول ، وقولهم في المثل : لا آتيك سن الحسل أي أبدا لأن سنها لا تسقط أبدا حتى تموت ; وأنشد ابن بري :


ثمت لا أرسلها سن الحسل



والحسالة : الرذل من كل شيء ; وقال بعض العبسيين :


قتلت سراتكم ، وحسلت منكم     حسيلا مثل ما حسل الوبار



قال ابن الأعرابي : حسلت أبقيت منكم بقية رذالا . والحسالة : مثل الحثالة . والمحسول مثل المخسول : وهو المرذول . وقد حسله وخسله أي رذله . وحسل به أي أخس حظه . وفلان يحسل بنفسه أي يقصر ويركب الدناءة ، وهو من حسيلتهم ; عن ابن الأعرابي أي من خشارتهم . والحسيل : الرذال من كل شيء . والحسالة : كالحسيلة . قال ابن سيده : وأرى اللحياني قال الحسالة من الفضة كالسحالة ، وهو ما سقط منها ، ولست منها على ثقة . وقال أبو حنيفة : الحسالة ما تكسر من قشر الشعير وغيره . والمحسول : الخسيس ، والخاء أعلى . والحسل : السوق الشديد . يقال : حسلها حسلا إذا ضبطها سوقا . والحسيلة : حشف النخل الذي لم يحل بسره ييبسونه حتى ييبس ؛ فإذا ضرب انفت عن نواه وودنوه باللبن [ ص: 122 ] ومردوا له تمرا حتى يحليه فيأكلونه لقيما ، يقال : بلوا لنا من تلك الحسيلة ، وربما ودن بالماء . والحسيل : ولد البقرة الأهلية ، وعم به بعضهم فقال هو ولد البقرة ، والأنثى بالهاء ، وجمعها حسيل على لفظ الواحد المذكر ، وقيل : الحسيل البقر الأهلي لا واحد له من لفظه ; ومنه قول الشنفرى الأزدي يصف السيوف :


وهن كأذناب الحسيل صوادر     وقد نهلت من الدماء وعلت



قال ابن بري : قال الجوهري والحسيل ولد البقرة لا واحد له من لفظه ، قال : صوابه والحسيل أولاد البقر ، وقال : قال الأصمعي واحدها حسيلة فقد ثبت أن له واحدا من لفظه ، وشبه السيوف بأذناب الحسيل إذا رأت أمهاتها فحركتها ; وقيل لولد البقرة حسيل وحسيلة لأن أمه تزجيه معها . ابن الأعرابي : يقال للبقرة الحسيلة والخائرة والعجوز والنعتة ; وأنشد غيره :


علي الحشيش وري لها     ويوم العوار لحسل بن ضب



يقول المستأثر مرزئة على الذي يفعله . قال أبو حاتم : يقال لولد البقرة إذا قرم أي أكل من نبات الأرض حسيل قال : والحسيل إذا هلكت أمه أو ذأرته أي نفرت منه فأوجر لبنا أو دقيقا فهو محسول ; أنشد :


لا تفخرن بلحية     كثرت منابتها ، طويله
تهوى تفرقها الريا     ح ، كأنها ذنب الحسيله



[ حسم ] حسم : الحسم : القطع ، حسمه يحسمه حسما فانحسم : قطعه . وحسم العرق : قطعه ثم كواه لئلا يسيل دمه ، وهو الحسم . وحسم الداء : قطعه بالدواء . وفي الحديث : عليكم بالصوم فإنه محسمة للعرق ومذهبة للأشر ; أي مقطعة للنكاح ; وقال الأزهري : أي مجفرة مقطعة للباه . والحسام : السيف القاطع . وسيف حسام : قاطع ، وكذلك مدية حسام كما قالوا مدية هذام وجراز ; حكاه سيبويه ; وقول أبي خراش الهذلي :


ولولا نحن أرهقه صهيب     حسام الحد مذروبا خشيبا



يعني سيفا حديد الحد ، ويروى : حسام السيف أي طرفه . وخشيبا أي مصقولا . وحسام السيف : طرفه الذي يضرب به ، سمي بذلك لأنه يحسم الدم أي يسبقه فكأنه يكويه . والحسم : المنع . وحسمه الشيء يحسمه حسما : منعه إياه . والمحسوم : الذي حسم رضاعه وغذاؤه أي قطع . ويقال للصبي السيء الغذاء : محسوم . وتقول : حسمته الرضاع أمه تحسمه حسما ، ويقال : أنا أحسم على فلان الأمر أي أقطعه عليه لا يظفر منه بشيء . وفي الحديث : أنه أتي بسارق فقال اقطعوه ثم احسموه ; أي اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم . والمحسوم : السيء الغذاء ومن أمثالهم : ولغ جري كان محسوما ; يقال عند استكثار الحريص من الشيء ، لم يكن يقدر عليه فقدر عليه ، أو عند أمره بالاستكثار حين قدر . والحسوم : الشؤم . وأيام حسوم ، وصفت بالمصدر : تقطع الخير أو تمنعه ، وقد تضاف ، والصفة أعلى . وفي التنزيل : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما وقيل : الأيام الحسوم الدائمة في الشر خاصة ، وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية التي تلوناها ، وقيل : هي المتوالية ; قال ابن سيده : وأراه المتوالية في الشر خاصة ; قال الفراء : الحسوم التباع ، إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوله عن آخره قيل له حسوم . وقال ابن عرفة في قوله : وثمانية أيام حسوما أي متتابعة ; قال أبو منصور : أراد متتابعة لم يقطع أوله عن آخره كما يتابع الكي على المقطوع ليحسم دمه أي يقطعه ، ثم قيل لكل شيء توبع : حاسم ، وجمعه حسوم مثل شاهد وشهود . ويقال : اقطعوه ثم احسموه ; أي اقطعوا عنه الدم بالكي ، والحسم : كي العرق بالنار . وفي حديث سعد : أنه كواه في أكحله ثم حسمه ; أي قطع الدم عنه بالكي . الجوهري : يقال الليالي الحسوم لأنها تحسم الخير عن أهلها ، قيل : إنما أخذ من حسم الداء إذا كوي صاحبه لأنه يحمى يكوى بالمكواة ثم يتابع ذلك عليه ; وقال الزجاج : الذي توجبه اللغة في معنى قوله حسوما ; أي تحسمهم حسوما أي تذهبهم وتفنيهم ; قال الأزهري : وهذا كقوله ، عز وعلا : فقطع دابر القوم الذين ظلموا . وقال يونس : الحسوم يورث الحشوم . وقال : الحسوم الدءوب ، قال : والحشوم الإعياء . ويقال : هذه ليالي الحسوم تحسم الخير عن أهلها كما حسم عن عاد في قوله ، عز وجل : وثمانية أيام حسوما أي شؤما عليهم ونحسا . والحيسمان والحيمسان جميعا : الآدم ، وبه سمي الرجل حيسمانا . والحيسمان : اسم رجل من خزاعة ; ومنه قول الشاعر :


وعرد عنا الحيسمان بن حابس



الجوهري : وحسمى ، بالكسر ، أرض بالبادية فيها جبال شواهق ملس الجوانب ، لا يكاد القتام يفارقها . وفي حديث أبي هريرة : لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض ، قيل : وما ذاك السنبك ؟ قال : حسمى جذام ; ابن سيده : حسمى موضع باليمن ، وقيل : قبيلة جذام . قال ابن الأعرابي : إذا لم يذكر كثير غيقة فحسمى وإذا ذكر غيقة فحسنا ; وأنشد الجوهري للنابغة :


فأصبح عاقلا بجبال حسمى     دقاق الترب محتزم القتام



قال ابن بري : أي حسمى قد أحاط به القتام كالحزام له . وفي الحديث : فله مثل قور حسمى ; حسمى ، بالكسر والقصر : اسم بلد جذام . والقور : جمع قارة وهي دون الجبل . أبو عمرو : الأحسم الرجل البازل القاطع للأمور . وقال ابن الأعرابي : الحيسم الرجل القاطع للأمور الكيس . وقال ثعلب : حسمى وحسم وذو حسم وحسم وحاسم مواضع بالبادية ; قال النابغة :


عفا حسم من فرتنا فالفوارع     فجنبا أريك ، فالتلاع الدوافع



وقال مهلهل : [ ص: 123 ]

أليلتنا بذي حسم أنيري     إذا أنت انقضيت فلا تحوري



التالي السابق


الخدمات العلمية