صفحة جزء
[ خسف ]

خسف : الخسف : سئوخ الأرض بما عليها . خسفت تخسف خسفا وخسوفا وانخسفت وخسفها الله وخسف الله به الأرض خسفا أي : غاب به فيها ; ومنه قوله تعالى : فخسفنا به وبداره الأرض . وخسف هو في الأرض وخسف به ، وقرئ : لخسف بنا ، على ما لم يسم فاعله . وفي حرف عبد الله : لانخسف بنا ، كما يقال انطلق بنا ، وانخسف به الأرض وخسف الله به الأرض وخسف المكان يخسف خسوفا : ذهب في الأرض ، وخسفه الله تعالى . الأزهري : وخسف بالرجل وبالقوم إذا أخذته الأرض ودخل فيها . والخسف : إلحاق الأرض الأولى بالثانية . والخسف : غئور العين ، وخسوف العين : ذهابها في الرأس . ابن سيده : خسفت عينه ساخت ، وخسفها يخسفها خسفا وهي خسيفة : فقأها . وعين خاسفة : وهي التي فقئت حتى غابت حدقتاها في الرأس . وعين خاسف إذا غارت ، وقد خسفت العين تخسف خسوفا ; وأنشد الفراء :


من كل ملقى ذقن حجوف يلح عند عينها الخسيف



وبعضهم يقول : عين خسيف والبئر خسيف لا غير . وخسفت الشمس وكسفت بمعنى واحد . ابن سيده : خسفت الشمس تخسف خسوفا ذهب ضوؤها ، وخسفها الله ، وكذلك القمر . قال ثعلب : كسفت الشمس وخسف القمر هذا أجود الكلام ، والشمس تخسف يوم القيامة خسوفا ، وهو دخولها في السماء كأنها تكورت في جحر . [ ص: 67 ] الجوهري : وخسوف القمر كسوفه . وفي الحديث : ( إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ) . يقال : خسف القمر بوزن ضرب إذا كان الفعل له ، وخسف على ما لم يسم فاعله . قال ابن الأثير : وقد ورد الخسوف في الحديث كثيرا للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف ، فأما إطلاقه في مثل هذا فتغليبا للقمر لتذكيره على تأنيث الشمس ، فجمع بينهما فيما يخص القمر ، وللمعاوضة أيضا فإنه قد جاء في رواية أخرى : ( إن الشمس والقمر لا ينكسفان ) ، وأما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما . والانخساف : مطاوع خسفته فانخسف . وخسف الشيء يخسفه خسفا : خرقه . وخسف السقف نفسه وانخسف : انخرق . وبئر خسوف وخسيف : حفرت في حجارة فلم ينقطع لها مادة لكثرة مائها ، والجمع أخسفة وخسف ، وقد خسفها خسفا ، وخسف الركية : مخرج مائها . وبئر خسيف إذا نقب جبلها عن عيلم الماء فلا ينزح أبدا . والخسف : أن يبلغ الحافر إلى ماء عد . أبو عمرو : الخسيف البئر التي تحفر في الحجارة فلا ينقطع ماؤها كثرة ; وأنشد غيره :


قد نزحت ، إن لم تكن خسيفا     أو يكن البحر لها حليفا



وقال آخر : من العيالم الخسف ، وما كانت البئر خسيفا ، ولقد خسفت ، والجمع خسف . وفي حديث عمر أن العباس - رضي الله عنهما - سأله عن الشعراء فقال : امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر ، أي : أنبطها وأغزرها لهم ، من قولهم : خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير ، يريد أنه ذلل لهم الطريق إليه وبصرهم بمعاني الشعر وفنن أنواعه وقصده ، فاحتذى الشعراء على مثاله فاستعار العين لذلك . ومنه حديث الحجاج قال لرجل بعثه يحفر بئرا : أخسفت أم أوشلت ؟ أي : أطلعت ماء كثيرا أم قليلا . والخسيف من السحاب : ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثير والعين عن يمين القبلة . والخسف : الهزال والذل . ويقال في الذل خسف أيضا ، والخسف والخسف : الإذلال وتحميل الإنسان ما يكره ; قال الأعشى :


إذ سامه خطتي خسف ، فقال له :     اعرض علي كذا أسمعهما ، حار



والخسف : الظلم ; قال قيس بن الخطيم :


ولم أر كامرئ يدنو لخسف     له في الأرض سير وانتواء



وقال ساعدة بن جؤية :


ألا يا فتى ، ما عبد شمس بمثله     يبل على العادي وتؤبى المخاسف



المخاسف : جمع خسف ، خرج مخرج مشابه وملامح ، ويقال : سامه الخسف وسامه خسفا وخسفا ، أيضا بالضم ، أي : أولاه ذلا . ويقال : كلفه المشقة والذل . وفي حديث علي : من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف ; الخسف : النقصان والهوان ، وأصله أن تحبس الدابة على غير علف ثم استعير فوضع موضع الهوان ، وسيم : كلف وألزم . والخسف : الجوع ; قال بشر بن أبي حازم :


بضيف قد ألم بهم عشاء     على الخسف المبين والجدوب



أبو الهيثم : الخاسف الجائع ; وأنشد قول أوس :


أخو قترات قد تبين أنه     إذا لم يصب لحما من الوحش ، خاسف



أبو بكر : في قولهم شربنا على الخسف أي : شربنا على غير أكل . ويقال : بات القوم على الخسف إذا باتوا جياعا ليس لهم شيء يتقوتونه . وباتت الدابة على خسف إذا لم يكن لها علف ; وأنشد :


بتنا على الخسف ، لا رسل نقات به     حتى جعلنا حبال الرحل فصلانا



أي : لا قوت لنا حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا فنتقوت لبنها . الجوهري : بات فلان الخسف أي : جائعا . والخسف في الدواب : أن تحبس على غير علف . والخسف : النقصان ، يقال : رضي فلان بالخسف أي : بالنقيصة ; قال ابن بري : ويقال الخسيفة أيضا ; وأنشد :


وموت الفتى ، لم يعط يوما خسيفة     أعف وأغنى في الأنام وأكرم



والخاسف : المهزول . وناقة خسيف : غزيرة سريعة القطع في الشتاء ، وقد خسفت خسفا . والخسف : النقه من الرجال . ابن الأعرابي : ويقال للغلام الخفيف النشيط خاسف وخاشف ومراق ومنهمك . والخسف : الجوز الذي يؤكل ، واحدته خسفة ، شحرية ; وقال أبو حنيفة : هو الخسف ، بضم الخاء وسكون السين ; قال ابن سيده : وهو الصحيح . والخسيفان : رديء التمر ; عن أبي عمرو الشيباني ، حكاه أبو علي في التذكرة وزعم أن النون نون التثنية وأن الضم فيها لغة ، وحكى عنه أيضا : هما خليلان ، بضم النون . والأخاسيف : الأرض اللينة . يقال : وقعوا في أخاسيف من الأرض وهي اللينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية