صفحة جزء
[ زعق ]

زعق : ماء زعاق : مر غليظ لا يطاق شربه من أجوجته ، الواحد والجمع فيه سواء . وأزعق : أنبط ماء زعاقا . وأزعق القوم إذا حفروا فهجموا على ماء زعاق ؛ قال علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه :


دونكها مترعة دهاقا كأسا زعافا مزجت زعاقا



[ ص: 33 ] وبئر زعقة : مرة . والزعاق : الماء المر . وطعام زعاق : كثير الملح . وطعام مزعوق : أكثر ملحه . وزعق القدر يزعقها زعقا وأزعقها : أكثر ملحها . وزعق زعقا ، فهو زعق ، وانزعق : فزع بالليل ، ولم يقيده في التهذيب بالليل . وزعقه وزعق به أزعقه ، وهو مزعوق وزعيق : أفزعه ؛ الأخيرة على غير قياس ، ومعناه فهو مذعور ؛ قال :


يا رب مهر مزعوق     مقيل : أو مغبوق
من لبن الدهم الروق     حتى شتا كالذعلوق
أسرع من طرف الموق     وطائر وذي فوق
وكل شيء مخلوق

مزعوق أي مذعور ذكي الفؤاد ، وقيل : مزعوق عنا مبالغ في غذائه ؛ قال ابن جني : إن قيل ما بال هذا ونحوه من أفعله فهو مفعول خالف فيه الفعل مسندا إلى الفاعل صورته مسندا إلى المفعول ، وعادة الاستعمال غير هذا ، وهو أن يجيء الضربان معا في عدة واحدة نحو ضربته وضرب وأكرمته وأكرم ، وكذلك مقاد هذا الباب ، قيل : إن العرب لما قوي في أنفسها أمر المفعول حتى كاد أن يلحق عندهم برتبة الفاعل ، وحتى قال سيبويه فيهما ، وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم خصوا المفعول إذا أسند الفعل إليه بضربين من الصيغة : أحدهما تغيير صيغة المثال مسندا إلى المفعول عن صورته مسندا إلى الفاعل ، والعدة واحدة وذلك ضرب زيد وضرب وقتل وقتل ، والآخر أنهم لم يقنعوا بهذا القدر من التغيير حتى تجاوزوه إلى أن غيروا عدة الحروف مع ضم أوله ، كما غيروا في الأول الصورة والصيغة وحدها ، وذلك قوله أحببته وحب وأزكمه الله وزكم وأضأده وضئد وأملأه وملئ . والزعق والمزعوق : النشيط الذي يفزع من كل شيء . وهول زعق : شديد ؛ قال :


من غائلات الليل والهول الزعق

والزعق بالتحريك : مصدر قولك زعق يزعق ، فهو زعق ، وهو النشيط الذي يفزع مع نشاطه ، وقد أزعقه الخوف حتى زعق وانزعق . وزعق دوابه : طردها مسرعا ؛ قال :


إن عليها ، فاعلمن ، سائقا     لبا بأعجاز المطي لاحقا
لا متعبا ولا عنيفا زاعقا

وقيل : الزاعق الذي يسوق ويصيح بها صياحا شديدا . ابن السكيت : مر يزعق بدوابه زعقا أي يطردها مسرعا ويصيح في آثارها ، وهو رجل ناعق وزعاق ونعار . وزعقة المؤذن : صوته . والزعق : الصياح ، وقد زعقت به زعقا . وزعقته العقرب تزعقه زعقا : لدغته . والزعقوق : فرخ القبج وهو الحجل والكروان ، والأنثى بالهاء ، والجمع الزعاقيق . وقال الأزهري : الزعقوقة فرخ القبج ؛ وأنشد :


كأن الزعاقيق والحيقطان     يبادرن في المنزل الضيونا

وفي نوادر العرب : أرض مزعوقة ومدعوقة وممهوقة ومبعوقة ومشحوذة ومسحورة ومسنية إذا أصابها مطر وابل شديد . قال ابن بري : وزعقت الريح التراب أمارته .

التالي السابق


الخدمات العلمية