صفحة جزء
[ زكا ]

زكا : الزكاء ، ممدود النماء والريع ، زكا يزكو زكاء وزكوا . وفي [ ص: 46 ] حديث علي ، كرم الله وجهه : المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق ، فاستعار له الزكاء وإن لم يك ذا جرم ، وقد زكاه الله أزكاه . والزكاء : ما أخرجه الله من الثمر ، وأرض زكية : طيبة سمينة ، حكاه أبو حنيفة . زكا ، والزرع يزكو زكاء ، ممدود ، أي : نما . أزكاه الله ، وكل شيء يزداد وينمي فهو يزكو زكاء وتقول : هذا الأمر لا يزكو بفلان زكاء أي لا يليق به ؛ وأنشد :


والمال يزكو بك مستكبرا يختال قد أشرق للناظر



ابن الأنباري في قوله - تعالى - : وحنانا من لدنا وزكاة ؛ معناه وفعلنا ذلك رحمة لأبويه تزكية له ؛ قال الأزهري : أقام الاسم مقام المصدر الحقيقي . والزكاة : الصلاح . ورجل تقي زكي أي زاك من قوم أتقياء أزكياء ، وقد زكا زكاء وزكوا وزكي وتزكى ، وزكاه الله زكى نفسه تزكية : مدحها . وفي حديث زينب : كان اسمها برة فغيره وقال : تزكي نفسها . وزكى الرجل نفسه إذا وصفها وأثنى عليها . والزكاة زكاة المال معروفة ، وهو تطهيره ، والفعل منه زكى يزكي تزكية إذا أدى عن ماله زكاته . غيره : الزكاة ما أخرجته من مالك لتطهره به ، وقد زكى المال وقوله - تعالى - : وتزكيهم بها ؛ قالوا : تطهرهم بها قال أبو علي : الزكاة صفوة الشيء . وزكاه إذا أخذ زكاته . وتزكى أي تصدق . وفي التنزيل العزيز : والذين هم للزكاة فاعلون ؛ قال بعضهم : الذين هم للزكاة مؤتون ، وقال آخرون : الذين هم للعمل الصالح فاعلون وقوله - تعالى - : خيرا منه زكاة ؛ أي خيرا منه عملا صالحا ، وقال الفراء : زكاة صلاحا وكذلك قوله - عز وجل - : وحنانا من لدنا وزكاة ؛ قال : صلاحا أبو زيد النحوي في قوله - عز وجل - : ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء ؛ وقرئ : ( ما زكى منكم ) ؛ فمن قرأ ما زكا فمعناه ما صلح منكم ، ومن قرأ ما زكى فمعناه ما أصلح ، ولكن الله يزكي من يشاء أي يصلح ، وقيل لما يخرج من المال للمساكين من حقوقهم زكاة لأنه تطهير للمال وتثمير وإصلاح ونماء ، كل ذلك قيل ، وقد تكرر ذكر الزكاة والتزكية في الحديث ، قال : وأصل الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة والمدح وكله قد استعمل في القرآن والحديث ، ووزنها فعلة كالصدقة فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا ، وهي من الأسماء المشتركة بين المخرج والفعل ، فيطلق على العين وهي الطائفة من المال المزكى بها ، وعلى المعنى وهي التزكية ؛ قال : ومن الجهل بهذا البيان أتى من ظلم نفسه بالطعن على قوله - تعالى - : والذين هم للزكاة فاعلون ؛ ذاهبا إلى العين ، وإنما المراد المعنى الذي هو التزكية فالزكاة طهرة للأموال وزكاة الفطر طهرة للأبدان . وفي حديث الباقر أنه قال : زكاة الأرض يبسها ، يريد طهارتها من النجاسة كالبول وأشباهه بأن يجف ويذهب أثره . والزكا مقصور : الشفع من العدد . الجوهري : وزكا الشفع يقال : خسا أو زكا والعرب تقول للفرد خسا وللزوجين اثنين زكا ، وقيل : لهما زكا لأن اثنين أزكى من واحد ؛ قال : العجاج :


عن قبض من لاقى أخاس أم زكا

ابن السكيت : الأخاسي جمع خسا وهو الفرد . اللحياني : زكي الرجل يزكى وزكا يزكو زكوا وزكاء ، وقد زكوت وزكيت أي صرت زاكيا . ابن الأنباري : الزكاء الزيادة من قولك زكا يزكو زكاء ، وهذا ممدود ، وزكا ، مقصور : الزوجان ، ويجوز خسا وزكا بالإجراء ، ومن لم يجرهما جعلهما بمنزلة مثنى وثلاث ورباع ، ومن أجراهما جعلهما نكرتين ، وقال أحمد بن عبيد : خسا وزكا لا ينونان ولا تدخلهما الألف واللام لأنهما على مذهب فعل مثل وهى وعفا ؛ وأنشد للكميت :


لادى خسا أو زكا من سنيك     إلى أربع فيقول : انتظارا



وقال الفراء : يكتب خسا بالألف لأنه من خسأ ، مهموز ، وزكا يكتب بالألف لأنه من يزكو ، والعرب تقول للزوج زكا وللفرد خسا فتلحقه بباب فتى ومنهم من يقول : زكا وخسا فيلحقه بباب زفر . ويقال : هو يخسي ويزكي إذا قبض على شيء في كفه وقال : أزكا أم خسا ، وهو مهموز . الأصمعي : رجل زكأة أي موسر . اللحياني : إنه لمليء زكأة أي حاضر النقد عاجله . ويقال : قد زكأه إذا عجل نقده . وفي حديث معاوية : أنه قدم المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل : إنه بمكة فأزكى المال ومضى ، فلحق الحسن فقال : قدمت بمال فلما بلغني شخوصك أزكيته ، وها هو ذا ؛ قال : كأنه يريد أوعيته . وزكا الرجل يزكو زكوا : تنعم وكان في خصب . وزكي يزكى عطش . قال ابن سيده : أثبته في الواو لعدم زك ي ووجود ز ك و ؛ قاله ثعلب ؛ وأنشد :


كصاحب الخمر يزكى كلما نفدت     عنه ، وإن ذاق شربا هش للعلل

.

التالي السابق


الخدمات العلمية