صفحة جزء
[ خوا ]

خوا : خوت الدار : تهدمت وسقطت ؛ ومنه قوله تعالى : فتلك بيوتهم خاوية ؛ أي خالية ، كما قال تعالى : فهي خاوية على عروشها ؛ أي خالية ، وقيل : ساقطة على سقوفها . وخوت الدار وخويت خيا وخويا وخواء وخواية : أقوت وخلت من أهلها . وأرض خاوية : خالية من أهلها ، وقد تكون خاوية من المطر . وخوى البيت إذا انهدم ؛ ومنه قول خنساء :


كان أبو حسان عرشا خوى مما بناه الدهر دان ظليل



خوى أي تهدم ووقع . وفي حديث سهل : فإذا هم بدار خاوية على عروشها ؛ خوى إذا سقط وخلا ، وعروشها سقوفها ؛ ومنه قوله : أعجاز نخل خاوية . قال الله تعالى في قصة عاد : كأنهم أعجاز نخل خاوية ؛ أعجاز النخل : أصولها ، وقيل : خاوية نعت للنخل لأن النخل يذكر ويؤنث . وقال - عز وجل - في موضع آخر : كأنهم أعجاز نخل منقعر ؛ المنقعر : المنقلع عن منبته ، وكذلك الخاوية معناها معنى المنقلع ، وقيل لها إذا انقلعت خاوية لأنها خوت من منبتها الذي كانت تنبت فيه وخوى منبتها منها ، ومعنى خوت أي خلت كما تخوي الدار خويا إذا خلت من أهلها . وخوت الدار أي باد أهلها وهي قائمة بلا عامر . الأصمعي : خوى البيت يخوي خواء ، ممدود ، إذا ما خلا من أهله . ويقال : وقع عرشك بخو أي بأرض خوار يتعرق فيه فلا يخلف . وخواء الأرض ، ممدود : براحها ؛ قال أبو النجم :


يبدو خواء الأرض من خوائه



ويقال : دخل فلان في خواء فرسه يعني ما بين يديه ورجليه ، وأبو النجم وصف فرسا طويل القوائم . ويقال لما يسده الفرس بذنبه من فرجة ما بين رجليه : خواية ؛ قال الطرماح :


فسد بمضرحي اللون جثل     خواية فرج مقلات دهين



أي سدت ما بين فخذيها بذنب مضرحي اللون . والخواء : خلو الجوف من الطعام ، يمد ويقصر ، والقصر أعلى . وخوى خوى وخواء : تتابع عليه الجوع وخويت المرأة خوا . وخوت : ولدت فخوى بطنها أي خلا ، وكذلك إذا لم تأكل عند الولادة ، وخويت أجود . والخوية : ما أطعمتها على ذلك . وخواها وخوى لها تخوية ؛ الأخيرة عن كراع : عمل لها خوية تأكلها وهي طعام . الأصمعي : [ ص: 185 ] يقال للمرأة خويت ، فهي تخوى تخوية ، وذلك إذا حفرت لها حفيرة ثم أوقد فيها ، ثم تقعد فيها من داء تجده . وخوت الإبل تخوية : خمصت بطونها وارتفعت . وخوى الرجل : تجافى في سجوده وفرج ما بين عضديه وجنبيه ، والطائر إذا أرسل جناحيه ، وكذلك البعير إذا تجافى في بروكه ومكن لثفناته ؛ قال :

خوت على ثفناتها

وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد خوى ؛ ومعناه أنه جافى بطنه عن الأرض ورفعها حتى يخوي ما بين ذلك ، ويخوي عضديه عن جنبيه ؛ ومنه يقال للناقة إذا بركت فتجافى بطنها في بروكها لضمرها : قد خوت ؛ وأنشد أبو عبيد في صفة ناقة ضامر :


ذات انتباذ عن الحادي إذا بركت     خوت على ثفنات محزئلات



ويقال للطائر إذا أراد أن يقع فيبسط جناحيه ويمد رجليه : قد خوى تخوية . وفي حديث علي - رضوان الله عليه : إذا سجد الرجل فليخو ، وإذا سجدت المرأة فلتحتفز ؛ وقوله أنشده ثعلب :


يخرجن من خلل الغبار عوابسا     كأصابع المقرور خوى فاصطلى



فسره فقال : يريد أن الخيل قربت بعضها من بعض . والخوى : الرعاف . والخواء : الهواء بين الشيئين ، وكذلك الهواء الذي بين الأرض والسماء ؛ قال بشر يصف فرسا :


يسد خواء طبييها الغبار



أي يسد الفجوة التي بين طبييها . وكل فرجة فهي خواء . والخوي : الوطاء بين الجبلين وهو اللين من الأرض . وقال أبو حنيفة : الخوي بطن يكون في السهل والحزن داخلا في الأرض أعظم من السهب منبات . قال الأزهري : كل واد واسع في جو سهل فهو خو وخوي . والخوي ؛ عن الأصمعي : الوادي السهل البعيد ؛ وقول الطرماح :


وخوي سهل يثير به القو     م رباضا للعين بعد رباض



يقول : يمر الركبان بالعين في مرابضها فتثيرها منها ، والرباض : البقر التي ربضت في كنسها . الأزهري في هذا الموضع : ابن الأعرابي الوخ الألم ، والوخ القصد ، والخو الجوع . والخوية : مفرج ما بين الضرع والقبل من الناقة وغيرها من الأنعام . وخواية السنان : جبته وهي ما التقم ثعلب الرمح . وخواية الرحل : متسع داخله . وخوى الزند وأخوى : لم يور . وخوت النجوم تخوي خيا وأخوت وخوت : أمحلت ، وقيل : خوت وأخوت ، وذلك إذا سقطت ولم تمطر في نوئها ؛ قال كعب بن زهير :


قوم إذا خوت النجوم فإنهم     للطارقين النازلين مقاري



وقال آخر :


وأخوت نجوم الأخذ إلا أنضة     أنضة محل ليس قاطرها يثري



قوله : يثري يبل الأرض ؛ وقال الأخطل :


فأنت الذي ترجو الصعاليك سيبه     إذا السنة الشهباء خوت نجومها



وخوت تخوية : مالت للمغيب . وخوى الشيء خيا وخواية واختواه : اختطفه ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد :


حتى اختوى طفلها في الجو منصلت     أزل منها كنصل السيف زهلول



ابن الأعرابي : يقال اختواه واختدفه واختاته وتخوته إذا اقتطعه ؛ وقال أبو وجزة :


ثم اعتمدت إلى ابن يحيى تختوي     من دونه متباعد البلدان



وخواية الخيل : حفيف عدوها ؛ كذلك حكاه ابن الأعرابي بالهاء . وخواية المطر : حفيف انهلاله بالهاء ؛ عنه أيضا . وحكى أبو عبيدة : الخواة الصوت . قال أبو مالك : سمعت خوايته أي سمعت صوته شبه التوهم ؛ وأنشد :


خواية أجدلا



يعني صوته . وفي حديث صلة : فسمعت كخواية الطائر ؛ الخواية : حفيف الجناح . وخواة الريح : صوتها ؛ عن ابن الأعرابي أيضا . والخوي : الثابت ، طائية . والخاوية : الداهية ؛ عن كراع . والخو : العسل ؛ عن الزجاجي . ويوم خوى وخوى وخوي : معروف . وخوي : موضع . ويوم خو : من أيام العرب ، معروف . والخوي : البطن السهل من الأرض ، على فعيل . وفي الحديث : فأخذ أبا جهل خوة فلا ينطق ؛ أي فترة ؛ ذكره ابن الأثير ، قال : والهاء زائدة . والخوان : واديان معروفان في ديار تميم . وخو : واد لبني أسد ؛ قال زهير :


لئن حللت بخو في بني أسد     في دين عمرو ، وحالت دوننا فدك



قال أبو محمد الأسود : ومن رواه بالجيم فقد صحفه ، قال وفيه يقول القائل :


وبين خوين زقاق واسع



وخيوان : بطن من همدان ؛ وأنشد ابن الأعرابي للأسود بن يعفر :


جنبت خاوية السلاح وكلمه     أبدا وجانب نفسك الأسقام



ولم يفسر الخاوية ، فتأمله . والخاء : حرف هجاء ، وحكى سيبويه : خبيت خاء ، وسنذكر ذلك في موضعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية