صفحة جزء
[ حظظ ]

حظظ : الحظ : النصيب ، زاد الأزهري عن الليث : من الفضل والخير . وفلان ذو حظ وقسم من الفضل ، قال : ولم أسمع من الحظ فعلا . قال ابن سيده : ويقال هو ذو حظ في كذا . وقال الجوهري [ ص: 159 ] وغيره : الحظ النصيب والجد ، والجمع أحظ في القلة ، وحظوظ وحظاظ في الكثرة ، على غير قياس ; أنشد ابن جني :


وحسد أوشلت من حظاظها على أحاسي الغيظ واكتظاظها



وأحاظ وحظاء ، ممدود ، الأخيرتان من محول التضعيف وليس بقياس ; قال الجوهري : كأنه جمع أحظ ; أنشد ابن دريد لسويد بن حذاق العبدي ، ويروى للمعلوط بن بدل القريعي :


متى ما ير الناس الغني وجاره     فقير ، يقولوا عاجز وجليد
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى     ولكن أحاظ قسمت وجدود



قال ابن بري : إنما أتاه الغنى لجلادته وحرم الفقير لعجزه وقلة معرفته ، وليس كما ظنوا بل ذلك من فعل القسام ، وهو الله ، سبحانه وتعالى ، لقوله : نحن قسمنا بينهم معيشتهم . قال : وقوله أحاظ على غير قياس وهم منه بل أحاظ جمع أحظ ، وأصله أحظظ ، فقلبت الظاء الثانية ياء فصارت أحظ ، ثم جمعت على أحاظ . وفي حديث عمر رضي الله عنه : من حظ الرجل نفاق أيمه وموضع حقه ; قال ابن الأثير : الحظ الجد والبخت ، أي من حظه أن يرغب في أيمه ، وهي التي لا زوج لها من بناته وأخواته ولا يرغب عنهن ، وأن يكون حقه في ذمة مأمون جحوده وتهضمه ثقة وفي به . ومن العرب من يقول : حنظ وليس ذلك بمقصود إما هو غنة تلحقهم في المشدد بدليل أن هؤلاء إذا جمعوا قالوا حظوظ . قال الأزهري : وناس من أهل حمص يقولون حنظ ، فإذا جمعوا رجعوا إلى الحظوظ ، وتلك النون عندهم غنة ولكنهم يجعلونها أصلية ، وإنما يجري هذا اللفظ على ألسنتهم في المشدد نحو الرز يقولون رنز ، ونحو : أترجة يقولون أترنجة . قال الجوهري : تقول ما كنت ذا حظ ولقد حظظت تحظ ، وقد حظظت في الأمر فأنا أحظ حظا ، ورجل حظيظ وحظي ، على النسب ، ومحظوظ ، كله : ذو حظ من الرزق ، ولم أسمع لمحظوظ بفعل يعني أنهم لم يقولوا حظ ; وفلان أحظ من فلان : أجد منه ، فأما قولهم : أحظيته عليه فقد يكون من هذا الباب على أنه من المحول ، وقد يكون من الحظوة . قال الأزهري : للحظ فعل عن العرب وإن لم يعرفه الليث ولم يسمعه ، قال أبو عمرو : رجل محظوظ ومجدود ، قال : ويقال : فلان أحظ من فلان وأجد منه ، قال أبو الهيثم فيما كتبه لابن بزرج : يقال : هم يحظون بهم ويجدون بهم . قال : وواحد الأحظاء حظي منقوص ، قال : وأصله حظ . وروى سلمة عن الفراء قال : الحظيظ الغني الموسر . قال الجوهري : وأنت حظ وحظيظ ومحظوظ أي جديد ذو حظ من الرزق . وقوله تعالى : وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم الحظ هاهنا الجنة أي ما يلقاها إلا من وجبت له الجنة ومن وجبت له الجنة ، فهو ذو حظ عظيم من الخير . والحظظ والحظظ على مثال فعل : صمغ كالصبر ، وقيل : هو عصارة الشجر المر ، وقيل : هو كحل الخولان ، قال الأزهري : وهو الحدل ، وقال الجوهري : هو لغة في الحضض والحضض ، وهو دواء وحكى أبو عبيد الحضظ فجمع بين الضاد والظاء ، وقد تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية