صفحة جزء
[ حنث ] ] حنتم : الحنتم : جرار خضر تضرب إلى الحمرة قال طفيل يصف سحابا :

حنث : الحنث : الخلف في اليمين . حنث في يمينه حنثا وحنثا : لم يبر فيها ، وأحنثه هو . تقول : أحنثت الرجل في يمينه فحنث إذا لم يبر فيها . وفي الحديث : ( اليمين حنث أو مندمة ) الحنث في اليمين : نقضها والنكث فيها ، وهو من الحنث : الإثم ; يقول : إما أن يندم على ما حلف عليه أو يحنث فتلزمه الكفارة . وحنث في يمينه أي أثم . وقال خالد بن جنبة : الحنث أن يقول الإنسان غير الحق ; وقال ابن شميل : على فلان يمين قد حنث فيها ، وعليه أحناث كثيرة ; وقال : فإنما اليمين حنث أو ندم . والحنث : حنث اليمين إذا لم تبر . والمحانث مواقع الحنث . والحنث : الذنب العظيم والإثم ; وفي التنزيل العزيز : وكانوا يصرون على الحنث العظيم يصرون أي يدومون ; وقيل : هو الشرك ، وقد فسرت به هذه الآية أيضا ; قال :


من يتشاءم بالهدى ، فالحنث شر



أي الشرك شر . وتحنث : تعبد واعتزل الأصنام ، مثل تحنف . وبلغ الغلام الحنث أي الإدراك والبلوغ ; وقيل إذا بلغ مبلغا جرى عليه القلم بالطاعة والمعصية ; وفي الحديث : ( من مات له ثلاث من الولد ، لم يبلغوا الحنث ، دخل من أي أبواب الجنة شاء ) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث والطاعة ; يقال : بلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة . والحنث : الإثم ; وقيل : الحنث الحلم . وفي الحديث : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان ، قبل أن يوحى إليه ، يأتي حراء ، وهو جبل بمكة فيه غار ، وكان يتحنث في الليالي أي يتعبد . وفي رواية عائشة ، رضي الله عنها : كان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ; وهو التعبد الليالي ذوات العدد ، قال ابن سيده : وهذا عندي على السلب ، كأنه ينفي بذلك الحنث الذي هو الإثم ، عن نفسه ، كقوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك أي انف الهجود عن عينك ; ونظيره : تأثم وتحوب أي نفى الإثم والحوب ; وقد يجوز أن تكون ثاء يتحنث بدلا من فاء يتحنف . وفلان يتحنث من كذا أي يتأثم منه ; ابن الأعرابي : قوله يتحنث أي يفعل فعلا يخرج به من الحنث ، وهو الإثم والحرج ; ويقال : هو يتحنث أي يتعبد لله ; قال : وللعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظها ; يقال : فلان يتنجس إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة ، كما يقال : فلان يتأثم ويتحرج إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم والحرج . وروي عن حكيم بن حزام أنه قال لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة رحم وصدقة ، هل لي فيها من أجر ؟ فقال له ، صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما سلف لك من خير ; أي أتقرب إلى الله بأفعال في الجاهلية ; يريد بقوله : كنت أتحنث أي أتعبد وألقي بها الحنث أي الإثم عن نفسي . ويقال للشيء الذي يختلف الناس فيه فيحتمل وجهين : محلف ومحنث . والحنث : الرجوع في اليمين . والحنث : الميل من باطل إلى حق ، ومن حق إلى باطل . يقال : قد حنثت أي ملت إلى هواك علي ، وقد حنثت مع الحق على هواك ; وفي حديث عائشة : ولا أتحنث إلى نذري أي لا أكتسب الحنث ، وهو الذنب ، وهذا بعكس الأول ; وفي الحديث : يكثر فيهم أولاد الحنث أي أولاد الزنا ، من الحنث المعصية ، ويروى بالخاء المعجمة والباء الموحدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية