صفحة جزء
[ حضر ]

حضر : الحضور : نقيض المغيب والغيبة ; حضر يحضر حضورا وحضارة ; ويعدى فيقال : حضره وحضره يحضره ، وهو شاذ ، والمصدر كالمصدر . وأحضر الشيء وأحضره إياه ، وكان ذلك بحضرة فلان وبحضرته وحضرته وحضره ومحضره ، وكلمته بحضرة فلان وبمحضر منه أي بمشهد منه ، وكلمته أيضا بحضر فلان ، بالتحريك ، وكلهم يقول : بحضر فلان ، بالتحريك . الجوهري : حضرة الرجل قربه وفناؤه . وفي حديث عمرو بن سلمة الجرمي : كنا بحضرة ماء أي عنده ; ورجل حاضر وقوم حضر وحضور . وإنه لحسن الحضرة والحضرة إذا حضر بخير . وفلان حسن المحضر إذا كان ممن يذكر الغائب بخير . أبو زيد : هو رجل حضر إذا حضر بخير . ويقال : إنه ليعرف من بحضرته ومن بعقوته . الأزهري : الحضرة قرب الشيء ، تقول : كنت بحضرة الدار ; وأنشد الليث :


فشلت يداه يوم يحمل راية إلى نهشل ، والقوم حضرة نهشل



ويقال : ضربت فلانا بحضرة فلان وبمحضره . الليث : يقال حضرت الصلاة ، وأهل المدينة يقولون : حضرت ، وكلهم يقول تحضر ; وقال شمر : يقال حضر القاضي امرأة تحضر ; قال : وإنما أندرت التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأة ; قال الأزهري : واللغة الجيدة حضرت تحضر ، وكلهم يقول تحضر ، بالضم ; قال الجوهري : وأنشدنا أبو ثروان العكلي لجرير على لغة حضرت :


ما من جفانا إذا حاجاتنا حضرت     كمن لنا عنده التكريم واللطف



والحضر : خلاف البدو . والحاضر : خلاف البادي . وفي الحديث : ( لا يبع حاضر لباد ) الحاضر : المقيم في المدن والقرى ، والبادي : المقيم بالبادية ، والمنهي عنه أن يأتي البدوي البلدة ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصا ، فيقول له الحضري : اتركه عندي لأغالي في بيعه ، فهذا الصنيع محرم لما فيه من الإضرار بالغير ، والبيع إذا جرى مع المغالاة منعقد ، وهذا إذا كانت السلعة مما تعم الحاجة إليها كالأقوات ، فإن كانت تعم أو كثرت الأقوات واستغني عنها ففي التحريم تردد يعول في أحدهما على عموم ظاهر النهي وحسم باب الضرار ، وفي الثاني على معنى الضرورة . وقد جاء عن ابن عباس أنه سئل : لا يبع حاضر لباد ، قال : لا يكون له سمسارا ; ويقال : فلان من أهل الحاضرة وفلان من أهل البادية ، وفلان حضري وفلان بدوي . والحضارة : الإقامة في الحضر ; عن أبي زيد . وكان الأصمعي يقول : الحضارة ، بالفتح ; قال القطامي :


فمن تكن الحضارة أعجبته     فأي رجال بادية ترانا



ورجل حضر : لا يصلح للسفر . وهم حضور أي حاضرون ، وهو في الأصل مصدر . والحضر والحضرة والحاضرة : خلاف البادية ، وهي المدن والقرى والريف ، سميت بذلك ؛ لأن أهلها حضروا الأمصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار ، والبادية يمكن أن يكون اشتقاق اسمها من بدا يبدو أي برز وظهر ، ولكنه اسم لزم ذلك الموضع خاصة دون ما سواه ; وأهل الحضر وأهل البدو . والحاضرة والحاضر : الحي العظيم أو القوم ; وقال ابن سيده : الحي إذا حضروا الدار التي بها مجتمعهم ; قال :


في حاضر لجب بالليل سامره     فيه الصواهل والرايات والعكر



فصار الحاضر اسما جامعا كالحاج والسامر والجامل ونحو ذلك . قال الجوهري : هو كما يقال حاضر طيء ، وهو جمع ، كما يقال سامر للسمار وحاج للحجاج ; قال حسان :


لنا حاضر فعم وباد     كأنه قطين الإله عزة وتكرما



وفي حديث أسامة : وقد أحاطوا بحاضر فعم . الأزهري : العرب تقول حي حاضر ، بغير هاء ، إذا كانوا نازلين على ماء عد ، يقال : حاضر بني فلان على ماء كذا وكذا ، ويقال للمقيم على الماء : حاضر ، وجمعه حضور ، وهو ضد المسافر ، وكذلك يقال للمقيم : شاهد وخافض . وفلان حاضر بموضع كذا أي مقيم به . ويقال : على الماء حاضر وهؤلاء قوم حضار إذا حضروا المياه ، ومحاضر ; قال لبيد :


فالواديان وكل مغنى منهم     وعلى المياه محاضر وخيام



قال ابن بري : هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو :


أقوى وعري واسط فبرام     من أهله فصوائق فخزام



وبعده :


عهدي بها الحي الجميع     وفيهم قبل التفرق ، ميسر وندام



وهذه كلها أسماء مواضع . وقوله : عهدي رفع بالابتداء ، والحي مفعول بعهدي والجميع نعته ، وفيهم قبل التفرق ميسر : جملة ابتدائية في موضع نصب على الحال وقد سدت مسد خبر المبتدإ الذي هو عهدي على حد قولهم : عهدي بزيد قائما ; وندام : يجوز أن [ ص: 149 ] يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أن يكون جمع ندمان كغرثان وغراث . قال : وحضرة مثل كافر وكفرة . وفي حديث آكل الضب : ( أنى تحضرني من الله حاضرة ) أراد الملائكة الذين يحضرونه . وحاضرة : صفة طائفة أو جماعة . وفي حديث الصبح : ( فإنها مشهودة محضورة ) أي يحضرها ملائكة الليل والنهار . وحاضرو المياه وحضارها : الكائنون عليها قريبا منها لأنهم يحضرونها أبدا . والمحضر : المرجع إلى المياه . الأزهري : المحضر عند العرب المرجع إلى أعداد المياه ، والمنتجع : المذهب في طلب الكلإ ، وكل منتجع مبدى ، وجمع المبدى مباد ، وهو البدو ; والبادية أيضا : الذين يتباعدون عن أعداد المياه ذاهبين في النجع إلى مساقط الغيث ومنابت الكلإ . والحاضرون : الذين يرجعون إلى المحاضر في القيظ وينزلون على الماء العد ، ويفارقونه إلى أن يقع ربيع بالأرض يملأ الغدران فينتجعونه ، وقوم ناجعة ونواجع وبادية وبواد بمعنى واحد . وكل من نزل على ماء عد ولم يتحول عنه شتاء ولا صيفا ، فهو حاضر ، سواء نزلوا في القرى والأرياف والدور المدرية أو بنوا الأخبية على المياه فقروا بها ورعوا ما حواليها من الكلإ . وأما الأعراب الذين هم بادية فإنما يحضرون الماء العد شهور القيظ لحاجة النعم إلى الورد غبا ورفها وافتلوا الفلوات المكلئة ، فإن وقع لهم ربيع بالأرض شربوا منه في مبداهم الذي انتووه ، فإن استأخر القطر ارتووا على ظهور الإبل بشفاههم وخيلهم من أقرب ماء عد يليهم ، ورفعوا أظماءهم إلى السبع والثمن والعشر ، فإن كثرت فيه الأمطار والتف العشب وأخصبت الرياض وأمرعت البلاد جزأ النعم بالرطب واستغنى عن الماء ، وإذا عطش المال في هذه الحال وردت الغدران والتناهي فشربت كرعا وربما سقوها من الدحلان . وفي حديث عمرو بن سلمة الجرمي : كنا بحاضر يمر بنا الناس ; الحاضر : القوم النزول على ماء يقيمون به ولا يرحلون عنه . ويقال للمناهل : المحاضر للاجتماع والحضور عليها . قال الخطابي : ربما جعلوا الحاضر اسما للمكان المحضور . يقال : نزلنا حاضر بني فلان فهو فاعل بمعنى مفعول . وفي الحديث : هجرة الحاضر ; أي المكان المحضور . ورجل حضر وحضر : يتحين طعام الناس حتى يحضره . الأزهري عن الأصمعي : العرب تقول : اللبن محتضر ومحضور فغطه ; أي كثير الآفة يعني يحتضره الجن والدواب وغيرها من أهل الأرض ، والكنف محضورة . وفي الحديث : إن هذه الحشوش محتضرة ; أي يحضرها الجن والشياطين . وقوله تعالى : وأعوذ بك رب أن يحضرون أي أن تصيبني الشياطين بسوء . وحضر المريض واحتضر إذا نزل به الموت ; وحضرني الهم واحتضرني وتحضرني . وفي الحديث : أنه عليه الصلاة والسلام ، ذكر الأيام وما في كل منها من الخير والشر ، ثم قال : ( والسبت أحضر إلا أن له أشطرا ) أي هو أكثر شرا ، وهو أفعل من الحضور ; ومنه قولهم : حضر فلان واحتضر إذا دنا موته ; قال ابن الأثير : وروي بالخاء المعجمة ، وقيل : هو تصحيف ، وقوله : ( إلا أن له أشطرا ) أي خيرا مع شره ; ومنه : حلب الدهر أشطره أي نال خيره وشره . وفي الحديث : قولوا ما يحضركم ; أي ما هو حاضر عندكم موجود وتتكلفوا غيره . والحضيرة : موضع التمر ، وأهل الفلح يسمونها الصوبة ، وتسمى أيضا الجرن والجرين . والحضيرة : جماعة القوم ، وقيل : الحضيرة من الرجال السبعة أو الثمانية ; قال أبو ذؤيب أو شهاب ابنه :


رجال حروب يسعرون وحلقة     من الدار لا يأتي عليها الحضائر



وقيل : الحضيرة الأربعة والخمسة يغزون ، وقيل : هم النفر يغزى بهم ، وقيل : هم العشرة فمن دونهم ، الأزهري : قال أبو عبيد في قول سلمى الجهنية تمدح رجلا وقيل ترثيه :


يرد المياه حضيرة ونفيضة     ورد القطاة إذا اسمأل التبع



اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل : هي سلمى بنت مخدعة الجهنية ; قال ابن بري : وهو الصحيح ، وقال الجاحظ : هي سعدى بنت الشمردل الجهنية . قال أبو عبيد : الحضيرة ما بين سبعة رجال إلى ثمانية ، والنفيضة : الجماعة وهم الذين ينفضون . وروى سلمة عن الفراء قال : حضيرة الناس ونفيضتهم الجماعة . قال شمر في قوله : حضيرة ونفيضة ، قال : حضيرة يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أحد ; حكي ذلك عن ابن الأعرابي : ونصب : حضيرة ونفيضة على الحال أي خارجة من المياه ; وروي عن الأصمعي : الحضيرة الذين يحضرون المياه ، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع ; قال الأزهري : وقول ابن الأعرابي أحسن . قال ابن بري : النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثم عدو أو خوف . والتبع : الظل . واسمأل : قصر ، وذلك عند نصف النهار ; وقبله :


سباق عادية ورأس سرية     ومقاتل بطل وهاد مسلع



المسلع : الذي يشق الفلاة شقا ، واسم المرثي أسعد وهو أخو سلمى ; ولهذا تقول بعد البيت :


أجعلت أسعد للرماح دريئة     هبلتك أمك ! أي جرد ترقع ؟



الدريئة : الحلقة التي يتعلم عليها الطعن ; والجمع الحضائر ; قال أبو شهاب الهذلي :


رجال حروب يسعرون     وحلقة من الدار ، لا تمضي عليها الحضائر



وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو :


فلو أنهم لم ينكروا الحق     لم يزل لهم معقل منا عزيز وناصر



يقول : لو أنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبنا عنهم لكان لهم منا معقل يلجئون إليه وعز ينتهضون به . والحلقة : الجماعة . وقوله : تمضي عليها الحضائر أي تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها . ابن سيده : قال الفارسي حضيرة العسكر مقدمتهم . والحضيرة : ما تلقيه [ ص: 150 ] المرأة من ولادها . وحضيرة الناقة : ما ألقته بعد الولادة . والحضيرة : انقطاع دمها . والحضير : دم غليظ يجتمع في السلى . والحضير : ما اجتمع في الجرح من جاسئة المادة ، وفي السلى من السخد ونحو ذلك . يقال : ألقت الشاة حضيرتها ، وهي ما تلقيه بعد الولد من السخد والقذى . وقال أبو عبيدة : الحضيرة الصاءة تتبع السلى وهي لفافة الولد . ويقال للرجل يصيبه اللمم والجنون : فلان محتضر ; ومنه قول الراجز :


وانهم بدلويك نهيم المحتضر     فقد أتتك زمرا بعد زمر



والمحتضر : الذي يأتي الحضر . ابن الأعرابي : يقال لأذن الفيل : الحاضرة ، ولعينه الحفاصة . وقال : الحضر : التطفيل وهو الشولقي وهو القرواش والواغل ، والحضر : الرجل الواغل الراشن . والحضرة : الشدة . والمحضر : السجل . والمحاضرة : المجالدة ، وهو أن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به . قال الليث : المحاضرة أن يحاضرك إنسان بحقك فيذهب به مغالبة أو مكابرة . وحاضرته : جاثيته عند السلطان ، وهو كالمغالبة والمكاثرة . ورجل حضر : ذو بيان . وتقول : حضار بمعنى احضر ، وحضار مبنية مؤنثة مجرورة أبدا : اسم كوكب ; قال ابن سيده : هو نجم يطلع قبل سهيل فتظن الناس به أنه سهيل وهو أحد المحلفين . الأزهري : قال أبو عمرو بن العلاء : يقال : طلعت حضار والوزن ، وهما كوكبان يطلعان قبل سهيل ، فإذا طلع أحدهما ظن أنه سهيل للشبه ، وكذلك الوزن إذ طلع ، وهما محلفان عند العرب ، سميا محلفين لاختلاف الناظرين لهما إذا طلعا ، فيحلف أحدهما أنه سهيل ويحلف الآخر أنه ليس بسهيل ; وقال ثعلب : حضار نجم خفي في بعد ; وأنشد :


أرى نار ليلى بالعقيق كأنها حضار     إذا ما أعرضت ، وفرودها



الفرود : نجوم تخفى حول حضار ; يريد أن النار تخفى لبعدها كهذا النجم الذي يخفى في بعد . قال سيبويه : أما ما كان آخره راء فإن أهل الحجاز و بني تميم متفقون فيه ، ويختار فيه بنو تميم لغة أهل الحجاز ، كما اتفقوا في تراك الحجازية ؛ لأنها هي اللغة الأولى القدمى ، وزعم الخليل أن إجناح الألف أخف عليهم يعني الإمالة ليكون العمل من وجه واحد ، فكرهوا ترك الخفة وعلموا أنهم إن كسروا الراء وصلوا إلى ذلك وأنهم إن رفعوا لم يصلوا; قال : وقد يجوز أن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء ، قال : فمن ذلك حضار لهذا الكوكب ، وسفار اسم ماء ، ولكنهما مؤنثان كماوية ; وقال : فكأن تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة . والحضار من الإبل : البيضاء ، الواحد والجمع في ذلك سواء . وفي الصحاح : الحضار من الإبل الهجان ; قال أبو ذؤيب يصف الخمر :


فما تشترى إلا بربح سباؤها     بنات المخاض : شومها وحضارها



شومها : سودها ; يقول : هذه الخمر لا تشترى إلا بالإبل السود منها والبيض ; قال ابن بري : والشوم ، بلا همز جمع أشيم ، وكان قياسه أن يقال شيم كأبيض وبيض ، وأما أبو عمرو الشيباني فرواه شيمها على القياس وهما بمعنى ، الواحد أشيم ; وأما الأصمعي ، فقال : لا واحد له ، وقال عثمان بن جني : يجوز أن يجمع أشيم على شوم وقياسه شيم ، كما قالوا ناقة عائط للتي لم تحمل ونوق عوط وعيط ، قال : وأما قوله إن الواحد من الحضار والجمع سواء ، ففيه عند النحويين شرح ، وذلك أنه قد يتفق الواحد والجمع على وزن واحد إلا أنك تقدر البناء الذي يكون للجمع غير البناء الذي يكون للواحد ، وعلى ذلك قالوا ناقة هجان ونوق هجان ، فهجان الذي هو جمع يقدر على فعال الذي هو جمع مثل ظراف ، والذي يكون من صفة المفرد تقدره مفردا مثل كتاب ، والكسرة في أول مفرده غير الكسرة التي في أول جمعه ، وكذلك ناقة حضار ونوق حضار ، وكذلك الضمة في الفلك إذا كان المفرد غير الضمة التي تكون في الفلك إذا كان جمعا ، كقوله تعالى : في الفلك المشحون هذه الضمة بإزاء ضمة القاف في قولك القفل لأنه واحد ، وأما ضمة الفاء في قوله تعالى : والفلك التي تجري في البحر فهي بإزاء ضمة الهمزة في أسد ، فهذه تقدرها بأنها فعل التي تكون جمعا ، وفي الأول تقدرها فعلا التي هي للمفرد . الأزهري : والحضار من الإبل البيض اسم جامع كالهجان ; وقال الأموي : ناقة حضار إذا جمعت قوة ورحلة يعني جودة المشي ; وقال شمر : لم أسمع الحضار بهذا المعنى إنما الحضار بيض الإبل ، وأنشد بيت أبي ذؤيب شومها وحضارها أي سودها وبيضها . والحضراء من النوق وغيرها : المبادرة في الأكل والشرب . وحضار : اسم للثور الأبيض . والحضر : شحمة في العانة وفوقها . والحضر والإحضار : ارتفاع الفرس في عدوه ; عن الثعلبية ، فالحضر الاسم والإحضار المصدر . الأزهري : الحضر والحضار من عدو الدواب والفعل الإحضار ; ومنه حديث ورود النار : ( ثم يصدرون عنها بأعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ) ومنه الحديث أنه أقطع الزبير حضر فرسه بأرض المدينة ; ومنه حديث كعب بن عجرة : فانطلقت مسرعا أو محضرا فأخذت بضبعه . وقال كراع : أحضر الفرس إحضارا وحضرا ، وكذلك الرجل وعندي أن الحضر الاسم ، والإحضار المصدر . واحتضر الفرس إذا عدا ، واستحضرته : أعديته ; وفرس محضير ، الذكر والأنثى في ذلك سواء . وفرس محضير ومحضار بغير هاء ، للأنثى إذا كان شديد الحضر وهو العدو . قال الجوهري : ولا يقال محضار ، وهو من النوادر ، وهذا فرس محضير وهذه فرس محضير . وحاضرته حضارا : عدوت معه . وحضير الكتائب : رجل من سادات العرب ، وقد سمت حاضرا ومحاضرا وحضيرا . والحضر : موضع . الأزهري : الحضر مدينة بنيت قديما بين دجلة والفرات . والحضر : بلد بإزاء مسكن . و حضرموت : اسم بلد ; قال الجوهري : وقبيلة أيضا ، وهما اسمان جعلا واحدا ، إن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني إعراب ما ينصرف ، فقلت : هذا حضرموت ، وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني [ ص: 151 ] فقلت : هذا حضرموت ، أعربت حضرا وخفضت موتا ، وكذلك القول في سام أبرص ورامهرمز ، والنسبة إليه حضرمي ، والتصغير حضيرموت ، تصغر الصدر منهما ; وكذلك الجمع تقول : فلان من الحضارمة ، وفي حديث مصعب بن عمير أنه كان يمشي في الحضرمي ; هو النعل المنسوبة إلى حضرموت المتخذة بها . و حضور : جبل باليمن أو بلد باليمن ، بفتح الحاء ; وقال غامد :


تغمدت شرا كان بين عشيرتي     فأسماني القيل الحضوري غامدا



وفي حديث عائشة رضي الله عنها : كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين حضوريين ; هما منسوبان إلى حضور قرية باليمن . وفي الحديث ذكر حضير ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد ، قاع يسيل عليه فيض النقيع ، بالنون .

التالي السابق


الخدمات العلمية