صفحة جزء
[ دخن ]

دخن : الدخن : الجاورس ، وفي المحكم : حب الجاورس ، واحدته دخنة .

والدخان : العثان ، دخان النار معروف ، وجمعه أدخنة ودواخن ودواخين ، ومثل دخان ودواخن عثان وعواثن ، ودواخن على غير قياس ; قال الشاعر :


كأن الغبار الذي غادرت ضحيا دواخن من تنضب

ودخن الدخان دخونا إذا سطع .

ودخنت النار تدخن وتدخن دخانا ودخونا : ارتفع دخانها ، وادخنت مثله على افتعلت .

ودخنت تدخن دخنا : ألقي عليها حطب فأفسدت حتى هاج لذلك دخان شديد ، وكذلك دخن الطعام واللحم وغيره دخنا ، فهو دخن إذا أصابه الدخان في حال شيه أو طبخه حتى تغلب رائحته على طعمه ، ودخن الطبيخ إذا تدخنت القدر .

وشراب دخن : متغير الرائحة ; قال لبيد :


وفتيان صدق قد غدوت عليهم     بلا دخن ولا رجيع مجنب

فالمجنب : الذي جنبه الناس .

والمجنب : الذي بات في الباطية .

والدخن أيضا : الدخان ; قال الأعشى :


تباري الزجاج مغاويرها     شماطيط في رهج كالدخن

وليلة دخنانة : كأنما تغشاها دخان من شدة حرها .

ويوم دخنان : سخنان .

وقوله - عز وجل : يوم تأتي السماء بدخان مبين ; أي بجدب بين . يقال : إن الجائع كان يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع ، ويقال : بل قيل للجوع دخان ليبس الأرض في الجدب وارتفاع الغبار ، فشبه غبرتها بالدخان ; ومنه قيل لسنة المجاعة : غبراء ، وجوع أغبر .

وربما وضعت العرب الدخان موضع الشر إذا علا فيقولون : كان بيننا أمر ارتفع له دخان ، وقد قيل : إن الدخان قد مضى .

والدخنة : كالذريرة يدخن بها البيوت .

وفي المحكم : الدخنة بخور يدخن به الثياب أو البيت ، وقد تدخن بها ودخن غيره ; قال :


آليت لا أدفن قتلاكم     فدخنوا المرء وسرباله

والدواخن : الكوى التي تتخذ على الأتونات والمقالي .

التهذيب : الداخنة كوى فيها إردبات تتخذ على المقالي والأتونات ; وأنشد :


كمثل الدواخن فوق الإرينا

ودخن الغبار دخونا : سطع وارتفع ; ومنه قول الشاعر :


استلحم الوحش على أكسائها     أهوج محضير إذا النقع دخن

أي سطع .

والدخن : الكدورة إلى السواد .

والدخنة من لون الأدخن : كدرة في سواد كالدخان دخن دخنا ، وهو أدخن .

وكبش أدخن وشاة دخناء بينة الدخن ; قال رؤبة :


مرت كظهر الصرصران الأدخن

قال : صرصران سمك بحري .

وليلة دخنانة : شديدة الحر والغم .

ويوم دخنان : سخنان .

والدخن : الحقد .

وفي الحديث : أنه ذكر فتنة فقال : دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي ; يعني ظهورها وإثارتها ، شبهها بالدخان المرتفع .

والدخن ، بالتحريك : مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقي عليها حطب رطب وكثر دخانها .

وفي حديث الفتنة : هدنة على دخن وجماعة على أقذاء ; قال أبو عبيد : قوله هدنة على دخن تفسيره في الحديث لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه أي لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كالكدورة التي في لون الدابة ، وقيل : هدنة على دخن أي سكون لعلة لا للصلح ; قال ابن الأثير : شبهها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد [ ص: 232 ] الباطن تحت الصلاح الظاهر ، وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب كدرة إلى سواد ; قال المعطل الهذلي يصف سيفا :


لين حسام لا يليق ضريبة     في متنه دخن وأثر أحلس

قوله : دخن يعني كدورة إلى السواد ; قال : ولا أحسبه إلا من الدخان ، وهذا شبيه بلون الحديد ، قال : فوجهه أنه يقول تكون القلوب هكذا لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كما كانت ، وإن لم تكن فيهم فتنة ، وقيل : الدخن فرند السيف في قول الهذلي .

وقال شمر : يقال للرجل إذا كان خبيث الخلق إنه لدخن الخلق ; وقال قعنب :


وقد علمت على أني أعاشرهم     لا نفتأ الدهر إلا بيننا دخن

ودخن خلقه دخنا ، فهو دخن وداخن : ساء وفسد وخبث .

ورجل دخن الحسب والدين والعقل : متغيرهن .

والدخنان : ضرب من العصافير .

وأبو دخنة : طائر يشبه لونه لون القبرة .

وابنا دخان : غني وباهلة ; وأنشد ابن بري للأخطل :


تعود نساؤهم بابني دخان     ولولا ذاك أبن مع الرفاق

قال : يريد غنيا وباهلة ; قال : وقال الفرزدق يهجو الأصم الباهلي :


أأجعل دارما كابني دخان     وكانا في الغنيمة كالركاب

التهذيب : والعرب تقول لغني وباهلة بنو دخان ; قال الطرماح :


يا عجبا ليشكر إذ أعدت     لتنصرهم رواة بني دخان

وقيل : سموا به لأنهم دخنوا على قوم في غار فقتلوهم ، وحكى ابن بري أنهم إنما سموا بذلك لأنه غزاهم ملك من اليمن ، فدخل هو وأصحابه في كهف ، فنذرت بهم غني وباهلة فأخذوا باب الكهف ودخنوا عليهم حتى ماتوا ، قال : ويقال : ابنا دخان جبلا غني وباهلة . ابن بري : أبو دخنة طائر يشبه لونه لون القبرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية