صفحة جزء
[ دأدأ ]

دأدأ : الدئداء : أشد عدو البعير . دأدأ دأدأة ودئداء ، ممدود : عدا أشد العدو ، ودأدأت دأدأة . قال أبو دواد يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الرؤاسي ، وقيل في كنيته أبو دواد :


واعرورت العلط العرضي ، تركضه [ ص: 204 ] أم الفوارس ، بالدئداء والربعه

وكان أبو عمر الزاهد يقول في الرؤاسي أحد القراء والمحدثين إنه الرواسي ، بفتح الراء والواو من غير همز ، منسوب إلى رواس قبيلة من بني سليم ، وكان ينكر أن يقال الرؤاسي بالهمز ، كما يقوله المحدثون وغيرهم . وبيت أبي دواد هذا المتقدم يضرب مثلا في شدة الأمر .

يقول : ركبت هذه المرأة التي لها بنون فوارس بعيرا صعبا عريا من شدة الجدب ، وكان البعير لا خطام له ، وإذا كانت أم الفوارس قد بلغ بها هذا الجهد فكيف غيرها ؟ والفوارس في البيت : الشجعان . يقال رجل فارس ، أي شجاع ; والعلط : الذي لا خطام عليه ، ويقال : بعير علط ملط : إذا لم يكن عليه وسم .

والدئداء والربعة : شدة العدو ، قيل : هو أشد عدو البعير . وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه : وبر تدأدأ من قدوم ضأن ; أي أقبل علينا مسرعا ، وهو من الدئداء أشد عدو البعير ; وقد دأدأ وتدأدأ ويجوز أن يكون تدهده ، فقلبت الهاء همزة ، أي تدحرج وسقط علينا ; وفي حديث أحد : فتدأدأ عن فرسه .

ودأدأ الهلال إذا أسرع السير ; قال : وذلك أن يكون في آخر منزل من منازل القمر ، فيكون في هبوط فيدأدئ فيها دئداء .

ودأدأت الدابة : عدت عدوا فوق العنق . أبو عمرو : الدأداء : النخ من السير ، وهو السريع ، والدأدأة : السرعة والإحضار .

وفي النوادر : دودأ فلان دودأة وتودأ تودأة وكودأ كودأة إذا عدا .

والدأدأة والدئداء في سير الإبل : قرمطة فوق الحفد .

ودأدأ في أثره : تبعه مقتفيا له ; ودأدأ منه وتدأدأ : أحضر نجاء منه ، فتبعه وهو بين يديه .

والدأداء والدؤدؤ والدؤداء والدئداء : آخر أيام الشهر . قال :


نحن أجزنا كل ذيال قتر     في الحج من قبل دآدي المؤتمر

أراد دآدئ المؤتمر ، فأبدل الهمزة ياء ثم حذفها لالتقاء الساكنين ; قال الأعشى :


تداركه في منصل الأل بعدما     مضى غير دأداء وقد كاد يعطب

قال الأزهري : أراد أنه تداركه في آخر ليلة من ليالي رجب ، وقيل الدأداء والدئداء : ليلة خمس وست وسبع وعشرين .

وقال ثعلب : العرب تسمي ليلة ثمان وعشرين وتسع وعشرين الدآدئ ، والواحدة دأداءة ; وفي الصحاح : الدآدئ : ثلاث ليال من آخر الشهر قبل ليالي المحاق ، والمحاق آخرها ; وقيل : هي هي ; أبو الهيثم : الليالي الثلاث التي بعد المحاق سمين دآدئ لأن القمر فيها يدأدئ إلى الغيوب أي يسرع ، من دأدأة البعير .

وقال الأصمعي : في ليالي الشهر ثلاث محاق وثلاث دآدئ ; قال : والدآدئ : الأواخر ; وأنشد :


أبدى لنا غرة وجه بادي     كزهرة النجوم في الدآدي

وفي الحديث : أنه نهى عن صوم الدأداء ، قيل : هو آخر الشهر ; وقيل : يوم الشك .

وفي الحديث : ليس عفر الليالي كالدآدئ ; العفر : البيض المقمرة ، والدآدئ : المظلمة لاختفاء القمر فيها .

والدأداء : اليوم الذي يشك فيه أمن الشهر هو أم من الآخر ; وفي التهذيب عن أبي بكر : الدأداء التي يشك فيها أمن آخر الشهر الماضي هي أم من أول الشهر المقبل ، وأنشد بيت الأعشى :


مضى غير دأداء وقد كاد يعطب

وليلة دأداء ودأداءة : شديدة الظلمة .

وتدأدأ القوم : تزاحموا ، وكل ما تدحرج بين يديك فذهب فقد تدأدأ .

ودأدأة الحجر : صوت وقعه على المسيل . الليث : الدأداء : صوت وقع الحجارة في المسيل .

الفراء : يقال : سمعت له دودأة أي جلبة ، وإني لأسمع له دودأة منذ اليوم أي جلبة .

ورأيت في حاشية بعض نسخ الصحاح ودأدأ : غطى . قال :


وقد دأدأتم ذات الوسوم

وتدأدأت الإبل ، مثل أدت ، إذا رجعت الحنين في أجوافها .

وتدأدأ حمله : مال .

وتدأدأ الرجل في مشيه : تمايل ، وتدأدأ عن الشيء : مال فترجح به .

ودأدأ الشيء : حركه وسكنه .

والدأداء : عجلة جواب الأحمق .

والدأدأة : صوت تحريك الصبي في المهد .

والدأداء : ما اتسع من التلاع .

والدأداء : الفضاء ; عن أبي مالك .

التالي السابق


الخدمات العلمية