[ حلف ] حلف : الحلف والحلف : القسم لغتان ، حلف أي أقسم يحلف حلفا وحلفا وحلفا ومحلوفا ، وهو أحد ما جاء من المصادر على مفعول مثل المجلود والمعقول والمعسور والميسور ، والواحدة حلفة ; قال  
امرؤ القيس     : 
حلفت لها بالله حلفة فاجر   : لناموا فما إن من حديث ولا صالي 
ويقولون : محلوفة بالله ما قال ذلك ، ينصبون على إضمار يحلف بالله محلوفة أي قسما ، والمحلوفة هو القسم .  
الأزهري  عن  
الأحمر     : حلفت محلوفا مصدر .  
ابن بزرج     : لا ومحلوفائه لا أفعل ، يريد ومحلوفه فمدها . وحلف أحلوفة ; هذه عن  
اللحياني     . ورجل حالف وحلاف وحلافة : كثير الحلف . وأحلفت الرجل وحلفته واستحلفته بمعنى واحد ، ومثله أرهبته واسترهبته ، وقد استحلفه بالله ما فعل ذلك وحلفه وأحلفه ; قال  
النمر بن تولب     : 
قامت إلي فأحلفتها     بهدي قلائده تختنق 
وفي الحديث : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369589من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها   " ، الحلف : اليمين وأصلها العقد بالعزم والنية فخالف بين اللفظين تأكيدا لعقده وإعلاما أن لغو اليمين لا ينعقد تحته . وفي 
حديث  حذيفة  قال له  جندب     : تسمعني أحالفك منذ اليوم وقد سمعته من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فلا تنهاني   ; أحالفك أفاعلك من الحلف اليمين . والحلف ، بالكسر ، العهد يكون بين القوم . وقد حالفه أي عاهده ، وتحالفوا أي تعاهدوا . وفي حديث  
أنس     : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369591حالف رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين المهاجرين  والأنصار  في دارنا مرتين أي آخى بينهم ، وفي رواية : حالف بين 
قريش  والأنصار  أي آخى بينهم لأنه لا حلف في الإسلام . وفي حديث آخر : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369592لا حلف في الإسلام   . قال  
ابن الأثير     : أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق ، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله ، صلى الله عليه وسلم : لا حلف في الإسلام ، وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف 
المطيبين  وما جرى مجراه فذلك الذي قال فيه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369593وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة ، يريد من المعاقدة على الخير ونصرة الحق ، وبذلك يجتمع الحديثان ، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام والممنوع منه ما خالف حكم الإسلام ، وقيل : المحالفة كانت قبل الفتح ، وقوله 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369592لا حلف في الإسلام قاله زمن الفتح ; فكان ناسخا وكان ، عليه السلام ،  
وأبو بكر  من 
المطيبين  وكان  
عمر  من الأحلاف ، والأحلاف ست قبائل : 
عبد الدار  وجمح  ومخزوم  وبنو عدي  وكعب  وسهم    . والحليف : المحالف .  
الليث     : يقال حالف فلان فلانا ، فهو حليفه ، وبينهما حلف لأنهما تحالفا الأيمان أن يكون أمرهما واحدا بالوفاء ، فلما لزم ذلك عندهم في الأحلاف التي في العشائر والقبائل صار كل شيء لزم شيئا فلم يفارقه فهو حليفه حتى يقال : فلان حليف الجود وفلان حليف الإكثار وفلان حليف الإقلال ; وأنشد قول  
الأعشى     : 
وشريكين في كثير من     المال ، وكانا محالفي إقلال 
وحالف فلان بثه وحزنه أي لازمه .  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي     : الأحلاف في 
قريش  خمس قبائل : 
عبد الدار  وجمح  وسهم  ومخزوم  وعدي بن كعب  سموا بذلك لما أرادت 
بنو عبد مناف  أخذ ما في يدي 
عبد الدار  من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية ، وأبت 
بنو عبد الدار  ، عقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا ، فأخرجت 
عبد مناف  جفنة مملوءة طيبا فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند 
الكعبة  ، وهم 
أسد  وزهرة  وتيم  ، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا ثم مسحوا 
الكعبة  بأيديهم توكيدا فسموا 
المطيبين  ، وتعاقدت 
بنو عبد الدار  وحلفاؤها حلفا آخر مؤكدا على أن لا يتخاذلوا فسموا الأحلاف ; وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت  يذكرهم : 
نسبا في المطيبين  وفي الأح     لاف حل الذؤابة الجمهورا 
قال : وروى  
 nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن  أبي مليكة  قال : كنت عند   nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  فأتاه   nindex.php?page=showalam&ids=13307ابن صفوان  فقال : نعم الإمارة إمارة الأحلاف كانت لكم ! قال : الذي كان قبلها خير منها ، كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من المطيبين  وكان  أبو بكر  من المطيبين  ، وكان  عمر  من الأحلاف ، يعني إمارة  عمر    . وسمع  
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  نادبة  
عمر  ، رضي الله عنه ، وهي تقول : يا سيد الأحلاف ! فقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس     : نعم والمحتلف عليهم ، يعني 
المطيبين    . قال  
الأزهري     : وإنما ذكرت ما اقتصه  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي  لأن  
القتيبي  ذكر 
المطيبين  والأحلاف فخلط فيما فسر ولم يؤد القصة على وجهها ، قال : وأرجو أن يكون ما رواه  
شمر  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي  صحيحا . وفي حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس     : وجدنا ولاية المطيبي خيرا من ولاية الأحلافي ، يريد  
أبا بكر  و  
عمر  ، يريد أن  
أبا بكر  كان من المطيبين  
وعمر  من الأحلاف ; قال  
ابن الأثير     : وهذا أحد ما جاء من النسب لا يجمع لأن الأحلاف صار اسما لهم كما صار 
الأنصار  اسما 
للأوس  والخزرج  ، والأحلاف الذين في شعر  
زهير  هم : 
أسد  وغطفان  ، لأنهم تحالفوا على التناصر ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : والذي أشار إليه من شعر  
زهير  هو قوله : 
تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها     وذبيان  قد زلت بأقدامها النعل 
قال : وفي قوله أيضا : 
ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة     وذبيان    : هل أقسمتم كل مقسم ؟ 
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : والحليفان 
أسد  وغطفان  صفة لازمة لهما لزوم الاسم .  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : الحلف العهد لأنه لا يعقد إلا بالحلف ، والجمع أحلاف . وقد حالفه محالفة وحلافا ، وهو حلفه وحليفه ; وقول أبي ذؤيب :  
[ ص: 197 ] فسوف تقول ، إن هي لم تجدني :     أخان العهد أم أثم الحليف ؟ 
الحليف : الحالف فيما كان بينه وبينها ليفين ، والجمع أحلاف وحلفاء ، وهو من ذلك لأنهما تحالفا أن يكون أمرهما واحدا بالوفاء .  
الجوهري     : الأحلاف أيضا قوم من 
ثقيف  لأن 
ثقيفا  فرقتان 
بنو مالك  والأحلاف ، ويقال 
لبني أسد  وطيء  الحليفان ، ويقال أيضا 
لفزارة  ولأسد  حليفان لأن 
خزاعة  لما أجلت 
بني أسد  عن الحرم خرجت فحالفت 
طيئا  ثم حالفت 
بني فزارة    .  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : كل شيء مختلف فيه ، فهو محلف لأنه داع إلى الحلف ، ولذلك قيل حضار والوزن محلفان ، وذلك أنهما نجمان يطلعان قبل سهيل من مطلعه فيظن الناس بكل واحد منهما أنه سهيل ، فيحلف الواحد أنه سهيل ويحلف الآخر أنه ليس به . وناقة محلفة إذا شك في سمنها حتى يدعو ذلك إلى الحلف .  
الأزهري     : ناقة محلفة السنام لا يدرى أفي سنامها شحم أم لا ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت     : 
أطلال محلفة الرسو     م بألوتي بر وفاجر 
أي يحلف اثنان : أحدهما على الدروس والآخر على أنه ليس بدارس فيبر أحدهما في يمينه ويحنث الآخر ، وهو الفاجر . ويقال : كميت محلف إذا كان بين الأحوى والأحم حتى يختلف في كمتته ، وكميت غير محلف إذا كان أحوى خالص الحوة أو أحم بين الحمة . وفي الصحاح : كميت محلفة وفرس محلف ومحلفة ، وهو  
 nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت  الأحم والأحوى لأنهما متدانيان حتى يشك فيهما البصيران فيحلف هذا أنه كميت أحوى ، ويحلف هذا أنه كميت أحم ; قال  
ابن كلحبة  اليربوعي واسمه  
هبيرة بن عبد مناف  وكلحبة  أمه : 
تسائلني بنو جشم بن بكر    :     أغراء العرادة أم بهيم ؟ 
كميت غير محلفة ، ولكن     كلون الصرف عل به الأديم 
يعني أنها خالصة اللون لا يحلف عليها أنها ليست كذلك ، والصرف : شيء أحمر يدبغ به الجلد . وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي     : معنى محلفة هنا أنها فرس لا تحوج صاحبها إلى أن يحلف أنه رأى مثلها كرما ، والصحيح هو الأول . والمحلف من الغلمان : المشكوك في احتلامه لأن ذلك ربما دعا إلى الحلف .  
الليث     : أحلف الغلام إذا جاوز رهاق الحلم ، قال : وقال بعضهم قد أحلف . قال  
أبو منصور     : أحلف الغلام بهذا المعنى خطأ ، إنما يقال أحلف الغلام إذا راهق الحلم فاختلف الناظرون إليه ، فقائل يقول قد احتلم وأدرك ويحلف على ذلك ، وقائل يقول غير مدرك ويحلف على قوله . وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقفون منه على أمر صحيح ، فهو محلف . والعرب تقول للشيء المختلف فيه : محلف ومحنث . والحليف : الحديد من كل شيء ، وفيه حلافة ، وإنه لحليف اللسان على المثل بذلك أي حديد اللسان فصيح . وسنان حليف أي حديد . قال  
الأزهري  أراه جعل حليفا لأنه شبه حدة طرفه بحدة أطراف الحلفاء . وفي حديث  
الحجاج  أنه قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=17357ليزيد بن المهلب     : ما أمضى جنانه وأحلف لسانه   ! أي ما أمضاه وأذربه من قولهم سنان حليف أي حديد ماض . والحلف والحلفاء : من نبات الأغلاث ، واحدتها حلفة وحلفة وحلفاء وحلفاة ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : حلفاء واحدة وحلفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسما كسر عليه الواحد ، أرادوا أن يكون الواحد من بناء فيه علامة التأنيث كما كان ذلك في الأكثر الذي ليست فيه علامة التأنيث ، ويقع مذكرا نحو التمر والبر والشعير وأشباه ذلك ، ولم يجاوزوا البناء الذي يقع للجميع حيث أرادوا واحدا فيه علامة التأنيث لأنه فيه علامة التأنيث ، فاكتفوا بذلك وبينوا الواحدة بأن وصفوها بواحدة ، ولم يجيئوا بعلامة سوى العلامة التي في الجمع لتفرق بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأنيث نحو التمر والبسر . وأرض حلفة ومحلفة : كثيرة الحلفاء . وقال  
أبو حنيفة     : أرض حلفة تنبت الحلفاء .  
الليث     : الحلفاء نبات حمله قصب النشاب . قال  
الأزهري     : الحلفاء نبت أطرافه محددة كأنها أطراف سعف النخل والخوص ، ينبت في مغايض الماء والنزوز ، الواحدة حلفة مثل قصبة وقصباء وطرفة وطرفاء . وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : الحلفاء واحد وجمع ، وكذلك طرفاء وبهمى وشكاعى واحدة وجمع .  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي     : الحلفاء الأمة الصخابة .  
الجوهري     : الحلفاء نبت في الماء ، وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي     : حلفة ، بكسر اللام . وفي حديث 
بدر    : أن  
عتبة بن ربيعة  برز  
لعبيدة  فقال : من أنت ؟ قال : أنا الذي في الحلفاء   ; أراد أنا الأسد لأن مأوى الأسد الآجام ومنابت الحلفاء ، وهو نبت معروف ، وقيل : هو قصب لم يدرك . والحلفاء : واحد يراد به الجمع كالقصباء والطرفاء ، وقيل : واحدته حلفاة . وحليف وحليف : اسمان . 
وذو الحليفة    : موضع ; وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12401ابن هرمة     : 
لم ينس ركبك يوم زال مطيهم     من ذي الحليف  ، فصبحوا المسلوقا 
يجوز أن يكون ذو الحليف عنده لغة في 
ذي الحليفة  ، ويجوز أن يكون حذف الهاء من 
ذي الحليفة  في الشعر كما حذفها الآخر من العذيبة في قوله وهو كثير عزة : 
لعمري ، لئن أم الحكيم  ترحلت     وأخلت بخيمات العذيب  ظلالها 
وإنما اسم الماء العذيبة ، والله أعلم .