صفحة جزء
[ دفع ]

دفع : الدفع : الإزالة بقوة . دفعه يدفعه دفعا ودفاعا ودافعه ودفعه فاندفع وتدفع وتدافع ، وتدافعوا الشيء : دفعه كل واحد منهم عن صاحبه ، وتدافع القوم أي دفع بعضهم بعضا . ورجل دفاع ومدفع : شديد الدفع . وركن مدفع : قوي . ودفع فلان إلى فلان شيئا ودفع عنه الشر على المثل . ومن كلامهم : ادفع الشر ولو إصبعا ; حكاه سيبويه . ودافع عنه بمعنى دفع ، تقول منه : دفع الله عنك المكروه دفعا ، ودافع الله عنك السوء دفاعا . واستدفعت الله تعالى الأسواء أي طلبت منه أن يدفعها عني . وفي حديث خالد : أنه دافع بالناس يوم مؤتة أي دفعهم عن موقف الهلاك ، ويروى بالراء من رفع الشيء إذا أزيل عن موضعه . والدفعة : انتهاء جماعة القوم إلى موضع بمرة ; قال :


فندعى جميعا مع الراشدين فندخل في أول الدفعة



والدفعة : ما دفع من سقاء أو إناء فانصب بمرة ; قال :


كقطران الشام سالت دفعه



وقال الأعشى :


وسافت من دم دفعا



وكذلك دفع المطر ونحوه . والدفعة من المطر : مثل الدفقة والدفعة ، بالفتح : المرة الواحدة . وتدفع السيل واندفع : دفع بعضه بعضا . والدفاع ، بالضم والتشديد : طحمة السيل العظيم والموج ; قال :


جواد يفيض على المعتفين     كما فاض يم بدفاعه



والدفاع : كثرة الماء وشدته . والدفاع أيضا : الشيء العظيم يدفع به عظيم مثله ، على المثل . أبو عمرو : الدفاع الكثير من الناس ومن السيل ومن جري الفرس إذا تدافع جريه ، وفرس دفاع ; وقال ابن أحمر :


إذا صليت بدفاع له زجل     يواضخ الشد والتقريب والخببا



ويروى بدفاع ، يريد الفرس المتدافع في جريه . ويقال : جاء دفاع من الرجال والنساء إذا ازدحموا فركب بعضهم بعضا . ابن شميل : الدوافع أسافل الميث حيث تدفع في الأودية ، أسفل كل ميثاء دافعة .

وقال الأصمعي : الدوافع مدافع الماء إلى الميث ، والميث تدفع إلى الوادي الأعظم . والدافعة : التلعة من مسايل الماء تدفع في تلعة أخرى إذا جرى في صبب وحدور من حدب ، فترى له في مواضع قد انبسط شيئا واستدار ثم دفع في أخرى أسفل منها ، فكل واحد من ذلك دافعة ، والجمع الدوافع ، ومجرى ما بين الدافعتين مذنب ، وقيل : المدافع المجاري والمسايل ; وأنشد ابن الأعرابي :

شيب المبارك مدروس مدافعه     هابي المراغ قليل الودق موظوب



المدروس : الذي ليس في مدافعه آثار السيل من جدوبته . والموظوب : الذي قد ووظب على أكله أي ديم عليه ، وقيل : مدروس مدافعه مأكول ما في أوديته من النبات . هابي المراغ : ثائر غباره . شيب : بيض . ابن شميل : مدفع الوادي حيث يدفع السيل ، وهو أسفله ، حيث يتفرق ماؤه . وقال الليث : الاندفاع المضي من الأرض كائنا ما كان ; وأما قول الشاعر :


أيها الصلصل المغذ إلى     المدفع من نهر معقل فالمذار



فقيل : هو مذنب الدافعة لأنها تدفع فيه إلى الدافعة الأخرى ، وقيل : المدفع اسم موضع . والمدفع والمتدافع : المحقور الذي لا يضيف إن استضاف ولا يجدى إن استجدى ، وقيل : هو الضيف الذي يتدافعه الحي ، وقيل : هو الفقير الذليل لأن كلا يدفعه عن نفسه . والمدفع : المدفوع عن نسبه . ويقال : فلان سيد قومه غير مدافع أي غير مزاحم في ذلك ولا مدفوع عنه . الأصمعي : بعير مدفع كالمقرم الذي يودع للفحلة فلا يركب ولا يحمل عليه ، وقال : هو الذي إذا أتي به ليحمل عليه قيل : ادفع هذا أي دعه إبقاء عليه ; وأنشد غيره لذي الرمة :


وقربن للأظعان كل مدفع



والدافع والمدفاع : الناقة التي تدفع اللبن على رأس ولدها لكثرته ، وإنما يكثر اللبن في ضرعها حين تريد أن تضع ، وكذلك الشاة المدفاع ، والمصدر الدفعة ، وقيل : الشاة التي تدفع اللبأ في ضرعها قبيل النتاج . يقال : دفعت الشاة إذا أضرعت على رأس الولد . وقال أبو عبيدة : قوم يجعلون المفكه والدافع سواء ، يقولون هي دافع بولد ، وإن شئت قلت هي دافع بلبن ، وإن شئت قلت هي دافع بضرعها ، وإن شئت قلت هي دافع وتسكت ; وأنشد :


ودافع قد دفعت للنتج     قد مخضت مخاض خيل نتج



وقال النضر : يقال دفعت لبنها وباللبن إذا كان ولدها في بطنها ، فإذا نتجت فلا يقال دفعت . والدفوع من النوق : التي تدفع برجلها عند الحلب . والاندفاع : المضي في الأمر . والمدافعة : المزاحمة . ودفع إلى المكان ودفع ، كلاهما : انتهى . ويقال : هذا طريق يدفع إلى مكان كذا أي ينتهي إليه . ودفع فلان إلى فلان أي انتهى إليه . وغشيتنا سحابة فدفعناها إلى غيرنا أي ثنيت عنا وانصرفت عنا إليهم ، [ ص: 275 ] وأراد دفعتنا أي دفعت عنا . ودفع الرجل قوسه يدفعها : سواها ; حكاه أبو حنيفة ، قال : ويلقى الرجل الرجل فإذا رأى قوسه قد تغيرت قال : ما لك لا تدفع قوسك ؟ أي ما لك لا تعملها هذا العمل . ودافع ودفاع ومدافع : أسماء . واندفع الفرس أي أسرع في سيره . واندفعوا في الحديث . وفي الحديث : أنه دفع عن عرفات أي ابتدأ السير ، ودفع نفسه منها ونحاها أو دفع ناقته وحملها على السير . ويقال : دافع الرجل أمر كذا إذا أولع به وانهمك فيه . والمدافعة : المماطلة . ودافع فلان فلانا في حاجته إذا ماطله فيها فلم يقضها . والمدفع : واحد مدافع المياه التي تجري فيها . والمدفع ، بالكسر : الدفوع ; ومنه قولها يعني سجاح :


لا بل قصير مدفع



التالي السابق


الخدمات العلمية