صفحة جزء
[ روق ]

روق : الروق : القرن من كل ذي قرن ، والجمع أرواق ، ومنه شعر عامر بن فهيرة :


كالثور يحمي أنفه بروقه



وفي حديث علي - عليه السلام - قال :


تلكم قريش تمناني لتقتلني     فلا وربك ما بروا ولا ظفروا
فإن هلكت فرهن ذمتي لهم     بذات روقين لا يعفو لها أثر



الروقان : تثنية الروق وهو القرن ، وأراد بها هاهنا الحرب الشديدة ، وقيل الداهية ، ويروى بذات ودقين ، وهي الحرب الشديدة أيضا . وروق الإنسان : همه ونفسه ، إذا ألقاه على الشيء حرصا قيل : ألقى عليه أرواقه ، كقول رؤبة :


والأركب الرامون بالأرواق



ويقال : أكل فلان روقه وعلى روقه إذا طال عمره حتى تتحات أسنانه . وألقى عليه أرواقه وشراشره : وهو أن يحبه حبا شديدا حتى يستهلك في حبه . وألقى أرواقه إذا عدا واشتد عدوه ، قال : تأبط شرا :


نجوت منها نجائي من بجيلة إذ     ألقيت ليلة جنب الجو أرواقي



أي : لم أدع شيئا من العدو إلا عدوته ، وربما قالوا : ألقى أرواقه إذا أقام بالمكان واطمأن به ، كما يقال ألقى عصاه . ورماه بأرواقه إذا رماه بثقله . وألقت السحابة على الأرض أرواقها : ألحت بالمطر والوبل ، وإذا ألحت السحابة بالمطر وثبتت بأرض قيل : ألقت عليها أرواقها ، وأنشد :


وباتت بأرواق علينا سواريا



وألقت أرواقها إذا جدت في المطر . ويقال : أسبلت أرواق العين إذا سالت دموعها ، قال الطرماح :


عيناك غربا شنة أسبلت     أرواقها من كبن أخصامها



ويقال : أرخت السماء أرواقها وعزاليها . وروق السحاب : سيله ، وأنشد :


مثل السحاب إذا تحدر روقه     ودنا أمر وكان مما يمنع



أي : أمر عليه فمر ولم يصبه منه شيء بعدما رجاه . وفي الحديث : إذا ألقت السماء بأرواقها أي : بجميع ما فيها من الماء ، والأرواق : الأثقال ، أراد مياهها المثقلة للسحاب . والأرواق : جماعة الجسم ، وقيل : الروق الجسم نفسه . وإنه ليركب الناس بأرواقه ، وأرواق الرجل : أطرافه وجسده . وألقى علينا أرواقه أي : غطانا بنفسه . ورمونا بأرواقهم أي : رمونا بأنفسهم ، قال شمر : ولا أعرف قوله ألقى أرواقه إذا اشتد عدوه ، قال : ولكني أعرفه بمعنى الجد في الشيء ، وأنشد بيت تأبط شرا :


نجوت منها نجائي من بجيلة إذ     أرسلت ليلة جنب الرعن أرواقي



ويقال : أرسل أرواقه إذا عدا ، ورمى أرواقه إذا أقام وضرب بنفسه الأرض . ويقال : رمى فلان بأرواقه على الدابة إذا ركبها ، ورمى بأرواقه عن الدابة إذا نزل عنها . وفي نوادر الأعراب : روق المطر وروق الجيش وروق البيت وروق الخيل مقدمه ، وروق الرجل شبابه ، وهو أول كل شيء مما ذكرته . ويقال : جاءنا روق بني فلان أي : جماعة منهم ، كما يقال : جاءنا رأس لجماعة القوم . ابن سيده : روق الشباب وغيره وريقه وريقه كل ذلك أوله ، قال البعيث :


مدحنا لها ريق الشباب فعارضت     جناب الصبا في كاتم السر أعجما



ويقال : فعله في روق شبابه وريق شبابه أي : في أوله . وريق كل شيء : أفضله ، وهو فيعل ، فأدغم . وروق البيت : مقدمه ، ورواقه ورواقه : ما بين يديه ، وقيل سماوته وهي الشقة التي دون العليا ، والجمع أروقة ، وروق في الكثير ، قال سيبويه : لم يجز ضم الواو كراهية الضمة قبلها ، والضمة فيها ، وقد روقه . الجوهري : الروق والرواق سقف في مقدم البيت ، والرواق ستر يمد دون السقف . يقال : بيت مروق ، ومنه قول الأعشى :


فظلت لديهم في خباء مروق



قال ابن بري : بيت الأعشى هو قوله :


وقد أقطع الليل الطويل بفتية     مساميح تسقى والخباء مروق



وقال بعضهم : رواق البيت مقدمه . ابن سيده . رواقا الليل مقدمه وجوانبه ، قال :


يردن والليل مرم طائره     مرخى رواقاه هجود سامره



ويروى : ملقى رواقاه ، ورواه ابن الأعرابي : وليل مروق مرخى الرواق ، قال ذو الرمة يصف الليل ، وقيل : يصف الفجر :


وقد هتك الصبح الجلي كفاءه     ولكنه جون السراة مروق



ومضى روق من الليل أي : طائفة . ابن بري : ويجمع روق على أروق ، قال :


خوصا إذا ما الليل ألقى الأروقا     خرجن من تحت دجاه مرقا



قال : وقد يحتمل أن يكون جمع رواق على حد قولهم مكان وأمكن ، قال : وكذا فسره أبو عمرو الشيباني ، فقال : هو جمع رواق وربما قالوا : روق الليل إذا مد رواق ظلمته وألقى أروقته . ابن الأعرابي : الروق السيد ، والروق الصافي من الماء وغيره ، والروق العمر . يقال : أكل روقه . والروق نفس النزع ، والروق المعجب . يقال : روق وريق ، وأنشد المفضل :


على كل ريق ترى معلما     يهدر كالجمل الأجرب



[ ص: 267 ] قال : الريق هاهنا الفرس الشريف . والروق : الحب الخالص . والأرواق : الفساطيط . الليث : بيت كالفسطاط يحمل على سطاع واحد في وسطه ، والجمع أروقة . ويقال : ضرب فلان روقه بموضع كذا إذا نزل به وضرب خيمته . وفي حديث الدجال : فيضرب رواقه فيخرج إليه كل منافق ، أي : يضرب فسطاطه وقبته وموضع جلوسه . وروي عن عائشة - رضي الله عنها - في حديث لها : ضرب الشيطان روقه ومد أطنابه ، وقيل : الروق الرواق وهو ما بين يدي البيت . قال الأزهري : روق البيت ورواقه واحد ، وهي الشقة التي دون الشقة العليا ، ومنه قول ذي الرمة :


وميتة في الأرض إلا حشاشة     ثنيت بها حيا بميسور أربع
بثنتين إن تضرب ذهي تنصرف ذهي     لكلتيهما روق إلى جنب مخدع



قال الباهلي : أراد بالميتة الأثرة ، ثنيت بها حيا أي : بعيرا ، يقول : اتبعت أثره حتى رددته . والأثرة : ميسم في خف البعير ميتة خفية ، وذلك أنها تكون بينة ثم تثبت مع الخف فتكاد تستوي حتى تعاد ، إلا حشاشة : إلا بقية منها ، بميسور أي : بشق ميسور ، يعني أنه رأى الناحية اليسرى فعرفه بثنتين يعني عينين ، روق ، يعني رواقا ، وهو حجابها المشرف عليها ، وأراد بالمخدع داخل البعير . ابن الأعرابي : من الأخبية ما يروق ، ومنها ما لا يروق ، فإذا كان بيتا ضخما جعل له رواق وكفاء ، وقد يكون الرواق من شقة وشقتين وثلاث شقق . الأصمعي : رواق البيت ورواقه سماوته وهي الشقة التي دون العليا . أبو زيد : رواق البيت سترة مقدمه من أعلاه إلى الأرض ، وكفاؤه سترة أعلاه إلى أسفله من مؤخره ، وستر البيت أصغر من الرواق ، وفي البيت في جوفه ستر آخر يدعى الحجلة ، وقال بعضهم : رواق البيت مقدمه ، وكفاؤه مؤخره ، سمي كفاء لأنه يكافئ الرواق ، وخالفتاه جانباه ، قال ذو الرمة :


ولكنه جون السراة مروق



وقد تقدم هذا البيت ، شبه ما بدا من الصبح ولما ينسفر وهو يسوق نفسه . والروق : موضع الصائد مشبه بالرواق . والروق : الإعجاب . وراقني الشيء يروقني روقا وروقانا : أعجبني ، فهو رائق وأنا مروق ، واشتقت منه الروقة وهو ما حسن من الوصائف والوصفاء . يقال : وصيف روقة ووصفاء روقة . وقال بعضهم : وصفاء روق ، وقول ابن مقبل في راق :


راقت على مقلتي سوذانق خرص     طاو تنفض من طل وأمطار



وصف عين نفسه أنها زادت على عيني سوذانق . ويقال : راق فلان على فلان إذا زاد عليه فضلا ، يروق عليه ، فهو رائق عليه ، وقال الشاعر يصف جارية :


راقت على البيض الحسا     ن بحسنها وبهائها



وقال غيره : أرواق الليل أثناء ظلمه ، وأنشد :


وليلة ذات قتام أطباق     وذات أرواق كأثناء الطاق



والروقة : الجميل جدا من الناس ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، وقد يجمع على روق ، وربما وصفت به الخيل والإبل في الشعر ، أنشد ابن الأعرابي :


ترميهم ببكرات روقه



إلا أنه قال : روقة هاهنا جمع رائق ، قال ابن سيده : فأما الهاء عندي فلتأنيث الجمع ، ولم يقل ابن الأعرابي إن هذا إنما يوصف به الخيل والإبل في الشعر بل أطلقه فلم يخص شعرا من غيره . والروق : الغلمان الملاح ، الواحد رائق . ويقال : غلمان روقة أي : حسان ، وهو جمع رائق مثل فاره وفرهة وصاحب وصحبة ، وروق أيضا مثل بازل وبزل ، ومنه قول الراجز :


يا رب مهر مزعوق     مقيل أو مغبوق
من لبن الدهم الروق     حتى شتا كالذعلوق
أسرع من طرف الموق



وفي حديث ذكر الروم : فيخرج إليهم روقة المؤمنين أي : خيارهم وسراتهم ، وهي جمع رائق . راق الشيء إذا صفا ، ويكون للواحد . يقال : غلام روقة وغلمان روقة . والروقة : الشيء اليسير ، يمانية . والراووق : المصفاة ، وربما سموا الباطية راووقا . الليث . الراووق ناجود الشراب الذي يروق به فيصفى ، والشراب يتروق منه من غير عصر . وراق الشراب والماء يروقان روقا وتروقا : صفوا ، وروقه هو ترويقا ، واستعار دكين الراووق للشباب فقال :


أسقى براووق الشباب الخاضل



وإراقة الماء ونحوه : صبه . وأراق الماء يريقه وهراقه يهريقه بدل ، وأهراقه يهريقه عوض . صبه . قال ابن سيده : وإنما قضي على أن أصل أراق أروق لأمرين : أحدهما أن كون عين الفعل واوا أكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه ، والآخر أن الماء إذا هريق ظهر جوهره وصفا فراق رائيه يروقه فهذا يقوي كون العين منه واوا ، على أن الكسائي قد حكى راق الماء يريق إذا انصب ، وهذا قاطع بكون العين ياء . قال ابن بري : أرقت الماء منقول من راق الماء يريق ريقا إذا تردد على وجه الأرض ، فعلى هذا كان حقه أن يذكر في فصل ريق لا في فصل روق . وأراق الرجل ماء ظهره وهراقه ، على البدل ، وأهراقه على العوض كما ذهب إليه سيبويه في قولهم أسطاع ، وقالوا في مصدره إهراقة كما قالوا إسطاعة ، قال ذو الرمة :


فلما دنت إهراقة الماء أنصبت     لأعزله عنها وفي النفس أن أثني



ورجل مريق وماء مراق على أرقت ، ورجل مهريق وماء مهراق على هرقت ، ورجل مهريق وماء مهراق على أهرقت ، والإراقة : ماء [ ص: 268 ] الرجل وهي الهراقة ، على البدل ، والإهراقة ، على العوض . وهما يتراوقان الماء : يتداولان إراقته . وروق السكران : بال في ثيابه ، هذه وحدها عن أبي حنيفة ، وذلك جميعه مذكور في الياء لأن الكلمة واوية ويائية . والروق - بالتحريك - : طول وانثناء في الأسنان ، وقيل : الرواق طول الأسنان وإشراف العليا على السفلى ، روق يروق روقا فهو أروق إذا طالت أسنانه ، قال لبيد يصف أسهما :


فرميت القوم رشقا صائبا     ليس بالعصل ولا بالمقتعل
رقميات عليها ناهض     تكلح الأروق منهم والأيل



والروق : الطوال الأسنان ، وهو جمع الأروق ، والنعت أروق وروقاء ، والجمع روق ، وأنشد :


إذا ما حال كس القوم روقا



والترويق : أن تبيع شيئا لك لتشتري أطول منه وأفضل ، وقيل : الترويق أن تبيع باليا وتشتري جديدا ، عن ثعلب ، وقيل : الترويق أن يبيع الرجل سلعته ويشتري أجود منها . وقال ابن الأعرابي : باع سلعته فروق أي : اشترى أحسن منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية