صفحة جزء
[ ألا ]

ألا : ألا يألو ألوا وألوا وأليا وإليا وألى يؤلي تألية وأتلى : قصر وأبطأ ; قال :


وإن كنائني لنساء صدق فما ألى بني ولا أساءوا



، وقال الجعدي :


وأشمط عريان يشد كتافه     يلام على جهد القتال وما ائتلى



أبو عمرو : ويقال هو مؤل أي مقصر ; قال :


مؤل في زيارتها مليم



، ويقال للكلب إذا قصر عن صيده : ألى ، وكذلك البازي ; قال الراجز :


جاءت به مرمدا ما ملا     ما ني آل خم حين ألا



قال ابن بري : قال ثعلب فيما حكاه عنه الزجاجي في أماليه سألني بعض أصحابنا عن هذا البيت فلم أدر ما أقول ، فصرت إلى ابن الأعرابي ففسره لي فقال : هذا يصف قرصا خبزته امرأته فلم تنضجه ، فقال جاءت به مرمدا أي ملوثا بالرماد ، ما مل أي لم يمل في الجمر والرماد الحار ، وقوله : ما ني ، قال : ما زائدة كأنه قال ني الآل ، والآل : وجهه ، يعني وجه القرص ، وقوله : خم أي تغير حين ألى أي ابطأ في النضج ; وقول طفيل :


فنحن منعنا يوم حرس نساءكم     غداة دعانا عامر غير معتلي



قال ابن سيده : إنما أراد غير مؤتلي فأبدل ، العين من الهمزة ; وقول أبي سهم الهذلي :


القوم أعلم لو ثقفنا مالكا     لاصطاف نسوته وهن أوالي



أراد : لأقمن صيفهن مقصرات لا يجهدن كل الجهد في الحزن عليه ليأسهن عنه . وحكى اللحياني عن الكسائي : أقبل يضربه لا يأل ، مضمومة اللام دون واو ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم : لا أدر والاسم الألية ، ومنه المثل : إلا حظيه فلا أليه ; أي إن لم أحظ فلا أزال أطلب ذلك وأتعمل له وأجهد نفسي فيه ، وأصله في المرأة تصلف عند زوجها ، تقول : إن أخطأتك الحظوة فيما تطلب فلا تأل أن تتودد إلى الناس لعلك تدرك بعض ما تريد . وما ألوت ذلك أي ما استطعته . وما ألوت أن أفعله ألوا وألوا أي ما تركت . والعرب تقول : أتاني فلان في حاجة فما ألوت رده أي ما استطعت ، وأتاني في حاجة فألوت فيها أي اجتهدت . قال أبو حاتم : قال الأصمعي يقال ما ألوت جهدا أي لم أدع جهدا ; قال : والعامة تقول ما آلوك جهدا ، وهو خطأ . ويقول أيضا : ما ألوته أي لم أستطعه ولم أطقه . ابن الأعرابي في قوله - عز وجل - : لا يألونكم خبالا أي لا يقصرون في فسادكم . وفي الحديث : ما من وال إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا ، أي لا تقصر في إفساد حاله . وفي حديث زواج علي - عليه السلام - : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة - عليهما السلام : ما يبكيك فما ألوتك ونفسي ، وقد أصبت لك خير أهلي أي ما قصرت في أمرك وأمري حيث اخترت لك عليا زوجا . وفلان لا يألو خيرا أي لا يدعه ولا يزال يفعله . وفي حديث الحسن : أغيلمة حيارى تفاقدوا ما يأل لهم أن يفقهوا . يقال : يال له أن يفعل كذا يولا وأيال له إيالة أي آن له وانبغى . ومثله قولهم : نولك أن تفعل كذا ، ونوالك أن تفعله أي انبغى لك . أبو الهيثم : الألو من الأضداد يقال ألا يألو إذا فتر وضعف ، وكذلك ألى وأتلى . قال : وألا وألى وتألى إذا اجتهد [ ص: 142 ] ; وأنشد :


ونحن جياع أي ألو تألت



معناه أي جهد جهدت . أبو عبيد عن أبي عمرو : أليت أي أبطأت ; قال : وسألني القاسم بن معن عن بيت الربيع بن ضبع الفزاري :


وما ألى بني وما أساءوا



فقلت : أبطئوا ، فقال : ما تدع شيئا ، وهو فعلت من ألوت أي أبطأت ; قال أبو منصور : هو من الألو ، وهو التقصير ، وأنشد ابن جني في ألوت بمعنى استطعت لأبي العيال الهذلي :


جهراء لا تألو إذا هي أظهرت     بصرا ولا من عيلة تغنيني



أي لا تطيق . يقال : هو يألو هذا الأمر أي يطيقه ويقوى عليه . ويقال : إني لا آلوك نصحا أي لا أفتر ولا أقصر . والجوهري : فلان لا يألوك نصحا فهو آل والمرأة آلية ، وجمعها أوال . والألوة والألوة والإلوة والألية على فعيلة ، والأليا كله : اليمين ، والجمع ألايا ; قال الشاعر :


قليل الألايا حافظ ليمينه     وإن سبقت منه الألية برت



ورواه ابن خالويه : قليل الإلاء يريد الإيلاء فحذف الياء ، والفعل آلى يؤلي إيلاء : حلف وتألى يتألى تأليا وأتلى يأتلي ائتلاء . وفي التنزيل العزيز : ولا يأتل أولو الفضل منكم الآية ; وقال أبو عبيد : لا يأتل هو من ألوت أي قصرت ; وقال الفراء : الائتلاء الحلف ، وقرأ بعض أهل المدينة : ولا يتأل ، وهي مخالفة للكتاب من تأليت ، وذلك أن أبا بكر - رضي الله عنه - حلف أن لا ينفق على مسطح بن أثاثة وقرابته الذين ذكروا عائشة - رضوان الله عليها - فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية وعاد أبو بكر - رضي الله عنه - إلى الإنفاق عليهم . وقد تأليت وأتليت وآليت على الشيء وآليته ، على حذف الحرف : أقسمت . وفي الحديث : من يتأل على الله يكذبه ; أي من حكم عليه وحلف كقولك : والله ليدخلن الله فلانا النار ، وينجحن الله سعي فلان . وفي الحديث : ويل للمتألين من أمتي ; يعني الذين يحكمون على الله ويقولون : فلان في الجنة وفلان في النار ، وكذلك قوله في الحديث الآخر : من المتألي على الله . وفي حديث أنس بن مالك : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آلى من نسائه شهرا أي حلف لا يدخل عليهن ، وإنما عداه بمن حملا على المعنى ، وهو الامتناع من الدخول ، وهو يتعدى بمن ، وللإيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يسمى إيلاء دونها . وفي حديث علي - عليه السلام - : ليس في الإصلاح إيلاء أي أن الإيلاء إنما يكون في الضرار والغضب لا في النفع والرضا . وفي حديث منكر ونكير : لا دريت ولا ائتليت ، والمحدثون يروونه : لا دريت ولا تليت ، والصواب الأول : ابن سيده : قالوا لا دريت ولا ائتليت ، على افتعلت ، من قولك ما ألوت هذا أي ما استطعته ، أي ولا استطعت . ويقال : ألوته وأتليته وأليته بمعنى استطعته ; ومنه الحديث : من صام الدهر لا صام ولا ألى أي ولا استطاع الصيام ، وهو فعل منه كأنه دعا عليه ، ويجوز أن يكون إخبارا أي لم يصم ولم يقصر ، من ألوت إذا قصرت . قال الخطابي : رواه إبراهيم بن فراس ولا آل بوزن عال ، وفسر بمعنى ولا رجع ، قال : والصواب ألى مشددا ومخففا . يقال : ألا الرجل وألا إذا قصر وترك الجهد . وحكي عن ابن الأعرابي : الألو الاستطاعة ، والتقصير والجهد ، وعلى هذا يحمل قوله - تعالى - : ولا يأتل أولو الفضل منكم أي لا يقصر في إئتاء أولي القربى ، وقيل : ولا يحلف لأن الآية نزلت في حلف أبي بكر أن لا ينفق على مسطح . وقيل في قوله لا دريت ولا ائتليت : كأنه قال لا دريت ولا استطعت أن تدري ; وأنشد :


فمن يبتغي مسعاة قومي فليرم     صعودا إلى الجوزاء هل هو مؤتلي



قال الفراء : افتعلت من ألوت أي قصرت . ويقول : لا دريت ولا قصرت في الطلب ليكون أشقى لك ; وأنشد :


وما المرء ما دامت حشاشة نفسه     بمدرك أطراف الخطوب ولا آلى



وبعضهم يقول : ولا أليت ، إتباع لدريت ، وبعضهم يقول : ولا أتليت أي لا أتلت إبلك . ابن الأعرابي : الألو التقصير ، والألو المنع ، والألو الاجتهاد ، والألو الاستطاعة ; والألو العطية ; وأنشد :


أخالد لا آلوك إلا مهندا     وجلد أبي عجل وثيق القبائل



أي لا أعطيك إلا سيفا وترسا من جلد ثور ، وقيل لأعرابي ومعه بعير : أنخه ، فقال : لا آلوه . وألاه يألوه ألوا : استطاعه ; قال العرجي :


خطوطا إلى اللذات أجررت مقودي     كإجرارك الحبل الجواد المحللا
إذا قاده السواس لا يملكونه     وكان الذي يألون قولا له هلا



أي يستطيعون . وقد ذكر في الأفعال ألوت ألوا . والألوة : الغلوة والسبقة . والألوة والألوة ، بفتح الهمزة وضمها والتشديد ، لغتان : العود الذي يتبخر به ، فارسي معرب ، والجمع ألاوية دخلت الهاء للإشعار بالعجمة ، وأنشد اللحياني :


بساقين ساقي ذي قضين تحشها     بأعواد رند أو ألاوية شقرا



ذو قضين : موضع . وساقاها : جبلاها . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة أهل الجنة : ومجامرهم الألوة غير مطراة ; قال الأصمعي : هو العود الذي يتبخر به ، قال وأراها كلمة فارسية عربت . وفي حديث ابن عمر : أنه كان يستجمر بالألوة غير مطراة . قال أبو منصور : الألوة العود ، وليست بعربية ولا فارسية ; قال : وأراها هندية . وحكي في موضع آخر عن اللحياني قال : يقال لضرب من العود ألوة وألوة ولية ولوة ، ويجمع ألوة ألاوية ; قال حسان :


ألا دفنتم رسول الله في سفط     من الألوة والكافور ، منضود



وأنشد ابن الأعرابي :

[ ص: 143 ]

فجاءت بكافور وعود ألوة     شآمية تذكى عليها المجامر



ومر أعرابي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدفن ; فقال :


ألا جعلتم رسول الله في سفط     من الألوة أحوى ملبسا ذهبا



وشاهد لية في قول الراجز :


لا يصطلي ليلة ريح صرصر     إلا بعود لية أو مجمر



ولا آتيك ألوة أبي هبيرة ; أبو هبيرة هذا : هو سعد بن زيد مناة ابن تميم ، وقال ثعلب : لا آتيك ألوة ابن هبيرة ; نصب ألوة نصب الظروف ، وهذا من اتساعهم لأنهم أقاموا اسم الرجل مقام الدهر . والألية بالفتح : العجيزة للناس وغيرهم ألية الشاة وألية الإنسان ، وهي ألية النعجة مفتوحة الألف . وفي حديث : كانوا يجتبون أليات الغنم أحياء جمع ألية ، وهي طرف الشاة ، والجب القطع ، وقيل : هو ما ركب العجز من اللحم والشحم ، والجمع أليات وألايا ; الأخيرة على غير قياس . وحكى اللحياني : إنه لذو أليات ، كأنه جعل كل جزء ألية ، ثم جمع على هذا ، ولا تقل لية ولا إلية فإنهما خطأ . وفي الحديث : لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ; ذو الخلصة : بيت كان فيه صنم لدوس يسمى الخلصة ، أراد : لا تقوم الساعة حتى ترجع دوس عن الإسلام فتطوف نساؤهم بذي الخلصة وتضطرب أعجازهن في طوافهن كما كن يفعلن في الجاهلية . وكبش أليان ، بالتحريك ، وأليان وألى وآل وكباش ونعاج ألي مثل عمي ، قال ابن سيده : وكباش أليانات ، وقالوا في جمع آل ألي ، فإما أن يكون جمع على أصله الغالب عليه لأن هذا الضرب يأتي على أفعل كأعجز وأسته فجمعوا فاعلا على فعل ليعلم أن المراد به أفعل ، وإما أن يكون جمع نفس آل لا يذهب به إلى الدلالة على آلى ، ولكنه يكون كبازل وبزل وعائذ وعوذ . ونعجة أليانة وأليا ، وكذلك الرجل والمرأة من رجال ألي ونساء ألي وأليانات وألاء ; قال أبو إسحاق : رجل آل وامرأة عجزاء ، ولا يقال ألياء ، قال الجوهري : وبعضهم يقوله قال ابن سيده : وقد غلط أبو عبيد في ذلك . قال ابن بري : الذي يقول المرأة ألياء هو اليزيدي ; حكاه عنه أبو عبيد في نعوت خلق الإنسان . الجوهري : ورجل آلى أي عظيم الألية . وقد ألي الرجل ، بالكسر ، يألى ألى . قال أبو زيد : هما أليان للأليتين فإذا أفردت الواحدة قلت ألية ، وأنشد :


كأنما عطية بن كعب     ظعينة واقفة في ركب
ترتج ألياه ارتجاج الوطب



وكذلك هما خصيان ، الواحدة خصية . وبائعه ألاء على فعال . قال ابن بري : ، وقد جاء أليتان ، قال عنترة :


متى ما تلقني فردين ترجف     روانف أليتيك وتستطارا



واللية ، بغير همز ، لها معنيان قال ابن الأعرابي : اللية قرابة الرجل وخاصته ; وأنشد :


فمن يعصب بليته اغترارا     فإنك قد ملأت يدا وشاما



يعصب : يلوي من عصب الشيء ، وأراد باليد اليمن ; ويقول : من أعطى أهل قرابته أحيانا خصوصا فإنك تعطي أهل اليمن والشام . واللية أيضا : العود الذي يستجمر به ، وهي الألوة . ويقال : لأى إذا أبطأ ، وألا إذا تكبر ; قال الأزهري : ألا إذا تكبر حرف غريب لم أسمعه لغير ابن الأعرابي ، قال أيضا : الألي الرجل الكثير الأيمان . وألية الحافر : مؤخره . وألية القدم : ما وقع عليه الوطء من البخصة التي تحت الخنصر . وألية الإبهام : ضرتها ، وهي اللحمة التي في أصلها والضرة التي تقابلها . وفي الحديث : فتفل في عين علي ومسحها بألية إبهامه ، ألية الإبهام أصلها ، وأصل الخنصر الضرة . وفي حديث البراء : السجود على أليتي الكف ، أراد ألية الإبهام وضرة الخنصر ، فغلب كالعمرين والقمرين . وألية الساق : حماتها ، قال ابن سيده : هذا قول الفارسي . الليث : ألية الخنصر اللحمة التي تحتها ، وهي ألية اليد ، وألية الكف هي اللحمة التي في أصل الإبهام ، وفيها الضرة ، وهي اللحمة التي في الخنصر إلى الكرسوع ، والجمع الضرائر . والألية : الشحمة . ورجل ألاء : يبيع الألية ، يعني الشحم . والألية يعني الشحم . والألية : المجاعة ، عن كراع . التهذيب : في البقرة الوحشية لآة وألاة بوزن لعاة وعلاة . ابن الأعرابي : الإلية ، بكسر الهمزة ، القبل . وجاء في الحديث : لا يقام الرجل من مجلسه حتى يقوم من إلية نفسه أي من قبل نفسه من غير أن يزعج أو يقام ، وهمزتها مكسورة . قال أبو منصور : قال غيره قام فلان من ذي إلية أي من تلقاء نفسه . وروي عن ابن عمر : أنه كان يقوم له الرجل من لية نفسه ، بلا ألف ; قال أبو منصور : كأنه اسم من ولي يلي مثل الشية من وشى يشي ، ومن قال : إلية فأصلها ولية ; فقلبت الواو همزة ; وجاء في رواية : كان يقوم له الرجل من إليته فما يجلس في مجلسه . والآلاء : النعم واحدها ألى ، بالفتح ، وإلي وإلى ; قال الجوهري : قد تكسر وتكتب بالياء ، مثال معى وأمعاء ; وقول الأعشى :


أبيض لا يرهب الهزال ولا     يقطع رحما ولا يخون إلا



قال ابن سيده : يجوز أن يكون إلا هنا واحد آلاء الله ، ويخون : يكفر ، مخففا من الإل الذي هو العهد . وفي الحديث : تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله . وفي حديث علي - رضي الله عنه - : حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله ; قال النابغة :


هم الملوك وأبناء الملوك لهم     فضل على الناس في الآلاء والنعم



قال ابن الأنباري : إلا كان في الأصل ولا ، وألا كان في الأصل ولا . والألاء بالفتح : شجر حسن المنظر مر الطعم ; قال بشر بن أبي خازم :


فإنكم ومدحكم بجيرا [ ص: 144 ]     أبا لجأ كما امتدح الألاء



وأرض مألأة : كثيرة الألاء . والألاء : شجر من شجر الرمل دائم الخضرة أبدا يؤكل ما دام رطبا فإذا عسا امتنع ودبغ به ، واحدته ألاءة ، حكى ذلك أبو حنيفة ; قال : ويجمع أيضا ألاءات وربما قصر الألا ; قال رؤبة :


يخضر ما اخضر الألا والآس



قال ابن سيده : وعندي أنه إنما قصر ضرورة . وقد تكون الألاءات جمعا ، حكاه أبو حنيفة ، وقد تقدم في الهمز . وسقاء مألي ومألو : دبغ بالألاء ; عنه أيضا . وإلياء : مدينة بيت المقدس . وإليا : اسم رجل . والمئلاة ، بالهمز ، على وزن المعلاة : خرقة تمسكها المرأة عند النوح ، والجمع المآلي . وفي حديث عمرو بن العاص : إني والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي ; المآلي : جمع مئلاة بوزن سعلاة ، وهي هاهنا خرقة الحائض أيضا . يقال : آلت المرأة إيلاء إذا اتخذت مئلاة ، وميمها زائدة ، نفى عن نفسه الجمع بين سبتين : أن يكون لزنية ، وأن يكون محمولا في بقية حيضة ; قال لبيد يصف سحابا :


كأن مصفحات في ذراه     وأنواحا عليهن المآلي



المصفحات : السيوف وتصفيحها : تعريضها ومن رواه مصفحات بكسر الفاء ، فهي النساء ; شبه لمع البرق بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن .

إلى : حرف خافض وهو منتهى لابتداء الغاية ، تقول : خرجت من الكوفة إلى مكة ، وجائز أن تكون دخلتها ، وجائز أن تكون بلغتها ولم تدخلها لأن النهاية تشمل أول الحد وآخره ، وإنما تمنع من مجاوزته . قال الأزهري : وقد تكون إلى انتهاء غاية كقوله ، - عز وجل - : ثم أتموا الصيام إلى الليل . وتكون إلى بمعنى مع كقوله تعالى : ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ; معناه : مع أموالكم ، وكقولهم : الذود إلى الذود إبل . وقال الله - عز وجل - : من أنصاري إلى الله أي : مع الله . وقال عز وجل : وإذا خلوا إلى شياطينهم ، وأما قوله عز وجل : فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين فإن العباس وجماعة من النحويين جعلوا إلى بمعنى مع هاهنا وأوجبوا غسل المرافق والكعبين . وقال المبرد وهو قول الزجاج : اليد من أطراف الأصابع إلى الكتف والرجل من الأصابع إلى أصل الفخذين ، فلما كانت المرافق والكعبان داخلة في تحديد اليد والرجل كانت داخلة فيما يغسل وخارجة مما لا يغسل . قال : ولو كان المعنى مع المرافق لم يكن في المرافق فائدة وكانت اليد كلها يجب أن تغسل ، ولكنه لما قيل إلى المرافق اقتطعت في الغسل من حد المرفق . قال أبو منصور : وروى النضر عن الخليل أنه قال : إذا استأجر الرجل دابة إلى مرو ، فإذا أتى أدناها فقد أتى مرو ، وإذا قال إلى مدينة مرو فإذا أتى باب المدينة فقد أتاها . وقال في قوله - تعالى - : فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ; إن المرافق فيما يغسل . ابن سيده قال : إلى منتهى لابتداء الغاية . قال سيبويه : خرجت من كذا إلى كذا ، وهي مثل حتى ، إلا أن لحتى فعلا ليس لإلى . ونقول للرجل : إنما أنا إليك أي : أنت غايتي ، ولا تكون حتى هنا فهذا أمر إلى وأصله وإن اتسعت ، وهي أعم في الكلام من حتى ، تقول : قمت إليه فتجعله منتهاك من مكانك ولا تقول : حتاه . وقوله عز وجل : من أنصاري إلى الله وأنت لا تقول : سرت إلى زيد تريد معه ، فإنما جاز من أنصاري إلى الله لما كان معناه من ينضاف في نصرتي إلى الله فجاز لذلك أن تأتي هنا بإلى . وكذلك قوله تعالى : هل لك إلى أن تزكى وأنت إنما تقول هل لك في كذا ، ولكنه لما كان هذا دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - له صار تقديره أدعوك أو أرشدك إلى أن تزكى ; وتكون إلى بمعنى عند كقول الراعي :


صناع فقد سادت إلي الغوانيا



أي : عندي . وتكون بمعنى مع كقولك : فلان حليم إلى أدب وفقه ; وتكون بمعنى في كقول النابغة :


فلا تتركني بالوعيد كأنني     إلى الناس مطلي به القار أجرب



قال سيبويه : وقالوا إليك إذا قلت تنح ، قال : وسمعنا من العرب من يقال له : إليك ، فيقول إلي ، كأنه قيل له تنح ، فقال : أتنحى ، ولم يستعمل الخبر في شيء من أسماء الفعل إلا في قول هذا الأعرابي . وفي حديث الحج : وليس ثم طرد ولا إليك إليك ; قال ابن الأثير : هو كما تقول : الطريق الطريق ، ويفعل بين يدي الأمراء ، ومعناه : تنح وابعد ، وتكريره للتأكيد . وأما قول أبي فرعون يهجو نبطية استسقاها ماء :


إذا طلبت الماء قالت ليكا     كأن شفريها ، إذا ما احتكا
حرفا برام كسرا فاصطكا



فإنما أراد إليك أي : تنح ، فحذف الألف عجمة . قال ابن جني : ظاهر هذا أن ليكا مردفة ، واحتكا واصطكا غير مردفتين ، قال : وظاهر الكلام عندي أن يكون ألف ليكا رويا ، وكذلك الألف من احتكا واصطكا روي ، وإن كانت ضمير الاثنين . والعرب تقول إليك عني أي : أمسك وكف ، وتقول : إليك كذا وكذا أي : خذه ; ومنه قول القطامي :


إذا التياز ذو العضلات قلنا     إليك إليك ضاق بها ذراعا



وإذا قالوا : اذهب إليك ، فمعناه : اشتغل بنفسك وأقبل عليها ; وقال الأعشى :


فاذهبي ما إليك أدركني الحل     م عداني عن هيجكم إشفاقي



وحكى النضر بن شميل عن الخليل في قولك : فإني أحمد إليك الله قال : معناه : أحمد معك . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه قال لابن عباس - رضي الله عنهما - : إني قائل قولا وهو إليك ، قال ابن الأثير : في الكلام إضمار أي : هو سر أفضيت به إليك . وفي حديث ابن عمر : اللهم إليك . أي : أشكو إليك أو خذني إليك . وفي حديث [ ص: 145 ] الحسن - رضي الله عنه - : أنه رأى من قوم رعة سيئة فقال : اللهم إليك ، أي : اقبضني إليك ; والرعة : ما يظهر من الخلق . وفي الحديث : والشر ليس إليك أي : ليس مما يتقرب به إليك ، كما يقول الرجل لصاحبه : أنا منك وإليك أي : التجائي وانتمائي إليك . ابن السكيت : يقال صاهر فلان إلى بني فلان وأصهر إليهم ; وقول عمرو :


إليكم يا بني بكر إليكم     ألما تعلموا منا اليقينا ؟



قال ابن السكيت : معناه اذهبوا إليكم وتباعدوا عنا . وتكون إلى بمعنى عند ; قال أوس :


فهل لكم فيها إلي ، فإنني     طبيب بما أعيا النطاسي حذيما



وقال الراعي :


يقال ، إذا راد النساء : خريدة     صناع فقد سادت إلي الغوانيا



أي : عندي ، وراد النساء : ذهبن وجئن ، امرأة رواد أي : تدخل وتخرج . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية