صفحة جزء
[ حمل ]

حمل : حمل الشيء يحمله حملا وحملانا فهو محمول وحميل ، واحتمله ; وقول النابغة :


فحملت برة واحتملت فجار



عبر عن البرة بالحمل ، وعن الفجرة بالاحتمال ، لأن حمل البرة بالإضافة إلى احتمال الفجرة أمر يسير ومستصغر ; ومثله قول الله - عز اسمه : لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وهو مذكور في موضعه ; وقول أبي ذؤيب :


ما حمل البختي عام غياره     عليه الوسوق : برها وشعيرها



قال ابن سيده : إنما حمل في معنى ثقل ، ولذلك عداه بالباء ; ألا تراه قال بعد هذا :


بأثقل مما كنت حملت خالدا



وفي الحديث : " ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) " أي من حمل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم ، فإن لم يحمله عليهم لأجل كونهم مسلمين فقد اختلف فيه ، فقيل : معناه ليس منا أي ليس مثلنا ، وقيل : ليس متخلقا بأخلاقنا ولا عاملا بسنتنا ، وقوله - عز وجل : وكأين من دابة لا تحمل رزقها قال : معناه وكم من دابة لا تدخر رزقها إنما تصبح فيرزقها الله . والحمل : ما حمل ، والجمع أحمال ، وحمله على الدابة يحمله حملا . والحملان : ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة . الأزهري : ويكون الحملان أجرا لما يحمل . وحملت الشيء على ظهري أحمله حملا . وفي التنزيل العزيز : فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا أي وزرا . وحمله على الأمر يحمله حملا فانحمل : أغراه به ; وحمله على الأمر تحميلا وحمالا فتحمله تحملا وتحمالا ; قال سيبويه : أرادوا في الفعال أن يجيئوا به على الإفعال فكسروا أوله وألحقوا الألف قبل آخر حرف فيه ، ولم يريدوا أن يبدلوا حرفا مكان [ ص: 228 ] حرف كما كان ذلك في أفعل واستفعل . وفي حديث عبد الملك في هدم الكعبة وما بنى ابن الزبير منها : وددت أني تركته وما تحمل من الإثم في هدم الكعبة وبنائها . وقوله - عز وجل : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان قال الزجاج : معنى يحملنها يخنها ، والأمانة هنا : الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية ، وكذا جاء في التفسير والإنسان هنا الكافر والمنافق ، وقال أبو إسحاق في الآية : إن حقيقتها ، والله أعلم ، أن الله - تعالى - ائتمن بني آدم على ما افترضه عليهم من طاعته وأتمن السماوات والأرض والجبال بقوله : ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فعرفنا الله تعالى أن السماوات والأرض لم تحمل الأمانة أي أدتها ; وكل من خان الأمانة فقد حملها ، وكذلك كل من أثم فقد حمل الإثم ; ومنه قوله تعالى : وليحملن أثقالهم الآية ، فأعلم الله تعالى أن من باء بالإثم يسمى حاملا للإثم والسماوات والأرض أبين أن يحملنها ، يعني الأمانة ، وأدينها ، وأداؤها طاعة الله فيما أمرها به والعمل به وترك المعصية ، وحملها الإنسان ، قال الحسن : أراد الكافر والمنافق حملا الأمانة أي خانا ولم يطيعا ، قال : فهذا المعنى ، والله أعلم ، صحيح ومن أطاع الله من الأنبياء والصديقين والمؤمنين فلا يقال كان ظلوما جهولا ، قال : وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله : ليعذب الله المنافقين والمنافقات إلى آخرها ; قال أبو منصور : وما علمت أحدا شرح من تفسير هذه الآية ما شرحه أبو إسحاق ; قال : ومما يؤيد قوله في حمل الأمانة إنه خيانتها وترك أدائها قول الشاعر :


إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة     وتحمل أخرى ، أفرحتك الودائع



أراد بقوله : وتحمل أخرى أي تخونها ولا تؤديها ، يدل على ذلك قوله : أفرحتك الودائع ; أي أثقلتك الأمانات التي تخونها ولا تؤديها . وقوله تعالى : فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم فسره ثعلب فقال : على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ما أوحي إلي وكلف أن ينبه عليه ، وعليكم أنتم الاتباع . وفي حديث علي : لا تناظروهم بالقرآن فإن القرآن حمال ذو وجوه أي يحمل عليه كل تأويل فيحتمله ، وذو وجوه أي ذو معان مختلفة . الأزهري : وسمى الله ، عز وجل ، الإثم حملا فقال : وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ; يقول : وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها ذا قرابة لها إلى أن يحمل من أوزارها شيئا لم يحمل من أوزارها شيئا . وفي حديث الطهارة : إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث أي لم يظهره ولم يغلب الخبث عليه من قولهم فلان يحمل غضبه أي لا يظهره ; قال ابن الأثير : والمعنى أن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إذا كان قلتين ، وقيل : معنى لم يحمل خبثا أنه يدفعه عن نفسه ، كما يقال فلان لا يحمل الضيم إذا كان يأباه ويدفعه عن نفسه ، وقيل : معناه أنه إذا كان قلتين لم يحتمل أن يقع فيه نجاسة لأنه ينجس بوقوع الخبث فيه ، فيكون على الأول قد قصد أول مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها ، وهو ما بلغ القلتين فصاعدا ، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها ، وهو ما انتهى في القلة إلى القلتين ، قال : والأول هو القول ، وبه قال من ذهب إلى تحديد الماء بالقلتين ، فأما الثاني فلا . واحتمل الصنيعة : تقلدها وشكرها ، وكله من الحمل . وحمل فلانا وتحمل به وعليه في الشفاعة والحاجة : اعتمد . والمحمل ، بفتح الميم : المعتمد ، يقال : ما عليه محمل ، مثل مجلس ، أي معتمد . وفي حديث قيس : تحملت بعلي على عثمان في أمر أي استشفعت به إليه . وتحامل في الأمر وبه : تكلفه على مشقة وإعياء . وتحامل عليه : كلفه ما لا يطيق . واستحمله نفسه : حمله حوائجه وأموره ; قال زهير :


ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه     ولا يغنها يوما من الدهر ، يسأم



وفي الحديث : كان إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فتحامل أي تكلف الحمل بالأجرة ليكسب ما يتصدق به . وتحاملت الشيء : تكلفته على مشقة . وتحاملت على نفسي إذا تكلفت الشيء على مشقة . وفي الحديث الآخر : كنا نحامل على ظهورنا أي نحمل لمن يحمل لنا ، من المفاعلة ، أو هو من التحامل . وفي حديث الفرع والعتيرة : إذا استحمل ذبحته فتصدقت به أي قوي على الحمل وأطاقه ، وهو استفعل من الحمل ; وقول يزيد بن الأعور الشني :


مستحملا أعرف قد تبنى



يريد مستحملا سناما أعرف عظيما . وشهر مستحمل : يحمل أهله في مشقة لا يكون كما ينبغي أن يكون ; عن ابن الأعرابي ; قال : والعرب تقول إذا نحر هلال شمالا كان شهرا مستحملا . وما عليه محمل أي موضع لتحميل الحوائج . وما على البعير محمل من ثقل الحمل . وحمل عنه : حلم . ورجل حمول : صاحب حلم . والحمل ، بالفتح : ما يحمل في البطن من الأولاد في جميع الحيوان ، والجمع حمال وأحمال . وفي التنزيل العزيز : وأولات الأحمال أجلهن . وحملت المرأة والشجرة تحمل حملا : علقت . وفي التنزيل : حملت حملا خفيفا قال ابن جني : حملته ولا يقال : حملت به إلا أنه كثر حملت المرأة بولدها ; وأنشد لأبي كبير الهذلي :


حملت به ، وفي ليلة ، مزءودة     كرها ، وعقد نطاقها لم يحلل



وفي التنزيل العزيز : حملته أمه كرها وكأنه إنما جاز حملت به لما كان في معنى علقت به ونظيره قوله تعالى : أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم لما كان في معنى الإفضاء عدي بإلى . وامرأة حامل وحاملة ، على النسب وعلى الفعل . الأزهري : امرأة حامل وحاملة إذا كانت حبلى . وفي التهذيب : إذا كان في بطنها ولد ; وأنشد لعمرو بن حسان ويروى لخالد بن حق :


تمخضت المنون له بيوم     أنى ، ولكل حاملة تمام



فمن قال حامل ، بغير هاء ، قال هذا نعت لا يكون إلا للمؤنث ، ومن قال حاملة بناه على حملت فهي حاملة ، فإذا حملت المرأة شيئا على [ ص: 229 ] ظهرها أو على رأسها فهي حاملة لا غير ، لأن الهاء إنما تلحق للفرق فأما ما يكون للمذكر فقد استغني فيه عن علامة التأنيث ، فإن أتي بها فإنما هو على الأصل ، قال : هذا قول أهل الكوفة ، وأما أهل البصرة فإنهم يقولون : هذا غير مستمر لأن العرب قالت : رجل أيم وامرأة أيم ، ورجل عانس وامرأة عانس ، على الاشتراك ، وقالوا امرأة مصبية وكلبة مجرية ، مع غير الاشتراك ، قالوا : والصواب أن يقال : قولهم حامل وطالق وحائض وأشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأنيث ، فإنما هي أوصاف مذكرة وصف بها الإناث ، كما أن الربعة والراوية والخجأة أوصاف مؤنثة وصف بها الذكران ; وقالوا : حملت الشاة والسبعة وذلك في أول حملها ، عن ابن الأعرابي وحده . والحمل : ثمر الشجرة ، والكسر فيه لغة ، وشجر حامل ، وقال بعضهم : ما ظهر من ثمر الشجرة فهو حمل ، وما بطن فهو حمل ، وفي التهذيب : ما ظهر ، ولم يقيده بقوله : من حمل الشجرة ولا غيره . ابن سيده : وقيل : الحمل ما كان في بطن أو على رأس شجرة ، وجمعه أحمال . والحمل ، بالكسر : ما حمل على ظهر أو رأس ، قال : وهذا هو المعروف في اللغة ، وكذلك قال بعض اللغويين : ما كان لازما للشيء فهو حمل ، وما كان بائنا فهو حمل ، قال : وجمع الحمل أحمال وحمول ; عن سيبويه ، وجمع الحمل حمال . وفي حديث بناء مسجد المدينة : ( هذا الحمال لا حمال خيبر ) يعني ثمر الجنة أنه لا ينفد . ابن الأثير : الحمال ، بالكسر ، من الحمل والذي يحمل من خيبر هو التمر أي أن هذا في الآخرة أفضل من ذاك وأحمد عاقبة كأنه جمع حمل أو حمل ، ويجوز أن يكون مصدر حمل أو حامل ; ومنه حديث عمر : فأين الحمال ؟ يريد منفعة الحمل وكفايته ، وفسره بعضهم بالحمل الذي هو الضمان . وشجرة حاملة : ذات حمل . التهذيب : حمل الشجر وحمله . وذكر ابن دريد أن حمل الشجر فيه لغتان : الفتح والكسر ; قال ابن بري : أما حمل البطن فلا خلاف فيه أنه بفتح الحاء ، وأما حمل الشجر ففيه خلاف ، منهم من يفتحه تشبيها بحمل البطن ، ومنهم من يكسره يشبهه بما يحمل على الرأس ، فكل متصل حمل وكل منفصل حمل ، فحمل الشجرة مشبه بحمل المرأة لاتصاله ، فلهذا فتح ، وهو يشبه حمل الشيء على الرأس لبروزه وليس مستبطنا كحمل المرأة ، قال : وجمع الحمل أحمال ; وذكر ابن الأعرابي أنه يجمع أيضا على حمال مثل كلب وكلاب . والحمال : حامل الأحمال ، وحرفته الحمالة . وأحملته أي أعنته على الحمل ، والحملة جمع الحامل ، يقال : هم حملة العرش وحملة القرآن . وحميل السيل : ما يحمل من الغثاء والطين . وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار : فيلقون في نهر في الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ; قال ابن الأثير : هو ما يجيء به السيل ، فعيل بمعنى مفعول ، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة ، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها ; وفي حديث آخر : كما تنبت الحبة في حمائل السيل ، وهو جمع حميل . والحومل : السيل الصافي ; عن الهجري ; وأنشد :


مسلسلة المتنين ليست بشينة     كأن حباب الحومل الجون ريقها



وحميل الضعة والثمام والوشيج والطريفة والسبط : الدويل الأسود منه ; قال أبو حنيفة : الحميل بطن السيل وهو لا ينبت ، وكل محمول فهو حميل . والحميل : الذي يحمل من بلده صغيرا ولم يولد في الإسلام ; ومنه قول عمر ، رضي الله عنه ، في كتابه إلى شريح : الحميل لا يورث إلا ببينة ; سمي حميلا لأنه يحمل صغيرا من بلاد العدو ولم يولد في الإسلام ، ويقال : بل سمي حميلا لأنه محمول النسب ، وذلك أن يقول الرجل لإنسان : هذا أخي أو ابني ، ليزوي ميراثه عن مواليه فلا يصدق إلا ببينة . قال ابن سيده : والحميل الولد في بطن أمه إذا أخذت من أرض الشرك إلى بلاد الإسلام فلا يورث إلا ببينة . والحميل : المنبوذ يحمله قوم فيربونه . والحميل : الدعي ; قال الكميت يعاتب قضاعة في تحولهم إلى اليمن بنسبهم :


علام نزلتم من غير فقر     ولا ضراء ، منزلة الحميل ؟



والحميل : الغريب . والحمالة ، بكسر الحاء ، والحميلة : علاقة السيف وهو المحمل مثل المرجل ، قال :


على النحر حتى بل دمعي محملي



وهو السير الذي يقلده المتقلد وقد سماه ذو الرمة عرق الشجر فقال :


توخاه بالأظلاف ، حتى كأنما     يثرن الكباب الجعد عن متن محمل



والجمع الحمائل . وقال الأصمعي : حمائل السيف لا واحد لها من لفظها وإنما واحدها محمل ; التهذيب : جمع الحمالة حمائل ، وجمع المحمل محامل ; قال الشاعر :


درت دموعك فوق ظهر المحمل



وقال أبو حنيفة : الحمالة للقوس بمنزلتها للسيف يلقيها المتنكب في منكبه الأيمن ويخرج يده اليسرى منها فيكون القوس في ظهره . والمحمل : واحد محامل الحجاج ; قال الراجز :


أول عبد عمل المحاملا



والمحمل : الذي يركب عليه ، بكسر الميم . قال ابن سيده : المحمل شقان على البعير يحمل فيهما العديلان . والمحمل والحاملة : الزبيل الذي يحمل فيه العنب إلى الجرين . واحتمل القوم وتحملوا : ذهبوا وارتحلوا . والحمولة ، بالفتح : الإبل التي تحمل . ابن سيده : الحمولة كل ما احتمل عليه الحي من بعير أو حمار أو غير ذلك ، سواء كانت عليها أثقال أو لم تكن ، وفعول تدخله الهاء إذا كان بمعنى مفعول به . وفي حديث تحريم الحمر الأهلية ، قيل : لأنها حمولة الناس ; الحمولة ، بالفتح ، ما يحتمل عليه الناس من الدواب سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة . وفي حديث قطن : والحمولة المائرة لهم لاغية أي الإبل التي تحمل الميرة . وفي التنزيل العزيز : ومن [ ص: 230 ] الأنعام حمولة وفرشا يكون ذلك للواحد فما فوقه . والحمول والحمولة ، بالضم : الأجمال التي عليها الأثقال خاصة . والحمولة : الأحمال بأعيانها . الأزهري : الحمولة الأثقال . والحمولة : ما أطاق العمل والحمل . والفرش : الصغار . أبو الهيثم : الحمولة من الإبل التي تحمل الأحمال على ظهورها ، بفتح الحاء ، والحمولة ، بضم الحاء : الأحمال التي تحمل عليها ، واحدها حمل وأحمال وحمول وحمولة ، قال : فأما الحمر والبغال فلا تدخل في الحمولة . والحمول : الإبل وما عليها . وفي الحديث : ( من كانت له حمولة يأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه ) الحمولة ، بالضم : الأحمال ، يعني : أنه يكون صاحب أحمال يسافر بها . والحمول ، بالضم بلا هاء : الهوادج كان فيها النساء أو لم يكن ، واحدها حمل ، ولا يقال : حمول من الإبل إلا لما عليه الهوادج ، والحمولة والحمول واحد ; وأنشد :


أحرقاء للبين استقلت حمولها



والحمول أيضا : ما يكون على البعير . الليث : الحمولة الإبل التي تحمل عليها الأثقال . والحمول : الإبل بأثقالها ; وأنشد للنابغة :


أصاح ترى ، وأنت إذا بصير     حمول الحي يرفعها الوجين



وقال أيضا :


تخال به راعي الحمولة طائرا



قال ابن بري في الحمول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أو لم يكن : الأصل فيها الأحمال ثم يتسع فيها فتوقع على الإبل التي عليها الهوادج ; وعليه قول أبي ذؤيب :


يا هل أريك حمول الحي غادية     كالنخل زينها ينع وإفضاخ



شبه الإبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أزهى ; وقال ذو الرمة في الأحمال وجعلها كالحمول :


ما اهتجت حتى زلن بالأحمال     مثل صوادي النخل والسيال



وقال المتنخل :


ذلك ما دينك إذ جنبت     أحمالها ، كالبكر المبتل
عير عليهن كنانية     جارية كالرشإ الأكحل



فأبدل عيرا من أحمالها ; وقال امرؤ القيس في الحمول أيضا :


وحدث بأن زالت بليل حمولهم     كنخل من الأعراض غير منبق



قال : وتنطلق الحمول أيضا على النساء المتحملات كقول معقر :


أمن آل شعثاء الحمول البواكر     مع الصبح ، قد زالت بهن الأباعر ؟



وقال آخر :


أنى ترد لي الحمول أراهم     ما أقرب الملسوع منه الداء !



وقول أوس :


وكان له العين المتاح حمولة



فسره ابن الأعرابي فقال : كأن إبله موقرة من ذلك . وأحمله الحمل : أعانه عليه ، وحمله : فعل ذلك به . ويجيء الرجل إلى الرجل إذا انقطع به في سفر فيقول له : احملني فقد أبدع بي أي : أعطني ظهرا أركبه ، وإذا قال الرجل : أحملني ، بقطع الألف ، فمعناه : أعني على حمل ما أحمله . وناقة محملة : مثقلة . والحمالة ، بالفتح : الدية والغرامة التي يحملها قوم عن قوم ، وقد تطرح منها الهاء . وتحمل الحمالة أي : حملها . الأصمعي : الحمالة الغرم تحمله عن القوم ونحو ذلك قال الليث ، ويقال أيضا : حمال ; قال الأعشى :


فرع نبع يهتز في غصن المج     د ، عظيم الندى ، كثير الحمال



ورجل حمال : يحمل الكل عن الناس . الأزهري : الحميل الكفيل . وفي الحديث : ( الحميل غارم ) هو الكفيل أي : الكفيل ضامن . وفي حديث ابن عمر : ( كان لا يرى بأسا في السلم بالحميل ) أي : الكفيل . الكسائي : حملت به حمالة كفلت به ، وفي الحديث : ( لا تحل المسألة إلا لثلاثة ) ذكر منهم : ( رجل تحمل حمالة عن قوم ) هي بالفتح ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة مثل أن تقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين ، التحمل : أن يحملها عنهم على نفسه ويسأل الناس فيها . وقتادة صاحب الحمالة ; سمي بذلك لأنه تحمل بحمالات كثيرة فسأل فيها وأداها . والحوامل : الأرجل . وحوامل القدم والذراع : عصبها ، واحدتها حاملة . ومحامل الذكر وحمائله : العروق التي في أصله وجلده ; وبه فسر الهروي قوله في حديث عذاب القبر : ( يضغط المؤمن في هذا ، يريد القبر ، ضغطة تزول منها حمائله ) وقيل : هي عروق أنثييه ، قال : ويحتمل أن يراد موضع حمائل السيف أي : عواتقه وأضلاعه وصدره . وحمل به حمالة : كفل . يقال : حمل فلان الحقد على نفسه إذا أكنه في نفسه واضطغنه . ويقال للرجل إذا استخفه الغضب : قد احتمل وأقل ; قال الأصمعي في الغضب : غضب فلان حتى احتمل . ويقال للذي يحلم عمن يسبه : قد احتمل ، فهو محتمل ; وقال الأزهري في قول الجعدي :


كلبا من حس ماء قد مسه     وأفانين فؤاد محتمل



أي : مستخف من النشاط ، وقيل : غضبان ، وأفانين فؤاد : ضروب نشاطه . واحتمل الرجل : غضب . الأزهري عن الفراء : احتمل إذا غضب ، ويكون بمعنى حلم . وحملت به حمالة أي : كفلت ، وحملت إدلاله واحتملت بمعنى ; قال الشاعر :


أدلت فلم أحمل ، وقالت فلم أجب     لعمر أبيها إنني لظلوم !



والمحامل : الذي يقدر على جوابك فيدعه إبقاء على مودتك ، [ ص: 231 ] والمجامل : الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويحقد عليك إلى وقت ما . ويقال : فلان لا يحمل أي : يظهر غضبه . والمحمل من النساء والإبل : التي ينزل لبنها من غير حبل ، وقد أحملت . والحمل : الخروف ، وقيل : هو من ولد الضأن الجذع فما دونه ، والجمع حملان وأحمال ، وبه سميت الأحمال ، وهي بطون من بني تميم . والحمل : السحاب الكثير الماء . والحمل : برج من بروج السماء ، هو أول البروج أوله الشرطان وهما قرنا الحمل ، ثم البطين ثلاثة كواكب ، ثم الثريا وهي ألية الحمل ، هذه النجوم على هذه الصفة تسمى حملا ; قلت : وهذه المنازل والبروج قد انتقلت ، والحمل في عصرنا هذا أوله من أثناء الفرغ المؤخر ، وليس هذا موضع تحرير درجه ودقائقه . المحكم : قال ابن سيده : قال ابن الأعرابي : يقال : هذا حمل طالعا ، تحذف منه الألف واللام وأنت تريدها ، وتبقي الاسم على تعريفه ، وكذلك جميع أسماء البروج لك أن تثبت فيها الألف واللام ولك أن تحذفها وأنت تنويها ، فتبقي الأسماء على تعريفها الذي كانت عليه . والحمل : النوء ، قال : وهو الطلي . يقال : مطرنا بنوء الحمل وبنوء الطلي ; وقول المتنخل الهذلي :


كالسحل البيض ، جلا لونها     سح نجاء الحمل الأسول



فسر بالسحاب الكثير الماء ، وفسر بالبروج ، وقيل في تفسير النجاء : السحاب الذي نشأ في نوء الحمل ، قال : وقيل في الحمل : إنه المطر الذي يكون بنوء الحمل ، وقيل : النجاء السحاب الذي هراق ماءه ، واحده نجو ، شبه البقر في بياضها بالسحل ، وهي الثياب البيض ، واحدها سحل ; والأسول : المسترخي أسفل البطن ، شبه السحاب المسترخي به ; وقال الأصمعي : الحمل هاهنا السحاب الأسود ويقوي قوله كونه وصفه بالأسول وهو المسترخي ، ولا يوصف النجو بذلك ، وإنما أضاف النجاء إلى الحمل ، والنجاء : السحاب لأنه نوع منه كما تقول : حشف التمر لأن الحشف نوع منه . وحمل عليه في الحرب حملة ، وحمل عليه حملة منكرة ، وشد شدة منكرة ، وحملت على بني فلان إذا أرشت بينهم . وحمل على نفسه في السير أي : جهدها فيه . وحملته الرسالة أي : كلفته حملها . واستحملته : سألته أن يحملني . وفي حديث تبوك : قال أبو موسى : أرسلني أصحابي إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أسأله الحملان هو مصدر حمل يحمل حملانا ، وذلك أنهم أنفذوه يطلبون شيئا يركبون عليه ، ومنه تمام الحديث : قال ، صلى الله عليه وسلم : ( ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم ) أراد إفراد الله بالمن عليهم ، وقيل : أراد لما ساق الله إليه هذه الإبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم عليها ، وقيل : كان ناسيا ليمينه أنه لا يحملهم فلما أمر لهم بالإبل قال : ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم ، كما قال للصائم الذي أفطر ناسيا : الله أطعمك وسقاك . وتحامل عليه أي : مال ، والمتحامل قد يكون موضعا ومصدرا ، تقول في المكان : هذا متحاملنا ، وتقول في المصدر : ما في فلان متحامل أي : تحامل ; والأحمال في قول جرير :


أبني قفيرة ، من يورع وردنا     أم من يقوم لشدة الأحمال ؟



قوم من بني يربوع هم ثعلبة وعمرو والحارث . يقال : ورعت الإبل عن الماء رددتها ، وقفيرة : جدة الفرزدق أم صعصعة بن ناجية بن عقال . وحمل : موضع بالشأم . الأزهري : حمل اسم جبل بعينه ; ومنه قول الراجز :


أشبه أبا أمك أو أشبه حمل



قال : حمل اسم جبل فيه جبلان يقال لهما : طمران ; وقال :


كأنها ، وقد تدلى النسران     ضمهما من حمل طمران
صعبان عن شمائل وأيمان



قال الأزهري : ورأيت بالبادية حملا ذلولا اسمه حمال . وحومل : موضع ; قال أمية بن أبي عائذ الهذلي :


من الطاويات ، خلال الغضا     بأجماد حومل أو بالمطالي



وقول امرئ القيس :


بين الدخول فحومل



إنما صرفه ضرورة . وحومل : اسم امرأة يضرب بكلبتها المثل ، يقال : أجوع من كلبة حومل . والمحمولة : حنطة غبراء كأنها حب القطن ليس في الحنطة أكبر منها حبا ولا أضخم سنبلا ، وهي كثيرة الريع غير أنها لا تحمد في اللون ولا في الطعم ; هذه عن أبي حنيفة . وقد سمت حملا وحميلا . وبنو حميل : بطن ; وقولهم :


ضح قليلا يدرك الهيجا حمل



إنما يعني به حمل بن بدر . والحمالة : فرس طليحة بن خويلد الأسدي ; وقال يذكرها :


عويت لهم صدر الحمالة     إنها معاودة قيل الكماة نزال
فيوما تراها في الجلال مصونة     ويوما تراها غير ذات جلال



قال ابن بري : يقال لها : الحمالة الصغرى ، وأما الحمالة الكبرى فهي لبني سليم ; وفيها يقول عباس بن مرداس :


أما الحمالة والقريظ ، فقد     أنجبن من أم ومن فحل



التالي السابق


الخدمات العلمية