صفحة جزء
[ دبر ]

دبر : الدبر والدبر : نقيض القبل .

ودبر كل شيء : عقبه ومؤخره ; وجمعهما أدبار .

ودبر كل شيء : خلاف قبله في كل شيء ما خلا قولهم : جعل فلان قولك دبر أذنه خلف أذنه .

الجوهري : الدبر والدبر خلاف القبل ، ودبر الشهر : آخره ، على المثل ; يقال : جئتك دبر الشهر وفي دبره وعلى دبره ، والجمع من كل ذلك أدبار ; يقال : جئتك أدبار الشهر وفي أدباره .

والأدبار لذوات الحوافر والظلف والمخلب : ما يجمع الاست والحياء ، وخص بعضهم به ذوات الخف ، والحياء من كل ذلك وحده دبر .

ودبر البيت : مؤخره وزاويته .

وإدبار النجوم : تواليها ، وأدبارها : أخذها إلى الغرب للغروب آخر الليل ; هذه حكاية أهل اللغة .

قال ابن سيده : ولا أدري كيف هذا لأن الأدبار لا يكون الأخذ إذ الأخذ مصدر ، والأدبار أسماء .

وأدبار السجود وإدباره : أواخر الصلوات ، وقد قرئ : وأدبار وإدبار ، فمن قرأ وأدبار فمن باب خلف ووراء ، ومن قرأ وإدبار فمن باب خفوق النجم .

قال ثعلب في قوله تعالى : وإدبار النجوم ، وأدبار السجود ; قال الكسائي : إدبار النجوم أن لها دبرا واحدا في وقت السحر ، وأدبار السجود لأن مع كل سجدة إدبارا .

التهذيب : من قرأ ( وأدبار السجود ) بفتح الألف ، جمع على دبر وأدبار ، وهما الركعتان بعد المغرب ، روي ذلك عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه ، قال : وأما قوله وإدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر ، قال : ويكسران جميعا وينصبان ; جائزان .

ودبره يدبره دبورا : تبعه من ورائه .

ودابر الشيء : آخره . الشيباني : الدابرة آخر الرمل .

وقطع الله دابرهم أي آخر من بقي منهم .

وفي التنزيل : فقطع دابر القوم الذين ظلموا ; أي استؤصل آخرهم ; ودابرة الشيء : كدابره .

وقال الله تعالى في موضع آخر : وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين . قولهم : قطع الله دابره ; قال الأصمعي وغيره : الدابر الأصل أي أذهب الله أصله ; وأنشد لوعلة :


فدى لكما رجلي أمي وخالتي غداة الكلاب إذ تحز الدوابر

.

أي يقتل القوم فتذهب أصولهم ولا يبقى لهم أثر .

وقال ابن بزرج : دابر الأمر آخره ، وهو على هذا كأنه يدعو عليه بانقطاع العقب حتى لا يبقى أحد يخلفه .

الجوهري : ودبر الأمر ودبره آخره ; قال الكميت :


أعهدك من أولى الشبيبة تطلب     على دبر هيهات شأو مغرب

وفي حديث الدعاء : وابعث عليهم بأسا تقطع به دابرهم ; أي جميعهم حتى لا يبقى منهم أحد .

ودابر القوم : آخر من يبقى منهم ويجيء في آخرهم .

وفي الحديث : أيما مسلم خلف غازيا في دابرته ; أي من يبقى بعده .

وفي حديث عمر : كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يدبرنا أي يخلفنا بعد موتنا . يقال : دبرت الرجل إذا بقيت بعده .

وعقب الرجل : دابره .

والدبر والدبر : الظهر .

وقوله تعالى : سيهزم الجمع ويولون الدبر ; جعله للجماعة ، كما قال تعالى : لا يرتد إليهم طرفهم .

قال الفراء : كان هذا يوم بدر ، وقال الدبر فوحد ولم يقل الأدبار ، وكل جائز صواب .

تقول : ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأس ، كما تقول : فلان كثير الدينار والدرهم ; وقال ابن مقبل :


الكاسرين القنا في عورة الدبر

ودابرة الحافر : مؤخره ، وقيل : هي التي تلي مؤخر الرسغ ، وجمعها الدوابر .

الجوهري : دابرة الحافر ما حاذى موضع الرسغ ، ودابرة الإنسان عرقوبه ; قال وعلة : إذ تحز الدوابر . ابن الأعرابي : الدابرة المشؤومة ، والدابرة الهزيمة .

والدبرة ، بالإسكان والتحريك : الهزيمة في القتال ، وهو اسم من الإدبار .

ويقال : جعل الله عليهم الدبرة ، أي الهزيمة ، وجعل لهم الدبرة على فلان أي الظفر والنصرة .

وقال أبو جهل لابن مسعود يوم بدر وهو مثبت جريح صريع : لمن الدبرة ؟ فقال : لله ولرسوله يا عدو الله ; قوله لمن الدبرة أي لمن الدولة والظفر ، [ ص: 210 ] وتفتح الباء وتسكن ; ويقال : على من الدبرة أيضا أي الهزيمة .

والدابرة : ضرب من الشغزبية في الصراع .

والدابرة : صيصية الديك . ابن سيده : دابرة الطائر الأصبع التي من وراء رجله وبها يضرب البازي ، وهي للديك أسفل من الصيصية يطأ بها .

وجاء دبريا أي أخيرا .

وفلان لا يصلي الصلاة إلا دبريا ، بالفتح ، أي في آخر وقتها ; وفي المحكم : أي أخيرا ; رواه أبو عبيد عن الأصمعي ، قال : والمحدثون يقولون دبريا ، بالضم ، أي في آخر وقتها ; وقال أبو الهيثم : دبريا ، بفتح الدال وإسكان الباء .

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : رجل أتى الصلاة دبارا ، ورجل اعتبد محررا ، ورجل أم قوما هم له كارهون .

قال الإفريقي راوي هذا الحديث : معنى قوله دبارا أي بعدما يفوت الوقت .

وفي حديث أبي هريرة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن للمنافقين علامات يعرفون بها : تحيتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، لا يقربون المساجد إلا هجرا ، ولا يأتون الصلاة إلا دبرا ، مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون ، خشب بالليل ، صخب بالنهار .

قال ابن الأعرابي : قوله دبارا في الحديث الأول جمع دبر ودبر ، وهو آخر أوقات الشيء الصلاة وغيرها ; قال : ومنه الحديث الآخر لا يأتي الصلاة إلا دبرا ، يروى بالضم والفتح ، وهو منصوب على الظرف ; وفي حديث آخر : لا يأتي الصلاة إلا دبريا ، بفتح الباء وسكونها ، وهو منسوب إلى الدبر آخر الشيء ، وفتح الباء من تغييرات النسب ، ونصبه على الحال من فاعل يأتي .

قال : والعرب تقول العلم قبلي وليس بالدبري ; قال أبو العباس : معناه أن العالم المتقن يجيبك سريعا والمتخلف يقول لي فيها نظر .

ابن سيده : تبعت صاحبي دبريا إذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته وأنت تحذر أن يفوتك .

ودبره يدبره ويدبره : تلا دبره .

والدابر : التابع .

وجاء يدبرهم أي يتبعهم ، وهو من ذلك .

وأدبر إدبارا ودبرا : ولى ; عن كراع .

والصحيح أن الإدبار المصدر والدبر الاسم .

وأدبر أمر القوم : ولى لفساد .

وقول الله تعالى : ثم وليتم مدبرين ; هذا حال مؤكدة لأنه قد علم أن مع كل تولية إدبارا فقال مدبرين مؤكدا ; ومثله قول ابن دارة :


أنا ابن دارة معروفا لها نسبي     وهل بدارة يا للناس من عار ؟

قال ابن سيده : كذا أنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني النسبة ، قال : وروايتي له نسبي .

والمدبرة : الإدبار ; أنشد ثعلب :


هذا يصاديك إقبالا بمدبرة     وذا يناديك إدبارا بإدبار

ودبر بالشيء : ذهب به .

ودبر الرجل : ولى وشيخ ; ومنه قوله تعالى : والليل إذا دبر ; أي تبع النهار قبله ، وقرأ ابن عباس ومجاهد : والليل إذ أدبر ، وقرأها كثير من الناس : والليل إذا دبر .

وقال الفراء : هما لغتان : دبر النهار وأدبر ، ودبر الصيف وأدبر ، وكذلك قبل وأقبل ، فإذا قالوا أقبل الراكب أو أدبر لم يقولوا إلا بالألف .

قال : وإنهما عندي في المعنى لواحد لا أبعد أن يأتي في الرجال ما أتى في الأزمنة ، وقيل : معنى قوله : والليل إذا دبر ، جاء بعد النهار ، كما تقول خلف .

يقال : دبرني فلان وخلفني أي جاء بعدي ، ومن قرأ : والليل إذا أدبر ; فمعناه ولى ليذهب .

ودابر العيش : آخره ; قال معقل بن خويلد الهذلي :


وما عريت ذا الحيات     إلا لأقطع دابر العيش الحباب

وذا الحيات : اسم سيفه .

ودابر العيش : آخره ; يقول : ما عريته إلا لأقتلك .

ودبر النهار وأدبر : ذهب .

وأمس الدابر : الذاهب ; وقالوا : مضى أمس الدابر وأمس المدبر ، وهذا من التطوع المشام للتأكيد لأن اليوم إذا قيل فيه أمس فمعلوم أنه دبر ، لكنه أكده بقوله الدابر كما بينا ; قال الشاعر :


وأبي الذي ترك الملوك وجمعهم     بصهاب هامدة كأمس الدابر

وقال صخر بن عمرو الشريد السلمي :


ولقد قتلتكم ثناء وموحدا     وتركت مرة مثل أمس الدابر

ويروى المدبر . قال ابن بري : والصحيح في إنشاده مثل أمس المدبر ; قال : وكذلك أنشده أبو عبيدة في مقاتل الفرسان ; وأنشد قبله :


ولقد دفعت إلى دريد طعنة     نجلاء تزغل مثل عط المنحر

تزغل : تخرج الدم قطعا قطعا .

والعط : الشق .

والنجلاء : الواسعة .

ويقال : هيهات ، ذهب فلان كما ذهب أمس الدابر ، وهو الماضي لا يرجع أبدا .

ورجل خاسر دابر إتباع ، وسيأتي خاسر دابر ، ويقال خاسر دامر ، على البدل ، وإن لم يلزم أن يكون بدلا .

واستدبره : أتاه من ورائه ; وقول الأعشى يصف الخمر أنشده أبو عبيدة :


تمززتها غير مستدبر     على الشرب أو منكر ما علم

قال : قوله غير مستدبر فسر غير مستأثر ، وإنما قيل للمستأثر مستدبر لأنه إذا استأثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأنه يشربها دونهم ويولي عنهم .

والدابر من القداح : خلاف القابل ، وصاحبه مدابر ; قال صخر الغي الهذلي يصف ماء ورده :


فخضخضت صفني في جمه     خياض المدابر قدحا عطوفا

المدابر : المقمور في الميسر ، وقيل : هو الذي قمر مرة بعد مرة فيعاود ليقمر ; وقال الأصمعي : المدابر المولي المعرض عن صاحبه ; وقال أبو عبيد : المدابر الذي يضرب بالقداح .

ودابرت فلانا : عاديته .

وقولهم : ما يعرف قبيله من دبيره ، وفلان ما يدري قبيلا من دبير ; المعنى ما يدري شيئا .

وقال الليث : القبيل فتل القطن ، والدبير : فتل الكتان والصوف .

ويقال : القبيل ما وليك والدبير ما خالفك . ابن الأعرابي : أدبر الرجل إذا عرف دبيره من قبيله .

قال الأصمعي : القبيل ما أقبل من الفاتل إلى حقوه ، والدبير ما أدبر به الفاتل إلى [ ص: 211 ] ركبته .

وقال المفضل : القبيل فوز القدح في القمار ، والدبير خيبة القدح .

وقال الشيباني : القبيل طاعة الرب والدبير معصيته . الصحاح : الدبير ما أدبرت به المرأة من غزلها حين تفتله .

قال يعقوب : القبيل ما أقبلت به إلى صدرك ، والدبير ما أدبرت به عن صدرك . يقال : فلان ما يعرف قبيلا من دبير ، وسنذكر من ذلك أشياء في ترجمة قبل ، إن شاء الله تعالى .

والدبرة : خلاف القبلة ; يقال : فلان ما له قبلة ولا دبرة إذا لم يهتد لجهة أمره ، وليس لهذا الأمر قبلة ولا دبرة إذا لم يعرف وجهه ; ويقال : قبح الله ما قبل منه وما دبر .

وأدبر الرجل : جعله وراءه .

ودبر السهم أي خرج من الهدف .

وفي المحكم : دبر السهم الهدف يدبره دبرا ودبورا جاوزه وسقط وراءه .

والدابر من السهام : الذي يخرج من الهدف . ابن الأعرابي : دبر رد ، ودبر تأخر ، وأدبر إذا انقلبت فتلة أذن الناقة إذا نحرت إلى ناحية القفا ، وأقبل إذا صارت هذه الفتلة إلى ناحية الوجه .

والدبران : نجم بين الثريا والجوزاء ويقال له التابع والتويبع ، وهو من منازل القمر ، سمي دبرانا لأنه يدبر الثريا أي يتبعها .

ابن سيده : الدبران نجم يدبر الثريا ، لزمته الألف واللام لأنهم جعلوه الشيء بعينه .

قال سيبويه : فإن قيل : أيقال لكل شيء صار خلف شيء دبران ؟ فإنك قائل له : لا ، ولكن هذا بمنزلة العدل والعديل ، وهذا الضرب كثير أو معتاد .

الجوهري : الدبران خمسة كواكب من الثور يقال إنه سنامه ، وهو من منازل القمر .

وجعلت الكلام دبر أذني وكلامه دبر أذني أي خلفي لم أعبأ به ، وتصاممت عنه وأغضيت عنه ولم ألتفت إليه ، قال :


يداها كأوب الماتحين إذا مشت     ورجل تلت دبر اليدين طروح

وقالوا : إذا رأيت الثريا تدبر فشهر نتاج وشهر مطر ، أي إذا بدأت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت نتاج الإبل .

وإذا رأيت الشعرى تقبل فمجد فتى ومجد حمل ، أي إذا رأيت الشعرى مع المغرب فذلك صميم القر ، فلا يصبر على القرى وفعل الخير في ذلك الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحر .

وقوله : ومجد حمل أي لا يحمل فيه الثقل إلا الجمل الشديد لأن الجمال تهزل في ذلك الوقت وتقل المراعي .

والدبور : ريح تأتي من دبر الكعبة مما يذهب نحو المشرق ، وقيل : هي التي تأتي من خلفك إذا وقفت في القبلة .

التهذيب : والدبور ، بالفتح ، الريح التي تقابل الصبا والقبول ، وهي ريح تهب من نحو المغرب ، والصبا تقابلها من ناحية المشرق ; قال ابن الأثير : وقول من قال سميت به لأنها تأتي من دبر الكعبة ليس بشيء .

ودبرت الريح أي تحولت دبورا ; وقال ابن الأعرابي : مهب الدبور من مسقط النسر الطائر إلى مطلع سهيل من التذكرة ، يكون اسما وصفة ، فمن الصفة قول الأعشى :


لها زجل كحفيف الحصا     د صادف بالليل ريحا دبورا

ومن الاسم قوله أنشده سيبويه لرجل من باهلة :


ريح الدبور مع الشمال وتارة     رهم الربيع وصائب التهتان

قال : وكونها صفة أكثر ، والجمع دبر ودبائر ، وقد دبرت تدبر دبورا .

ودبر القوم ، على ما لم يسم فاعله ، فهو مدبورون : أصابتهم ريح الدبور ; وأدبروا : دخلوا في الدبور ، وكذلك سائر الرياح .

وفي الحديث : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور .

ورجل أدابر : للذي يقطع رحمه مثل أباتر .

وفي حديث أبي هريرة : إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم ، بالفتح ، أي الهلاك .

ورجل أدابر : لا يقبل قول أحد ولا يلوي على شيء . قال السيرافي : وحكى سيبويه : أدابرا في الأسماء ولم يفسره أحد على أنه اسم ، لكنه قد قرنه بأحامر وأجارد ، وهما موضعان ، فعسى أن يكون أدابر موضعا .

قال الأزهري : ورجل أباتر يبتر رحمه فيقطعها ، ورجل أخايل وهو المختال .

وأذن مدابرة : قطعت من خلفها وشقت .

وناقة مدابرة : شقت من قبل قفاها ، وقيل : هو أن يقرض منها قرضة من جانبها مما يلي قفاها ، وكذلك الشاة .

وناقة ذات إقبالة وإدبارة إذا شق مقدم أذنها ومؤخرها وفتلت كأنها زنمة ; وذكر الأزهري ذلك في الشاة أيضا .

والإدبار : نقيض الإقبال ; والاستدبار : خلاف الاستقبال .

ورجل مقابل ومدابر : محض من أبويه كريم الطرفين .

وفلان مستدبر المجد مستقبل أي كريم أول مجده وآخره ; قال الأصمعي : وذلك من الإقبالة والإدبارة ، وهو شق في الأذن ثم يفتل ذلك ، فإذا أقبل به فهو الإقبالة ، وإذا أدبر به فهو الإدبارة ، والجلدة المعلقة من الأذن هي الإقبالة والإدبارة كأنها زنمة ، والشاة مدابرة ومقابلة ، وقد أدبرتها وقابلتها .

وناقة ذات إقبالة وإدبارة وناقة مقابلة مدابرة أي كريمة الطرفين من قبل أبيها وأمها .

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة ; قال الأصمعي : المقابلة أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة ; ويقال لمثل ذلك من الإبل : المزنم ، ويسمى ذلك المعلق الرعل .

والمدابرة : أن يفعل ذلك بمؤخر الأذن من الشاة ; قال الأصمعي : وكذلك إن بان ذلك من الأذن فهي مقابلة ومدابرة بعد أن كان قطع .

والمدابر من المنازل : خلاف المقابل .

وتدابر القوم : تعادوا وتقاطعوا ، وقيل : لا يكون ذلك إلا في بني الأب .

وفي الحديث : قال النبي - صلى الله عليه وسلم : لا تدابروا ولا تقاطعوا ; قال أبو عبيد : التدابر المصارمة والهجران ، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره وقفاه ويعرض عنه بوجهه ويهجره ; وأنشد :


أأوصى أبو قيس بأن تتواصلوا     وأوصى أبوكم ويحكم أن تدابروا ؟

ودبر القوم يدبرون دبارا : هلكوا .

وأدبروا إذا ولى أمرهم إلى آخره فلم يبق منهم باقية .

ويقال : عليه الدبار أي العفاء إذا دعوا عليه بأن يدبر فلا يرجع ; ومثله : عليه العفاء أي الدروس والهلاك .

وقال الأصمعي : الدبار الهلاك ، بالفتح ، مثل الدمار .

والدبرة : نقيض الدولة ، فالدولة في الخير والدبرة في الشر . يقال : جعل الله عليه [ ص: 212 ] الدبرة ، قال ابن سيده : وهذا أحسن ما رأيته في شرح الدبرة ; وقيل : الدبرة العاقبة .

ودبر الأمر وتدبره : نظر في عاقبته ، واستدبره : رأى في عاقبته ما لم ير في صدره ; وعرف الأمر تدبرا أي بأخرة ; قال جرير :


ولا تتقون الشر حتى يصيبكم     ولا تعرفون الأمر إلا تدبرا

والتدبير في الأمر : أن تنظر إلى ما تئول إليه عاقبته ، والتدبر : التفكر فيه .

وفلان ما يدري قبال الأمر من دباره أي أوله من آخره .

ويقال : إن فلانا لو استقبل من أمره ما استدبره لهدي لوجهة أمره أي لو علم في بدء أمره ما علمه في آخره لاسترشد لأمره .

وقال أكثم بن صيفي لبنيه : يا بني لا تتدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها .

والتدبير : أن يتدبر الرجل أمره ويدبره أي ينظر في عواقبه .

والتدبير : أن يعتق الرجل عبده عن دبر ، وهو أن يعتق بعد موته ، فيقول : أنت حر بعد موتي ، وهو مدبر ; وفي الحديث : إن فلانا أعتق غلاما له عن دبر ; أي بعد موته .

ودبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك ، وهو التدبير أي أنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت .

ودبر العبد : أعتقه بعد الموت .

ودبر الحديث عنه : رواه .

ويقال : دبرت الحديث عن فلان حدثت به عنه بعد موته ، وهو يدبر حديث فلان أي يرويه .

ودبرت الحديث أي حدثت به عن غيري . قال شمر : دبرت الحديث ليس بمعروف ; قال الأزهري : وقد جاء في الحديث : أما سمعته من معاذ يدبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ أي يحدث به عنه ; وقال : إنما هو يذبره ، بالذال المعجمة والباء ، أي يتقنه .

وقال الزجاج : الذبر القراءة ، وأما أبو عبيد فإن أصحابه رووا عنه يدبره كما ترى ، وروى الأزهري بسنده إلى سلام بن مسكين قال : سمعت قتادة يحدث عن فلان ، يرويه عن أبي الدرداء ، يدبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ما شرقت شمس قط إلا بجنبيها ملكان يناديان أنهما يسمعان الخلائق غير الثقلين الجن والإنس ، ألا هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، اللهم عجل لمنفق خلفا وعجل لممسك تلفا .

ابن سيده : ودبر الكتاب يدبره دبرا كتبه ; عن كراع ، قال : والمعروف ذبره ولم يقل دبره إلا هو .

والرأي الدبري : الذي يمعن النظر فيه ، وكذلك الجواب الدبري ; يقال : شر الرأي الدبري وهو الذي يسنح أخيرا عند فوت الحاجة ، أي شره إذا أدبر الأمر وفات .

والدبرة ، بالتحريك : قرحة الدابة والبعير ، والجمع دبر وأدبار مثل شجرة وشجر وأشجار .

ودبر البعير ، بالكسر ، يدبر دبرا ، فهو دبر وأدبر ، والأنثى دبرة ودبراء ، وإبل دبرى وقد أدبرها الحمل والقتب ، وأدبرت البعير فدبر ; وأدبر الرجل إذا دبر بعيره ، وأنقب إذا حفي خف بعيره .

وفي حديث ابن عباس : كانوا يقولون في الجاهلية إذا برأ الدبر وعفا الأثر ; الدبر ، بالتحريك : الجرح الذي يكون في ظهر الدابة ، وقيل : هو أن يقرح خف البعير .

وفي حديث عمر : قال لامرأة أدبرت وأنقبت ; أي دبر بعيرك وحفي .

وفي حديث قيس بن عاصم : إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر ; أي التي أدبر خيرها .

والأدبر : لقب حجر بن عدي نبز به لأن السلاح أدبر ظهره ، وقيل : سمي به لأنه طعن موليا ; ودبير الأسدي ؛ منه كأنه تصغير أدبر مرخما .

والدبرة : الساقية بين المزارع ، وقيل : هي المشارة في المزرعة ، وهي بالفارسية كرده ، وجمعها دبر ودبار ; قال بشر بن أبي خازم :


تحدر ماء البئر عن جرشية     على جربة يعلو الدبار غروبها

وقيل : الدبار الكرد من المزرعة ، واحدتها دبارة .

والدبرة : الكردة من المزرعة ، والجمع الدبار .

والدبارات : الأنهار الصغار التي تتفجر في أرض الزرع ، واحدتها دبرة ; قال ابن سيده : ولا أعرف كيف هذا إلا أن يكون جمع دبرة على دبار ثم ألحقت الهاء للجمع ، كما قالوا الفحالة ثم جمع الجمع جمع السلامة .

وقال أبو حنيفة : الدبرة البقعة من الأرض تزرع ، والجمع دبار .

والدبر والدبر : المال الكثير الذي لا يحصى كثرة ، واحده وجمعه سواء ; يقال : مال دبر ومالان دبر وأموال دبر .

قال ابن سيده : هذا الأعرف ، قال : وقد كسر على دبور ، ومثله مال دثر . الفراء : الدبر والدبر الكثير من الضيعة والمال ، يقال : رجل كثير الدبر إذا كان فاشي الضيعة ، ورجل ذو دبر كثير الضيعة والمال ; حكاه أبو عبيد عن أبي زيد .

والمدبور : المجروح .

والمدبور : الكثير المال .

والدبر ، بالفتح : النحل والزنابير ، وقيل : هو من النحل ما لا يأري ، ولا واحد لها ، وقيل : واحدته دبرة ; أنشد ابن الأعرابي :


وهبته من وثبى ممطره     مصرورة الحقوين مثل الدبره

وجمع الدبر أدبر ودبور ; قال زيد الخيل

[ والصواب قال لبيد ] .


بأبيض من أبكار مزن سحابة     وأري دبور شاره النحل عاسل

أراد : شاره من النحل ; وفي الصحاح قال لبيد :


بأشهب من أبكار مزن سحابة     وأري دبور شاره النحل عاسل

قال ابن بري يصف خمرا مزجت بماء أبيض ، وهو الأشهب .

وأبكار : جمع بكر .

والمزن : السحاب الأبيض ، الواحدة مزنة .

والأري : العسل .

وشاره : جناه ، والنحل منصوب بإسقاط من أي جناه من النحل عاسل ; وقبله :


عتيق سلافات سبتها سفينة     يكر عليها بالمزاج النياطل

والنياطل : مكاييل الخمر . قال ابن سيده : ويجوز أن يكون الدبور جمع دبرة كصخرة وصخور ، ومأنة ومئون . والدبور ، بفتح الدال : النحل ، لا واحد لها من لفظها ، ويقال للزنابير أيضا دبر .

وحمي الدبر : عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح الأنصاري من أصحاب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصيب يوم أحد فمنعت النحل الكفار منه ، وذلك أن المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثلوا به فسلط الله - عز وجل - عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع فارتدعوا عنه حتى أخذه المسلمون فدفنوه .

وقال أبو حنيفة : الدبر النحل ، بالكسر ، كالدبر ; وقول أبي ذؤيب :

[ ص: 213 ]

بأسفل ذات الدبر أفرد خشفها     وقد طردت يومين فهي خلوج

عنى شعبة فيها دبر ، ويروى : وقد ولهت .

والدبر والدبر أيضا أولاد الجراد ; عنه .

وروى الأزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : الخافقان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها .

والدبر : الزنابير ; قال : ومن قال النحل فقد أخطأ ; وأنشد لامرأة قالت لزوجها :


إذا لسعته النحل لم يخش لسعها     وخالفها في بيت نوب عوامل

شبه خروجها ودخولها بالنوائب . قال الأصمعي : الجماعة من النحل يقال لها الثول ، قال : وهو الدبر والخشرم ، ولا واحد لشيء من هذا ; قال الأزهري : وهذا هو الصواب لا ما قال مصعب .

وفي الحديث : فأرسل الله عليهم مثل الظلة من الدبر ; هو بسكون الباء النحل ، وقيل : الزنابير .

والظلة : السحاب .

وفي حديث بعض النساء : جاءت إلى أمها وهي صغير تبكي فقالت لها : ما لك ؟ فقالت : مرت بي دبيرة فلسعتني بأبيرة ; هو تصغير الدبرة النحلة .

والدبر : رقاد كل ساعة ، وهو نحو التسبيخ .

والدبر : الموت .

ودابر الرجل : مات ; عن اللحياني ; وأنشد لأمية بن أبي الصلت :


زعم ابن جدعان بن عم     رو أنني يوما مدابر
ومسافر سفرا بعي     دا ، لا يؤوب له مسافر

وأدبر الرجل إذا مات ، وأدبر إذا تغافل عن حاجة صديقه ، وأدبر : صار له دبر ، وهو المال الكثير .

ودبار ، بالضم : ليلة الأربعاء ، وقيل : يوم الأربعاء عادية من أسمائهم القديمة ، وقال كراع : جاهلية ; وأنشد :


أرجي أن أعيش ، وأن يومي     بأول أو بأهون أو جبار
أو التالي دبار فإن أفته     فمؤنس أو عروبة أو شيار

أول : الأحد .

وشيار : السبت ، وكل منها مذكور في موضعه . ابن الأعرابي : أدبر الرجل إذا سافر في دبار .

وسئل مجاهد عن يوم النحس فقال : هو الأربعاء لا يدور في شهره .

والدبر : قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء وينضب عنها .

وفي حديث النجاشي أنه قال : " ما أحب أن تكون دبرى لي ذهبا وأني آذيت رجلا من المسلمين " .

وفسر الدبرى بالجبل ، قال ابن الأثير : هو بالقصر اسم جبل ، قال : وفي رواية ما أحب أن لي دبرا من ذهب ; والدبر بلسانهم : الجبل ; قال : هكذا فسر ، قال : فهو في الأولى معرفة وفي الثانية نكرة ، قال : ولا أدري أعربي هو أم لا .

ودبر : موضع باليمن ، ومنه فلان الدبري .

وذات الدبر : اسم ثنية ; قال ابن الأعرابي : وقد صحفه الأصمعي فقال : ذات الدير .

ودبير : قبيلة من بني أسد .

والأديبر : دويبة .

وبنو الدبير : بطن ; قال :


وفي بني أم دبير كيس     على الطعام ما غبا غبيس

التالي السابق


الخدمات العلمية