صفحة جزء
[ دمن ]

دمن : دمنة الدار : أثرها . والدمنة : آثار الناس وما سودوا ، وقيل : ما سودوا من آثار البعر وغيره ، والجمع دمن ، على بابه ، ودمن ، الأخيرة كسدرة وسدر . والدمن : البعر . ودمنت الماشية المكان : بعرت فيه وبالت . ودمن الشاء الماء ، هذا من البعر ; قال ذو الرمة يصف بقرة وحشية :


إذا ما علاها راكب الصيف لم يزل [ ص: 304 ] يرى نعجة في مرتع ، فيثيرها     مولعة خنساء ليست بنعجة
يدمن أجواف المياه وقيرها



ودمن القوم الموضع : سودوه وأثروا فيه بالدمن ; قال عبيد بن الأبرص :


منزل دمنه آباؤنا ال     مورثون المجد في أولى الليالي



والماء متدمن إذا سقطت فيه أبعار الغنم والإبل . والدمن : ما تلبد من السرقين وصار كرسا على وجه الأرض . والدمنة : الموضع الذي يلتبد فيه السرقين ، وكذلك ما اختلط من البعر والطين عند الحوض فتلبد . الصحاح : الدمن البعر ; قال لبيد :


راسخ الدمن على أعضاده     ثلمته كل ريح وسبل



ودمنت الأرض : مثل دملتها ، وقيل : الدمن اسم للجنس مثل السدر اسم للجنس . والدمن : جمع دمنة ، ودمن . ويقال : فلان دمن مال كما يقال إزاء مال . والدمنة : الموضع القريب من الدار . وفي الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إياكم وخضراء الدمن ، قيل : وما ذاك ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء ) ; شبه المرأة بما ينبت في الدمن من الكلأ يرى له غضارة وهو وبيء المرعى منتن الأصل ; قال زفر بن الحرث :


وقد ينبت المرعى على دمن الثرى     وتبقى حزازات النفوس كما هيا



والدمنة : الحقد المدمن للصدر ، والجمع دمن ، وقيل : لا يكون الحقد دمنة حتى يأتي عليه الدهر وقد دمن عليه . وقد دمنت قلوبهم ، بالكسر ، ودمنت على فلان أي ضغنت ; وقال أبو عبيد في تفسير الحديث : أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رشدة ، وإنما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالبقلة الناضرة في دمنة البعر ، وأصل الدمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها ، أي تلبده في مرابضها ، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير ، وأصله من دمنة ، ويقول : فمنظرها أنيق حسن ; ومنه الحديث : فينبتون نبات الدمن في السيل ; قال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية ، بكسر الدال وسكون الميم ، يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه ; ومنه الحديث : فأتينا على جدجد متدمن ، أي بئر حولها الدمنة . وفي حديث النخعي : كان لا يرى بأسا بالصلاة في دمنة الغنم . والدمنة : بقية الماء في الحوض ، وجمعها دمن ; قال علقمة بن عبدة :


ترادى على دمن الحياض ، فإن تعف     فإن المندى رحلة فركوب



والدمن والدمان : عفن النخلة وسوادها ، وقيل : هو أن ينسغ النخل عن عفن وسواد . الأصمعي إذا أنسغت النخلة عن عفن وسواد قيل قد أصابه الدمان ، بالفتح . وقال ابن أبي الزناد : هو الأدمان . وقال شمر : الصحيح إذا انشقت النخلة عن عفن لا أنسغت ، قال : والإنساغ أن تقطع الشجرة ثم تنبت بعد ذلك . وفي الحديث : كانوا يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صلاحها ، فإذا جاء التقاضي قالوا أصاب الثمر الدمان ; هو بالفتح وتخفيف الميم فساد الثمر وعفنه قبل إدراكه حتى يسود . من الدمن وهو السرقين . ويقال : إذا أطلعت النخلة عن عفن وسواد قيل أصابها الدمان ، ويقال : الدمال أيضا ، باللام وفتح الدال بمعناه ; قال ابن الأثير : كذا قيده الجوهري وغيره بالفتح ، قال : والذي جاء في غريب الخطابي بالضم ، قال : وكأنه أشبه لأن ما كان من الأدواء والعاهات فهو بالضم كالسعال والنحاز والزكام . وقد جاء في هذا الحديث : القشام والمراض ، وهما من آفات الثمرة ، ولا خلاف في ضمهما ، وقيل : هما لغتان ، قال الخطابي : ويروى الدمار ، بالراء ، قال : ولا معنى له . والدمان : الرماد . والدمان : السرجين . والدمان : الذي يسرقن الأرض ، أي يدبلها ويزبلها . وأدمن الشراب وغيره : لم يقلع عنه ; وقوله أنشده ثعلب :


فقلنا : أمن قبر خرجت سكنته ؟     لك الويل ! أم أدمنت جحر الثعالب ؟



معناه : لزمته وأدمنت سكناه ، وكأنه أراد أدمنت سكنى جحر الثعالب لأن الإدمان لا يقع إلا على الأعراض . ويقال : فلان يدمن الشرب والخمر إذا لزم شربها . يقال : فلان يدمن كذا أي يديمه . ومدمن الخمر الذي لا يقلع عن شربها . يقال : فلان مدمن خمر أي مداوم شربها . قال الأزهري : واشتقاقه من دمن البعر . وفي الحديث : مدمن الخمر كعابد الوثن ; هو الذي يعاقر شربها ويلازمه ولا ينفك عنه ، وهذا تغليظ في أمرها وتحريمه . ويقال : دمن فلان فناء فلان تدمينا إذا غشيه ولزمه ; قال كعب بن زهير :


أرعى الأمانة لا أخون ولا أرى     أبدا ، أدمن عرصة الإخوان



ودمن الرجل : رخص له ; عن كراع . والمدمن : أرض . ودمون ; بالتشديد : موضع ، وقيل : أرض ; حكاه ابن دريد ; وأنشد لامرؤ القيس :


تطاول الليل علينا دمون     دمون إنا معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبون



وعبد الله بن الدمينة : من شعرائهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية