صفحة جزء
[ دفأ ]

دفأ : الدفء والدفأ : نقيض حدة البرد ، والجمع أدفاء . قال ثعلبة بن عبيد العدوي :


فلما انقضى صر الشتاء ، وآنست من الصيف ، أدفاء السخونة في الأرض



والدفأ ، مهموز مقصور : وهو الدفء نفسه ، إلا أن الدفء كأنه اسم شبه الظمء ، والدفأ شبه الظمأ . والدفاء ، ممدود : مصدر دفئت من البرد دفاء ; والوطاء : الاسم من الفراش الوطيء ، والكفاء : هو الكفء مثل كفاء البيت ; ونعجة بها حثاء إذا أرادت الفحل ; وجئتك بالهواء واللواء أي بكل شيء ; والفلاء : فلاء الشعر وأخذك ما فيه ، كلمة ممدودة . ويكون الدفء : السخونة ; وقد دفئ دفاءة مثل كره كراهة ودفأ مثل ظمئ ظمأ ; ودفؤ وتدفأ وادفأ واستدفأ . وأدفأه : ألبسه ما يدفئه ; ويقال :

ادفيت واستدفيت أي لبست ما يدفئني ، وهذا على لغة من يترك الهمز ، والاسم الدفء ، بالكسر ، وهو الشيء الذي يدفئك ، والجمع الأدفاء . تقول : ما عليه دفء لأنه اسم ، ولا تقل ما عليه دفاءة لأنه مصدر ; وتقول : اقعد في دفء هذا الحائط أي كنه . ورجل دفئ ، على فعل ، إذا لبس ما يدفئه . والدفاء : ما استدفئ به . وحكى اللحياني : أنه سمع أبا الدينار يحدث عن أعرابية أنها قالت : الصلاء والدفاء ، نصبت على الإغراء أو الأمر . ورجل دفآن : مستدفئ والأنثى دفأى ، وجمعهما معا دفاء . والدفئ كالدفآن ، عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


يبيت أبو ليلى دفيئا ، وضيفه     من القر ، يضحي مستخفا خصائله



[ ص: 273 ] وما كان الرجل دفآن ، ولقد دفئ . وما كان البيت دفيئا ، ولقد دفؤ . ومنزل دفيء على فعيل ، وغرفة دفيئة ، ويوم دفيء ، وليلة دفيئة ، وبلدة دفيئة ، وثوب دفيء كل ذلك على فعيل وفعيلة : يدفئك . وأدفأه الثوب وتدفأ هو بالثوب واستدفأ به وادفأ به ، وهو افتعل ، أي لبس ما يدفئه . الأصمعي : ثوب ذو دفء ودفاءة . ودفؤت ليلتنا . والدفأة : الذرى تستدفئ به من الريح . وأرض مدفأة : ذات دفء . قال ساعدة يصف غزالا :


يقرو أبارقه ، ويدنو ، تارة     بمدافئ منه ، بهن الحلب



قال : وأرى الدفئ مقصورا لغة . وفي خبر أبي العارم : فيها من الأرطى والنقار الدفئة كذا حكاه ابن الأعرابي مقصورا . قال المؤرج : أدفأت الرجل إدفاء إذا أعطيته عطاء كثيرا . والدفء : العطية . وأدفأت القوم أي جمعتهم حتى اجتمعوا . والإدفاء : القتل ، في لغة بعض العرب . وفي الحديث : أنه أتي بأسير يرعد ، فقال لقوم : اذهبوا به فأدفوه ، فذهبوا به ، فقتلوه ، فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الإدفاء من الدفء ، وأن يدفأ بثوب ، فحسبوه بمعنى القتل في لغة أهل اليمن ; وأراد أدفئوه ، بالهمز ، فخففه بحذف الهمزة ، وهو تخفيف شاذ ، كقولهم : لا هناك المرتع ، وتخفيفه القياسي أن تجعل الهمزة بين بين لا أن تحذف ، فارتكب الشذوذ لأن الهمز ليس من لغة قريش . فأما القتل فيقال فيه : أدفأت الجريح ودافأته ودفوته ودافيته وداففته : إذا أجهزت عليه . وإبل مدفأة ومدفأة : كثيرة الأوبار والشحوم يدفئها أوبارها ; ومدفئة ومدفئة : كثيرة ، يدفئ بعضها بعضا بأنفاسها . والمدفآت : جمع المدفأة ، وأنشد للشماخ :


وكيف يضيع صاحب مدفآت     على أثباجهن من الصقيع



وقال ثعلب : إبل مدفأة ، مخففة الفاء : كثيرة الأوبار ، ومدفئة ، مخففة الفاء أيضا ، إذا كانت كثيرة . والدفئية : الميرة تحمل في قبل الصيف ، وهي الميرة الثالثة ، لأن أول الميرة الربعية ثم الصيفية ثم الدفئية ثم الرمضية ، وهي التي تأتي حين تحترق الأرض . قال أبو زيد : كل ميرة يمتارونها قبل الصيف فهي دفئية مثال عجمية ; قال وكذلك النتاج . قال : وأول الدفئي وقوع الجبهة ، وآخره الصرفة . والدفئي مثال العجمي : المطر بعد أن يشتد الحر . وقال ثعلب : وهو إذا قاءت الأرض الكمأة . وفي الصحاح : الدفئي مثال العجمي : المطر الذي يكون بعد الربيع قبل الصيف حين تذهب الكمأة ، ولا يبقى في الأرض منها شيء ، وكذلك الدثئي والدفئي : نتاج الغنم آخر الشتاء ، وقيل : أي وقت كان . والدفء : ما أدفأ من أصواف الغنم وأوبار الإبل ، عن ثعلب . والدفء : نتاج الإبل وأوبارها وألبانها والانتفاع بها ، وفي الصحاح : وما ينتفع به منها . وفي التنزيل العزيز : لكم فيها دفء ومنافع . قال الفراء : الدفء كتب في المصاحف بالدال والفاء ، وإن كتبت بواو في الرفع وياء في الخفض وألف في النصب كان صوابا ، وذلك على ترك الهمز ونقل إعراب الهمز إلى الحروف التي قبلها . قال : والدفء : ما انتفع به من أوبارها وأشعارها وأصوافها ; أراد : ما يلبسون منها ويبتنون . وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى : لكم فيها دفء ومنافع ، قال : نسل كل دابة . وقال غيره : الدفء عند العرب : نتاج الإبل وألبانها والانتفاع بها . وفي الحديث : لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق ، أي إبلهم وغنمهم . الدفء : نتاج الإبل وما ينتفع به منها ، سماها دفأ لأنها يتخذ من أوبارها وأصوافها ما يستدفأ به . وأدفأت الإبل على مائة : زادت . والدفأ : الحنأ كالدنأ . رجل أدفأ وامرأة دفأى . وفلان فيه دفأ أي انحناء . وفلان أدفى ، بغير همز ، فيه انحناء . وفي حديث الدجال : فيه دفأ ، كذا حكاه الهروي في الغريبين ، مهموزا ، وبذلك فسره ، وقد ورد مقصورا أيضا وسنذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية