صفحة جزء
[ خرف ] خرف : الخرف ، بالتحريك : فساد العقل من الكبر . وقد خرف الرجل بالكسر يخرف خرفا فهو خرف : فسد عقله من الكبر ، والأنثى خرفة ، وأخرفه الهرم ; قال أبو النجم العجلي :


أقبلت من عند زياد كالخرف تخط رجلاي بخط مختلف     وتكتبان في الطريق لام ألف



نقل حركة الهمزة من الألف على الميم الساكنة من لام فانفتحت ، ومثله قولهم في العدد : ثلاثة أربعة . والخريف : أحد فصول السنة ، وهي ثلاثة أشهر من آخر القيظ وأول الشتاء ، وسمي خريفا لأنه [ ص: 51 ] تخرف فيه الثمار أي تجتنى . والخريف : أول ما يبدأ من المطر في إقبال الشتاء . وقال أبو حنيفة : ليس الخريف في الأصل باسم الفصل ، وإنما هو اسم مطر القيظ ، ثم سمي الزمن به ، والنسب إليه خرفي وخرفي ، بالتحريك ، كلاهما على غير قياس . وأخرف القوم : دخلوا في الخريف ، وإذا مطر القوم في الخريف قيل : قد خرفوا ، ومطر الخريف خرفي . وخرفت الأرض خرفا : أصابها مطر الخريف ، فهي مخروفة ، وكذلك خرف الناس . الأصمعي : أرض مخروفة أصابها خريف المطر ، ومربوعة أصابها الربيع وهو المطر ، ومصيفة أصابها الصيف . والخريف : المطر في الخريف ; وخرفت البهائم : أصابها الخريف أو أنبت لها ما ترعاه ; قال الطرماح :


مثل ما كافحت مخروفة     نصها ذاعر روع مؤام

يعني الظبية التي أصابها الخريف . الأصمعي : أول ماء المطر في إقبال الشتاء اسمه الخريف ، وهو الذي يأتي عند صرام النخل ، ثم الذي يليه الوسمي وهو أول الربيع ، وهذا عند دخول الشتاء ، ثم يليه الربيع ثم الصيف ثم الحميم ، لأن العرب تجعل السنة ستة أزمنة . أبو زيد الغنوي : الخريف ما بين طلوع الشعرى إلى غروب العرقوتين ، والغور وركبة والحجاز ، كله يمطر بالخريف ، ونجد لا تمطر في الخريف ، أبو زيد : أول المطر الوسمي ثم الشتوي ثم الدفئي ثم الصيف ثم الحميم ثم الخريف ، ولذلك جعلت السنة ستة أزمنة . وأخرفوا : أقاموا بالمكان خريفهم . والمخرف : موضع إقامتهم ذلك الزمن كأنه على طرح الزائد ; قال قيس بن ذريح :


فغيقة فالأخياف أخياف ظبية     بها من لبينى مخرف ومرابع

وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : إذا رأيت قوما خرفوا في حائطهم أي أقاموا فيه وقت اختراف الثمار ، وهو الخريف ، كقولك صافوا وشتوا إذا أقاموا في الصيف والشتاء ; وأما أخرف وأصاف وأشتى فمعناه أنه دخل في هذه الأوقات . وفي حديث الجارود : قلت يا رسول الله ذود نأتي عليهن في خرف فنستمتع من ظهورهن وقد علمت ما يكفينا من الظهر ، قال : ضالة المؤمن حرق النار ; قيل : معنى قوله في خرف أي في وقت خروجهن إلى الخريف . وعامله مخارفة وخرافا من الخريف الأخيرة ; عن اللحياني ، كالمشاهرة من الشهر . واستأجره مخارفة وخرافا ; عنه أيضا . وفي الحديث : ( فقراء أمتي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ) ; قال ابن الأثير : هو الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء ، ويريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة ، فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة ; ومنه الحديث : ( إن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا ) ; وفي حديث سلمة بن الأكوع ورجزه :


لم يغذها مد ولا نصيف     ولا تميرات ولا رغيف
لكن غذاها لبن الخريف



قال الأزهري : اللبن يكون في الخريف أدسم . وقال الهروي : الرواية اللبن الخريف ، قال : فيشبه أنه أجرى اللبن مجرى الثمار التي تخترف على الاستعارة ، يريد الطري الحديث العهد بالحلب . والخريف : الساقية . والخريف : الرطب المجني . والخريف : السنة والعام . وفي الحديث : ( ما بين منكبي الخازن من خزنة جهنم خريف ) ; أراد مسافة تقطع من الخريف إلى الخريف وهو السنة . والمخرف : الناقة التي تنتج في الخريف . وقيل : هي التي نتجت في مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل ، والأول أصح لأن الاشتقاق ، يمده وكذلك الشاة ; قال الكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشمي :


تلقى الأمان على حياض محمد     ثولاء مخرفة وذئب أطلس
لا ذي تخاف ولا لذلك جرأة     تهدى الرعية ما استقام الريس



وقد أخرفت الشاة : ولدت في الخريف فهي مخرف . وقال شمر : لا أعرف أخرفت بهذا المعنى إلا من الخريف ، تحمل الناقة فيه وتضع فيه . وخرف النخل يخرفه خرفا وخرافا وخرافا واخترفه : صرمه واجتناه . والخروفة : النخلة يخرف ثمرها أي يصرم ، فعولة بمعنى مفعولة . والخرائف : النخل اللائي تخرص . وخرفت فلانا أخرفه إذا لقطت له الثمر . أبو عمرو : اخرف لنا ثمر النخل وخرفت الثمار أخرفها ، بالضم ، أي اجتنيتها ، والثمر مخروف وخريف . والمخرف : النخلة نفسها ، والاختراف : لقط النخل ، بسرا كان أو رطبا ; عن أبي حنيفة . وأخرف النخل : حان خرافه . والخارف : الحافظ في النخل ، والجمع خراف . وأرسلوا خرافهم أي نظارهم . وخرف الرجل يخرف : أخذ من طرف الفواكه ، والاسم الخرفة . يقال : التمر خرفة الصائم . وفي الحديث : ( إن الشجر أبعد من الخارف ) ، وهو الذي يخرف الثمر أي يجتنيه والخرفة ، بالضم : ما يجتنى من الفواكه . وفي حديث أبي عمرة : النخلة خرفة الصائم أي ثمرته التي يأكلها ، ونسبها إلى الصائم لأنه يستحب الإفطار عليه . وأخرفه نخلة : جعلها له خرفة يخترفها . والخروفة : النخلة . والخريفة : النخلة التي تعزل للخرفة . والخرافة : ما خرف من النخل . والمخرف : القطعة الصغيرة من النخل ست أو سبع يشتريها الرجل للخرفة ، وقيل : هي جماعة النخل ما بلغت . التهذيب : روى ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( عائد المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع ) . قال شمر : المخرفة سكة بين صفين من نخل يخترف من أيهما شاء أي يجتني ، وجمعها المخارف . قال ابن الأثير : المخارف جمع مخرف بالفتح وهو الحائط من النخل أي أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها . والمخرف ، بالكسر : ما يجتنى فيه الثمار ، وهي المخارف ، وإنما سمي مخرفا لأنه يخترف فيه أي يجتنى . ابن سيده : المخرف زبيل صغير يخترف فيه من أطايب الرطب . وفي الحديث : أنه أخذ مخرفا فأتى عذقا ; المخرف ، [ ص: 52 ] بالكسر : ما يجتنى فيه الثمر ، والمخرف : جنى النخل . وقال ابن قتيبة فيما رد على أبي عبيد : لا يكون المخرف جنى النخل ، وإنما المخروف جنى النخل ، قال : ومعنى الحديث عائد المريض في بساتين الجنة ; قال ابن الأنباري : بل هو المخطئ لأن المخرف يقع على النخل وعلى المخروف من النخل كما يقع المشرب على الشرب والموضع والمشروب ، وكذلك المطعم يقع على الطعام المأكول ، والمركب يقع على المركوب ، فإذا جاز ذلك جاز أن تقع المخارف على الرطب المخروف ، قال : ولا يجهل هذا إلا قليل التفتيش لكلام العرب ; قال نصيب :


وقد عاد عذب الماء بحرا فزادني     إلى ظمئي أن أبحر المشرب العذب

وقال آخر :


وأعرض عن مطاعم قد أراها     تعرض لي وفي البطن انطواء

قال : وقوله عائد المريض على بساتين الجنة لأن على لا تكون بمعنى في ، لا يجوز أن يقال الكيس على كمي يريد في كمي ، والصفات لا تحمل على أخواتها إلا بأثر ، وما روى لغوي قط أنهم يضعون على موضع في ، وفي حديث آخر : على خرفة الجنة ; والخرفة بالضم : ما يخترف من النخل حين يدرك ثمره . ولما نزلت : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا الآية ; قال أبو طلحة : إن لي مخرفا وإني قد جعلته صدقة أي بستانا من نخل . والمخرف ، بالفتح : يقع على النخل والرطب وفي حديث أبي قتادة : فابتعت به مخرفا أي حائطا يخرف منه الرطب . ويقال للنخلة التي يأخذها الرجل للخرفة يلقط ما عليها من الرطب : الخروفة . وقد اشتمل فلان خرائفه إذا لقط ما عليها من الرطب إلا قليلا ، وقيل : معنى الحديث عائد المريض على طريق الجنة أي يؤديه ذلك إلى طرقها ; وقال أبو كبير الهذلي يصف رجلا ضربه ضربة :


ولقد تحين الخرق يركد علجه     فوق الإكام إدامة المسترعف فأجزته
بأفل تحسب أثره نهجا     أبان بذي فريغ مخرف



فريغ : طريق واسع . وروي أيضا عن علي - عليه السلام قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( من عاد مريضا إيمانا بالله ورسوله وتصديقا لكتابه كان ما كان قاعدا في خراف الجنة ) ، وفي رواية أخرى : ( عائد المريض في خرافة الجنة ) أي في اجتناء ثمرها من خرفت النخلة أخرفها ، وفي رواية أخرى : ( عائد المريض له خريف في الجنة ) أي مخروف من ثمرها ، فعيل بمعنى مفعول . والمخرفة : البستان . والمخرف والمخرفة : الطريق الواضح . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : تركتكم على مخرفة النعم أي على مثل طريقها التي تمهدها بأخفافها . ثعلب : المخارف الطرق ولم يعين أية الطرق هي . والخرافة : الحديث المستملح من الكذب . وقالوا : حديث خرافة ، ذكر ابن الكلبي في قولهم حديث خرافة أن خرافة من بني عذرة أو من جهينة ، اختطفته الجن ثم رجع إلى قومه فكان يحدث بأحاديث مما رأى يعجب منها الناس فكذبوه فجرى على ألسن الناس . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( وخرافة حق ) . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها : قال لها حدثيني ، قالت : ما أحدثك حديث خرافة ، والراء فيه مخففة ، ولا تدخله الألف واللام لأنه معرفة إلا أن يريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل ، أجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث ، وعلى كل ما يستملح ويتعجب منه . والخروف : ولد الحمل ، وقيل : هو دون الجذع من الضأن خاصة ، والجمع أخرفة وخرفان ، والأنثى خروفة ، واشتقاقه أنه يخرف من هاهنا وهاهنا أي يرتع . وفي حديث المسيح : ( إنما أبعثكم كالكباش تلتقطون خرفان بني إسرائيل ) ; أراد بالكباش الكبار العلماء ، وبالخرفان الصغار الجهال . والخروف من الخيل ما نتج في الخريف . وقال خالد بن جبلة : ما رعى الخريف ، وقيل : الخروف ولد الفرس إذا بلغ ستة أشهر أو سبعة ; حكاه الأصمعي في كتاب الفرس ; وأنشد لرجل من بني الحرث :


ومستنة كاستنان الخرو     ف قد قطع الحبل بالمرود
دفوع الأصابع ضرح الشمو     س نجلاء مؤيسة العود



أراد مع المرود . وقوله ومستنة يعني طعنة فار دمها باستنان . والاستنان والسن : المر على وجهه ، يريد أن دمها مر على وجهه كما يمضي المهر الأرن ; قال الجوهري : ولم يعرفه أبو الغوث ; وقوله دفوع الأصابع أي إذا وضعت أصابعك على الدم دفعها الدم كضرح الشموس برجله ; يقول : يئس العواد من صلاح هذه الطعنة ، والمرود : حديدة توتد في الأرض يشد فيها حبل الدابة ; فأما قول امرئ القيس :


جواد المحثة والمرود

والمرود أيضا ، فإنه يريد جوادا في حالتيها إذا استحثثتها وإذا رفقت بها . والمرود : مفعل من الرود وهو الرفق ، والمرود مفعل منه ، وجمعه خرف ; قال :


كأنها خرف واف سنابكها     فطأطأت بؤرا في صهوة جدد



ابن السكيت : إذا نتجت الفرس يقال لولدها مهر وخروف ، فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول . والخرفى ، مقصور : الجلبان والخلر ; قال أبو حنيفة : هو فارسي . وبنو خارف : بطنان . وخارف ويام : قبيلتان من اليمن ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية