صفحة جزء
[ دخل ]

دخل : الدخول : نقيض الخروج ، دخل يدخل دخولا وتدخل ودخل به ; وقوله :


ترى مراد نسعه المدخل بين رحى الحيزوم والمرحل     مثل الزحاليف بنعف التل

[ ص: 229 ] إنما أراد المدخل والمرحل فشدد للوقف ، ثم احتاج فأجرى الوصل مجرى الوقف .

وادخل ، على افتعل : مثل دخل ; وقد جاء في الشعر اندخل وليس بالفصيح ; قال الكميت :


لا خطوتي تتعاطى غير موضعها     ولا يدي في حميت السكن تندخل

وتدخل الشيء أي دخل قليلا قليلا ، وقد تداخلني منه شيء .

ويقال : دخلت البيت والصحيح فيه أن تريد دخلت إلى البيت وحذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول به ، لأن الأمكنة على ضربين : مبهم ومحدود ، فالمبهم نحو جهات الجسم الست : خلف وقدام ويمين وشمال وفوق وتحت ، وما جرى مجرى ذلك من أسماء الجهات نحو أمام ووراء وأعلى وأسفل وعند ولدن ووسط بمعنى بين وقبالة ، فهذا وما أشبهه من الأمكنة يكون ظرفا لأنه غير محدود ، ألا ترى أن خلفك قد يكون قداما لغيرك ؟ فأما المحدود الذي له خلقة وشخص وأقطار تحوزه نحو الجبل والوادي والسوق والمسجد والدار فلا يكون ظرفا لأنك لا تقول قعدت الدار ، ولا صليت المسجد ، ولا نمت الجبل ، ولا قمت الوادي ، وما جاء من ذلك فإنما هو بحذف حرف الجر نحو دخلت البيت وصعدت الجبل ونزلت الوادي .

والمدخل ، بالفتح : الدخول وموضع الدخول أيضا ، تقول دخلت مدخلا حسنا ودخلت مدخل صدق .

والمدخل ، بضم الميم : الإدخال والمفعول من أدخله ، تقول أدخلته مدخل صدق .

والمدخل : شبه الغار يدخل فيه ، وهو مفتعل من الدخول . قال شمر : ويقال فلان حسن المدخل والمخرج أي حسن الطريقة محمودها ، وكذلك هو حسن المذهب .

وفي حديث الحسن قال : كان يقال إن من النفاق اختلاف المدخل والمخرج واختلاف السر والعلانية ; قال : أراد باختلاف المدخل والمخرج سوء الطريقة وسوء السيرة .

وداخلة الإزار : طرفه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأيمن من الرجل إذا ائتزر ، لأن المؤتزر إنما يبدأ بجانبه الأيمن فذلك الطرف يباشر جسده وهو الذي يغسل .

وفي حديث الزهري في العائن : ويغسل داخلة إزاره ; قال ابن الأثير : أراد يغسل الإزار ، وقيل : أراد يغسل العائن موضع داخلة إزاره من جسده لا إزاره ، وقيل : داخلة الإزار الورك ، وقيل : أراد به مذاكيره فكنى بالداخلة عنها كما كني عن الفرج بالسراويل .

وفي الحديث : إذا أراد أحدكم أن يضطجع على فراشه فلينزع داخلة إزاره ولينفض بها فراشه فإنه لا يدري ما خلفه عليه .

أراد بها طرف إزاره الذي يلي جسده ; قال ابن الأثير : داخلة الإزار طرفه وحاشيته من داخل ، وإنما أمره بداخلته دون خارجته ، لأن المؤتزر يأخذ إزاره بيمينه وشماله فيلزق ما بشماله على جسده وهي داخلة إزاره ، ثم يضع ما بيمينه فوق داخلته ، فمتى عاجله أمر وخشي سقوط إزاره أمسكه بشماله ودفع عن نفسه بيمينه ، فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره فإنما يحل بيمينه خارجة الإزار ، وتبقى الداخلة معلقة ، وبها يقع النفض لأنها غير مشغولة باليد .

وداخل كل شيء : باطنه الداخل ; قال سيبويه : وهو من الظروف التي لا تستعمل إلا بالحرف يعني أنه لا يكون إلا اسما لأنه مختص كاليد والرجل .

وأما داخلة الأرض فخمرها وغامضها . يقال : ما في أرضهم داخلة من خمر ، وجمعها الدواخل ; وقال ابن الرقاع :


فرمى به أدبارهن غلامنا     لما استتب بها ولم يتدخل

يقول : لم يدخل الخمر فيختل الصيد ولكنه جاهرها كما قال :


متى نره فإننا لا نخاتله

وداخلة الرجل : باطن أمره ، وكذلك الدخلة ، بالضم .

ويقال : هو عالم بدخلته .

ابن سيده : ودخلة الرجل ودخلته ودخيلته ودخيله ودخلله ودخلله ودخيلاؤه نيته ومذهبه وخلده وبطانته ، لأن ذلك كله يداخله .

وقال اللحياني : عرفت داخلته ودخلته ودخلته ودخلته ودخيله ودخيلته أي باطنته الداخلة ، وقد يضاف كل ذلك إلى الأمر كقولك دخلة أمره ودخلة أمره ، ومعنى كل ذلك عرفت جميع أمره .

التهذيب : والدخلة بطانة الأمر ، تقول : إنه لعفيف الدخلة وإنه لخبيث الدخلة أي باطن أمره .

ودخيل الرجل : الذي يداخله في أموره كلها ، فهو له دخيل ودخلل . ابن السكيت : فلان دخلل فلان ودخلله إذا كان بطانته وصاحب سره ، وفي الصحاح : دخيل الرجل ودخلله الذي يداخله في أموره ويختص به .

والدوخلة : البطنة .

والدخيل والدخلل والدخلل ، كله : المداخل المباطن .

وقال اللحياني : بينهما دخلل ودخلل أي خاص يداخلهم ; قال ابن سيده : ولا أعرف هذا .

وداخل الحب ودخلله ، بفتح اللام : صفاء داخله .

ودخلة أمره ودخيلته وداخلته : بطانته الداخلة .

ويقال : إنه عالم بدخلة أمره وبدخيل أمرهم .

وقال أبو عبيدة : بينهم دخلل ودخلل أي دخل ، وهو من الأضداد ; وقال امرؤ القيس :


ضيعه الدخللون إذ غدروا

قال : والدخللون الخاصة هاهنا .

وإذا ائتكل الطعام سمي مدخولا ومسروفا .

والدخل : ما داخل الإنسان من فساد في عقل أو جسم ، وقد دخل دخلا ودخل دخلا ، فهو مدخول أي في عقله دخل .

وفي حديث قتادة بن النعمان : وكنت أرى إسلامه مدخولا ; الدخل ، بالتحريك : العيب والغش والفساد ، يعني أن إيمانه كان فيه نفاق .

وفي حديث أبي هريرة : إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان دين الله دخلا ; قال ابن الأثير : وحقيقته أن يدخلوا في دين الله أمورا لم تجر بها السنة .

وداء دخيل : داخل ، وكذلك حب دخيل ; انشد ثعلب :


فتشفى حزازات وتقنع أنفس     ويشفى هوى بين الضلوع دخيل

ودخل أمره دخلا : فسد داخله ; وقوله :


غيبي له وشهادتي أبدا     كالشمس لا دخن ولا دخل

يجوز أن يريد ولا دخل أي ولا فاسد فخفف لأن الضرب من هذه القصيدة فعلن بسكون العين ، ويجوز أن يريد ولا ذو دخل ، فأقام المضاف إليه مقام المضاف .

ونخلة مدخولة أي عفنة الجوف . [ ص: 230 ] والدخل : العيب والريبة ; ومن كلامهم :


ترى الفتيان كالنخل     وما يدريك بالدخل

وكذلك الدخل ، بالتحريك ; قال ابن بري : أي ترى أجساما تامة حسنة ولا تدري ما باطنهم .

ويقال : هذا الأمر فيه دخل ودغل بمعنى .

وقوله تعالى : تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة ; قال الفراء : يعني دغلا وخديعة ومكرا ، قال : ومعناه لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم أو كثرتهم وقلتكم وقد غررتموهم بالأيمان فسكنوا إليها ; وقال الزجاج : تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أي غشا بينكم وغلا ، قال : ودخلا منصوب لأنه مفعول له ; وكل ما دخله عيب ، فهو مدخول وفيه دخل ; وقال القتيبي : أن تكون أمة هي أربى من أمة ; أي لأن تكون أمة هي أغنى من قوم وأشرف من قوم تقتطعون بأيمانكم حقوقا لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء .

والدخل والدخل : العيب الداخل في الحسب .

والمدخول : المهزول والداخل في جوفه الهزال ، بعير مدخول وفيه دخل بين من الهزال ، ورجل مدخول إذا كان في عقله دخل أو في حسبه ، ورجل مدخول الحسب وفلان دخيل في بني فلان إذا كان من غيرهم فتدخل فيهم ، والأنثى دخيل .

وكلمة دخيل : أدخلت في كلام العرب وليست منه ، استعملها ابن دريد كثيرا في الجمهرة ; والدخيل : الحرف الذي بين حرف الروي وألف التأسيس كالصاد من قوله :


كليني لهم يا أميمة ناصب

سمي بذلك لأنه كأنه دخيل في القافية ، ألا تراه يجيء مختلفا بعد الحرف الذي لا يجوز اختلافه أعني ألف التأسيس ؟ والمدخل : الدعي لأنه أدخل في القوم ; قال :


فلئن كفرت بلاءهم وجحدتهم     وجهلت منهم نعمة لم تجهل
لكذاك يلقى من تكثر ظالما     بالمدخلين من اللئيم المدخل

والدخل : خلاف الخرج .

وهم في بني فلان دخل إذا انتسبوا معهم في نسبهم وليس أصلهم منهم ; قال ابن سيده : وأرى الدخل هاهنا اسما للجمع كالروح والخول .

والدخيل : الضيف لدخوله على المضيف .

وفي حديث معاذ وذكر الحور العين : لا تؤذيه فإنما هو دخيل عندك ; الدخيل : الضيف والنزيل ; ومنه حديث عدي : وكان لنا جارا أو دخيلا .

والدخل : ما دخل على الإنسان من ضيعته خلاف الخرج .

ورجل متداخل ودخل ، كلاهما غليظ ، دخل بعضه في بعض .

وناقة متداخلة الخلق إذا تلاحكت واكتنزت واشتد أسرها .

ودخل اللحم : ما عاذ بالعظم وهو أطيب اللحم .

والدخل من اللحم : ما دخل العصب من الخصائل .

والدخل : ما دخل من الكلإ في أصول أغصان الشجر ومنعه التفافه عن أن يرعى وهو العوذ ; قال الشاعر :


تباشير أحوى دخل وجميم

والدخل من الريش : ما دخل بين الظهران والبطنان ; حكاه أبو حنيفة قال : وهو أجوده لأنه لا تصيبه الشمس ولا الأرض ; قال الشاعر :


ركب حول فوقه المؤلل     جوانح سوين غير ميل
من مستطيلات الجناح الدخل

والدخل : طائر صغير أغبر يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها ، واحدتها دخلة ، والجمع الدخاخيل ، ثبتت فيه الياء على غير القياس .

والدخل والدخلل والدخلل : طائر متدخل أصغر من العصفور يكون بالحجاز ; الأخيرة عن كراع .

وفي التهذيب : الدخل صغار الطير أمثال العصافير يأوي الغيران والشجر الملتف ، وقيل : للعصفور الصغير دخل لأنه يعوذ بكل ثقب ضيق من الجوارح ، والجمع الدخاخيل .

وقوله في الحديث : دخلت العمرة في الحج ; قال ابن الأثير : معناه سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه ، قال : هذا تأويل من لم يرها واجبة ، فأما من أوجبها فقال : إن معناه أن عمل العمرة قد دخل في عمل الحج ، فلا يرى على القارن أكثر من إحرام واحد وطواف وسعي ، وقيل : معناه أنها دخلت في وقت الحج وشهوره لأنهم كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج فأبطل الإسلام ذلك وأجازه .

وقول عمر في حديثه : من دخلة الرحم ; يريد الخاصة والقرابة ، وتضم الدال وتكسر . ابن الأعرابي : الداخل والدخال والدخلل كله دخال الأذن ، وهو الهرنصان .

والدخال في الورد : أن يشرب البعير ثم يرد من العطن إلى الحوض ويدخل بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شرب ; ومنه قول أمية بن أبي عائذ :


وتلقي البلاعيم في برده     وتوفي الدفوف بشرب دخال

قال الأصمعي : إذا وردت الإبل أرسالا فشرب منها رسل ثم ورد رسل آخر الحوض فأدخل بعير قد شرب بين بعيرين لم يشربا فذلك الدخال ، وإنما يفعل ذلك في قلة الماء ; وأنشد غيره بيت لبيد :


فأوردها العراك ولم يذدها     ولم يشفق على نغص الدخال

وقال الليث : الدخال في ورد الإبل إذا سقيت قطيعا قطيعا حتى إذا ما شربت جميعا حملت على الحوض ثانية لتستوفي شربها ، فذلك الدخال . قال أبو منصور : والدخال ما وصفه الأصمعي لا ما قاله الليث .

ابن سيده : الدخال أن تدخل بعيرا قد شرب بين بعيرين لم يشربا ; قال كعب بن زهير :


ويشربن من بارد قد علمن     بأن لا دخال وأن لا عطونا

وقيل : هو أن تحملها على الحوض بمرة عراكا .

وتداخل المفاصل ودخالها : دخول بعضها في بعض . الليث : الدخال مداخلة المفاصل بعضها في بعض ; وأنشد :


وطرفة شدت دخالا مدمجا

وتداخل الأمور : تشابهها والتباسها ودخول بعضها في بعض .

والدخلة في اللون : تخليط ألوان في لون ; وقول الراعي :

[ ص: 231 ]

كأن مناط العقد حيث عقدنه     لبان دخيلي أسيل المقلد

قال : الدخيلي الظبي الربيب يعلق في عنقه الودع فشبه الودع في الرحل بالودع في عنق الظبي ، يقول : جعلن الودع في مقدم الرحل ، قال : والظبي الدخيلي والأهيلي والربيب واحد ; ذكر ذلك كله عن ابن الأعرابي .

وقال أبو نصر : الدخيلي في بيت الراعي الفرس يخص بالعلف ; قال : وأما قوله :


همان باتا جنبة ودخيلا

فإن ابن الأعرابي قال : أراد هما داخل القلب وآخر قريبا من ذلك كالضيف إذا حل بالقوم فأدخلوه فهو دخيل ، وإن حل بفنائهم فهو جنبة ; وأنشد :


ولوا ظهورهم الأسنة بعدما     كان الزبير مجاورا ودخيلا

والدخال والدخال : ذوائب الفرس لتداخلها .

والدوخلة ، مشددة اللام : سفيفة من خوص يوضع فيها التمر والرطب وهي الدوخلة ، بالتخفيف ; عن كراع .

وفي حديث صلة بن أشيم : فإذا سب فيه دوخلة رطب فأكلت منها ; هي سفيفة من خوص كالزنبيل والقوصرة يترك فيها الرطب ، والواو زائدة .

والدخول : موضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية