صفحة جزء
[ دثر ]

دثر : الدثور : الدروس .

وقد دثر الرسم وتداثر ودثر الشيء يدثر دثورا واندثر : قدم ودرس ; واستعار بعض الشعراء ذلك للحسب اتساعا فقال :


في فتية بسط الأكف مسامح عند القتال قديمهم لم يدثر

أي حسبهم لم يبل ولا درس .

وسيف داثر : بعيد العهد بالصقال .

ورجل خاسر داثر : إتباع ، وقيل : الداثر هنا الهالك ، وروي عن الحسن أنه قال : حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور ; قال أبو عبيد : سريعة الدثور يعني دروس ذكر الله وامحاءه منها ، يقول : اجلوها واغسلوا الرين والطبع الذي علاها بذكر الله .

ودثور النفوس : سرعة نسيانها ، تقول للمنزل وغيره إذا عفا ودرس : قد دثر دثورا ; قال ذو الرمة :


أشاقتك أخلاق الرسوم الدواثر

وقال شمر : دثور القلوب امحاء الذكر منها ودروسها ، ودثور النفوس : سرعة نسيانها .

ودثر الرجل إذا علته كبرة واستسنان .

وقال ابن شميل : الدثر الوسخ .

وقد دثر دثورا إذا اتسخ .

ودثر السيف إذا صدئ .

وسيف داثر : وهو البعيد العهد بالصقال ; قال الأزهري : وهذا هو الصواب يدل عليه قوله : حادثوا هذه القلوب أي اجلوها واغسلوا عنها الدثر والطبع بذكر الله تعالى كما يحادث السيف إذا صقل وجلي ; ومنه قول لبيد :

كمثل السيف حودث بالصقال .

أي جلي وصقل ; في حديث أبي الدرداء : أن القلب يدثر كما يدثر السيف فجلاؤه ذكر الله ; أي يصدأ كما يصدأ السيف ، وأصل الدثور الدروس ، وهو أن تهب الرياح على المنزل فتغشي رسومه الرمل وتغطيها بالتراب .

وفي حديث عائشة : دثر مكان البيت فلم يحجه هود - عليه السلام .

ودثر الطائر تدثيرا : أصلح عشه .

وتدثر بالثوب : اشتمل به داخلا فيه .

والدثار ما يتدثر به ، وقيل : هو ما فوق الشعار .

وفي الصحاح : الدثار كل ما كان فوق الثياب من الشعار .

وقد تدثر أي تلفف في الدثار .

وفي حديث الأنصار : أنتم الشعار والناس الدثار ; والدثار : هو الثوب الذي يكون فوق الشعار ، يعني أنتم الخاصة والناس العامة .

ورجل دثور : متدثر ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم قليل     إذا نام الدثور المسالم ؟

والدثار : الثوب الذي يستدفأ به من فوق الشعار . يقال : تدثر فلان بالدثار تدثرا وادثر ادثارا ، فهو مدثر ، والأصل متدثر أدغمت التاء في الدال وشددت .

وقال الفراء في قوله تعالى : ياأيها المدثر ; يعني المتدثر بثيابه إذا نام .

وفي الحديث : كان إذا نزل عليه الوحي يقول دثروني دثروني ; أي غطوني بما أدفأ به .

والدثور : الكسلان ; عن كراع .

والدثور أيضا : الخامل النئوم .

والدثر ، بالفتح : المال الكثير ، لا يثنى ولا يجمع ، يقال : مال دثر ومالان دثر وأموال دثر ، وقيل : هو الكثير من كل شيء .

وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له : ذهب أهل الدثور بالأجور ; قال أبو عبيد : واحد الدثور دثر ، وهو المال الكثير ; يقال : هم أهل دثر ودثور ، ومال دثر ; وقال امرؤ القيس :


لعمري لقوم قد ترى في ديارهم     مرابط للأمهار والعكر الدثر

يعني الإبل الكثيرة فقال الدثر والأصل الدثر فحرك الثاء ليستقيم له الشعر .

الجوهري : وعسكر دثر أي كثير إلا أنه جاء بالتحريك .

وفي حديث طهفة : وابعث راعيها في الدثر ; أراد بالدثر هاهنا الخصب والنبات الكثير . أبو عمرو : المتدثر من الرجال المأبون ، قال : وهو المتدأم والمتدهم والمثفر والمثفار .

ورجل دثر : غافل ، وداثر مثله .

وقول طفيل :


إذا ساقها الراعي الدثور حسبتها     ركاب عراقي ، مواقير تدفع

الدثور : البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانه . [ ص: 217 ] ودثر الشجر : أورق وتشعبت خطرته .

وداثر : اسم ; قال السيرافي : لا أعرفه إلا دثارا .

وتدثر فرسه : وثب عليها فركبها ، وفي المحكم : ركبها وجال في متنها ، وقيل : ركبها من خلفها ; ويستعار في مثل هذا ، قال ابن مقبل يصف غيثا :


أصاخت له فدر اليمامة     بعدما تدثرها من وبله ما تدثرا

وتدثر الفحل الناقة أي تسنمها .

التالي السابق


الخدمات العلمية