صفحة جزء
[ حيض ]

حيض : الحيض : معروف . حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا ، والمحيض يكون اسما ويكون مصدرا . قال أبو إسحاق : يقال حاضت المرأة تحيض حيضا ومحاضا ومحيضا ، قال : وعند النحويين أن المصدر في هذا الباب بابه المفعل والمفعل جيد بالغ ، وهي حائض ، همزت وإن لم تجر على الفعل لأنه أشبه في اللفظ ما اطرد همزه من الجاري على الفعل نحو قائم وصائم وأشباه ذلك ؛ قال ابن سيده : ويدلك على أن عين حائض همزة ، وليست ياء خالصة كما لعله يظنه كذلك ظان ، قولهم امرأة زائر من زيارة النساء ، ألا ترى أنه لو كانت العين صحيحة لوجب ظهورها واوا وأن يقال زاور ؟ وعليه قالوا : العائر للرمد ، وإن لم يجر على الفعل لما جاء مجيء ما يجب همزه وإعلاله في غالب الأمر ، ومثله الحائش : الجوهري : حاضت ، فهي حائضة ؛ وأنشد :


رأيت حيون العام والعام قبله كحائضة يزنى بها غير طاهر



وجمع الحائض حوائض وحيض على فعل . قال ابن خالويه : يقال حاضت ونفست ونفست ودرست وطمثت وضحكت وكادت [ ص: 289 ] وأكبرت وصامت . وقال المبرد : سمي الحيض حيضا من قولهم حاض السيل إذا فاض ؛ وأنشد لعمارة بن عقيل :


أجالت حصاهن الذواري ، وحيضت     عليهن حيضات السيول الطواحم



والذواري والذاريات : الرياح . والحيضة : المرة الواحدة من دفع الحيض ونوبه ، والحيضات جماعة ، والحيضة الاسم ، بالكسر ، والجمع الحيض ، وقيل : الحيضة الدم نفسه . وفي حديث أم سلمة : ليست حيضتك في يدك ؛ الحيضة ، بالكسر : الاسم من الحيض والحال التي تلزمها الحائض من التجنب والتحيض كالجلسة والقعدة من الجلوس والقعود . والحياض : دم الحيضة ؛ قال الفرزدق :


خواق حياضهن تسيل سيلا     على الأعقاب ، تحسبه خضابا



أراد خواق فخفف . وتحيضت المرأة : تركت الصلاة أيام حيضها . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال للمرأة : ( تحيضي في علم الله ستا أو سبعا ) تحيضت المرأة إذا قعدت أيام حيضتها تنتظر انقطاعه ، يقول : عدي نفسك حائضا وافعلي ما تفعل الحائض ، وإنما خص الست والسبع لأنهما الغالب على أيام الحيض واستحيضت المرأة أي : استمر بها الدم بعد أيامها ، فهي مستحاضة ، والمستحاضة : التي لا يرقأ دم حيضها ولا يسيل من المحيض ولكنه يسيل من عرق يقال له العاذل ، وإذا استحيضت المرأة في غير أيام حيضها صلت وصامت ولم تقعد كما تقعد الحائض عن الصلاة . قال الله عز وجل : ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض قيل : إن المحيض في هذه الآية المأتى من المرأة لأنه موضع الحيض فكأنه قال : اعتزلوا النساء في موضع الحيض ولا تجامعوهن في ذلك المكان . وفي الحديث : إن فلانة استحيضت ؛ الاستحاضة : أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتاد . يقال : استحيضت ، فهي مستحاضة ، وهو استفعال من الحيض . وحاضت السمرة : خرج منها الدودم ، وهو شيء شبه الدم ، وإنما ذلك على التشبيه . وقال غيره : حاضت السمرة تحيض حيضا ، وهي شجرة يسيل منها شيء كالدم . الأزهري : يقال حاض السيل وفاض إذا سال يحيض ويفيض ؛ وقال عمارة :


أجالت حصاهن الذواري وحيضت     عليهن حيضات السيول الطواحم



معنى حيضت : سيلت . والمحيض والحيض : اجتماع الدم إلى ذلك المكان ، قال : ومن هذا قيل للحوض : حوض ، لأن الماء يحيض إليه أي : يسيل ، قال : والعرب تدخل الواو على الياء والياء على الواو لأنهما من حيز واحد ، وهو الهواء ، وهما حرفا لين ، وقال اللحياني في باب الصاد والضاد حاص وحاض بمعنى واحد ، وكذلك قال ابن السكيت في باب الصاد والضاد . وقال أبو سعيد : إنما هو حاض وجاض بمعنى واحد ويقال : حاضت المرأة وتحيضت ودرست وعركت تحيض حيضا ومحاضا ومحيضا إذا سال الدم منها في أوقات معلومة ، فإذا سال في غير أيام معلومة ومن غير عرق المحيض قلت : استحيضت ، فهي مستحاضة ، وقد تكرر ذكر الحيض وما تصرف منه من اسم وفعل ومصدر وموضع وزمان وهيئة في الحديث ؛ ومن ذلك قوله ، صلى الله عليه وسلم : ( لا تقبل صلاة حائض إلا بخمار ) أي : بلغت سن المحيض وجرى عليها القلم . ولم يرد في أيام حيضها لأن الحائض لا صلاة عليها . والحيضة : الخرقة التي تستثفر بها المرأة ؛ قالت عائشة ، رضي الله عنها : ليتني كنت حيضة ملقاة ؛ وكذلك المحيضة والجمع المحايض . وفي حديث بئر بضاعة : تلقى فيها المحايض ؛ وقيل : المحايض جمع المحيض ، وهو مصدر حاض ، فلما سمي به جمعه ، ويقع المحيض على المصدر والزمان والدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية