صفحة جزء
[ حوش ]

حوش : الحوش : بلاد الجن من وراء رمل يبرين لا يمر بها أحد [ ص: 270 ] من الناس ، وقيل : هم حي من الجن ؛ وأنشد لرؤبة :


إليك سارت من بلاد الحوش



والحوش والحوشية : إبل الجن ، وقيل : هي الإبل المتوحشة . أبو الهيثم : الإبل الحوشية ؛ هي الوحشية ويقال : إن فحلا من فحولها ضرب في إبل لمهرة بن حيدان فنتجت النجائب المهرية من تلك الفحول الحوشية فهي لا تكاد يدركها التعب . قال : وذكر أبو عمرو الشيباني أنه رأى أربع فقر من مهرية عظما واحدا ، وقيل : إبل حوشية محرمات بعزة نفوسها . ويقال : الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش ، وهي فحول جن تزعم العرب أنها ضربت في نعم بعضهم فنسبت إليها . ورجل حوشي : لا يخالط الناس ولا يألفهم ، وفيه حوشية . والحوشي : الوحشي . وحوشي الكلام : وحشيه وغريبه . ويقال : فلان يتتبع حوشي الكلام ووحشي الكلام وعقمي الكلام بمعنى واحد . وفي حديث عمر : لم يتتبع حوشي الكلام أي : وحشيه وعقده والغريب المشكل منه . وليل حوشي : مظلم هائل . ورجل حوش الفؤاد : حديده ؛ قال أبو كبير الهذلي :


فأتت به حوش الفؤاد مبطنا سهدا     إذا ما نام ليل الهوجل



وحشنا الصيد حوشا وحياشا وأحشناه وأحوشناه : أخذناه من حواليه لنصرفه إلى الحبالة وضممناه . وحشت عليه الصيد والطير حوشا وحياشا وأحشته عليه وأحوشته عليه وأحوشته إياه ؛ عن ثعلب : أعنته على صيدهما . واحتوش القوم الصيد إذا نفره بعضهم على بعضهم ، وإنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجتوروا . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أن رجلين أصابا صيدا فتله أحدهما وأحاشه الآخر عليه يعني في الإحرام . يقال : حشت عليه الصيد وأحشته إذا نفرته نحوه وسقته إليه وجمعته عليه . وفي حديث سمرة : فإذا عنده ولدان وهو يحوشهم أي : يجمعهم . وفي حديث ابن عمر : أنه دخل أرضا له فرأى كلبا فقال : أحيشوه علي . وفي حديث معاوية : قل انحياشه أي : حركته وتصرفه في الأمور . وحشت الإبل : جمعتها وسقتها . الأزهري : حوش إذا جمع ، وشوح إذا أنكر ، وحاش الذئب الغنم كذلك ؛ قال :


يحوشها الأعرج حوش الجلة     من كل حمراء كلون الكلة



قال : الأعرج هاهنا ذئب معروف . والتحويش : التحويل . وتحوش القوم عني : تنحوا . وانحاش عنه أي : نفر . والحواشة : ما يستحيا منه . واحتوش القوم فلانا وتحاوشوه بينهم : جعلوه وسطهم . واحتوش القوم على فلان : جعلوه وسطهم . وفي حديث علقمة : فعرفت فيه تحوش القوم وهيئتهم أي : تأهبهم وتشجعهم . ابن الأعرابي : والحواشة الاستحياء ، والحواسة ، بالسين ، الأكل الشديد . ويقال : الحواشة من الأمر ما فيه فظيعة ؛ يقال : لا تغش الحواشة ؛ قال الشاعر :


غشيت حواشة وجهلت حقا     وآثرت الغواية غير راض



قال أبو عمرو في نوادره : التحوش الاستحياء . والحوش : أن تأكل من جوانب الطعام . والحائش : جماعة النخل والطرفاء ، وهو في النخل أشهر ، لا واحد له من لفظه ؛ قال الأخطل :


وكأن ظعن الحي حائش قرية     داني الجناة ، وطيب الأثمار



شمر : الحائش جماعة كل شجر من الطرفاء والنخل وغيرهما ؛ وأنشد :


فوجد الحائش فيما أحدقا     قفرا من الرامين ، إذ تودقا



قال : وقال بعضهم إنما جعل حائشا لأنه لا منفذ له . الجوهري : الحائش جماعة النخل لا واحد لها كما يقال لجماعة البقر ربرب ، وأصل الحائش المجتمع من الشجر ، نخلا كان أو غيره . يقال : حائش للطرفاء . وفي الحديث : أنه دخل حائش نخل فقضى فيه حاجته ؛ هو النخل الملتف المجتمع كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض ، قال : وأصله الواو ، وذكره ابن الأثير في حيش واعتذر أنه ذكره هناك لأجل لفظه ؛ ومنه الحديث : أنه كان أحب ما استتر به إليه حائش نخل أو حائط . وقال ابن جني : الحائش اسم لا صفة ولا هو جار على فعل فأعلوا عينه ، وهي في الأصل واو من الحوش ، قال : فإن قلت فلعله جار على حاش جريان قائم على قام قيل : لم نرهم أجروه صفة ولا أعملوه عمل الفعل ، وإنما الحائش البستان بمنزلة الصور ، وهي الجماعة من النخل ، وبمنزلة الحديقة ، فإن قلت : فإن فيه معنى الفعل لأنه يحوش ما فيه من النخل وغيره وهذا يؤكد كونه في الأصل صفة ، وإن كان قد استعمل استعمال الأسماء كصاحب ووارد ، قيل : ما فيه من معنى الفعلية لا يوجب كونه صفة ، ألا ترى إلى قولهم الكاهل والغارب وهما وإن كان فيهما معنى الاكتهال والغروب فإنهما اسمان ؟ وكذلك الحائش لا يستنكر أن يجيء مهموزا وإن لم يكن اسم فاعل لا لشيء غير مجيئه على ما يلزم إعلال عينه نحو قائم وبائع وصائم . والحائش : شق عند منقطع صدر القدم مما يلي الأخمص . ولي في بني فلان حواشة أي : من ينصرني من قرابة أو ذي مودة ؛ عن ابن الأعرابي . وما ينحاش لشيء أي ما يكترث له . وفلان ما ينحاش من فلان أي : ما يكترث له . ويقال : حاش لله ، تنزيها له ، ولا يقال حاش لك قياسا عليه ، وإنما يقال حاشاك وحاشى لك . وفي الحديث : ( من خرج على أمتي فقتل برها وفاجرها ولا ينحاش لمؤمنهم ) أي : لا يفزع لذلك ، ولا يكترث له ، ولا ينفر . وفي حديث عمرو : وإذا ببياض ينحاش مني وأنحاش منه أي : ينفر مني وأنفر منه ، وهو مطاوع الحوش النفار ؛ قال ابن الأثير : وذكره الهروي في الياء وإنما من الواو . وزجر الذئب وغيره فما انحاش لزجره ؛ قال ذو الرمة يصف بيضة نعامة :


وبيضاء لا تنحاش منا وأمها     إذا ما رأتنا ، زيل منها زويلها



قال ابن سيده : وحكمنا على انحاش أنها من الواو لما علم من أن [ ص: 271 ] العين واوا أكثر منها ياء ، وسواء في ذلك الاسم والفعل . الأزهري في حشا : قال الليث : المحاش كأنه مفعل من الحوش وهم قوم لفيف أشابة ؛ وأنشد بيت النابغة :


جمع محاشك يا يزيد ، فإنني     أعددت يربوعا لكم وتميما



قال أبو منصور : غلط الليث في المحاش من وجهين : أحدهما فتحه الميم وجعله إياه مفعلا من الحوش ، والوجه الثاني ما قال في تفسيره ، والصواب المحاش ، بكسر الميم . وقال أبو عبيدة فيما روى عنه أبو عبيد ، وابن الأعرابي : إنما هو : جمع محاشك ، بكسر الميم ، جعلوه من محشته أي : أحرقته لا من الحوش ، وقد فسر في الثلاثي الصحيح أنهم يتحالفون عند النار ؛ وأما المحاش ، بفتح الميم ، فهو أثاث البيت ، وأصله من الحوش وهو جمع الشيء وضمه . قال ولا يقال للفيف الناس محاش ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية