صفحة جزء
[ ذلق ]

ذلق : أبو عمرو : الذلق حدة الشيء . وحد كل شيء ذلقه ، وذلق كل شيء حده . ويقال : شبا مذلق ، أي : حاد ؛ قال الزفيان :


والبيض في أيمانهم تألق وذبل فيها شبا مذلق



وذلق السنان : حد طرفه ، والذلق : تحديدك إياه ، تقول : ذلقته [ ص: 40 ] وأذلقته . ابن سيده : ذلق كل شيء وذلقه وذلقته حدته ، وكذلك ذولقه ، وقد ذلقه ذلقا وأذلقه وذلقه ، وقول رؤبة :


حتى إذا توقدت من الزرق     حجرية كالجمر من سن الذلق



يجوز أن يكون جمع ذالق كرائح وروح وعازب وعزب ، وهو المحدد النصل ، ويجوز أن يكون أراد من سن الذلق فحرك للضرورة ومثله في الشعر كثير . وذلق اللسان وذلقته : حدته ، وذولقه طرفه . وكل محدد الطرف مذلق ، ذلق ذلاقة ، فهو ذليق وذلق وذلق وذلق . وذلق اللسان - بالكسر - يذلق ذلقا ، أي : ذرب وكذلك السنان ، فهو ذلق وأذلق . ويقال أيضا : ذلق السنان - بالضم - ذلقا ، فهو ذليق بين الذلاقة . وفي حديث أم زرع : على حد سنان مذلق . أي : محدد ؛ أرادت أنها معه على حد السنان المحدد فلا تجد معه قرارا .

وفي حديث جابر : فكسرت حجرا وحسرته فانذلق ، أي : صار له حد يقطع . ابن الأعرابي : لسان ذلق طلق ، وذليق طليق ، وذلق طلق ، وذلق طلق ، أربع لغات فيها . والذليق : الفصيح اللسان .

وفي الحديث : إذا كان يوم القيامة جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق طلق ، تقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني . الكسائي : لسان طلق ذلق كما جاء في الحديث ، أي : فصيح بليغ ، ذلق على فعل بوزن صرد ؛ ويقال : طلق ذلق وطلق ذلق وطليق ذليق ، ويراد بالجميع المضاء والنفاذ . أبو زيد : المذلق من اللبن الحليب يخلط بالماء . وعدو ذليق : شديد . قال الهذلي :


أوائل بالشد الذليق وحثني     لدى المتن مشبوح الذراعين خلجم



وذلقت الفرس تذليقا إذا ضمرته ؛ قال عدي بن زيد :


فذلقته حتى ترفع لحمه     أداويه مكنونا وأركب وادعا



أي : ضمرته حتى ارتفع لحمه إلى رءوس العظام وذهب رهله .

وفي حديث حفر زمزم : ألم نسق الحجيج وننحر المذلاقة ؛ هي الناقة السريعة السير . والحروف الذلق : حروف طرف اللسان . التهذيب : الحروف الذلق : الراء واللام والنون ؛ سميت ذلقا لأن مخارجها من طرف اللسان . وذلق كل شيء وذولقه : طرفه . ابن سيده : وحروف الذلاقة ستة : الراء واللام والنون والفاء والباء والميم ؛ لأنه يعتمد عليها بذلق اللسان ، وهو صدره وطرفه ، وقيل : هي حروف طرف اللسان والشفة ، وهي الحروف الذلق ، الواحد أذلق ، ثلاثة منها ذولقية : وهي الراء واللام والنون ، وثلاثة شفوية : وهي الفاء والباء والميم ، وإنما سميت هذه الحروف ذلقا لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان والشفتين ، وهما مدرجتا هذه الحروف الستة ؛ قال ابن جني : وفي هذه الحروف الستة سر ظريف ينتفع به في اللغة ، وذلك أنه متى رأيت اسما رباعيا أو خماسيا غير ذي زوائد فلا بد فيه من حرف من هذه الستة أو حرفين وربما كان ثلاثة ، وذلك نحو جعفر ، فيه الراء والفاء ، وقعضب فيه الباء ، وسلهب فيه اللام والباء ، وسفرجل فيه الفاء والراء واللام ، وفرزدق فيه الفاء والراء ، وهمرجل فيه الميم والراء واللام ، وقرطعب فيه الراء والباء ، وهكذا عامة هذا الباب ، فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية معراة من بعض هذه الأحرف الستة فاقض بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه ، ولذلك سميت الحروف غير هذه الستة المصمتة ، أي : صمت عنها أن يبنى منها كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف الذلاقة . والذلق ، بالتسكين : مجرى المحور في البكرة . وذلق السهم : مستدقه . والإذلاق : سرعة الرمي .

والذلق - بالتحريك - : القلق ، وقد ذلق بالكسر . وأذلقته أنا وأذلق الضب واستذلقه إذا صب على جحره الماء حتى يخرج . التهذيب : والضب إذا صب الماء في جحره أذلقه فيخرج منه .

وفي الحديث : أنه ذلق يوم أحد من العطش ، أي : جهده حتى خرج لسانه . وذلقه الصوم وغيره وأذلقه : أضعفه وأقلقه . وفي حديث ماعز : أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر برجمه ، فلما أذلقته الحجارة جمز وفر ، أي : بلغت منه الجهد حتى قلق .

وفي حديث عائشة : أنها كانت تصوم في السفر حتى أذلقها الصوم . قال ابن الأعرابي : أذلقها ، أي : أذابها ، وقيل : أذلقها الصوم ، أي : جهدها وأذابها وأقلقها . وأذلقه الصوم وذلقه وذلقه ، أي : أضعفه . وقال ابن شميل : أذلقها الصوم أحرجها ، قال : وتذليق الضباب توجيه الماء إلى جحرتها ، قال الكميت :


بمستذلق حشرات الإكا     م يمنع من ذي الوجار الوجارا



يعني الغيث أنه يستخرج هوام الإكام . وقد أذلقني السموم ، أي : أذابني وهزلني .

وفي حديث أيوب - عليه السلام - أنه قال في مناجاته : أذلقني البلاء فتكلمت ، أي : جهدني ، ومعنى الإذلاق أن يبلغ منه الجهد حتى يقلق ويتضور . ويقال : قد أقلقني قولك وأذلقني . وفي حديث الحديبية : يكسعها بقائم السيف حتى أذلقه ، أي : أقلقه . وخطيب ذلق وذليق ، والأنثى ذلقة وذليقة . وأذلقت السراج إذلاقا ، أي : أضأته . وفي أشراط الساعة ذكر ذلقية ؛ هي - بضم الذال وسكون القاف وفتح الياء المثناة من تحتها - مدينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية