صفحة جزء
[ دول ]

دول : الدولة والدولة : العقبة في المال والحرب سواء ، وقيل : الدولة ، بالضم ، في المال ، والدولة ، بالفتح ، في الحرب ، وقيل : هما سواء فيهما ، يضمان ويفتحان ، وقيل : بالضم في الآخرة ، وبالفتح في الدنيا ، وقيل : هما لغتان فيهما ، والجمع دول ودول . قال ابن جني : مجيء فعلة على فعل يريك أنها كأنها جاءت عندهم من فعلة ، فكأن دولة دولة ، وإنما ذلك لأن الواو مما سبيله أن يأتي تابعا للضمة ، وهذا مما يؤكد عندك ضعف حروف اللين الثلاثة ، وقد أداله . الجوهري : الدولة ، بالفتح ، في الحرب أن تدال إحدى الفئتين على الأخرى ، يقال : كانت لنا عليهم الدولة ، والجمع الدول ; والدولة ، بالضم ، في [ ص: 328 ] المال ; يقال : صار الفيء دولة بينهم يتداولونه مرة لهذا ومرة لهذا ، والجمع دولات ودول . وقال أبو عبيد : الدولة ، بالضم ، اسم للشيء الذي يتداول به بعينه ، والدولة ، بالفتح ، الفعل . وفي حديث أشراط الساعة : إذا كان المغنم دولا ; جمع دولة ، بالضم ، وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم . الأزهري : قال الفراء في قوله تعالى : كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ; قرأها الناس برفع الدال إلا السلمي فيما أعلم فإنه قرأها بنصب الدال ، قال : وليس هذا للدولة بموضع ، إنما الدولة للجيشين يهزم هذا هذا ثم يهزم الهازم ، فتقول : قد رجعت الدولة على هؤلاء كأنها المرة ; قال : والدولة ، برفع الدال ، في الملك والسنن التي تغير وتبدل عن الدهر فتلك الدولة والدول . وقال الزجاج : الدولة اسم الشيء الذي يتداول ، والدولة الفعل والانتقال من حال إلى حال ، فمن قرأ كي لا يكون دولة فعلى أن يكون على مذهب المال ، كأنه كي لا يكون الفيء دولة أي متداولا ; وقال ابن السكيت : قال يونس في هذه الآية قال أبو عمرو بن العلاء : الدولة بالضم في المال ، والدولة بالفتح في الحرب ، قال : وقال عيسى بن عمر : كلتاهما في الحرب والمال سواء ; وقال يونس : أما أنا فوالله ما أدري ما بينهما . وفي حديث الدعاء : حدثني بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتداوله بينك وبينه الرجال أي لم يتناقله الرجال وترويه واحدا عن واحد ، إنما ترويه أنت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم . الليث : الدولة والدولة لغتان ، ومنه الإدالة الغلبة . وأدالنا الله من عدونا : من الدولة ; يقال : اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه . وفي حديث وفد ثقيف : ندال عليهم ويدالون علينا ; الإدالة : الغلبة ، يقال : أديل لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم ، وكانت الدولة لنا ، والدولة : الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء ; ومنه حديث أبي سفيان وهرقل : ندال عليه ويدال علينا ; أي نغلبه مرة ويغلبنا أخرى . وقال الحجاج : يوشك أن تدال الأرض منا كما أدلنا منها ; أي يجعل لها الكرة والدولة علينا فتأكل لحومنا كما أكلنا ثمارها وتشرب دماءنا كما شربنا مياهها . وتداولنا الأمر : أخذناه بالدول . وقالوا : دواليك أي مداولة على الأمر ; قال سيبويه : وإن شئت حملته على أنه وقع في هذه الحال . ودالت الأيام أي دارت ، والله يداولها بين الناس . وتداولته الأيدي : أخذته هذه مرة وهذه مرة . ودال الثوب يدول أي بلي . وقد جعل وده يدول أي يبلى . ابن الأعرابي : يقال حجازيك ودواليك وهذاذيك ، قال : وهذه حروف خلقتها على هذا لا تغير ، قال : وحجازيك أمره أن يحجز بينهم ، ويحتمل أن يكون معناه كف نفسك ، وأما هذاذيك فإنه يأمره أن يقطع أمر القوم ، ودواليك من تداولوا الأمر بينهم يأخذ هذا دولة وهذا دولة ، وقولهم دواليك أي تداولا بعد تداول ; قال عبد بني الحسحاس :


إذا شق برد شق بالبرد مثله دواليك حتى ليس للبرد لابس

الفراء : جاء بالدولة والتولة وهما من الدواهي . ويقال : تداولنا العمل والأمر بيننا بمعنى تعاورناه . فعمل هذا مرة وهذا مرة ; وأنشد ابن الأعرابي بيت عبد بني الحسحاس :


إذا شق برد شق برداك مثله     دواليك حتى ما لذا الثوب لابس

قال : هذا الرجل شق ثياب امرأة لينظر إلى جسدها فشقت هي أيضا عليه ثوبه . وقال ابن بزرج : ربما أدخلوا الألف واللام على دواليك فجعل كالاسم مع الكاف ; وأنشد في ذلك :


وصاحب صاحبته ذي مأفكه     يمشي الدواليك ويعدو البنكه

قال : الدواليك أن يتحفز في مشيته إذا حاك ، والبنكة يعني ثقله إذا عدا ; قال ابن بري : ويقال دوال ; قال الضباب بن سبع بن عوف الحنظلي :


جزوني بما ربيتهم وحملتهم     كذلك ما إن الخطوب دوال

والدول : النبل المتداول ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


يلوذ بالجود من النبل الدول

وقول أبي دواد :


ولقد أشهد الرماح تدالي     في صدور الكماة ، طعن الدريه

قال أبو علي : أراد تداول فقلب العين إلى موضع اللام . واندال ما في بطنه من معى أو صفاق : طعن فخرج ذلك . واندال بطنه أيضا : اتسع ودنا من الأرض . واندال بطنه : استرخى . واندال الشيء : ناس وتعلق ; أنشد ابن دريد :


فياشل كالحدج المندال     بدون من مدرعي أسمال

قال ابن سيده : وأما السيرافي فقال : مندال منفعل من التدلي مقلوب عنه ، فعلى هذا لا يكون له مصدر لأن المقلوب لا مصدر له . واندال القوم : تحولوا من مكان إلى مكان . والدولة : لغة التولة . يقال : جاءنا بدولاته أي بدواهيه ، وجاءنا بالدولة أي بالداهية . أبو زيد : يقال وقعوا من أمرهم في دولول أي في شدة وأمر عظيم ; قال الأزهري : جاء به غير مهموز . والدويل : النبت العامي اليابس ، وخص بعضهم به يبيس النصي والسبط ; قال الراعي :


شهري ربيع لا تذوق لبونهم     إلا حموضا وخمة ودويلا

وهو فعيل . أبو زيد : الكلأ الدويل الذي أتت عليه سنتان فهو لا خير فيه . ابن الأعرابي : الدالة الشهرة ويجمع الدال . يقال : تركناهم دالة أي شهرة . وقد دال يدول دالة ودولا إذا صار شهرة . والدوالي : ضرب من العنب بالطائف أسود يضرب إلى الحمرة ، وروى الأزهري بسنده إلى أم المنذر العدوية قالت : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو ناقه ، قالت : ولنا دوال معلقة ، قالت : فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكل وقام علي - رضي الله عنه - يأكل فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : مهلا فإنك ناقه ، فجلس علي - [ ص: 329 ] رضي الله عنه - وأكل منها النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم جعلت لهم سلقا وشعيرا ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : من هذا أصب فإنه أوفق لك ; قال : الدوالي جمع دالية وهي عذق بسر يعلق فإذا أرطب أكل ، والواو فيه منقلبة عن الألف . والدول : حي من حنيفة ينسب إليهم الدولي . والديل : في عبد القيس . ودالان : من همدان ، غير مهموز . والدال : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون في الكلام أصلا وبدلا ; قال ابن سيده : وإنما قضينا على ألفها أنها منقلبة عن واو لما قدمت في أخواتها مما عينه ألف ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية