صفحة جزء
[ دلل ]

دلل : أدل عليه وتدلل : انبسط . وقال ابن دريد : أدل عليه وثق بمحبته فأفرط عليه . وفي المثل : أدل فأمل ، والاسم الدالة . وفي الحديث : يمشي على الصراط مدلا ; أي منبسطا لا خوف عليه ، وهو من الإدلال والدالة على من لك عنده منزلة ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


مدل لا تخضبي البنانا



قال ابن سيده : يجوز أن يكون مدلة هنا صفة ، أراد يا مدلة فرخم كقول العجاج :


جاري لا تستنكري عذيري



أراد يا جارية ، ويجوز أن يكون مدلة اسما فيكون هذا كقول هدبة :


عوجي علينا واربعي يا فاطما     ما دون أن يرى البعير قائما



والدالة : ما تدل به على حميمك . ودل المرأة ودلالها : تدللها على زوجها ، وذلك أن تريه جراءة عليه في تغنج وتشكل ، كأنها تخالفه وليس بها خلاف ، وقد تدللت عليه . وامرأة ذات دل أي شكل تدل به . وروي عن سعد أنه قال : بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأة أعجبني دلها ، فأردت أن أسأل عنها فخفت أن تكون مشغولة ، ولا يضرك جمال امرأة لا تعرفها ; قال ابن الأثير : دلها حسن هيئتها ، وقيل : حسن حديثها . قال شمر : الدلال للمرأة والدل حسن الحديث وحسن المزح والهيئة ; وأنشد :


فإن كان الدلال فلا تدلي     وإن كان الوداع فبالسلام



قال : ويقال هي تدل عليه أي تجترئ عليه ، يقال : ما دلك علي أي ما جرأك علي ; وأنشد :


فإن تك مدلولا علي ، فإنني     لعهدك لا غمر ، ولست بفاني



أراد : فإن جرأك علي حلمي فإني لا أقر بالظلم ; قال قيس بن زهير :


أظن الحلم دل علي قومي     وقد يستجهل الرجل الحليم



قال محمد بن حبيب : دل علي قومي أي جرأهم ; وفيها يقول :


ولا يعييك عرقوب للأي     إذا لم يعطك النصف الخصيم



وقوله عرقوب للأي يقول : إذا لم ينصفك خصمك فأدخل عليه عرقوبا يفسخ حجته . والمدل بالشجاعة : الجريء . ابن الأعرابي : المدلل الذي يتجنى في غير موضع تجن . ودل فلان إذا هدى . ودل إذا افتخر . والدلة : المنة . قال ابن الأعرابي : دل يدل إذا هدى ، ودل يدل إذا من بعطائه . والأدل : المنان بعمله . والدالة ممن يدل على من له عنده منزلة شبه جراءة منه . أبو الهيثم : لفلان عليك دالة وتدلل وإدلال . وفلان يدل عليك بصحبته إدلالا ودلالا ودالة أي يجترئ عليك ، كما تدل الشابة على الشيخ الكبير بجمالها ; وحكى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشد لجهم بن شبل يصف ناقته :


تدلل تحت السوط ، حتى كأنما     تدلل تحت السوط خود مغاضب



قال : هذا أحسن ما وصف به الناقة . الجوهري : والدل الغنج والشكل . وقد دلت المرأة تدل ، بالكسر ، وتدللت وهي حسنة الدل والدلال . والدل قريب المعنى من الهدي ، وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل وغير ذلك . والحديث الذي جاء : فقلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب السمت والهدي والدل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نلزمه ، فقال : ما أحد أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يواريه جدار الأرض من ابن أم عبد ; فسره الهروي في الغريبين فقال : الدل والهدي قريب بعضه ، من بعض وهما من السكينة وحسن المنظر . وفي الحديث : أن أصحاب ابن مسعود كانوا يرحلون إلى عمر بن الخطاب فينظرون إلى سمته وهديه ودله فيتشبهون به ; قال أبو عبيد : أما السمت فإنه يكون بمعنيين : أحدهما حسن الهيئة والمنظر في الدين وهيئة أهل الخير ، والمعنى الثاني أن السمت الطريق ; يقال : الزم هذا السمت ، وكلاهما له معنى ، إما أرادوا هيئة الإسلام أو طريقة أهل الإسلام ; وقوله إلى هديه ودله فإن أحدهما قريب من الآخر ، وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل وغير ذلك ، وقد تكرر ذكر الدل في الحديث ، وهو الهدي والسمت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة ; قال عدي بن زيد يمدح امرأة بحسن الدل :


لم تطلع من خدرها تبتغي خب     با ، ولا ساء دلها في العناق



وفلان يدل على أقرانه كالبازي يدل على صيده . وهو يدل بفلان أي يثق به . وأدل الرجل على أقرانه : أخذهم من فوق ، وأدل البازي على صيده كذلك . ودله على الشيء يدله دلا ودلالة فاندل : سدده إليه ، ودللته فاندل ; قال الشاعر :


ما لك ، يا أحمق ، لا تندل ؟     وكيف يندل امرؤ عثول ؟



قال أبو منصور : سمعت أعرابيا يقول لآخر أما تندل على الطريق ؟ والدليل : ما يستدل به . والدليل : الدال . وقد دله على الطريق يدله دلالة ودلالة ودلولة ، والفتح أعلى ; وأنشد أبو عبيد :


إني امرؤ بالطرق ذو دلالات



والدليل والدليلي : الذي يدلك ; قال :


شدوا المطي على دليل دائب [ ص: 292 ]     من أهل كاظمة ، بسيف الأبحر



قال بعضهم : معناه بدليل ; قال ابن جني : ويكون على حذف المضاف أي شدوا المطي على دلالة دليل فحذف المضاف وقوي حذفه هنا لأن لفظ الدليل يدل على الدلالة ، وهو كقولك سر على اسم الله ، وعلى هذه حال من الضمير في سر وشدوا وليست موصولة لهذين الفعلين لكنها متعلقة بفعل محذوف كأنه قال : شدوا المطي معتمدين على دليل دائب ، ففي الظرف دليل لتعلقه بالمحذوف الذي هو معتمدين ، والجمع أدلة وأدلاء ، والاسم الدلالة والدلالة ، بالكسر والفتح ، والدلولة والدليلى . قال سيبويه : والدليلى علمه بالدلالة ورسوخه فيها . وفي حديث علي - رضي الله عنه - في صفة الصحابة - رضي الله عنهم : ويخرجون من عنده أدلة ; وهو جمع دليل أي بما قد علموا فيدلون عليه الناس ، يعني يخرجون من عنده فقهاء فجعلهم أنفسهم أدلة مبالغة . ودللت بهذا الطريق : عرفته ، ودللت به أدل دلالة ، وأدللت بالطريق إدلالا . والدليلة : المحجة البيضاء ، وهي الدلى . وقوله تعالى : ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ; قيل : معناه تنقصه قليلا قليلا . والدلال : الذي يجمع البيعين ، والاسم الدلالة والدلالة ، والدلالة : ما جعلته للدليل أو الدلال . وقال ابن دريد : الدلالة ، بالفتح ، حرفة الدلال . ودليل بين الدلالة ، بالكسر لا غير . والتدلدل : كالتهدل ; قال :


كأن خصييه من التدلدل



وتدلدل الشيء وتدردر إذا تحرك متدليا . والدلدلة : تحريك الرجل رأسه وأعضاءه في المشي . والدلدلة : تحريك الشيء المنوط . ودلدله دلدالا : حركه ; عن اللحياني ، والاسم الدلدال . الكسائي : دلدل في الأرض وبلبل وقلقل ذهب فيها . وقال اللحياني : دلدلهم وبلبلهم حركهم . وقال الأصمعي : تدلدل عليه فوق طاقته ، والدلال منه ، والدلدال الاضطراب . ابن الأعرابي : من أسماء القنفذ الدلدل والشيهم والأزيب . الصحاح : الدلدل عظيم القنافذ . ابن سيده : الدلدل ضرب من القنافذ له شوك طويل ، وقيل : الدلدل شبه القنفذ وهي دابة تنتفض فترمي بشوك كالسهام ، وفرق ما بينهما كفرق ما بين الفئرة والجرذان ، والبقر والجواميس ، والعراب والبخاتي . الليث : الدلدل شيء عظيم أعظم من القنفذ ذو شوك طوال . وفي حديث ابن أبي مرثد : فقالت عناق البغي : يا أهل الخيام هذا الدلدل الذي يحمل أسراركم ; الدلدل : القنقذ ، وقيل : ذكر القنافذ . قال : يحتمل أنها شبهته بالقنفذ لأنه أكثر ما يظهر بالليل ولأنه يخفي رأسه في جسده ما استطاع . ودلدل في الأرض : ذهب . ومر يدلدل ويتدلدل في مشيه إذا اضطرب . اللحياني : وقع القوم في دلدال وبلبال إذا اضطرب أمرهم وتذبذب . وقوم دلدال إذا تدلدلوا بين أمرين فلم يستقيموا ; وقال أوس :


أمن لحي أضاعوا بعض أمرهم     بين القسوط وبين الدين دلدال



ابن السكيت : جاء القوم دلدلا إذا كانوا مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ; قال أبو معدان الباهلي :


جاء الحزائم والزبائن دلدلا     لا سابقين ولا مع القطان
فعجبت من عوف وماذا كلفت     وتجيء عوف آخر الركبان



قال : والحزيمتان والزبينتان من باهلة وهما حزيمة وزبينة جمعهما الشاعر أي يتدلدلون مع الناس لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . ودلدل : اسم بغلة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم . ودلة ومدلة : بنتا منجشان الحميري . ودل ، بالفارسية : الفؤاد ، وقد تكلمت به العرب وسمت به المرأة فقالوا دل ، ففتحوه لأنهم لما لم يجدوا في كلامهم دلا أخرجوه إلى ما في كلامهم ، وهو الدل الذي هو الدلال والشكل والشكل .

التالي السابق


الخدمات العلمية