صفحة جزء
[ رفع ]

رفع : في أسماء الله تعالى الرافع : هو الذي يرفع المؤمن بالإسعاد وأولياءه بالتقريب . والرفع : ضد الوضع ، رفعته فارتفع فهو نقيض الخفض في كل شيء رفعه يرفعه رفعا ورفع هو رفاعة وارتفع . والمرفع : ما رفع به . وقوله تعالى في صفة القيامة : خافضة رافعة قال الزجاج : المعنى أنها تخفض أهل المعاصي وترفع أهل الطاعة . وفي الحديث : إن الله تعالى يرفع العدل ويخفضه ، قال الأزهري : معناه أنه يرفع القسط وهو العدل فيعليه على الجور وأهله ومرة يخفضه فيظهر أهل الجور على أهل العدل ابتلاء لخلقه وهذا في الدنيا [ ص: 192 ] والعاقبة للمتقين . ويقال : ارتفع الشيء ارتفاعا بنفسه إذا علا . وفي النوادر : يقال ارتفع الشيء بيده ورفعه . قال الأزهري : المعروف في كلام العرب رفعت الشيء فارتفع ، ولم أسمع ارتفع واقعا بمعنى رفع إلا ما قرأته في نوادر الأعراب . والرفاعة - بالضم - : ثوب ترفع به المرأة الرسحاء عجيزتها تعظمها به ، والجمع الرفائع ، قال الراعي :


عراض القطا لا يتخذن الرفائعا



والرفاع حبل يشد في القيد يأخذه المقيد بيده يرفعه إليه . ورفاعة المقيد : خيط يرفع به قيده إليه . والرافع من الإبل : التي رفعت اللبأ في ضرعها ، قال الأزهري : يقال للتي رفعت لبنها فلم تدر رافع - بالراء - فأما الدافع فهي التي دفعت اللبأ في ضرعها . والرفع تقريبك الشيء من الشيء . وفي التنزيل : وفرش مرفوعة أي : مقربة لهم ، ومن ذلك رفعته إلى السلطان ، ومصدره الرفعان - بالضم - وقال الفراء : وفرش مرفوعة ، أي : بعضها فوق بعض . ويقال : نساء مرفوعات أي : مكرمات من قولك إن الله يرفع من يشاء ويخفض . ورفع السراب الشخص يرفعه رفعا : زهاه . ورفع لي الشيء : أبصرته من بعد ، وقوله :


ما كان أبصرني بغرات الصبا     فاليوم قد رفعت لي الأشباح



قيل : بوعدت لأني أرى القريب بعيدا ، ويروى : قد شفعت لي الأشباح أي : أرى الشخص اثنين لضعف بصري ، وهو الأصح ، لأنه يقول بعد هذا :


ومشى بجنب الشخص شخص مثله     والأرض نائية الشخوص براح



ورافعت فلانا إلى الحاكم وترافعنا إليه ورفعه إلى الحكم رفعا ورفعانا ورفعانا : قربه منه وقدمه إليه ليحاكمه ، ورفعت قصتي : قدمتها ، قال الشاعر :


وهم رفعوا للطعن أبناء مذحج



أي : قدموهم للحرب ، وقول النابغة الذبياني :


ورفعته إلى السجفين فالنضد



أي : بلغت بالحفر وقدمته إلى موضع السجفين ، وهما سترا رواق البيت ، وهو من قولك ارتفع الشيء أي : تقدم ، وليس هو من الارتفاع الذي هو بمعنى العلو ، والسير المرفوع : دون الحضر وفوق الموضوع يكون للخيل والإبل ، يقال : ارفع من دابتك ، هذا كلام العرب . قال ابن السكيت : إذا ارتفع البعير عن الهملجة فذلك السير المرفوع ، والروافع إذا رفعوا في مسيرهم . قال سيبويه : المرفوع والموضوع من المصادر التي جاءت على مفعول كأنه له ما يرفعه وله ما يضعه . ورفع البعير في السير يرفع ، فهو رافع أي : بالغ ، وسار ذلك السير ، ورفعه ورفع منه : ساره ، كذلك ، يتعدى ولا يتعدى ، وكذلك رفعته ترفيعا . ومرفوعها : خلاف موضوعها ، ويقال : دابة له مرفوع ، ودابة ليس له مرفوع ، وهو مصدر مثل المجلود والمعقول : قال طرفة :


موضوعها زول ومرفوعها     كمر صوب لجب وسط ريح



قال ابن بري : صواب إنشاده :


مرفوعها زول وموضوعها     كمر صوب لجب وسط ريح



والمرفوع : أرفع السير ، والموضوع دونه ، أي : أرفع سيرها عجب لا يدرك وصفه وتشبيهه ، وأما موضوعها وهو دون مرفوعها ، فيدرك تشبيهه وهو كمر الريح المصوتة ، ويروى : كمر غيث . وفي الحديث : فرفعت ناقتي أي : كلفتها المرفوع من السير ، وهو فوق الموضوع ودون العدو . وفي الحديث : فرفعنا مطينا ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته وصفية خلفه والحمار يرفع في عدوه ترفيعا ، ورفع الحمار : عدا عدوا بعضه أرفع من بعض . وكل ما قدمته ، فقد رفعته . قال الأزهري : وكذلك ، لو أخذت شيئا فرفعت الأول ، فالأول رفعته ترفيعا . والرفعة : نقيض الذلة . والرفعة : خلاف الضعة ، رفع يرفع رفاعة فهو رفيع ، إذا شرف والأنثى - بالهاء - . قال سيبويه : لا يقال رفع ، ولكن ارتفع ، وقوله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع قال الزجاج : قال الحسن : تأويل أن ترفع أن تعظم ، قال : وقيل معناه أن تبنى ، كذا جاء في التفسير . الأصمعي : رفع القوم ، فهم رافعون إذا أصعدوا في البلاد ، قال الراعي :


دعاهن داع للخريف ولم تكن     لهن بلادا فانتجعن روافعا



أي : مصعدات يريد لم تكن تلك البلاد التي دعتهن لهن بلادا . والرفيعة : ما رفع على الرجل ، ورفع فلان على العامل ، رفيعة : وهو ما يرفعه من قضية ويبلغها . وفي الحديث : كل رافعة رفعت علينا من البلاغ فقد حرمتها أن تعضد أو تخبط إلا لعصفور قتب أو مسند محالة أي : كل نفس ، أو جماعة مبلغة تبلغ وتذيع عنا ما نقوله فلتبلغ ولتحك أني قد حرمت المدينة أن يقطع شجرها أو يخبط ورقها ، وروي : من البلاغ - بالتشديد - بمعنى المبلغين كالحداث بمعنى المحدثين ، والرفع هنا من رفع فلان على العامل إذا أذاع خبره وحكى عنه . ويقال : هذه أيام رفاع ورفاع ، قال الكسائي : سمعت الجرام والجرام وأخواتها إلا الرفاع فإني لم أسمعها مكسورة ، وحكى الأزهري عن ابن السكيت قال : يقال جاء زمن الرفاع والرفاع إذا رفع الزرع ، والرفاع والرفاع : اكتناز الزرع ورفعه بعد الحصاد ، ورفع الزرع يرفعه رفعا ورفاعة ورفاعا : نقله من الموضع الذي يحصده فيه إلى البيدر ، عن اللحياني ، وبرق رافع : ساطع ، قال الأحوص :


أصاح ألم تحزنك ريح مريضة     وبرق تلالا بالعقيقين رافع



ورجل رفيع الصوت أي : شريف ، قال أبو بكر محمد بن السري : ولم يقولوا منه رفع ، قال ابن بري : هو قول سيبويه ، وقالوا رفيع ولم نسمعهم قالوا رفع . وقال غيره : رفع رفعة أي : ارتفع قدره . ورفاعة الصوت ورفاعته - بالضم والفتح - جهارته . ورجل رفيع الصوت : جهيره . وقد رفع الرجل : صار رفيع الصوت . وأما الذي ورد في حديث الاعتكاف : كان إذا دخل العشر أيقظ أهله ورفع المئزر ، وهو [ ص: 193 ] تشميره عن الإسبال ، فكناية عن الاجتهاد في العبادة ، وقيل : كني به عن اعتزال النساء . وفي حديث ابن سلام : ما هلكت أمة حتى يرفع القرآن على السلطان أي : يتأولونه ويرون الخروج به عليه . والرفع في الإعراب : كالضم في البناء وهو من أوضاع النحويين ، والرفع في العربية : خلاف الجر والنصب ، والمبتدأ مرافع للخبر ، لأن كل واحد منهما يرفع صاحبه . ورفاعة ، بالكسر : اسم رجل . وبنو رفاعة : قبيلة : وبنو رفيع : بطن . ورافع : اسم .

التالي السابق


الخدمات العلمية