صفحة جزء
[ ركز ]

ركز : الركز : غرزك شيئا منتصبا كالرمح ونحوه تركزه ركزا في مركزه ، وقد ركزه يركزه ويركزه ركزا وركزه : غرزه في الأرض ، وأنشد ثعلب :

[ ص: 214 ]

وأشطان الرماح مركزات وحوم النعم والحلق الحلول



والمراكز : منابت الأسنان . ومركز الجند : الموضع الذي أمروا أن يلزموه وأمروا أن لا يبرحوه . ومركز الرجل : موضعه : يقال : أخل فلان بمركزه . وارتكزت على القوس إذا وضعت سيتها بالأرض ثم اعتمدت عليها . ومركز الدائرة : وسطها . والمرتكز الساق من يابس النبات : الذي طار عنه الورق . والمرتكز من يابس الحشيش : أن ترى ساقا وقد تطاير عنها ورقها وأغصانها . وركز الحر السفا يركزه ركزا : أثبته في الأرض ، قال الأخطل :


فلما تلوى في جحافله السفا     وأوجعه مركوزه وذوابله



وما رأيت له ركزة عقل أي : ثبات عقل . قال الفراء : سمعت بعض بني أسد يقول : كلمت فلانا فما رأيت له ركزة ، يريد ليس بثابت العقل والركز : الصوت الخفي ، وقيل : هو الصوت ليس بالشديد . قال وفي التنزيل العزيز : أو تسمع لهم ركزا قال الفراء : الركز الصوت ، والركز : صوت الإنسان تسمعه من بعيد نحو ركز الصائد إذا ناجى كلابه ، وأنشد :


وقد توجس ركزا مقفر ندس     بنبأة الصوت ما في سمعه كذب



وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى : فرت من قسورة قال : هو ركز الناس ، قال : الركز الحس والصوت الخفي ، فجعل القسورة نفسها ركزا ; لأن القسورة جماعة الرجال ، وقيل : هو جماعة الرماة ، فسماهم باسم صوتهم ، وأصلها من القسر وهو القهر والغلبة ، ومنه قيل للأسد قسورة . والركاز : قطع ذهب وفضة تخرج من الأرض أو المعدن . وفي الحديث : وفي الركاز الخمس . وأركز المعدن : وجد فيه الركاز ؛ عن ابن الأعرابي . وأركز الرجل إذا وجد ركازا . قال أبو عبيد : اختلف أهل الحجاز والعراق ، فقال أهل العراق : في الركاز المعادن كلها ، فما استخرج منها من شيء فلمستخرجه أربعة أخماسه ، ولبيت المال الخمس ، قالوا : وكذلك المال العادي يوجد مدفونا هو مثل المعدن سواء ، قالوا : وإنما أصل الركاز المعدن ، والمال العادي الذي قد ملكه الناس مشبه بالمعدن ، وقال أهل الحجاز : إنما الركاز كنوز الجاهلية ، وقيل : هو المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام فأما المعادن فليست بركاز ، وإنما فيها مثل ما في أموال المسلمين من الركاز إذا بلغ ما أصاب مائتي درهم كان فيها خمسة دراهم ، وما زاد فبحساب ذلك ، وكذلك الذهب إذا بلغ عشرين مثقالا كان فيه نصف مثقال ، وهذان القولان تحتملهما اللغة ; لأن كلا منهما مركوز في الأرض أي : ثابت . يقال : ركزه يركزه ركزا إذا دفنه . والحديث إنما جاء على رأي أهل الحجاز ، وهو الكنز الجاهلي ، وإنما كان فيه الخمس ; لكثرة نفعه وسهولة أخذه . وروى الأزهري عن الشافعي أنه قال : الذي لا أشك فيه أن الركاز دفين الجاهلية ، والذي أنا واقف فيه الركاز في المعدن والتبر المخلوق في الأرض . وروي عن عمرو بن شعيب أن عبدا وجد ركزة على عهد عمر رضي الله عنه فأخذها منه عمر ؛ قال ابن الأعرابي : الركاز ما أخرج المعدن وقد أركز المعدن وأنال ، وقال غيره : أركز صاحب المعدن إذا كثر ما يخرج منه له من فضة وغيرها . والركاز : الاسم ، وهي القطع العظام مثل الجلاميد من الذهب والفضة تخرج من المعادن ، وهذا يعضد تفسير أهل العراق . قال : وقال الشافعي يقال للرجل إذا أصاب في المعدن البدرة المجتمعة : قد أركز . وقال أحمد بن خالد : الركاز جمع ، والواحدة ركزة ، كأنه ركز في الأرض ركزا ، وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل في بعض طرق هذا الحديث : وفي الركائز الخمس ، كأنها جمع ركيزة ، أو ركازة . والركيزة والركزة : القطعة من جواهر الأرض المركوزة فيها . والركز الرجل العاقل الحليم السخي . والركزة : النخلة التي تقتلع عن الجذع ، عن أبي حنيفة . قال شمر : والنخلة التي تنبت في جذع النخلة ثم تحول إلى مكان آخر هي الركزة ، وقال بعضهم : هذا ركز حسن وهذا ودي حسن وهذا قلع حسن . ويقال : ركز الودي والقلع . ومركوز : اسم موضع ، قال الراعي :


بأعلام مركوز فعنز فغرب     مغاني أم الورد إذ هي ما هيا



التالي السابق


الخدمات العلمية