صفحة جزء
[ بأبأ ]

بأبأ : الليث : البأبأة قول الإنسان لصاحبه بأبي أنت ، ومعناه أفديك بأبي ، فيشتق من ذلك فعل فيقال : بأبأ به . قال : ومن العرب من يقول : وابأبا أنت ، جعلوها كلمة مبنية على هذا التأسيس . قال أبو منصور : وهذا كقوله يا ويلتا ، معناه يا ويلتي ، فقلب الياء ألفا ، وكذلك يا أبتا معناه يا أبتي ، وعلى هذا توجه قراءة من قرأ : يا أبت إني ، أراد يا أبتا ، وهو يريد يا أبتي ، ثم حذف الألف ، ومن قال : يا بيبا حول الهمزة ياء ، والأصل : يا بأبا معناه يا بأبي . والفعل من هذا بأبأ يبأبئ بأبأة . وبأبأت الصبي وبأبأت به : قلت له بأبي أنت وأمي ; قال الراجز :


وصاحب ذي غمرة داجيته بأبأته ، وإن أبى فديته     حتى أتى الحي ، وما آذيته



وبأبأته أيضا ، وبأبأت به قلت له : بابا . وقالوا : بأبأ الصبي أبوه إذا قال له : بابا . وبأبأه الصبي ، إذا قال له : بابا . وقال الفراء : بأبأت بالصبي بئباء إذا قلت له : بأبي . قال ابن جني : سألت أبا علي فقلت له : بأبأت الصبي بأبأة إذا قلت له بابا ، فما مثال البأبأة عندك الآن ؟ أتزنها على لفظها في الأصل ، فتقول مثالها البقبقة بمنزلة الصلصلة والقلقلة ؟ فقال : بل أزنها على ما صارت إليه ، وأترك ما كانت قبل عليه ، فأقول : الفعللة . قال : وهو كما ذكر ، وبه انعقاد هذا الباب . وقال أيضا : إذا قلت بأبي أنت ، فالباء في أول الاسم حرف جر بمنزلة اللام في قولك : لله أنت ، فإذا اشتققت منه فعلا اشتقاقا صوتيا استحال ذلك التقدير فقلت : بأبأت به بئباء ، وقد أكثرت من البأبأة ، فالباء الآن في لفظ الأصل ، وإن كان قد علم أنها فيما اشتقت منه زائدة للجر ; وعلى هذا منها البأب ، فصار فعلا من باب سلس وقلق ; قال :


يا بأبي أنت     ويا فوق البأب



فالبأب الآن بمنزلة الضلع والعنب . وبأبئوه : أظهروا لطافة ; قال :


إذا ما القبائل بأبأننا     فماذا نرجي ببئبائها ؟



وكذلك تبأبئوا عليه . والبأباء ، ممدود : ترقيص المرأة ولدها . والبأباء : زجر السنور ، وهو الغس ; وأنشد ابن الأعرابي لرجل في الخيل :


وهن أهل ما يتمازين     وهن أهل ما يبأبين



أي يقال لها : بأبي فرسي نجاني من كذا ; وما فيهما صلة معناه أنهن ، يعني الخيل ، أهل للمناغاة بهذا الكلام كما يرقص الصبي ، وقوله يتمازين أي يتفاضلن . وبأبأ الفحل ، وهو ترجيع الباء في هديره . وبأبأ الرجل : أسرع . وبأبأنا أي أسرعنا . وتبأبأت تبأبؤا إذا عدوت . والبؤبؤ : السيد الظريف الخفيف . قال الجوهري : والبؤبؤ : الأصل ، وقيل الأصل الكريم أو الخسيس . وقال شمر : بؤبؤ الرجل : أصله . وقال أبو عمرو : البؤبؤ : العالم المعلم . وفي المحكم : العالم مثل السرسور يقال : فلان في بؤبؤ الكرم . ويقال : البؤبؤ إنسان العين . وفي التهذيب : البؤبؤ : عير العين . وقال ابن خالويه : البؤبؤ بلا مد على مثال الفلفل . قال : البؤبؤ : بؤبؤ العين ، وأنشد شاهدا على البؤبؤ بمعنى السيد قول الراجز في صفة امرأة :


قد فاقت البؤبؤ البؤيبيه     والجلد منها غرقيء القويقيه



الغرقيء : قشر البيضة . والقويقية : كناية عن البيضة . قال ابن خالويه : البؤبؤ ، بغير مد : السيد ، والبؤيبية : السيدة ، وأنشد لجرير :


في بؤبؤ المجد وبحبوح الكرم



وأما القالي فإنه أنشده :


في ضئضئ المجد وبؤبوء الكرم



وقال : وكذا رأيته في شعر جرير ; قال وعلى هذه الرواية ; مع ما ذكره الجوهري من كونه مثال سرسور . قال وكأنهما لغتان ، التهذيب ، وأنشد ابن السكيت :


ولكن يبأبئه بؤبؤ     وبئباؤه حجأ أحجؤه



قال ابن السكيت : يبأبئه : يفديه ، بؤبؤ : سيد كريم ، بئباؤه : تفديته ، وحجأ : أي فرح ، أحجؤه : أفرح به . ويقال فلان في بؤبؤ صدق أي أصل صدق ، وقال :


أنا في بؤبؤ صدق     نعم ، وفي أكرم أصل



التالي السابق


الخدمات العلمية