صفحة جزء
[ خزز ] خزز : الخزز : ولد الأرنب ، وقيل : هو الذكر من الأرانب ، والجمع أخزة وخزان مثل صرد وصردان . وأرض مخزة : كثيرة الخزان . والخز : معروف من الثياب مشتق منه ، عربي صحيح ، وهو من الجواهر الموصوف بها ; حكى سيبويه : مررت بسرج خز صفته ، قال : والرفع الوجه ، يذهب إلى أن كونه جوهرا هو الأصل . قال ابن جني : وهذا مما سمى فيه البعض باسم الجملة كما ذهب إليه في قولهم : هذا خاتم حديد ونحوه ، والجمع خزوز ، ومنه قول بعضهم : فإذا أعرابي يرفل في الخزوز ، وبائعه خزاز . وفي حديث علي - كرم الله وجهه : نهى عن ركوب الخز والجلوس عليه ; قال ابن الأثير : الخز المعروف أولا ثياب تنسج من صوف وإبريسم وهي مباحة ، قال : وقد لبسها الصحابة والتابعون فيكون النهي عنها لأجل التشبه بالعجم وزي المترفين ، قال : وإن أريد بالخز النوع الآخر ، وهو المعروف الآن ، فهو حرام لأنه كله معمول من الإبريسم ، قال : وعليه يحمل الحديث الآخر : ( قوم يستحلون الخز والحرير ) . والخزيز : العوسج الذي يجعل على رؤوس الحيطان ليمنع التسلق . وخز الحائط يخزه خزا : وضع عليه شوكا لئلا يطلع عليه . ابن الأعرابي : الضريع العوسج الرطب ، فإذا جف فهو عوسج ، فإذا زاد جفوفه فهو الخزيز . والخز : تغريز العوسج على رؤوس الحيطان . وفلان خز حائطه أي وضع فيه الشوك لئلا يتسلق . والخز : الطعن بالحراب . ويقال : خزه بسهم واختزه إذا انتظمه وطعنه ; قال رؤبة :


لاقى حمام الأجل المختز



وقال ابن أحمر :


لما اختززت فؤاده بالمطرد



واختزه بالرمح : انتظمه ; قال الشاعر :


فاختزه بسلب مدري     كأنما اختز براعبي

أي انتظمه ، يعني الكلب ، بقرن سلب أي طويل . مدري : محدد . واختزه بالرمح واختلطه وانتظمه بمعنى واحد ، وفي النوادر : اختززت فلانا إذا أتيته في جماعة فأخذته منها . واختززت بعيرا من الإبل أي استقته وتركتها ، وأصل ذلك أن الخزز إذا وجد الأرانب عاشية اختز منها أرنبا وتركها . قال أبو عمرو : تمر خاز فيه شيء من الحموضة ، وقد خززت يا تمر تخزز فأنت خاز . واختز البعير : أطرده من بين الإبل ; عن الهجري . ورجل خزخز ، وخزخز ، مثال هدبد ، وخزاخز : قوي غليظ كثير العضل . وبعير خزخز : قوي شديد ; قال :


أعددت للورد إذا الورد حفز     غربا جرورا وجلالا خزخز

ويقال : لتجدنه بحمله خزخزا أي قويا عليه . وخزاز وخزازى ، مقصور : كلاهما جبل كانت العرب توقد عليه غداة الغارة . ويوم خزازى : أحد أيام العرب . وخزازى : موضع معروف ; قال عمرو بن كلثوم :


ونحن غداة أوقد في خزازى     رفدنا فوق رفد الرافدينا

ويروى : خزاز . وفي حديث أشراط الساعة : ( يستحل الحر والحرير ) ; قال ابن الأثير : هكذا رواه أبو موسى في الحاء والراء ، وقال : الحر بتخفيف الراء الفرج وأصله حرح ، بكسر الحاء وسكون الراء ، وجمعه أحراح ، ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد ، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر ، والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه : ( يستحلون الخز ) ، بالخاء المعجمة والزاي ، وهو ضرب من ثياب الإبريسم معروف ، قال : وكذا جاء في كتاب البخاري وأبي داود ، ولعله حديث آخر جاء كما ذكره أبو موسى وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية