صفحة جزء
[ خيف ]

خيف : خيف البعير والإنسان والفرس وغيره خيفا ، وهو أخيف بين الخيف ، والأنثى خيفاء إذا كانت إحدى عينيه سوداء كحلاء والأخرى زرقاء . وفي الحديث في صفة أبي بكر - رضي الله عنه : أخيف بني تيم ؛ الخيف في الرجل أن تكون إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء ، والجمع خوف ، وكذلك هو من كل شيء . والأخياف : الضروب المختلفة في الأخلاق والأشكال . والأخياف من الناس : الذين أمهم واحدة وآباؤهم شتى . يقال : الناس أخياف أي لا يستوون ، ويقال ذلك في الإخوة ، يقال : إخوة أخياف . والأخياف : اختلاف الآباء وأمهم واحدة ، ومنه قيل : الناس أخياف أي مختلفون . وخيفت المرأة أولادها : جاءت بهم مختلفين . وتخيفت الإبل في المرعى وغيره : اختلفت وجوهها ؛ عن اللحياني . والخافة : خريطة من أدم تكون مع مشتار العسل ، وقيل : هي سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل ، قيل : سميت بذلك لتخيف ألوانها أي اختلافها ، قال الليث : تصغيرها خويفة واشتقاقها من الخوف ، وهي جبة من أدم يلبسها العسال والسقاء ، قال أبو منصور : قوله اشتقاقها من الخوف خطأ والذي أراه الحوف ، بالحاء ، وليس هذا موضعه . وخيف الأمر بينهم : وزع . وخيفت عمور اللثة بين الأسنان : فرقت . والخيفانة : الجرادة إذا صارت فيها خطوط مختلفة [ ص: 191 ] بياض وصفرة ، والجمع خيفان . وقال اللحياني : جراد خيفان اختلفت فيه الألوان والجراد حينئذ أطير ما يكون ، وقيل : الخيفان من الجراد المهازيل الحمر الذي من نتاج عام أول ، وقيل : هي الجراد قبل أن تستوي أجنحته . وناقة خيفانة : سريعة ، شبهت بالجراد لسرعتها ، وكذلك الفرس شبهت بالجرادة لخفتها وضمورها ؛ قال عنترة :


فغدوت تحمل شكتي خيفانة مرط الجراء لها تميم أتلع



قال أبو نصر : العرب تشبه الخيل بالخيفان ؛ قال امرؤ القيس :


وأركب في الروع خيفانة     لها ذنب خلفها مسبطر



وهذا البيت في الصحاح :


وأركب في الروع خيفانة     كسا وجهها سعف منتشر



ويقال : تخيف فلان ألوانا إذا تغير ألوانا ؛ قال الكميت :


وما تخيف ألوانا مفننة     عن المحاسن من إخلاقه الوطب



ابن سيده : وربما سميت الأرض المختلفة ألوان الحجارة خيفاء . والخيف : جلد الضرع ، ومنهم من قال : جلد ضرع الناقة ، وقيل : لا يكون خيفا حتى يخلو من اللبن ويسترخي . وناقة خيفاء بينة الخيف : واسعة جلد الضرع ، والجمع خيفاوات ، وخيف الأولى نادرة لأن فعلاوات إنما هي للاسم أو الصفة الغالبة غلبة الاسم كقوله - صلى الله عليه وسلم : ليس في الخضراوات صدقة . وحكى اللحياني : ما كانت الناقة خيفاء ولقد خيفت خيفا . والخيف : وعاء قضيب البعير . وبعير أخيف : واسع جلد الثيل ؛ قال :


صوى لها ذا كدنة جلذيا أخيف     كانت أمه صفيا



أي غزيرة . وقد خيف ، بالكسر . والخيف : ما ارتفع عن موضع مجرى السيل ومسيل الماء وانحدر عن غلظ الجبل ، والجمع أخياف ؛ قال قيس بن ذريح :


فغيقة فالأخياف أخياف ظبية     بها من لبينى مهرف ومرابع



ومنه قيل : مسجد الخيف بمنى لأنه في خيف الجبل . ابن سيده : وخيف مكة موضع فيها عند منى ، سمي بذلك لانحداره عن الغلظ وارتفاعه عن السيل . وفي الحديث : نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة ، يعني المحصب . ومسجد منى يسمى مسجد الخيف لأنه في سفح جبلها . وفي حديث بدر : مضى في مسيره إليها حتى قطع الخيوف ؛ هي جمع خيف . وأخيف القوم وأخافوا إذا نزلوا الخيف ، خيف منى أو أتوه ؛ قال :


هل في مخيفتكم من يشتري أدما



والخيف : جمع خيفة من الخوف . أبو عمرو : الخيفة السكين وهي الرميض . وتخيف ماله : تنقصه وأخذ من أطرافه كتحيفه ؛ حكاه يعقوب وعده في البدل ، والحاء أعلى . والخيفان : حشيش ينبت في الجبل وليس له ورق إنما هو حشيش ، وهو يطول حتى يكون أطول من ذراع صعدا ، وله سنمة صبيغاء بيضاء السفل ؛ جعله كراع فيعالا ؛ قال ابن سيده : وليس بقوي لكثرة زيادة الألف والنون لأنه ليس في الكلام ( خ ف ن ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية