صفحة جزء
[ خلأ ]

: الخلاء في الإبل كالحران في الدواب . خلأت الناقة تخلأ خلأ وخلاء ، بالكسر والمد ، وخلوءا ، وهي خلوء : بركت ، أو حرنت من غير علة ; وقيل إذا لم تبرح مكانها ، وكذلك الجمل ، وخص بعضهم به الإناث من الإبل ، وقال في الجمل : ألح ، وفي الفرس : حرن ; قال : ولا يقال للجمل : خلأ ; يقال : خلأت الناقة ، وألح الجمل ، وحرن الفرس ; وفي الحديث : أن ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - خلأت به يوم الحديبية ، فقالوا : خلأت القصواء ; فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ما خلأت ، وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل . قال زهير يصف ناقة :


بآرزة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ، ولا خلاء



قال الراجز يصف رحى يد فاستعار ذلك لها :


بدلت ، من وصل الغواني البيض     كبداء ملحاحا على الرضيض
تخلأ إلا بيد القبيض



القبيض : الرجل الشديد القبض على الشيء ; والرضيض : حجارة المعادن فيها الذهب والفضة ; والكبداء : الضخمة الوسط : يعني رحى تطحن حجارة المعدن ; وتخلأ : تقوم فلا تجري . وخلأ الإنسان يخلأ خلوءا : لم يبرح مكانه ، وقال اللحياني : خلأت الناقة تخلأ خلاء ، وهي ناقة خالئ بغير هاء ، إذا بركت فلم تقم ؛ فإذا قامت ولم تبرح قيل : حرنت تحرن حرانا ، وقال أبو منصور : والخلاء لا يكون إلا للناقة ، وأكثر ما يكون الخلاء منها إذا ضبعت ، تبرك فلا تثور . وقال ابن شميل : يقال للجمل : خلأ يخلأ خلاء : إذا برك فلم يقم . قال : ولا يقال : خلأ إلا للجمل . قال أبو منصور : لم يعرف ابن شميل الخلاء فجعله للجمل خاصة ، وهو عند العرب للناقة ، وأنشد قول زهير :


بآرزة الفقارة لم يخنها



والتخلئ : الدنيا ، وأنشد أبو حمزة :


لو كان ، في التخلئ ، زيد ما نفع     لأن زيدا عاجز الرأي لكع



ويقال : تخلئ وتخلئ ، وقيل : هو الطعام والشراب ; يقال : لو كان في التخلئ ما نفعه . وخالأ القوم : تركوا شيئا وأخذوا في غيره ، حكاه ثعلب ; وأنشد :


فلما فنى ما في الكنائن خالئوا     إلى القرع من جلد الهجان المجوب



يقول : فزعوا إلى السيوف والدرق . وفي حديث أم زرع : كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء . الخلاء ، بالكسر والمد : المباعدة والمجانبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية