صفحة جزء
[ ذيل ]

ذيل : الذيل : آخر كل شيء . وذيل الثوب والإزار : ما جر منه إذا أسبل . والذيل : ذيل الإزار من الرداء وهو ما أسبل منه فأصاب الأرض . وذيل المرأة لكل ثوب تلبسه إذا جرته على الأرض من خلفها . الجوهري : الذيل واحد أذيال القميص وذيوله . وذيل الريح : ما انسحب منها على الأرض . وذيل الريح : ما تتركه في الرمال على هيئة الرسن ونحوه كأن ذلك إنما هو أثر ذيل جرته ، قال :


لكل ريح فيه ذيل مسفور

وذيلها أيضا : ما جرته على وجه الأرض من التراب والقتام ، والجمع من كل ذلك أذيال وأذيل ، الأخيرة عن الهجري ، وأنشد لأبي البقرات النخعي :


وثلاثا مثل القطا ماثلات     لحفتهن أذيل الريح تربا



والكثير ذيول ، قال النابغة :


كأن مجر الرامسات ذيولها     عليه قضيم نمقته الصوانع



وقيل : أذيال الريح مآخيرها التي تكسح بها ما خف لها . وذيل الفرس والبعير ونحوهما : ما أسبل من ذنبه فتعلق ، وقيل : ذيله ذنبه . وذال يذيل وأذيل : صار له ذيل . وذال به : شال ، وكذلك الوعل بذنبه . وفرس ذائل : ذو ذيل ، وذيال : طويل الذيل ، وفي الصحاح : طويل الذنب ، والأنثى ذائلة ، وقال ابن قتيبة : ذائل طويل الذيل ، وذيال : طويل الذيل ، وفي التهذيب أيضا : طويل الذنب ، وأنشد ابن بري لعباس بن مرداس :


وإني حاذر أنمي سلاحي     إلى أوصال ذيال منيع



فإن كان الفرس قصيرا وذنبه طويلا ، قالوا : ذائل ، والأنثى ذائلة ، أو قالوا : [ ص: 55 ] ذيال الذنب فيذكرون الذنب ، ويقال لذنب الفرس إذا طال ذيل أيضا ، وكذلك الثور الوحشي . والذيال من الخيل : المتبختر في مشيه واستنانه كأنه يسحب ذيل ذنبه . وذال الرجل يذيل ذيلا : تبختر فجر ذيله ، قال طرفة يصف ناقة :


فذالت كما ذالت وليدة مجلس     تري ربها أذيال سحل ممدد



يعني أنها جرت ذنبها كما ذالت مملوكة تسقي الخمر في مجلس .

وفي حديث مصعب بن عمير : كان مترفا في الجاهلية يدهن بالعبير ويذيل يمنة اليمن ، أي : يطيل ذيلها ، واليمنة ضرب من برود اليمن ويقال : ذالت الجارية في مشيها تذيل ذيلا إذا ماست وجرت أذيالها على الأرض وتبخترت . وذالت الناقة بذنبها إذا نشرته على فخذيها . خالد بن جنبة قال : ذيل المرأة ما وقع على الأرض من ثوبها من نواحيها كلها ، قال : فلا ندعو للرجل ذيلا ، فإن كان طويل الثوب فذلك الإرفال في القميص والجبة . والذيل في درع المرأة أو قناعها إذا أرخته . وتذيلت الدابة : حركت ذنبها من ذلك . والتذيل : التبختر منه . ودرع ذائلة وذائل ومذالة : طويلة . والذائل : الدرع الطويلة الذيل . قال النابغة :


وكل صموت نثلة تبعية     ونسج سليم كل قضاء ذائل



يعني سليمان بن داود ، - على نبينا وعليهما السلام - والصموت : الدرع التي إذا صبت لم يسمع لها صوت . وذيل فلان ثوبه تذييلا إذا طوله . وملاء مذيل : طويل الذيل ، وثوب مذيل ، قال الشاعر :


عذارى دوار في ملاء مذيل

ويقال : أذال فلان ثوبه أيضا إذا أطال ذيله ، قال كثير :


على ابن أبي العاصي دلاص حصينة     أجاد المسدي سردها فأذالها



وأذالت المرأة قناعها ، أي : أرسلته . وحلقة ذائلة ومذالة : رقيقة لطيفة مع طول . والمذال من البسيط والكامل : ما زيد على وتده من آخر البيت حرفان ، وهو المسبغ في الرمل ، ولا يكون المذال في البسيط إلا في المسدس ولا في الكامل إلا من المربع ، مثال الأول قوله :


إنا ذممنا على ما خيلت     سعد بن زيد وعمرا من تميم



ومثال الثاني قوله :


جدث يكون مقامه     أبدا بمختلف الرياح



فقوله " رن من تميم " مستفعلان ، وقوله " تلفر رياح " متفاعلان ، وقال الزجاج : إذا زيد على الجزء حرف واحد ، وذلك الجزء مما لا يزاحف ، فاسمه المذال نحو متفاعلان أصله متفاعلن فزدت حرفا فصار ذلك الحرف بمنزلة الذيل للقميص . وذال الشيء يذيل : هان وأذلته أنا أهنته ولم أحسن القيام عليه وأذال فلان فرسه وغلامه إذا أهانه . والإذالة : الإهانة .

وفي الحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إذالة الخيل وهو امتهانها بالعمل والحمل عليها ، وفي رواية : بات جبريل - عليه السلام - يعاتبني في إذالة الخيل ، أي : إهانتها والاستخفاف بها ، ومنه الحديث الآخر : أذال الناس الخيل ، وقيل : إنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها . والمذال : المهان ، وقيل للأمة المهانة : المذالة . وفي المثل : أخيل من مذالة وهي الأمة ؛ لأنها تهان وهي تتبختر . ويقال : ذيل ذائل وهو الهوان والخزي . وقولهم : جاء أذيال من الناس ، أي : أواخر منهم قليل . وذالت المرأة والناقة تذيل : هزلت وفسدت . وأذلتها : أهزلتها ، وهو من ذلك . والمذيل والمتذيل : المتبذل . وبنو الذيال : بطن من العرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية