صفحة جزء
[ خرط ] خرط : الخرط : قشرك الورق عن الشجر اجتذابا بكفك ; وأنشد :


إن دون الذي هممت به مثل خرط القتاد في الظلمه



أراد في الظلمة . وخرطت العود أخرطه وأخرطه خرطا : قشرته . وخرط الشجرة يخرطها خرطا : انتزع الورق واللحاء عنها اجتذابا . وخرطت الورق : حتته ، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمر يدك عليه إلى أسفله . وفي المثل : دونه خرط القتاد . قال أبو الهيثم : خرطت العنقود خرطا إذا اجتذبت حبه بجميع أصابعك ، وما سقط منه فهو الخراطة . ويقال : خرط الرجل العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه وأخرج عمشوشه عاريا . وفي الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل العنب خرطا ; يقال : خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا منه . والخروط : الدابة الجموح يجتذب رسنه من يد ممسكه ثم يمضي عائرا خارطا ، وقد خرطه فانخرط ، والاسم الخراط . يقول بائع الدابة : برئت إليك من الخراط أي الجماح . وفرس خروط أي جموح . ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم : قد خرط عليهم عبده ، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملا . وناقة خراطة وخراتة : تخترط فتذهب على وجهها . وخرط جاريته خرطا إذا نكحها . وخرط البازي إذا أرسله من سيره ; قال جواس بن قعطل :


يزع الجياد بقونس وكأنه     باز تقطع قيده مخروط



وانخراط الصقر : انقضاضه . وخرط الرجل خرطا إذا غص بالطعام ; قال شمر : لم أسمع خرط إلا هاهنا ، قال الأزهري : وهو حرف صحيح ; وأنشد الأموي :


يأكل لحما بائتا قد ثعطا     أكثر منه الأكل حتى خرطا



[ ص: 48 ] وانخرط الرجل في الأمر وتخرط : ركب فيه رأسه من غير علم ولا معرفة . وفي حديث علي - كرم الله وجهه : أنه أتاه قوم برجل فقالوا : إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون ، فقال له علي - رضي الله عنه - : إنك لخروط ، أتؤم قوما وهم لك كارهون ؟ قال أبو عبيد : الخروط الذي يتهور في الأمور ويركب رأسه في كل ما يريد بالجهل وقلة المعرفة بالأمور ، كالفرس الخروط الذي يجتذب رسنه من يد ممسكه ويمضي لوجهه ; ومنه قيل : انخرط علينا فلان إذا اندرأ عليهم بالقول السيء والفعل . وانخرط الفرس في سيره أي لج ; قال العجاج يصف ثورا وحشيا :


فظل يرقد من النشاط     كالبربري لج في انخراط



قال : شبهه بالفرس البربري إذا لج في سيره . ورجل يخروط : ينخرط في الأمور بالجهل . وانخرط علينا بالقبيح والقول السيء إذا اندرأ وأقبل . واستخرط الرجل في البكاء : لج فيه واشتد ، والاسم الخريطي . والخارط والمنخرط في العدو : السريع ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


نعم الألوك ألوك اللحم ترسله     على خوارط فيها الليل تطريب



يعني بالخوارط الحمر السريعة . واخترط السيف : سله من غمده . وفي حديث صلاة الخوف : فاخترط سيفه أي سله من غمده ، وهو افتعل من الخرط ، وخرط الفحل في الشول خرطا : أرسله ، وخرط الإبل في الرعي خرطا : أرسلها ، وخرط الدلو في البئر كذلك أي ألقاها وحدرها . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه رأى في ثوبه جنابة فقال : خرط علينا الاحتلام أي أرسل علينا ، ومن قولهم خرط دلوه في البئر أي أرسلها . والخرط ، بالتحريك ، في اللبن : أن تصيب الضرع عين أو داء أو تربض الشاة أو تبرك الناقة على ندى فيخرج اللبن متعقدا كقطع الأوتار ويخرج معه ماء أصفر ; وقال اللحياني : هو أن يخرج مع اللبن شعلة قيح ، وقد أخرطت الشاة والناقة ، وهي مخرط ، والجمع مخاريط ، فإذا كان ذلك لها عادة فهي مخراط ; قال ابن سيده : هذا نص قول أبي عبيد ، قال : وعندي أن مخاريط جمع مخراط لا جمع مخرط ، والخرط : اللبن الذي يصيبه ذلك ، قال الأزهري : فإذا احمر لبنها ولم تخرط فهي ممغر ; وأنشد ابن بري شاهدا على المخراط :


وسقوهم في إناء مقرف     لبنا من در مخراط فئر

قال : فئر سقط فيه فأرة . وقال ابن خالويه : الخرط لبن منعقد يعلوه ماء أصفر . والخريطة : هنة مثل الكيس تكون من الخرق والأدم تشرج على ما فيها ، ومنه خرائط كتب السلطان وعماله . وأخرطها : أشرج فاها . ورجل مخروط : قليل اللحية . والمخروطة من اللحاء : التي خف عارضاها وسبط عثنونها وطال . ورجل مخروط الوجه : في وجهه طول من غير عرض ، وكذلك مخروط اللحية إذا كان فيها طول من غير عرض ، وقد اخروطت لحيته . واخروط بهم الطريق والسفر : امتد ; قال العجاج :


مخروطا جاء من الأقطار     فوت الغراف ضامن السفار



وقال أعشى باهلة :


لا تأمن البازل الكوماء ضربته     بالمشرفي إذا ما اخروط السفر



ومنه قوله : واخروط السفر . ويقال للشرك إذا انقلب على الصيد فعلق برجله : قد اخروط في رجله . واخروطت الشركة في رجل الصيد : علقتها فاعتقلتها ، واخرواطها امتداد أنشوطتها . والاخرواط في السير : المضاء والسرعة . واخروط البعير في سيره إذا أسرع . والمخروطة من النوق : السريعة . وتخرط الطائر تخرطا : أخذ الدهن من زمكاه . والمخراط : الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة ; قال الشاعر :


إني كساني أبو قابوس مرفلة     كأنها سلخ أبكار المخاريط



والمخاريط : الحيات المنسلخة . والإخريط : نبات ينبت في الجدد ، له قرون كقرون اللوبياء ، وورقه أصغر من ورق الريحان ، وقيل : هو ضرب من الحمض ، وقال أبو حنيفة : هو أصفر اللون دقيق العيدان ضخم له أصول وخشب ; قال الرماح :


بحيث يكن إخريطا وسدرا     وحيث عن التفرق يلتقينا



التهذيب : والإخريط من أطيب الحمض ، وهو مثل الرغل ، سمي إخريطا لأنه يخرط الإبل أي يرقق سلحها ، كما قالوا لبقلة أخرى تسلح المواشي إذا رعتها : إسليح . والخراط والخراط والخريطى والخراطى : شحمة تتمصخ عن أصل البردي ، واحدته خراطة . وخرط الرطب البعير وغيره : سلحه . وبعير خارط : أكل الرطب فخرطه ، قال : وهذا لا يصح إلا أن يكون بعير خارط بمعنى مخروط . واخترط الفصيل الدابة وخرطه ، واخترط الإنسان المشي فانخرط بطنه ، وخرطه الدواء أي مشاه ، وكذلك خرطه تخريطا . وحمار خارط : وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه ، وقد خرطه البقل فخرط ; قال الجعدي :


خارط أحقب فلو ضامر     أبلق الحقوين مشطوب الكفل



مشطوب : قليل اللحم ، ويقال : في عجزه طرائق أي خطوط ، ويقال : طويل غير مدور . وانخرط جسمه أي دق . وخرطت الحديد خرطا أي طولته كالعمود ; قال الأزهري : قرأت في نسخة من كتاب الليث :


عجبت لخرطيط ورقم جناحه     وذمة طخميل ورعث الضغادر



قال : الخرطيط فراشة منقوشة الجناحين ، والطخميل الديك ، والضغادر الدجاج ، الواحدة ضغدورة ; قال أبو منصور : ولا أعرف شيئا مما في هذا البيت .

[ ص: 49 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية