صفحة جزء
[ درع ]

درع : الدرع : لبوس الحديد ، تذكر وتؤنث ، حكى اللحياني : درع سابغة ودرع سابغ ; قال أبو الأخزر [ الحماني ] :


مقلصا بالدرع ذي التغضن يمشي العرضنى في الحديد المتقن

والجمع في القليل أدرع وأدراع ، وفي الكثير دروع ; قال الأعشى :


واختار أدراعه أن لا يسب بها     ولم يكن عهده فيها بختار

وتصغير درع دريع ، بغير هاء على غير قياس لأن قياسه بالهاء ، وهو [ ص: 246 ] أحد ما شذ من هذا الضرب .

ابن السكيت : هي درع الحديد .

وفي حديث خالد : أدراعه وأعتده حبسا في سبيل الله ; الأدراع : جمع درع وهي الزردية .

وادرع بالدرع وتدرع بها وادرعها وتدرعها : لبسها ; قال الشاعر :


إن تلق عمرا فقد لاقيت مدرعا     وليس من همه إبل ولا شاء

قال ابن بري : ويجوز أن يكون هذا البيت من الادراع ، وهو التقدم ، وسنذكره في أواخر الترجمة .

وفي حديث أبي رافع : فغل نمرة فدرع مثلها من نار ; أي ألبس عوضها درعا من نار .

ورجل دارع : ذو درع على النسب ، كما قالوا لابن وتامر ، فأما قولهم مدرع فعلى وضع لفظ المفعول موضع لفظ الفاعل .

والدرعية : النصال التي تنفذ في الدروع .

ودرع المرأة : قميصها ، وهو أيضا الثوب الصغير تلبسه الجارية الصغيرة في بيتها ، وكلاهما مذكر ، وقد يؤنثان .

وقال اللحياني : درع المرأة مذكر لا غير ، والجمع أدراع .

وفي التهذيب : الدرع ثوب تجوب المرأة وسطه وتجعل له يدين وتخيط فرجيه .

ودرعت الصبية إذا ألبست الدرع ، وادرعته لبسته .

ودرع المرأة بالدرع : ألبسها إياه .

والدراعة والمدرع : ضرب من الثياب التي تلبس ، وقيل : جبة مشقوقة المقدم .

والمدرعة : ضرب آخر ولا تكون إلا من الصوف خاصة ، فرقوا بين أسماء الدروع والدراعة والمدرعة لاختلافها في الصنعة إرادة الإيجاز في المنطق .

وتدرع مدرعته وادرعها وتمدرعها ، تحملوا ما في تبقية الزائد مع الأصل في حال الاشتقاق توفية للمعنى وحراسة له ودلالة عليه ، ألا ترى أنهم إذا قالوا تمدرع ، وإن كانت أقوى اللغتين ، فقد عرضوا أنفسهم لئلا يعرف غرضهم أمن الدرع هو أم من المدرعة ؟ وهذا دليل على حرمة الزائد في الكلمة عندهم حتى أقروه إقرار الأصول ، ومثله تمسكن وتمسلم ، وفي المثل : شمر ذيلا وادرع ليلا أي استعمل الحزم واتخذ الليل جملا .

والمدرعة : صفة الرحل إذا بدت منها رءوس الواسطة الأخيرة .

قال الأزهري : ويقال لصفة الرحل إذا بدا منها رأسا الوسط والآخرة : مدرعة .

وشاة درعاء : سوداء الجسد بيضاء الرأس ، وقيل : هي السوداء العنق والرأس وسائرها أبيض .

وقال أبو زيد في شيات الغنم من الضأن : إذا اسودت العنق من النعجة فهي درعاء .

وقال الليث : الدرع في الشاة بياض في صدرها ونحرها وسواد في الفخذ .

وقال أبو سعيد : شاة درعاء مختلفة اللون .

وقال ابن شميل : الدرعاء السوداء غير أن عنقها أبيض ، والحمراء وعنقها أبيض فتلك الدرعاء ، وإن ابيض رأسها مع عنقها فهي درعاء أيضا .

قال الأزهري : والقول ما قال أبو زيد سميت درعاء إذا اسود مقدمها تشبيها بالليالي الدرع ، وهي ليلة ست عشرة وسبع عشرة وثماني عشرة ، اسودت أوائلها وابيض سائرها فسمين درعا لم يختلف فيها قول الأصمعي وأبي زيد وابن شميل .

وفي حديث المعراج : فإذا نحن بقوم درع : أنصافهم بيض وأنصافهم سود ; الأدرع من الشاء الذي صدره أسود وسائره أبيض .

وفرس أدرع : أبيض الرأس والعنق وسائره أسود ، وقيل : بعكس ذلك ، والاسم من كل ذلك الدرعة .

والليالي الدرع والدرع : الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة ، وذلك لأن بعضها أسود وبعضها أبيض ، وقيل : هي التي يطلع القمر فيها عند وجه الصبح وسائرها أسود مظلم ، وقيل : هي ليلة ست عشرة وسبع عشرة وثماني عشرة ، وذلك لسواد أوائلها وبياض سائرها ، واحدتها درعاء ودرعة ، على غير قياس ، لأن قياسه درع بالتسكين لأن واحدتها درعاء .

قال الأصمعي : في ليالي الشهر بعد الليالي البيض ثلاث درع مثل صرد ، وكذلك قال أبو عبيد غير أنه قال : القياس درع جمع درعاء .

وروى المنذري عن أبي الهيثم : ثلاث درع وثلاث ظلم ، جمع درعة وظلمة لا جمع درعاء وظلماء ; قال الأزهري : هذا صحيح وهو القياس .

قال ابن بري : إنما جمعت درعاء على درع إتباعا لظلم في قولهم ثلاث ظلم وثلاث درع ، ولم نسمع أن فعلاء جمعه على فعل إلا درعاء .

وقال أبو عبيدة : الليالي الدرع هي السود الصدور البيض الأعجاز من آخر الشهر ، والبيض الصدور السود الأعجاز من أول الشهر ، فإذا جاوزت النصف من الشهر فقد أدرع ، وإدراعه سواد أوله ; وكذلك غنم درع للبيض المآخير السود المقاديم ، أو السود المآخير البيض المقاديم ، والواحد من الغنم والليالي درعاء ، والذكر أدرع ; قال أبو عبيدة : ولغة أخرى ليال درع ، بفتح الراء ، الواحدة درعة . قال أبو حاتم : ولم أسمع ذلك من غير أبي عبيدة .

وليل أدرع : تفجر فيه الصبح فابيض بعضه .

ودرع الزرع إذا أكل بعضه .

ونبت مدرع : أكل بعضه فابيض موضعه من الشاة الدرعاء .

وقال بعض الأعراب : عشب درع وترع وثمع ودمظ وولج إذا كان غضا .

وأدرع الماء ودرع : أكل كل شيء قرب منه ، والاسم الدرعة .

وأدرع القوم إدراعا ، وهم في درعة إذا حسر كلؤهم عن حول مياههم ونحو ذلك .

وأدرع القوم : درع ماؤهم ، وحكى ابن الأعرابي : ماء مدرع ، بالكسر ، قال ابن سيده : ولا أحقه ، أكل ما حوله من المرعى فتباعد قليلا ، وهو دون المطلب ، وكذلك روضة مدرعة أكل ما حولها ، بالكسر ; عنه أيضا .

ويقال للهجين : إنه لمعلهج وإنه لأدرع .

ويقال : درع في عنقه حبلا ثم اختنق ، وروي : ذرع بالذال ، وسنذكره في موضعه . أبو زيد : درعته تدريعا إذا جعلت عنقه بين ذراعك وعضدك وخنقته .

واندارأ يفعل كذا واندرع أي اندفع ; وأنشد :


واندرعت كل علاة عنس     تدرع الليل إذا ما يمسي

وادرع فلان الليل إذا دخل في ظلمته يسري ، والأصل فيه تدرع كأنه لبس ظلمة الليل فاستتر به .

والاندراع والادراع : التقدم في السير ; قال :

أمام الركب تندرع اندراعا .

وفي المثل اندرع اندراع المخة وانقصف انقصاف البروقة .

وبنو الدرعاء : حي من عدوان .

ورأيت حاشية في بعض نسخ حواشي ابن بري الموثوق بها ما صورته : الذي في النسخة الصحيحة من أشعار الهذليين الذرعاء على وزن فعلاء ، وكذلك حكاه ابن التولمية في المقصور والممدود ، بذال معجمة في أوله ، قال : وأظن ابن سيده تبع [ ص: 247 ] في ذلك ابن دريد فإنه ذكره في الجمهرة فقال : وبنو الدرعاء بطن من العرب ، ذكره في درع ابن عمرو ، وهم حلفاء في بني سهم . . . بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل .

والأدرع : اسم رجل .

ودرعة : اسم عنز ; قال عروة بن الورد :


ألما أغزرت في العس بزل     ودرعة بنتها نسيا فعالي

التالي السابق


الخدمات العلمية