صفحة جزء
[ خدر ] خدر : الخدر : ستر يمد للجارية في ناحية البيت ثم صار كل ما واراك من بيت ونحوه خدرا ، والجمع خدور وأخدار ، وأخادير جمع الجمع ; وأنشد :


حتى تغامز ربات الأخادير



وفي الحديث : أنه - عليه الصلاة والسلام - كان إذا خطب إليه إحدى بناته أتى الخدر فقال : إن فلانا يخطب ، فإن طعنت في الخدر لم يزوجها ; معنى طعنت في الخدر دخلت وذهبت كما يقال طعن في المفازة إذا دخل فيها ; وقيل : معناه ضربت بيدها على الخدر ، ويشهد له ما جاء في رواية أخرى : نقرت الخدر مكان طعنت . وجارية مخدرة إذا ألزمت الخدر ، ومخدورة . والخدر : خشبات تنصب فوق قتب البعير مستورة بثوب ، وهو الهودج ; وهودج مخدور ومخدر : ذو خدر ; أنشد ابن الأعرابي :


صوى لها ذا كدنة في ظهره     كأنه مخدر في خدره



أراد في ظهره سنام تامك كأنه هودج مخدر ، فأقام الصفة التي هي قوله كأنه مخدر مقام الموصوف الذي هو قوله سنام ، كما قال :


كأنك من جمال بني أقيش     يقعقع خلف رجليه بشن



أي كأنك جمل من جمال بني أقيش ، فحذف الموصوف واجتزأ منه بالصفة لعلم المخاطب بما يعني . وقد أخدر الجارية إخدارا وخدرها وخدرت في خدرها وتخدرت هي واختدرت ; قال ابن أحمر :


وضعن بذي الجذاء فضول ريط     لكيما يختدرن ويرتدينا



ويروى : بذي الجذاة . واختدرت القارة بالسراب : استترت به فصار لها كالخدر ; قال ذو الرمة :


حتى أتى فلك الدهناء دونهم     واعتم قور الضحى بالآل واختدرا



وخدرت الظبية خشفها في الخمر والهبط : سترته هنالك . وخدر الأسد : أجمته . وخدر الأسد خدورا وأخدر : لزم خدره وأقام ، وأخدره عرينه : واراه . والمخدر : الذي اتخذ الأجمة خدرا ; أنشد ثعلب :


محلا كوعثاء القنافذ ضاربا     به كنفا كالمخدر المتأجم



والخادر : الذي خدر فيها . وأسد خادر : مقيم في عرينه داخل في الخدر ، ومخدر أيضا . وخدر الأسد في عرينه ، ويعني بالخدر الأجمة ; وفي قصيد كعب بن زهير :


من خادر من ليوث الأسد مسكنه     ببطن عثر غيل دونه غيل



خدر الأسد وأخدر ، فهو خادر ومخدر إذا كان في خدره ، وهو بيته ، وخدر بالمكان وأخدر : أقام ; قال :


إني لأرجو من شبيب برا     والجزء إن أخدرت يوما قرا



وأخدر فلان في أهله أي أقام فيهم ; وأنشد الفراء :


كأن تحتي بازيا ركاضا     أخدر خمسا لم يذق عضاضا



يعني أقام في وكره . والخدر : المطر لأنه يخدر الناس في بيوتهم ; قال الراجز :


ويسترون النار من غير خدر



والخدرة : المطرة . ابن السكيت : الخدر الغيم والمطر ; وأنشد الراجز أيضا :


لا يوقدون النار إلا لسحر     ثمت لا توقد إلا بالبعر
ويسترون النار من غير خدر



يقول : يسترون النار مخافة الأضياف من غير غيم ولا مطر . وقد [ ص: 27 ] أخدر القوم . أظلهم المطر ; وقال :


شمس النهار ألاحها الإخدار



ويوم خدر : بارد ند ، وليلة خدرة ; قال ابن بري : لم يذكر الجوهري شاهدا على ذلك ; قال : وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره ، وهو :


وبلاد زعل ظلمانها     كالمخاض الجرب في اليوم الخدر



قال ابن بري : البيت لطرفة بن العبد . والظلمان : ذكور النعام ، الواحد ظليم . والزعل : النشيط والمرح . والمخاض : الحوامل ; شبه النعام بالمخاض الجرب لأن الجرب تطلى بالقطران ويصير لونها كلون النعام ، وخص اليوم الندي البارد لأن الجربى يجتمع فيه بعضها إلى بعض ; ومنه قيل للعقاب : خدارية لشدة سوادها ; قال العجاج :


وخدر الليل فيجتاب الخدر



وقال ابن الأعرابي : أصل الخداري أن الليل يخدر الناس أي يلبسهم ; ومنه قوله :


" والدجن مخدر "



أي ملبس ; ومنه قيل للأسد : خادر ; قال الأزهري : وأنشدني عمارة لنفسه :


فيهن جائلة الوشاح كأنها     شمس النهار أكلها الإخدار



أكلها : أبرزها ، وأصله من الانكلال وهو التبسم . والخدر والخدر : الظلمة . والخدرة : الظلمة الشديدة ، وليل أخدر وخدر وخدر وخداري : مظلم ; وقال بعضهم : الليل خمسة أجزاء : سدفة وستفة وهجمة ويعفور وخدرة ; فالخدرة على هذا آخر الليل . وأخدر القوم : كأليلوا . وأخدره الليل إذا حبسه ، والليل مخدر ; قال العجاج يصف الليل :


ومخدر الأخدار أخدري



والخداري : السحاب الأسود . وبعير خداري أي شديد السواد ، وناقة خدارية والعقاب الخدارية والجارية الخدارية الشعر . وعقاب خدارية : سوداء ; قال ذو الرمة :


ولم يلفظ الغرثى الخدارية الوكر



قال شمر : يعني الوكر لم يلفظ العقاب ، جعل خروجها من الوكر لفظا مثل خروج الكلام من الفم ، يقول : بكرت هذه المرأة قبل أن تطير العقاب من وكرها ; وقوله :


كأن عقابا خدارية     تنشر في الجو منها جناحا



فسره ثعلب فقال : تكون العقاب الطائرة ، وتكون الراية لأن الراية يقال لها عقاب . وتكون أبرادا أي أنهم يبسطون أبرادهم فوقهم . وشعر خداري : أسود . وكل ما منع بصرا عن شيء ، فقد أخدره . والخدر : المكان المظلم الغامض ; قال هدبة :


إني إذا استخفى الجبان بالخدر



والخدر : امذلال يغشى الأعضاء : الرجل واليد والجسد . وقد خدرت الرجل تخدر ; والخدر من الشراب والدواء : فتور يعتري الشارب وضعف . ابن الأعرابي : الخدرة ثقل الرجل وامتناعها من المشي . خدر خدرا ، فهو خدر ، وأخدره ذلك . والخدر في العين : فتورها ، وقيل : هو ثقل فيها من قذى يصيبها ; وعين خدراء : خدرة . والخدر : الكسل والفتور ; وخدرت عظامه ; قال طرفة :


جازت البيد إلى أرحلنا     آخر الليل بيعفور خدر



خدر : كأنه ناعس . والخدر من الظباء : الفاتر العظام . والخادر : الفاتر الكسلان . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه رزق الناس الطلاء فشربه رجل فتخدر أي ضعف وفتر كما يصيب الشارب قبل السكر ، ومنه خدر اليد والرجل . وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه خدرت رجله فقيل له : ما لرجلك ؟ قال : اجتمع عصبها ، قيل : اذكر أحب الناس إليك ، قال : يا محمد ، فبسطها . والخادر : المتحير . والخادر والخدور من الدواب وغيرها : المتخلف الذي لم يلحق ، وقد خدر . وخدرت الظبية خدرا : تخلفت عن القطيع مثل خذلت . والخدور من الظباء والإبل : المتخلفة عن القطيع . والخدور من الإبل : التي تكون في آخر الإبل ; وقول طرفة :


وتقصير يوم الدجن والدجن مخدر     ببهكنة تحت الخباء الممدد



أراد : تقصير يوم الدجن ، والدجن مخدر ، الواو واو الحال أي في حال إخدار الدجن ; وقوله :


ومرت على ذات التنانير غدوة     وقد رفعت أذيال كل خدور



الخدور : التي تخلفت عن الإبل فلما نظرت إلى التي تسير سارت معها ; قال ومثله :


واحتث محتثاتها الخدورا



قال : ومثله :


إذ حث كل بازل دفون     حتى رفعن سيرة اللجون



وخدر النهار خدرا ، فهو خدر : اشتد حره كنت ريحه ولم تتحرك فيه ريح ولا يوجد فيه روح . الليث : يوم خدر شديد الحر ; وأنشد :


كالمخاض الجرب في اليوم الخدر



قال أبو منصور : أراد باليوم الخدر المطير ذا الغيم ; قال ابن السكيت : وإنما خص اليوم المطير بالمخاض الجرب لأنها إذا جربت توسفت أوبارها فالبرد إليها أسرع . والخدار : عود يجمع الدجرين إلى اللؤمة . وخدار : اسم فرس ; أنشد ابن الأعرابي للقتال الكلابي :


وتحملني وبزة مضرحي     إذا ما ثوب الداعي خدار



وأخدر : فحل من الخيل أفلت فتوحش وحمى عدة غابات وضرب فيها ، قيل إنه كان لسليمان بن داود ، على نبينا وعليه الصلاة [ ص: 28 ] والسلام ; والأخدرية من الخيل : منسوبة إليه . والأخدرية من الحمر : منسوبة إلى فحل يقال له الأخدر ; قيل : هو فرس ، وقيل : هو حمار ، وقيل : الأخدرية منسوبة إلى العراق ; قال ابن سيده : ولا أدري كيف ذلك . ويقال للأخدرية من الحمر : بنات الأخدر . والأخدري : الحمار الوحشي ; وفي التهذيب : والأخدري من نعت حمار الوحش كأنه نسب إلى فحل اسمه أخدر ; قال : والخدرة اسم أتان كانت قديمة فيجوز أن يكون الأخدري منسوبا إليها . الأصمعي : إذا تخلف الوحشي عن القطيع قيل : خدر وخذل ; وقال ابن الأعرابي : الخدري الحمار الأسود . الأصمعي : يقول عامل الصدقات : ليس لي حشفة ولا خدرة ; فالحشفة : اليابسة ، والخدرة : التي تقع من النخل قبل أن تنضج . وفي حديث الأنصار : اشترط أن لا يأخذ تمرة خدرة ; أي عفنة ، وهي التي اسود باطنها . وبنو خدرة : بطن من الأنصار منهم أبو سعيد الخدري . وخدورة : موضع ببلاد بني الحارث بن كعب ; قال لبيد :


دعتني وفاضت عينها بخدورة     فجئت غشاشا إذ دعت أم طارق



التالي السابق


الخدمات العلمية