[ أنن ] 
أنن : أن الرجل من الوجع يئن أنينا ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة     : 
يشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما أن المريض إلى عواده الوصب 
والأنان ، بالضم : مثل الأنين ; وقال  
المغيرة بن حبناء  يخاطب أخاه  
صخرا     : 
أراك جمعت مسألة وحرصا وعند الفقر زحارا أنانا 
وذكر السيرافي أن أنانا هنا مثل خفاف وليس بمصدر فيكون مثل زحار في كونه صفة ، قال : والصفتان هنا واقعتان موقع المصدر ، قال : وكذلك التأنان ; قال : 
إنا وجدنا طرد الهوامل     خيرا من التأنان والمسائل 
وعدة العام وعام قابل     ملقوحة في بطن ناب حائل 
ملقوحة : منصوبة بالعدة ، وهي بمعنى ملقحة ، والمعنى أنها عدة لا تصح لأن بطن الحائل لا يكون فيه سقب ملقحة .  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : أن يئن أنا وأنينا وأنانا وأنة تأوه . التهذيب : أن الرجل يئن أنينا وأنت يأنت أنيتا نأت ينئت نئيتا بمعنى واحد . ورجل أنان وأنان وأننة : كثير الأنين ، وقيل : الأننة الكثير الكلام والبث والشكوى ، ولا يشتق منه فعل ، وإذا أمرت قلت : إينن لأن الهمزتين إذا التقتا فسكنت الأخيرة اجتمعوا على تليينها ، فأما في الأمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النون مع الهمزة وذهبت الهمزة الأولى . ويقال للمرأة : إني ، كما يقال للرجل اقرر ، وللمرأة قري ، وامرأة أنانة كذلك . وفي بعض وصايا العرب : لا تتخذها حنانة ولا منانة ولا أنانة ، وما له حانة ولا آنة أي ما له ناقة ولا شاة ، وقيل : الحانة الناقة ، والآنة الأمة تئن من التعب . وأنت القوس تئن أنينا : ألانت صوتها ومدته ; حكاه  
أبو حنيفة     ; وأنشد قول رؤبة : 
تئن حين تجذب المخطوما     أنين عبرى أسلمت حميما 
والأنن : طائر يضرب إلى السواد ، له طوق كهيئة طوق الدبسي ، أحمر الرجلين والمنقار ، وقيل : هو الورشان ، وقيل : هو مثل الحمام إلا أنه أسود ، وصوته أنين : أوه أوه . وإنه لمئنة أن يفعل ذلك أي خليق ، وقيل : مخلقة من ذلك ، وكذلك الاثنان ، والجمع والمؤنث ، وقد يجوز أن يكون مئنة فعلة ، فعلى هذا ثلاثي . وأتاه على مئنة ذلك أي حينه وربانه . وفي حديث  
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود     : إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل أي بيان منه .  
أبو زيد     : إنه لمئنة أن يفعل ذلك ، وأنتما وإنهن لمئنة أن تفعلوا ذلك ، بمعنى إنه لخليق أن يفعل ذلك ; قال الشاعر : 
ومنزل من هوى جمل نزلت به     مئنة من مراصيد المئنات 
به تجاوزت عن أولى وكائده     إني كذلك ركاب الحشيات 
أول حكاية  
أبو عمرو     : الأنة والمئنة والعدقة والشوزب واحد ; وقال  
دكين     : 
يسقي على دراجة خروس     معصوبة بين ركايا شوس 
 [ ص: 178 ] مئنة من قلت النفوس 
يقال : مكان من هلاك النفوس ، وقوله مكان من هلاك النفوس ، تفسير لمئنة قال : وكل ذلك على أنه بمنزلة مظنة ، والخروس : البكرة التي ليست بصافية الصوت ، والجروس ، بالجيم : التي لها صوت . قال  
أبو عبيد     : قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي  سألني  
شعبة  عن مئنة فقلت : هو كقولك علامة وخليق ; قال  
أبو زيد     : هو كقولك مخلقة ومجدرة ; قال  
أبو عبيد     : يعني أن هذا مما يعرف به فقه الرجل ويستدل به عليه ، قال : وكل شيء دلك على شيء فهو مئنة له ; وأنشد للمرار : 
فتهامسوا سرا فقالوا : عرسوا من غير تمئنة لغير معرس 
قال  
أبو منصور     : والذي رواه  
أبو عبيد  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي  وأبي زيد  في تفسير المئنة صحيح ، وأما احتجاجه برأيه ببيت المرار في التمئنة للمئنة فهو غلط وسهو ، لأن الميم في التمئنة أصلية ، وهي في مئنة مفعلة ليست بأصلية ، وسيأتي تفسير ذلك في ترجمة مأن .  
اللحياني     : هو مئنة أن يفعل ذلك ، ومظنة أن يفعل ذلك ; وأنشد : 
إن اكتحالا بالنقي الأملج     ونظرا في الحاجب المزجج 
مئنة من الفعال الأعوج 
فكأن مئنة ، عند  
اللحياني  ، مبدل الهمزة فيها من الظاء في المظنة ، لأنه ذكر حروفا تعاقب فيها الظاء الهمزة ، منها قولهم : بيت حسن الأهرة والظهرة . وقد أفر وظفر أي وثب . وأن الماء يؤنه أنا إذا صبه . وفي كلام الأوائل : أن ماء ثم أغله أي صبه وأغله ; حكاه  
 nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد     ; قال : وكان  
 nindex.php?page=showalam&ids=12861ابن الكلبي  يرويه أز ماء ويزعم أن أن تصحيف . قال  
الخليل  فيما روى عنه  
الليث     : إن الثقيلة تكون منصوبة الألف ، وتكون مكسورة الألف ، وهي التي تنصب الأسماء ، قال : وإذا كانت مبتدأة ليس قبلها شيء يعتمد عليه ، أو كانت مستأنفة بعد كلام قديم ومضى ، أو جاءت بعدها لام مؤكدة يعتمد عليها كسرت الألف ، وفيما سوى ذلك تنصب الألف . وقال  
الفراء  في إن : إذا جاءت بعد القول وما تصرف من القول وكانت حكاية لم يقع عليها القول وما تصرف منه فهي مكسورة ، وإن كانت تفسيرا للقول نصبتها ، وذلك مثل قول الله - عز وجل - : 
ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا   ; وكذلك المعنى استئناف ، كأنه قال : يا 
محمد  إن العزة جميعا ، وكذلك : 
وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم ، كسرتها لأنها بعد القول على الحكاية ، قال : وأما قوله - تعالى - : 
ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ، فإنك فتحت الألف لأنها مفسرة لما ، وما قد وقع عليها القول فنصبها وموضعها نصب ، ومثله في الكلام : قد قلت لك كلاما حسنا أن أباك شريف وأنك عاقل ، فتحت أن لأنها فسرت الكلام ، والكلام منصوب ، ولو أردت تكرير القول عليها كسرتها ، قال : وقد تكون إن بعد القول مفتوحة إذا كان القول يرافعها ، من ذلك أن تقول : قول  
عبد الله  مذ اليوم أن الناس خارجون ، كما تقول : قولك مذ اليوم كلام لا يفهم . وقال  
الليث     : إذا وقعت إن على الأسماء والصفات فهي مشددة ، وإذا وقعت على فعل أو حرف لا يتمكن في صفة أو تصريف فخففها ، تقول : بلغني أن قد كان كذا وكذا ، تخفف من أجل كان لأنها فعل ، ولولا قد لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أو على الهاء ، كقولك إنما كان  
زيد  غائبا ، وبلغني أنه كان أخو  
بكر  غنيا ، قال : وكذلك بلغني أنه كان كذا وكذا ، تشددها إذا اعتمدت ، ومن ذلك قولك : إن رب رجل ، فتخفف ، فإذا اعتمدت قلت : إنه رب رجل شددت ، وهي مع الصفات مشددة : إن لك وإن فيها وإن بك وأشباهها ، قال : وللعرب لغتان في إن المشددة : إحداهما التثقيل ، والأخرى التخفيف ، فأما من خفف فإنه يرفع بها إلا أن ناسا من أهل 
الحجاز  يخففون وينصبون على توهم الثقيلة ، وقرئ : ( وإن كلا لما ليوفينهم ) ، خففوا ونصبوا ; وأنشد  
الفراء  في تخفيفها مع المضمر : 
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني     فراقك لم أبخل وأنت صديق 
وأنشد القول الآخر : 
لقد علم الضيف والمرملو     ن إذا اغبر أفق وهبت شمالا 
بأنك ربيع وغيث مريع     وقدما هناك تكون الثمالا 
قال  
أبو عبيد     : قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي  في قوله - عز وجل - : 
وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ، كسرت إن لمكان اللام التي استقبلتها في قوله لفي ، وكذلك كل ما جاءك من أن فكان قبله شيء يقع عليه فإنه منصوب ، إلا ما استقبله لام فإن اللام تكسره ، فإن كان قبل أن إلا فهي مكسورة على كل حال ، استقبلتها اللام أو لم تستقبلها ، كقوله - عز وجل - : 
وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام   ; فهذه تكسر وإن لم تستقبلها لام ، وكذلك إذا كانت جوابا ليمين كقولك : والله إنه لقائم ، فإذا لم تأت باللام فهي نصب : والله أنك قائم ، قال : هكذا سمعته من العرب ، قال : والنحويون يكسرون ، وإن لم تستقبلها اللام . وقال  
أبو طالب النحوي  فيما روى عنه  
المنذري     : أهل 
البصرة  غير  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه  وذويه يقولون : العرب تخفف أن الشديدة وتعملها ; وأنشدوا : 
ووجه مشرق النحر     كأن ثدييه حقان 
أراد كأن فخفف وأعمل ، قال : وقال  
الفراء  لم نسمع العرب تخفف أن وتعملها إلا مع المكني لأنه لا يتبين فيه إعراب فأما في الظاهر فلا ، ولكن إذا خففوها رفعوا ، وأما من خفف ( وإن كلا لما ليوفينهم ) ، فإنهم نصبوا كلا ب " ليوفينهم " ، كأنه قال : وإن ليوفينهم كلا ، قال : ولو رفعت كل لصلح ذلك ، تقول : إن زيد لقائم .  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : إن حرف تأكيد . وقوله - عز وجل - : 
إن هذان لساحران ، أخبر  
أبو علي  أن  
أبا إسحاق  ذهب فيه إلى " أن " إن هنا بمعنى نعم ، وهذان مرفوع بالابتداء ،   
[ ص: 179 ] وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة ، وأن تقديره نعم هذان هما ساحران ، وحكي عن  
أبي إسحاق  أنه قال : هذا هو الذي عندي فيه ، والله أعلم . قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : وقد بين  
أبو علي  فساد ذلك فغنينا نحن عن إيضاحه هنا . وفي التهذيب : وأما قول الله - عز وجل - : 
إن هذان لساحران ، فإن  
أبا إسحاق النحوي  استقصى ما قال فيه النحويون فحكيت كلامه . قال : قرأ المدنيون والكوفيون إلا عاصما : 
إن هذان لساحران ، وروي عن  
عاصم  أنه قرأ : إن هذان ، بتخفيف إن ، وروي عن  
الخليل     : إن هذان لساحران ، قال : وقرأ  
أبو عمرو  إن هذين لساحران ، بتشديد إن ونصب هذين ، قال  
أبو إسحاق     : والحجة في إن هذان لساحران ، بالتشديد والرفع ، أن أبا عبيدة روى عن  
أبي الخطاب  أنه لغة 
لكنانة  ، يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد ، يقولون : رأيت الزيدان ، وروى أهل 
الكوفة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي   nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء     : أنها لغة 
لبني الحارث بن كعب  ، قال : وقال النحويون القدماء : هاهنا هاء مضمرة ، المعنى : إنه هذان لساحران ، قال : وقال بعضهم إن في معنى نعم ; كما تقدم ; وأنشدوا  
لابن قيس الرقيات     : 
بكرت علي عواذلي     يلحينني وألومهنه 
ويقلن : شيب قد علا     ك وقد كبرت فقلت إنه 
أي إنه قد كان كما تقلن ; قال  
أبو عبيد     : وهذا اختصار من كلام العرب يكتفى منه بالضمير لأنه قد علم معناه ; وقال  
الفراء  في هذا : إنهم زادوا فيها النون في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر ، كما فعلوا في الذين فقالوا الذي ، في الرفع والنصب والجر ، قال : فهذا جميع ما قال النحويون في الآية ; قال  
أبو إسحاق     : وأجودها عندي أن إن وقعت موقع نعم ، وأن اللام وقعت موقعها ، وأن المعنى نعم هذان لهما ساحران ، قال : والذي يلي هذا في الجودة مذهب 
بني كنانة  وبلحارث ابن كعب  ، فأما قراءة  
أبي عمرو  فلا أجيزها لأنها خلاف المصحف ، قال : وأستحسن قراءة  
عاصم  والخليل     : 
إن هذان لساحران   . وقال غيره : العرب تجعل الكلام مختصرا ما بعده على إنه ، والمراد إنه لكذلك ، وإنه على ما تقول ، قال : وأما قول  
الأخفش  إنه بمعنى نعم ، فإنما يراد تأويله ليس أنه موضوع في اللغة لذلك ، قال : وهذه الهاء أدخلت للسكوت . وفي حديث  
فضالة بن شريك     : أنه لقي  
ابن الزبير  فقال : إن ناقتي قد نقب خفها فاحملني ، فقال : ارقعها بجلد واخصفها بهلب وسر بها البردين ، فقال  
فضالة     : إنما أتيتك مستحملا لا مستوصفا ، لا حمل الله ناقة حملتني إليك ! فقال  
ابن الزبير     : إن وراكبها أي نعم مع راكبها . وفي حديث  
لقيط بن عامر     : ويقول ربك - عز وجل - : ( وإنه ) ، أي وإنه كذلك ، أو إنه على ما تقول ، وقيل : إن بمعنى نعم والهاء للوقف ، فأما قوله - عز وجل - : 
إنا كل شيء خلقناه بقدر ، 
إنا نحن نحيي ونميت ، ونحو ذلك فأصله إننا ، ولكن حذفت إحدى النونين من إن تخفيفا ، وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف ، وهي أضعف ، ومن العرب من يبدل همزتها هاء مع اللام كما أبدلوها في هرقت ، فتقول : لهنك لرجل صدق ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : وليس كل العرب تتكلم بها ; قال الشاعر : 
ألا يا سنا برق على قنن الحمى     لهنك من برق علي كريم 
وحكى  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي     : هنك وواهنك ، وذلك على البدل أيضا . التهذيب : في إنما : قال النحويون أصلها ما منعت إن من العمل ، ومعنى إنما إثبات لما يذكر بعدها ونفي لما سواه ، كقوله : 
وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي 
المعنى : ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا أو من هو مثلي ، وأن كإن في التأكيد ، إلا أنها تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاء ، ولذلك قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : وليس أن كإن ، إن كالفعل ، وأن كالاسم ولا تدخل اللام مع المفتوحة ، فأما قراءة  
 nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير     : ( إلا أنهم ليأكلون الطعام ) ، بالفتح ، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله : 
لهنك في الدنيا لباقية العمر 
الجوهري     : إن وأن حرفان ينصبان الأسماء ويرفعان الأخبار ; فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر ، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر ، وقد يخففان ، فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل ، وقد تزاد على أن كاف التشبيه ، تقول : كأنه شمس ، وقد تخفف أيضا فلا تعمل شيئا ; قال : 
كأن وريداه رشاءا خلب 
ويروى : كأن وريديه ; وقال آخر : 
ووجه مشرق النحر     كأن ثدياه حقان 
ويروى ثدييه ، على الإعمال ، وكذلك إذا حذفتها ، فإن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت ; قال  
طرفة     : 
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى     وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي ؟ 
يروى بالنصب على الإعمال ، والرفع أجود . قال الله - تعالى - : 
قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون   ; قال النحويون : كأن أصلها أن أدخل عليها كاف التشبيه ، وهي حرف تشبيه ، والعرب تنصب به الاسم ، وترفع خبره ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي     : قد تكون كأن بمعنى الجحد كقولك : كأنك أميرنا فتأمرنا ، معناه لست أميرنا ، قال : وكأن أخرى بمعنى التمني كقولك : كأنك بي قد قلت الشعر فأجيده ، معناه ليتني قد قلت الشعر فأجيده ، ولذلك نصب فأجيده ، وقيل : تجيء كأن بمعنى العلم والظن كقولك كأن الله يفعل ما يشاء ، وكأنك خارج ; وقال  
أبو سعيد     : سمعت العرب تنشد هذا البيت : 
ويوم توافينا بوجه مقسم     كأن ظبية تعطو إلى ناضر السلم 
وكأن ظبية وكأن ظبية ، فمن نصب أراد كأن ظبية فخفف وأعمل ، ومن خفض أراد كظبية ، ومن رفع أراد كأنها ظبية فخفف وأعمل مع إضمار الكناية ;  
الجرار  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي  أنه أنشد :  
[ ص: 180 ] كأما يحتطبن على قتاد     ويستضحكن عن حب الغمام 
قال : يريد كأنما فقال كأما ، والله أعلم . وإني وإنني بمعنى ، وكذلك كأني وكأنني ، ولكني ولكنني لأنه كثر استعمالهم لهذه الحروف ، وهم قد يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التي تلي الياء ، وكذلك لعلي ولعلني لأن اللام قريبة من النون ; وإن زدت على إن ما صار للتعيين كقوله - تعالى - : 
إنما الصدقات للفقراء ، لأنه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه . وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه ، تقول : أريد أن تقوم ، والمعنى أريد قيامك ، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع ، إلا أنها لا تعمل تقول : أعجبني أن قمت والمعنى أعجبني قيامك الذي مضى ، وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل ، تقول : بلغني أن  
زيد  خارج ; وفي التنزيل العزيز : 
ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها   ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : قوله فلا تعمل يريد في اللفظ ، وأما في التقدير فهي عاملة ، واسمها مقدر في النية تقديره : أنه تلكم الجنة .  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : ولا أفعل كذا ما أن في السماء نجما ; حكاه  
يعقوب  ولا أعرف ما وجه فتح أن ، إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال : ما ثبت أن في السماء نجما ، أو ما وجد أن في السماء نجما . وحكى  
اللحياني     : ما أن ذلك الجبل مكانه ، وما أن حراء مكانه ، ولم يفسره ، وقال في موضع آخر : وقالوا لا أفعله ما أن في السماء نجم ، وما عن في السماء نجم أي ما عرض ، وما أن في الفرات قطرة أي ما كان في الفرات قطرة ، قال : وقد ينصب ، ولا أفعله ما أن في السماء سماء ، قال  
اللحياني     : ما كان وإنما فسره على المعنى . وكأن : حرف تشبيه إنما هو أن دخلت عليها الكاف ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني     : إن سأل سائل فقال : ما وجه دخول الكاف هاهنا وكيف أصل وضعها وترتيبها ؟ فالجواب أن أصل قولنا كأن زيدا عمرو إنما هو إن زيدا كعمرو ، فالكاف هنا تشبيه صريح ، وهي متعلقة بمحذوف ، فكأنك قلت : إن زيدا كائن كعمرو ، وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذي عليه عقدوا الجملة ، فأزالوا الكاف من وسط الجملة ، وقدموها إلى أولها لإفراط عنايتهم بالتشبيه ، فلما أدخلوها على إن من قبلها وجب فتح إن ، لأن المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ولا تقع إلا أولا أبدا ، وبقي معنى التشبيه الذي كان فيها ، وهي متوسطة بحاله فيها ، وهي متقدمة ، وذلك قولهم : كأن زيدا عمرو ، إلا أن الكاف الآن لما تقدمت بطل أن تكون معلقة بفعل ولا بشيء في معنى الفعل ، لأنها فارقت الموضع الذي يمكن أن تتعلق فيه بمحذوف ، وتقدمت إلى أول الجملة ، وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلقة بخبر إن المحذوف ، فزال ما كان لها من التعلق بمعاني الأفعال ، وليست هنا زائدة لأن معنى التشبيه موجود فيها ، وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها ، وإذا كانت غير زائدة فقد بقي النظر في أن التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أو غير مجرورة ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : فأقوى الأمرين عليها عندي أن تكون أن في قولك : كأنك زيد مجرورة بالكاف ، وإن قلت إن الكاف في كأن الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانع من الجر فيها ، ألا ترى أن الكاف في قوله - تعالى - : 
ليس كمثله شيء ، ليست متعلقة بفعل ، وهي مع ذلك جارة ؟ ويؤكد عندك أيضا هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها ، وذلك قولهم : عجبت من أنك قائم ، وأظن أنك منطلق ، وبلغني أنك كريم ، فكما فتحت أن لوقوعها بعد العوامل قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضا في كأنك قائم ، لأن قبلها عاملا قد جرها ; وأما قول الراجز : 
فباد حتى لكأن لم يسكن     فاليوم أبكي ومتى لم يبكني 
فإنه أكد الحرف باللام ; وقوله : 
كأن دريئة لما التقينا     لنصل السيف مجتمع الصداع 
أعمل معنى التشبيه في كأن في الظرف الزماني الذي هو لما التقينا ، وجاز ذلك في كأن لما فيها من معنى التشبيه ، وقد تخفف أن ويرفع ما بعدها ; قال الشاعر : 
أن تقرآن على أسماء ويحكما     مني السلام وأن لا تعلما أحدا 
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني     : سألت  
أبا علي     - رحمه الله تعالى - لم رفع تقرآن ؟ فقال : أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآن ; قال  
أبو علي     : وأولى أن المخففة من الثقيلة الفعل بلا عوض ضرورة ; قال : وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون ; قال : وقرأت على  
محمد بن الحسن  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=14327أحمد بن يحيى  في تفسير أن تقرآن ; قال : شبه أن بما ; فلم يعملها في صلتها ; وهذا مذهب 
البغداديين    ; قال : وفي هذا بعد ; وذلك أن لا تقع إذا وصلت حالا أبدا ; إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أن قام ; ويسرني أن تقوم ; ولا تقول سرني أن يقوم ، وهو في حال قيام ; وما إذا وصلت بالفعل وكانت مصدرا فهي للحال أبدا نحو قولك : ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن ; فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى ; ووقوع كل واحدة منهما موقع صاحبتها ; ومن العرب من ينصب بها مخففة ; وتكون أن في موضع أجل . غيره : وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل ; وحكى  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : إئت السوق أنك تشتري لنا سويقا أي لعلك ، وعليه وجه قوله - تعالى - : 
وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون   ; إذ لو كانت مفتوحة عنها لكان ذلك عذرا لهم ، قال  
الفارسي     : فسألت عنها  
أبا بكر  أوان القراءة فقال : هو كقول الإنسان إن فلانا يقرأ فلا يفهم ، فتقول أنت : وما يدريك أنه لا يفهم . وفي قراءة أبي : لعلها إذا جاءت لا يؤمنون ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : وقال  
حطائط بن يعفر  ، ويقال هو  
لدريد     : 
أريني جوادا مات هزلا لأنني     أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا 
، وقال  
الجوهري     : أنشده  
أبو زيد  لحاتم  قال : وهو الصحيح قال : وقد وجدته في شعر  
معن بن أوس المزني  ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16559عدي بن زيد     :  
[ ص: 181 ] أعاذل ، ما يدريك أن منيتي     إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد ؟ 
أي لعل منيتي ; ويروى بيت  
جرير     : 
هل انتم عائجون بنا لأنا     نرى العرصات أو أثر الخيام 
قال : ويدلك على صحة ما ذكرت في أن في بيت  
عدي  قوله - سبحانه - : 
وما يدريك لعله يزكى ، 
وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا   . وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : وتبدل من همزة أن مفتوحة عينا فتقول : علمت عنك منطلق . وقوله في الحديث : قال 
المهاجرون  يا رسول الله ، إن 
الأنصار  قد فضلونا ، إنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا ، فقال : تعرفون ذلك لهم ؟ قالوا : نعم ، قال : فإن ذلك ; قال  
ابن الأثير     : هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إن اعترافكم بصنيعهم مكافأة منكم لهم ; ومنه حديثه الآخر : من أزلت إليه نعمة فليكافئ بها فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنا ، فإن ذلك ; ومنه الحديث : أنه قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر  في سياق كلام وصفه به : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368363إن عبد الله ، إن عبد الله ، قال : وهذا وأمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح . وأنى : كلمة معناها كيف وأين . التهذيب : وأما إن الخفيفة فإن  
المنذري  روى عن  
ابن الزيدي  عن  
أبي زيد  أنه قال : إن تقع في موضع من القرآن موضع ما ، ضرب قوله : 
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته   ; معناه : ما من أهل الكتاب ، ومثله : 
لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ، أي ما كنا فاعلين ، قال : وتجيء إن في موضع لقد ، ضرب قوله - تعالى - : 
إن كان وعد ربنا لمفعولا   ; المعنى : لقد كان من غير شك من القوم ، ومثله : 
وإن كادوا ليفتنونك ، 
وإن كادوا ليستفزونك   ; وتجيء إن بمعنى إذ ، ضرب قوله : 
اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ، المعنى إذ كنتم مؤمنين ، وكذلك قوله - تعالى - : 
فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله ، معناه إذ كنتم ، قال : وأن بفتح الألف وتخفيف النون قد تكون في موضع إذ أيضا ، وإن بخفض الألف تكون موضع إذا ، من ذلك قوله - عز وجل - : 
لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا   ; من خفضها جعلها في موضع إذا ومن فتحها جعلها في موضع إذ على الواجب ; ومنه قوله - تعالى - : 
وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ، من خفضها جعلها في موضع إذا ، ومن نصبها ففي إذ .  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي  في قوله - تعالى - : 
فذكر إن نفعت الذكرى   ; قال : إن في معنى قد ، قال  
أبو العباس     : العرب تقول إن قام زيد بمعنى قد قام زيد ; قال : وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي  سمعتهم يقولونه فظننته شرطا ، فسألتهم فقالوا : نريد قد قام زيد ولا نريد ما قام زيد . قال  
الفراء     : إن الخفيفة أم الجزاء ، والعرب تجازي بحروف الاستفهام كلها وتجزم بها الفعلين الشرط والجزاء إلا الألف وهل ، فإنهما يرفعان ما يليهما . وسئل  
ثعلب     : إذا قال الرجل لامرأته : إن دخلت الدار إن كلمت أخاك فأنت طالق ، متى تطلق ؟ فقال : إذا فعلتهما جميعا ، قيل له : لم ؟ قال : لأنه قد جاء بشرطين ، قيل له : فإن قال لها أنت طالق إن احمر البسر ؟ فقال : هذه مسألة محال لأن البسر لا بد من أن يحمر ، قيل له : فإن قال أنت طالق إذا احمر البسر ؟ قال : هذا شرط صحيح تطلق إذا احمر البسر ، قال  
الأزهري     : وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  فيما أثبت لنا عنه : إن قال الرجل لامرأته أنت طالق إن لم أطلقك لم يحنث حتى يعلم أنه لا يطلقها بموته أو بموتها ، قال : وهو قول 
الكوفيين  ، ولو قال إذا لم أطلقك ومتى ما لم أطلقك فأنت طالق ، فسكت مدة يمكنه فيها الطلاق ، طلقت ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : إن بمعنى ما في النفي ، ويوصل بها ما زائدة ; قال  
زهير     : 
ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم     تخالج الأمر إن الأمر مشترك 
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : وقد تزاد إن بعد ما الظرفية ، كقول  
المعلوط بن بذل القريعي  أنشده  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : 
ورج الفتى للخير ، ما إن رأيته     على السن خيرا لا يزال يزيد 
، وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : إنما دخلت إن على ما ، وإن كانت ما هاهنا مصدرية لشبهها لفظا بما النافية التي تؤكد بأن ، وشبه اللفظ بينهما يصير ما المصدرية إلى أنها كأنها ما التي معناها النفي ، ألا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى الأخرى لم يجز لك إلحاق إن بها ؟ قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : وقولهم افعل كذا وكذا إما لا ، ألزموها ما عوضا ، وهذا أحرى إذ كانوا يقولون آثرا ما ، فيلزمون ما ، شبهوها بما يلزم من النونات في لأفعلن ، واللام في إن كان ليفعل ، وإن كان ليس مثله ، وإنما هو شاذ ، ويكون الشرط نحو إن فعلت فعلت . وفي حديث بيع الثمر : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368364إما لا فلا تبايعوا حتى يبدو صلاحه   ; قال  
ابن الأثير     : هذه كلمة ترد في المحاورات كثيرا ، وقد جاءت في غير موضع من الحديث ، وأصلها إن وما ولا ، فأدغمت النون في الميم ، وما زائدة في اللفظ لا حكم لها ، وقد أمالت العرب لا إمالة خفيفة ، والعوام يشبعون إمالتها فتصير ألفها ياء ، وهي خطأ ، ومعناها إن لم تفعل هذا فليكن هذا . وأما إن المكسورة فهو حرف الجزاء ، يوقع الثاني من أجل وقوع الأول كقولك : إن تأتني آتك ، وإن جئتني أكرمتك ، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله - تعالى - : 
إن الكافرون إلا في غرور   ; وربما جمع بينهما للتأكيد ، كما قال  
الأغلب العجلي     : 
ما إن رأينا ملكا أغارا     أكثر منه قرة وقارا 
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : إن هنا زائدة وليس نفيا كما ذكر ، قال : وقد تكون في جواب القسم ، تقول : والله إن فعلت أي ما فعلت ، قال : وأن قد تكون بمعنى أي كقوله - تعالى - : 
وانطلق الملأ منهم أن امشوا   ; قال : وأن قد تكون صلة للما كقوله - تعالى - : 
فلما أن جاء البشير   ; وقد تكون زائدة كقوله - تعالى - : 
وما لهم ألا يعذبهم الله ، يريد وما لهم لا يعذبهم ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : قول  
الجوهري  إنها تكون صلة للما ، وقد تكون زائدة ، قال : هذا كلام مكرر لأن الصلة هي الزائدة ، ولو كانت زائدة في الآية لم تنصب الفعل ، قال : وقد تكون زائدة مع ما كقولك : ما إن يقوم  
زيد  ، وقد تكون مخففة من المشددة فهذه لا بد   
[ ص: 182 ] من أن يدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد كقوله - تعالى - : 
إن كل نفس لما عليها حافظ   ; وإن زيد لأخوك ، لئلا يلتبس بإن التي بمعنى ما للنفي . قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري     : اللام هنا دخلت فرقا بين النفي والإيجاب ، وإن هذه لا يكون لها اسم ولا خبر ، فقوله : دخلت اللام في خبرها لا معنى له ، وقد تدخل هذه اللام مع المفعول في نحو إن ضربت لزيدا ، ومع الفاعل في قولك إن قام لزيد ، وحكى  
 nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني  عن  
قطرب  أن طيئا تقول : هن فعلت فعلت يريدون إن ، فيبدلون ، وتكون زائدة مع النافية . وحكى  
ثعلب     : أعطه إن شاء أي إذا شاء ، ولا تعطه إن شاء ، معناه إذا شاء فلا تعطه . وأن تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن في معنى أن ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه     : وقولهم أما أنت منطلقا انطلقت معك إنما هي أن ضمت إليها ما ، وهي ما للتوكيد ، ولزمت كراهية أن يجحفوا بها لتكون عوضا من ذهاب الفعل ، كما كانت الهاء والألف عوضا في الزنادقة واليماني من الياء ; فأما قول الشاعر : 
تعرضت لي بمكان حل     تعرض المهرة في الطول 
تعرضا لم تأل عن قتلا لي 
فإنه أراد لم تأل أن قتلا أي أن قتلتني ، فأبدل العين مكان الهمزة ، وهذه عنعنة تميم ، وهي مذكورة في موضعها ، ويجوز أن يكون أراد الحكاية كأنه حكى النصب الذي كان معتادا في قولها في بابه ، أي كانت تقول قتلا قتلا أي أنا أقتله قتلا ، ثم حكى ما كانت تلفظ به ; وقوله : 
إني زعيم يا نوي     قة إن نجوت من الرزاح 
أن تهبطين بلاد قو     م يرتعون من الطلاح 
قال  
ثعلب     : قال  
الفراء  هذه أن الدائرة يليها الماضي والدائم فتبطل عنهما ، فلما وليها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم ، وتكون زائدة مع لما التي بمعنى حين ، وتكون بمعنى أي نحو قوله : 
وانطلق الملأ منهم أن امشوا   ; قال بعضهم : لا يجوز الوقوف عليها لأنها تأتي ليعبر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل ، فالكلام شديد الحاجة إلى ما بعدها ليفسر به ما قبلها ، فبحسب ذلك امتنع الوقوف عليها ، ورأيت في بعض نسخ المحكم : وأن نصف اسم تمامه تفعل ، وحكى  
ثعلب  أيضا : أعطه إلا أن يشاء أي لا تعطه إذا شاء ، ولا تعطه إلا أن يشاء ، معناه إذا شاء فأعطه ، وفي حديث ركوب الهدي : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368365قال له اركبها ، قال : إنها بدنة ، فكرر عليه القول فقال : اركبها وإن ، أي وإن كانت بدنة . التهذيب : للعرب في أنا لغات ، وأجودها أنك إذا وقفت عليها قلت أنا بوزن عنا ، وإذا مضيت عليها قلت أن فعلت ذلك بوزن عن فعلت ، تحرك النون في الوصل ، وهي ساكنة من مثله في الأسماء غير المتمكنة مثل من وكم إذا تحرك ما قبلها ، ومن العرب من يقول أنا فعلت ذلك فيثبت الألف في الوصل ولا ينون ، ومنهم من يسكن النون ، وهي قليلة ، فيقول : أن قلت ذلك ، 
وقضاعة  تمد الألف الأولى آن قلته ; قال  
عدي     : 
يا ليت شعري آن ذو عجة     متى أرى شربا حوالي أصيص ؟ 
، وقال  
العديل  فيمن يثبت الألف : 
أنا عدل الطعان لمن بغاني     أنا العدل المبين فاعرفوني ! 
وأنا لا تثنية له من لفظه إلا بنحن ، ويصلح نحن في التثنية والجمع ، فإن قيل : لم ثنوا أنت فقالوا أنتما ولم يثنوا أنا ؟ فقيل : لما لم تجز أنا وأنا لرجل آخر لم يثنوا ، وأما أنت فثنوه بأنتما لأنك تجيز أن تقول لرجل أنت وأنت لآخر معه ، فلذلك ثني ، وأما إني فتثنيته إنا ، وكان في الأصل إننا فكثرت النونات فحذفت إحداها ، ، وقيل إنا ، وقوله - عز وجل - : 
وإنا أو إياكم الآية المعنى إننا أو إنكم ، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنا على النون والألف كما تقول إني وإياك ، معناه إني وإنك ، فافهمه ; قال : 
إنا اقتسمنا خطتينا بعدكم     فحملت برة واحتملت فجار 
إنا تثنية إني في البيت . قال  
الجوهري     : وأما قولهم أنا فهو اسم مكني ، وهو للمتكلم وحده ، وإنما يبنى على الفتح فرقا بينه وبين أن التي هي حرف ناصب للفعل ، والألف الأخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف ، فإن وسطت سقطت إلا في لغة رديئة كما قال : 
أنا سيف العشيرة فاعرفوني     جميعا قد تذريت السناما 
واعلم أنه قد يوصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشيء الواحد من غير أن تكون مضافة إليه ، تقول : أنت ، وتكسر للمؤنث ، وأنتم وأنتن ، وقد تدخل عليه كاف التشبيه فتقول : أنت كأنا وأنا كأنت ; حكي ذلك عن العرب ، وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر ، وإنما تتصل بالمظهر ، تقول : أنت كزيد ، ولا تقول : أنت كي ، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر ، فلذلك حسن وفارق المتصل . قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : وأن اسم المتكلم ، فإذا وقفت ألحقت ألفا للسكوت ، مروي عن  
قطرب  أنه قال : في أن خمس لغات : أن فعلت ، وأنا فعلت ، وآن فعلت ، وأن فعلت ، وأنه فعلت ; حكى ذلك عنه  
 nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني     ; قال : وفيه ضعف كما ترى ; قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني     : يجوز الهاء في أنه بدلا من الألف في أنا لأن أكثر الاستعمال إنما هو أنا بالألف والهاء قبله ، فهي بدل من الألف ، ويجوز أن تكون الهاء ألحقت لبيان الحركة كما ألحقت الألف ، ولا تكون بدلا منها بل قائمة بنفسها كالتي في كتابيه وحسابيه ، ورأيت في نسخة من المحكم عن الألف التي تلحق في أنا للسكوت : وقد تحذف ، وإثباتها أحسن . وأنت : ضمير المخاطب ، الاسم أن والتاء علامة المخاطب ، والأنثى أنت ، وتقول في التثنية أنتما ، قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده     : وليس بتثنية أنت إذ لو كان تثنيته لوجب أن تقول في أنت أنتان ، إنما هو اسم مصوغ يدل على التثنية كما صيغ هذان وهاتان وكما من ضربتكما ، وهما يدل على التثنية ، وهو غير   
[ ص: 183 ] مثنى على حد زيد وزيدان . ويقال : رجل أننة قننة أي بليغ .