صفحة جزء
[ زلل ]

زلل : زل السهم عن الدرع ، والإنسان عن الصخرة يزل ويزل زلا وزليلا ومزلة : زلق ، وأزله عنها . وزللت يا فلان تزل زليلا إذا زل في طين أو منطق . وقال الفراء : زللت ، بالكسر ، تزل زللا ، والاسم الزلة والزليلى . وزل في الطين زلا وزليلا وزلولا ؛ هذه الثلاثة عن اللحياني ؛ زلت قدمه زلا وزل في منطقه زلة وزللا . التهذيب : إذا زلت قدمه ، قيل : زل ، وإذا زل في مقال أو نحوه قيل : زل زلة وفي الخطيئة ونحوها ؛ وأنشد :


هلا على غيري جعلت الزله ؟ فسوف أعلو بالحسام القله



وزل في رأيه ودينه يزل زلا وزللا وزلولا وزليلى تمد وتقصر ؛ عن اللحياني ، وأزله هو واستزله غيره ، وكذلك زل في المزلة وأزل فلان فلانا عن مكانه إزلالا وأزاله ، وقرئ : فأزلهما الشيطان عنها ؛ وقرئ : ( فأزالهما ) ؛ أي فنحاهما ، وقيل : أزلهما الشيطان أي كسبهما الزلة . وفسره ثعلب فقال : أزلهما في الرأي ، وقال اللحياني : أزلهما . وفي حديث عبد الله بن أبي سرح : فأزله الشيطان فلحق بالكفار أي حمله على الزلل وهو الخطأ والذنب . ومقام زل : يزل فيه ، ومقامة زل كذلك . وزحلوقة زل أي زلق ؛ قال :

لمن زحلوقة زل     بها العينان تنهل ؟



ويروى زحلوفة ؛ وقال الكميت :


ووصلهن الصبا إن كنت فاعله     وفي مقام الصبا زحلوقة زلل



والمزلة والمزلة ، بكسر الزاي وفتحها : المكان الدحض ، وهو موضع الزلل . والمزلة : الزلل في الدحض . والزلل : مثل الزلة في الخطإ ؛ ومكان زلول . والمزلة : موضع الزلل ؛ قال الراعي :


بنيت مرافقهن فوق مزلة     لا يستطيع بها القراد مقيلا



والمزلة : الزلل ، وقيل : المزلة والمزلة لغتان . وفي صفة الصراط : مزلة مدحضة ؛ المزلة مفعلة من زل يزل إذا زلق ، وتفتح الزاي وتكسر ، أراد أنه تزلق عليه الأقدام ولا تثبت ؛ وقوله أنشده ثعلب :


بسلم من دفة مزل

قال ابن سيده : يجوز أن يكون مزل بدلا من سلم ولا يكون نعتا لأن مفعلا لم يجئ صفة ، ويجوز أن تكون الرواية " مزل " بضم الميم . وزل عمره : ذهب ، وزل منه الشيء كذلك ؛ قال :


أعد الليالي ، إذ نأيت ، ولم يكن     بما زل من عيش أعد اللياليا



وقوس زلاء : يزل السهم عنها لسرعة خروجه . وزلت الدراهم تزل زلولا : انصبت أو نقصت في وزنها ؛ يقال : درهم زال . والزلول المكان الذي تزل فيه القدم ؛ قال :


بماء زلال في زلول بمعرك     يخر ضباب ، فوقه ، وضريب



وأزل إليه نعمة أي أسداها . وفي الحديث : من أزلت إليه نعمة فليشكرها . واتخذ عنده زلة : أي صنيعة ، وأزللت إليه نعمة أي أسديتها قال أبو عبيد : قوله في الحديث من أزلت إليه نعمة معناه من أسديت إليه وأعطيها واصطنعت عنده قال ابن الأثير : وأصله من الزليل وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان فاستعير لانتقال النعمة من المنعم إلى المنعم عليه . يقال : زلت منه إلى فلان نعمة أزلها إليه أزللت إلى فلان نعمة فأنا أزلها إزلالا قال كثير يذكر امرأة :


وإني ، وإن صدت ، لمثن وصادق     عليها بما كانت إلينا أزلت



والمزلل الكثير الهدايا والمعروف . وقال : ابن شميل : كنا في زلة فلان أي عرسه ؛ وأزللت فلانا إلى القوم أي قدمته . وأزللت إليه من حقه شيئا أي أعطيت . والزلية : واحدة الزلالي . وفي ميزانه زلل أي نقصان ؛ هذه عن اللحياني . والزلة : من كلام الناس عند الطعام ، يقال : اتخذ فلان زلة أي صنيعا للناس . قال الليث : الزلة عراقية اسم لما يحمل من المائدة لقريب أو صديق ، وإنما اشتق ذلك من الصنيع إلى الناس . أبو عمر يقال : أزللت له زلة ، ولا يقال : زللت . والزليل مشي خفيف وقد زل يزل زليلا . والأزل : السريع عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد :


أزل إن قيد ، وإن قام نصب

وقول أبي محمد الحذلمي :


إن لها في العام ذي الفتوق     وزلل النية والتصفيق
رعية مولى ناصح شفيق

فسر ابن الأعرابي الزلل هاهنا فقال : زلل النية تباعدها في النجعة ، وقال مرة : يعني بزلل النية أن يزلوا من موضع إلى موضع لطلب الكلإ ، والنية : الموضع الذي ينوون المسير إليه . وزل يزل زليلا وزلولا إذا مر مرا سريعا . وغلام زلزل وقلقل إذا كان خفيفا . وزل الماء في حلقه يزل زلولا : ذهب . وماء زلال وزليل : سريع النزول والمر في الحلق . وماء زلال : بارد ، وقيل : ماء زلال وزلازل عذب ، وقيل : صاف خالص ، وقيل : الزلال الصافي من كل شيء ؛ قال ذو الرمة :


كأن جلودهن مموهات     على أبشارها ذهب زلال



ابن الأعرابي عن أبي شنبل أنه قال : ما زلزلت ماء قط أبرد من ماء الثغوب ، ففتح الثاء ، أي ما شربت ؛ قال أبو منصور : أراد ما جعلت في حلقي ماء يزل فيه زلولا أبرد من ماء الثغب ، فجعله ثغوبا . والزلزل : الأثاث والمتاع ، على فعلل بفتح العين وكسر اللام . قال شمر : وهو الزلز أيضا . وفي كتاب الياقوت الزلزل والقثرد والخنثر [ ص: 52 ] قماش البيت . والزلزل الطبال الحاذق . والزلزلة والزلزال : تحريك الشيء ، وقد زلزله زلزلة وزلزالا ، وقد قالوا : إن الفعلال والفعلال مطرد في جميع مصادر المضاعف ، والاسم الزلزال . وزلزل الله الأرض زلزالا ، بالكسر ، فتزلزلت هي . وقال أبو إسحق في قوله - عز وجل - : إذا زلزلت الأرض زلزالها ؛ المعنى إذا حركت حركة شديدة ، والقراءة زلزالها ، بكسر الزاي ، ويجوز في الكلام زلزالها ، قال : وليس في الكلام فعلال ، بفتح الفاء ، إلا في المضاعف نحو الصلصال الزلزال ، قال : والزلزال ، بالفتح ، الاسم ، وكذلك الوسواس المصدر ، والوسواس الاسم . قال ابن الأنباري في قولهم : أصابت القوم زلزلة ، قال : الزلزلة التخويف والتحذير من قوله تعالى : وزلزلوا حتى يقول الرسول ؛ أي خوفوا وحذروا . والزلازل : الشدائد . والزلازل : الأهوال

قال عمران بن حطان :


فقد أظلتك أيام لها خمس     فيها الزلازل والأهوال والوهل



وقال بعضهم : الزلزلة مأخوذة من الزلل في الرأي ، فإذا قيل : زلزل القوم فمعناه صرفوا عن الاستقامة وأوقع في قلوبهم الخوف والحذر . أزل الرجل في رأيه حتى زل ، وأزيل في موضعه حتى زال . وفي الحديث : اللهم اهزم الأحزاب زلزلهم ؛ الزلزلة في الأصل ؛ : الحركة العظيمة والإزعاج الشديد ؛ ومنه زلزلة الأرض ، وهو هاهنا كناية عن التخويف والتحذير ، أي اجعل أمرهم مضطربا متقلقلا غير ثابت . وفي حديث عطاء : لا دق ولا زلزلة في الكيل أي لا يحرك ما فيه ويهز لينضم ويسع أكثر مما فيه . وفي حديث أبي ذر : حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل . وإزلزل : كلمة تقال عند الزلزلة ؛ قال ابن جني : ينبغي أن تكون من معناها وقريبا من لفظها فلا تكون من حروف الزلزلة ، قال : وإنما حكمنا بذلك لأنها لو كانت منها لكانت . . . فهو أنه مثال فائت فيه بلية من جهة أخرى ، وذلك أن بنات الأربعة لا تدركها الزيادة من أولها إلا في الأسماء الجارية على أسمائها نحو مدحرج ، وليس إزلزل من ذلك ، فيجب أن يكون من لفظ الأزل ومعناه ، ومثاله فعلعل . وتزلزلت نفسه : رجعت عند الموت في صدره ؛ قال أبو ذؤيب :


وقالوا : تركناه تزلزل نفسه     وقد أسندوني ، أو كذا غير ساند



كذا منصوبة الموضع بفعل مضمر تقديره قد أسندوني أو تركوني كذا مضجعا ، وأكثر ما تحذف العرب أحد الفعلين لصاحبه إذا كانا متفقين نحو ضربت زيدا وعمرا أي وضربت عمرا ، وحذف الثاني لدلالة الأول لفظا ومعنى ، فقد يجوز حذف أحد الفعلين لصاحبه وإن كانا مختلفين فمن ذلك هذا البيت الذي نحن بصدده ، وهو قوله أسندوني أو تركوني فحذف تركوني ، وإن كان مخالفا لأسندوني ، وذلك أن الشيء يجري مجرى نقيضه ، كما يجري مجرى نظيره ، وذلك قولهم طويل كما قالوا قصير ، وقالوا ظمآن كما قالوا ريان ، وقالوا كثر ما تقولن كما قالوا قلما تقولن ، ونحوه كثير ، وإذا ثبت هذا في المختلف كان حكما يرجع إليه في المتفق . ويقال : تركت القوم في زلزول وعلعول أي في قتال ؛ قال : شمر ولم يعرفه أبو سعيد والأزل الخفيف الوركين . والأزل الأرسح ، وقيل : هو أشد منه لا يستمسك إزاره ، والأنثى زلاء . وقد زل زللا . وامرأة زلاء : لا عجيزة لها أي رسحاء بينة الزلل ، وقال :


ليست بكرواء ولكن خدلم     ولا بزلاء ولكن ستهم
ولا بكحلاء ، ولكن زرقم

وسمع أزل : بين الضبع والذئب ؛ قال :


مسبل في الحي أحوى رفل     وإذا يغزو فسمع أزل



الجوهري : والسمع الأزل الذئب الأرسح يتولد بين الذئب والضبع ، وهذه الصفة لازمة له كما يقال : الضبع العرجاء . وفي المثل : هو أسمع من الذئب الأزل ، وفي حديث علي ، عليه السلام ، كتب إلى ابن عباس : اختطفت ما قدرت عليه من أموال الأمة اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى ؛ قال ابن الأثير : الأزل في الأصل الصغير العجز ؛ وهو في صفات الذئب الخفيف ؛ وقيل : هو من قولهم زل زليلا إذا عدا وخص الدامية لأن من طبع الذئب محبة الدم حتى إنه يرى ذئبا داميا فيثب عليه ليأكله . التهذيب : والزلل مصدر الأزل من الذئاب وغيرها والجمع الزل ؛ وقول الشاعر :


وعادية سوم الجراد وزعتها     فكلفتها سيدا أزل مصدرا

قال : لم يعن بالأزل الأرسح ولا هو من صفة الفرس ، ولكنه أراد يزل زليلا خفيفا ؛ قال : ذلك ابن الأعرابي : فيما روى ثعلب له ، وقال غيره : بل هو نعت للذئب ، جعله أزل لأنه أحق له شبه به الفرس ثم نعته . ابن الأعرابي : زل إذا دقق ، وزل إذا أخطأ . الفراء الزلة الحجارة الملس .

التالي السابق


الخدمات العلمية