صفحة جزء
[ ص: 65 ] [ زنق ]

زنق : الزناق : حبل تحت حنك البعير يجذب به . والزناقة : حلقة تجعل في الجليدة هناك تحت الحنك الأسفل ، ثم يجعل فيها خيط يشد في رأس البغل الجموح ، زنقه يزنقه زنقا ؛ قال الشاعر :


فإن يظهر حديثك ، يؤت عدوا برأسك في زناق أو عران



الزناق تحت الحنك . وكل رباط تحت الحنك في الجلد فهو زناق ، وما كان في الأنف مثقوبا فهو عران ، وبغل مزنوق . وفي حديث أبي هريرة : وإن جهنم يقاد بها مزنوقة ؛ المزنوق : المربوط بالزناق وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة ثم يجعل فيها خيط يشد برأسه يمنع بها جماحه . والزناق : الشكال أيضا . وفي حديث مجاهد في قوله تعالى : لأحتنكن ذريته إلا قليلا ؛ قال : شبه الزناق . وفي حديث أبي هريرة : أنه ذكر المزنوق فقال : المائل شقه لا يذكر الله ؛ قيل : أصله من الزنقة وهو ميل في جدار في سكة أو عرقوب واد . وفي حديث عثمان : من يشتري هذه الزنقة فيزيدها في المسجد ؟ وزنق الفرس يزنقه ويزنقه : شكله في أربعة . والزنق : موضع الزناق ؛ ومنه قول رؤبة :


أو مقرع من ركضها دامي الزنق     كأنه مستنشق من الشرق
حرا من الخردل مكروه النشق



مقرع : رافع رأسه . يقال : أقرعت الدابة باللجام إذا كبحته به فرفع رأسه . ورأي زنيق : محكم رصين . وأمر زنيق : وثيق . ابن الأعرابي : الزنق العقول التامة . ويقال : أزنق وزنق وزنق وزهد وأزهد وزهد وقات وقوت وأقات وأقوت كله إذا ضيق على عياله فقرا أو بخلا . الزناق : ضرب من الحلي وهو المخنقة . زنيق : اسم رجل ؛ قال الأخطل :


ومن دونه يختاط أوس بن مدلج     وإياه يخشى طارق وزنيق



والزنقة : السكة : الضيقة . والمزنوق : اسم فرس عامر بن الطفيل ؛ وقال عامر بن الطفيل :


وقد علم المزنوق أني أكره     على جمعهم ، كر المنيح المشهر



والزنقة : ميل في جدار أو سكة أو ناحية دار أو عرقوب واد ، يكون فيه التواء كالمدخل ، والالتواء اسم لذلك بلا فعل .

[ زنقب ]

زنقب : زنقب : ماء بعينه ؛ قال :


شرج رواء لكما ، وزنقب     والنبوان قصب مثقب



النبوان : ماء أيضا . والقصب هنا : مخارج ماء العيون . ومثقب : مفتوح ، يخرج منه الماء ؛ وقيل : يتثقب بالماء ، وهو تعبير ضعيف ؛ لأن الراجز إنما قال : مثقب ، لا متثقب ، فالحكم أن يعبر عن اسم المفعول المصوغ للمفعول .

[ زنقر ]

زنقر : التهذيب في الرباعي : قالوا الزنقير هو قلامة الظفر ، ويقال : له الزنجير أيضا ، وكلاهما دخيلان .

[ زنك ]

زنك : الزنكتان من الكتد : زنمتان خارجتا الأطراف عن طرفها ، وأصلاهما ثابتان في أعلى الكتد وهما زائدتاها . والزونك من الرجال : القصير اللحيم الحياك في مشيته . وقال ابن الأعرابي : هو المختال في مشيته الرافع نفسه فوق قدرها ، الناظر في عطفيه الرائي أن عنده خيرا وليس عنده ذلك ؛ وأنشد :


ترك النساء العاجز الزونكا



ورجل زونك إذا كان غليظا إلى القصر ما هو ؛ قال منظور الدبيري :


وبعلها زونك زونزى     يخضف ، إن فزع ، بالضبغطى



ويروى : بل زوجها . ويروى : زونزك وزونك ، ويروى : زونكى وزونزى ، ويخضف ويفرق ، ويروى : بالضبغطى أيضا ، بالغين والعين ، كل يروى في هذا البيت باختلاف هذه الألفاظ على اختلاف الروايات . ابن الأعرابي : الزونزى ذو الأبهة والكبر . الجوهري : والزونك القصير الدميم ، وربما قالوا الزونزك ؛ قالت امرأة ترثي زوجها :


ولست بوكواك ولا بزونك     مكانك حتى يبعث الخلق باعثه



ويروى : ولا بزونزك . ابن بري قال الزبيدي : زونك وزنه فعنل ، وصرف له يعقوب فعلا فقال : زاك يزوك زوكا وزوكانا ، قال : وحكى ابن السكيت : الزوك مشية الغراب ؛ قال حسان بن ثابت :


أجمعت أنك أنت ألأم من مشى     في فحش زانية وزوك غراب



ومنه زونك وهو القصير ؛ قال ابن بري : ووزنه عنده فعنل ؛ قال الزبيدي : لأنه جعله من زاك يزوك إذا قارب خطوه وحرك جسده ، قال : فعلى هذا كان ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ( زوك ) لا فصل ( زنك ) ، قال : ولا يجوز أن يكون وزنه فعللا ؛ لأنه لا يكون الواو أصلا في بنات الأربعة فلم يبق إلا فعنل ، ويقوي قول الجوهري إنه من زنك قولهم : ( زونزك ) لغة أخرى على فوعلل مثل كوألل ، فالنون على هذا أصل والواو زائدة ، فوزن زونك على هذا فوعل ، ويقوي قول ابن السكيت قولهم : ( زونكى ) لغة ثالثة ، ووزنها فعنلى ، وقال أبو علي : زونك فونعل ، الواو زائدة لأنها لا تكون أصلا في بنات الأربعة ، قال : وأما الزونزك فهو فونعل أيضا ، وهو من باب كوكب ، قال : وقال ابن جني : سألت أبا علي عن زونك فاستقر الأمر فيما بيننا جميعا أن الواو فيه زائدة ، ووزنه فوعل لا فونعل ، قلت له : فإن أبا زيد قد ذكر عقيب هذا الحرف من كتابه " الغرائب " : زاك يزوك زوكا وهذا يدل على أن الواو أصلية ، فقال : هذا تفسير المعنى من غير اللفظ ، والنون مضاعفة حشو فلا تكون زائدة ، فقلت : قد حكى ثعلب شنقم ، وقال : هو من شقم ، فقال : هذا ضعيف ، قال : وهذا أيضا [ ص: 66 ] يقوي قول الجوهري إن الزونك من فصل زنك ، وأما الزونزك فقد تقدم قول أبي علي فيه : إن وزنه فونعل ، وهو من باب كوكب ، فيكون على هذا اشتقاقه من ززنك على حد ككب . وقال ابن جني : زونزك فونعل ، ولا يجوز أن تجعل الواو أصلا والزاي مكررة لأنه يصير فعنفلا ، وهذا ما ليس له نظير ، وأيضا فإنه من باب ددن مما تضاعفت الفاء والعين من مكان واحد فثبت أنه فونعل والنون زائدة لأنها ثالثة ساكنة فيما زاد عدته على أربعة كشرنبث وحرنفش ، والواو زائدة لأنها لا تكون أصلا في بنات الأربعة ، فعلى قوله قول أبي علي ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ززك .

[ زنكل ]

زنكل : الزونكل : القصير ، وكذلك الزونك ، وقد تقدم ؛ قال الشاعر :


وبعلها زونك زونزى     يفزع إن فزع بالضبغطى



[ زنكم ]

زنكم : الزنكمة : الزكمة .

[ زنم ]

زنم : زنمتا الأذن : هنتان تليان الشحمة ، وتقابلان الوترة . وزنمتا الفوق وزنمتاه ، والأول أفصح : أعلاه وحرفاه . الزنمتان : زنمتا الفوق ، وهما شرجا الفوق ، وهما ما أشرف من حرفيه . والمزنم والمزلم : الذي تقطع أذنه ويترك له زنمة . ويقال : المزلم والمزنم الكريم . والمزنم من الإبل : المقطوع طرف الأذن ؛ قال أبو عبيد : وإنما يفعل ذلك بالكرام منها ؛ والتزنيم : اسم تلك السمة اسم كالتنبيت . الأحمر : من السمات في قطع الجلد الرعلة ، وهو أن يشق من الأذن شيء ثم يترك معلقا ، ومنها الزنمة ، وهو أن تبين تلك القطعة من الأذن ، والمفضاة مثلها . الجوهري : الزنمة شيء يقطع من أذن البعير فيترك معلقا ، وإنما يفعل ذلك بالكرام من الإبل . يقال : بعير زنم وأزنم ومزنم وناقة زنمة وزنماء ومزنمة . والزنم : لغة في الزلم الذي يكون خلف الظلف ، وفي حديث لقمان : الضائنة الزنمة أي ذات الزنمة ، وهي الكريمة ، لأن الضأن لا زنمة لها وإنما يكون ذلك في المعز ؛ قال المعلى بن حمال العبدي :


وجاءت خلعة دهس صفايا     يصوع عنوقها أحوى زنيم
يفرق بينها صدع رباع     له ظأب كما صخب الغريم



والخلعة : خيار المال . والزنيم : الذي له زنمتان في حلقة ، وقيل : المزنم صغار الإبل ، ويقال : المزنم اسم فحل ؛ وقول زهير :


فأصبح يجري فيهم ، من تلادكم     مغانم شتى من إفال مزنم



قال ابن سيده : هو من باب السمام المزعف والحجال المسجف لأن معنى الجماعة والجمع سواء ، فحمل الصفة على الجمع ، ورواه . أبو عبيدة : من إفال المزنم ، نسبه إليه كأنه من إضافة الشيء إلى نفسه . وقوله تعالى : عتل بعد ذلك زنيم ؛ قيل : موسوم بالشر لأن قطع الأذن وسم . وزنمتا الشاة و زنمتها : هنة معلقة في حلقها تحت لحيتها ، وخص بعضهم به العنز ، والنعت أزنم ، والأنثى زلماء زنماء ؛ قال ضمرة بن ضمرة النهشلي يهجو الأسود بن منذر بن ماء السماء أخا النعمان بن المنذر :


تركت بني ماء السماء وفعلهم     وأشبهت تيسا بالحجاز مزنما
ولن أذكر النعمان إلا بصالح     فإن له عندي يديا وأنعما



قال : ومن كلام بعض فتيان العرب ينشد عنزا في الحرم : كأن زنمتيها تتوا قليسية . الليث : وزنمتا العنز من الأذن . والزنمة أيضا : اللحمة المتدلية في الحلق تسمى ملاده . والزنيم : ولد العيهرة . والزنيم : أيضا الوكيل . والزنمة : شجرة لا ورق لها كأنها زنمة الشاة . والزنمة : نبتة سهيلية تنبت على شكل زنمة الأذن ، لها ورق هي من شر النبات ؛ وقال أبو حنيفة : الزنمة بقلة قد ذكرها جماعة من الرواة ، قال : ولا أحفظ لها عنهم صفة . والأزنم الجذع : الدهر المعلق به البلايا ، وقيل : لأن البلايا منوطة به متعلقة تابعة له ، وقيل : هو الشديد المر . وقد تقدم عامة ذلك في ترجمة زلم . ويقال : أودى به الأزلم الجذع والأزنم الجذع ؛ قال رؤبة يصف الدهر :


أفنى القرون وهو باقي زنمه



وأصل الزنمة العلامة . والزنيم : الدعي . والمزنم : الدعي ؛ قال :


ولكن قومي يقتنون المزنما



أي يستعبدونه ؛ قال أبو منصور : قوله في المزنم : إنه الدعي وإنه صغار الإبل باطل ، إنما المزنم من الإبل الكريم الذي جعل له زنمة علامة لكرمه .

" وأما الدعي فهو الزنيم ، وفي التنزيل العزيز : عتل بعد ذلك زنيم ؛ وقال الفراء : الزنيم الدعي الملصق بالقوم وليس منهم ، وقيل : الزنيم الذي يعرف بالشر واللؤم كما تعرف الشاة بزنمتها . والزنمتان : المعلقتان عند حلوق المعزى ، وهو العبد زنما وزنمة وزنمة وزنمة وزنمة أي قده قد العبد . وقال اللحياني : هو العبد زنمة وزنمة وزنمة وزنمة أي حقا . والزنيم والمزنم : المستلحق في قوم ليس منهم لا يحتاج إليه فكأنه فيهم زنمة ؛ ومنه قول حسان :


وأنت زنيم نيط في آل هاشم     كما نيط خلف الراكب القدح الفرد



وأنشد ابن بري للخطيم التميمي ، جاهلي :


زنيم تداعاه الرجال زيادة     كما زيد في عرض الأديم الأكارع



وجدت حاشية صورتها : الأعرف أن هذا البيت لحسان ؛ قال : وفي الكامل للمبرد روى أبو عبيد وغيره أن نافعا سأل ابن عباس عن قوله تعالى : عتل بعد ذلك زنيم : ما الزنيم ؟ قال : هو الدعي الملزق ، أما سمعت قول حسان بن ثابت :


زنيم تداعاه الرجال زيادة [ ص: 67 ]     كما زيد في عرض الأديم الأكارع



وورد في الحديث أيضا : الزنيم وهو الدعي في النسب ؛ وفي حديث علي وفاطمة ، عليهما السلام :


بنت نبي ليس بالزنيم

.

وزنيم وأزنم : بطنان من بني يربوع . الجوهري : أزنم بطن من بني يربوع ؛ وقال العوام بن شوذب الشيباني :


فلو أنها عصفورة لحسبتها     مسومة تدعو عبيدا وأزنما



وقال ابن الأعرابي : بنو أزنم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع ، والإبل الأزنمية منسوبة إليهم ؛ وأنشد :


يتبعن قيني أزنمي شرجب     لا ضرع السن ولم يثلب

يقول : هذه الإبل تركب قيني هذا البعير لأنه قدام الإبل . ابن الزنيم ، على لفظ التصغير . من شعرائهم .

[ زنن ]

زنن : زنه بالخير زنا وأزنه : ظنه به أو اتهمه . وأزننته بشيء : اتهمته به ، وقال حضرمي بن عامر :


إن كنت أزننتني بها كذبا     جزء ! فلاقيت مثلها عجلا

وقال : اللحياني : أزننته بمال وبعلم وبخير أي ظننته به ، وقال : وكلام العامة زننته ، وهو خطأ . ويقال : فلان يزن بكذا وكذا أي يتهم به ، وقد أزننته بكذا من الشر ، ولا يكون الإزنان في الخير ، قال : ولا يقال زننته بكذا بغير ألف . وفي حديث ابن عباس يصف عليا ، رضي الله عنهما ، ما رأيت رئيسا محربا يزن به ، أي يتهم بمشاكلته . يقال : زنه بكذا أزنه إذا اتهمه وظنه فيه . وفي حديث الأنصار وتسويدهم جد بن قيس : إنا لنزنه بالبخل أي نتهمه به وفي الحديث الآخر : فتى من قريش يزن بشرب الخمر ؛ وفي شعر حسان في عائشة . رضي الله عنها :


حصان رزان ما تزن بريبة

ويقال : ماء زنن أي ضيق قليل ومياه زنن ؛ قال الشاعر :


ثم استغاثوا بماء لا رشاء له     من ماء لينة ، لا ملح ولا زنن

ويقال : الماء الزنن الظنون الذي لا يدرى أفيه ماء أم لا . والزنن والزنيء والزناء : الضيق . . وزن عصبه إذا يبس ؛ وأنشد :


نبهت ميمونا لها فأنا     وقام يشكو عصبا قد زنا

وأنشد ابن بري هذا البيت مستشهدا به على : زن الرجل استرخت مفاصله . والزن : الدوسر ، عن أبي حنيفة . ابن الأعرابي : التزنين الدوام على أكل الزن . وهو الخلر ؛ والخلر : الماش . وفي الحديث : لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزنين ؛ قال ابن الأعرابي : هو الحاقن . يقال : زن فذن أي حقن فقطر ، وقيل : هو الذي يدافع الأخبثين ، وفي رواية : لا يصل أحدكم وهو زنين . وفي الحديث الآخر : لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع . ويقال : زن الرجل استرخت مفاصله ؛ قال الراجز :


حسبه من اللبن إذ رآه قل وزن



اللبن : مصدر لبنت عنقه من الوسادة ، وحسبه : وضع تحت رأسه محسبة ، وهي وسادة من أدم . أبو زنة : كنية القرد .

[ زنهر ]

زنهر : التهذيب : في النوادر فلان مزنهر إلي بعينه ومزنر ومبندق وحالق إلي بعينه ومحلق وجاحظ ومجحظ ومنذر إلي بعينه وناذر وهو شدة النظر وإخراج العين .

[ زنا ] زنا : الزنا يمد ويقصر ، زنى الرجل يزني زنى ، مقصور ، زناء ممدود ، وكذلك المرأة . وزانى مزاناة وزنى : كزنى ؛ ومنه قول الأعشى :


إما نكاحا وإما أزن



يريد أزني ، وحكى ذلك بعض المفسرين للشعر . وزانى مزاناة وزناء ، بالمد ؛ عن اللحياني ، وكذلك المرأة أيضا ؛ وأنشد :


أما الزناء فإني لست قاربه     والمال بيني وبين الخمر نصفان



والمرأة تزاني مزاناة وزناء أي تباغي قال اللحياني : الزنى ، مقصورة ، لغة أهل الحجاز قال الله تعالى : ولا تقربوا الزنا ؛ بالقصر ، والنسبة إلى المقصور زنوي ، والزناء ممدود لغة بني تميم ، وفي الصحاح : المد لأهل نجد ؛ قال الفرزدق :


أبا حاضر ، من يزن يعرف زناؤه     ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا



ومثله للجعدي :


كانت فريضة ما تقول كما     كان الزناء فريضة الرجم



والنسبة إلى الممدود زنائي . وزناه تزنية نسبه إلى الزنا وقال له : يا زاني . وفي الحديث : ذكر قسطنطينية الزانية ، يريد الزاني أهلها كقوله تعالى : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة ؛ أي ظالمة الأهل . وقد زانى المرأة مزاناة وزناء . وقال اللحياني : قيل لابنه الخس : ما أزناك ؟ قالت : قرب الوساد وطول السواد ؛ فكأن قوله ما أزناك ما حملك على الزنا ، قال : ولم يسمع هذا إلا في حديث ابنة الخس . وهو ابن زنية وزنية ، والفتح أعلى ، أي ابن زنا وهو نقيض قولك لرشدة ورشدة . قال الفراء : في كتاب المصادر : هو لغية لزنية ، وهو لغير رشدة ، كله بالفتح . قال : وقال الكسائي : ويجوز رشدة وزنية ، بالفتح والكسر ، فأما غية فهو بالفتح لا غير . وفي الحديث : أنه وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال : من أنتم ؟ فقالوا : نحن بنو الزنية فقال : بل أنتم بنو الرشدة . والزنية ، بالفتح والكسر ، آخر ولد الرجل والمرأة كالعجزة ، وبنو مالك يسمون بني الزنية والزنية لذلك ، وإنما قال لهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بل أنتم بنو الرشدة نفيا لهم عما يوهمه لفظ الزنية من الزنا ، والرشدة أفصح [ ص: 68 ] اللغتين . ويقال : للولد إذا كان من زنا : هو لزنية . وقد زناه من التزنية أي قذفه وفي المثل :


لا حصنها حصن ولا الزنا زنا



قال أبو زيد : يضرب مثلا للذي يكف عن الخير ثم يفرط فيه ولا يدوم على طريقة . وتسمى القردة زناءة ، والزناء : القصير . قال أبو ذؤيب :


وتولج في الظل الزناء رءوسها     وتحسبها هيما ، وهن صحائح



وأصل الزناء الضيق ، ومنه الحديث : لا يصلين أحدكم وهو زناء . أي مدافع للبول ، وعليه قول الأخطل :


وإذا بصرت إلى زناء قعرها     غبراء مظلمة من الأحفار



وزنا الموضع يزنو : ضاق ، لغة في يزنأ . وفي الحديث : كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لا يحب من الدنيا إلا أزنأها أي أضيقها . ووعاء زني : ضيق ؛ كذا رواه ابن الأعرابي بغير همز . والزنء : الزنو في الجبل . وزنى عليه : ضيق ؛ قال :


لا هم ، إن الحرث بن جبله     زنى على أبيه ثم قتله



قال : وهذا يدل على أن همزة الزناء ياء . وبنو زنية : حي .

[ زهب ]

زهب : الأزهري عن الجعفري أعطاه زهبا من ماله فازدهبه إذا احتمله ؛ وازدعبه مثله .

[ زهد ]

زهد : الزهد والزهادة في الدنيا ولا يقال : الزهد إلا في الدنيا خاصة ، والزهد : ضد الرغبة والحرص على الدنيا والزهادة في الأشياء كلها ضد الرغبة . زهد وزهد ، وهي أعلى ، يزهد فيهما زهدا وزهدا ؛ بالفتح عن سيبويه ، زهادة فهو زاهد من قوم زهاد ، وما كان زهيدا ولقد زهد وزهد يزهد منهما جميعا ، وزاد ثعلب : وزهد أيضا ، بالضم . والتزهيد في الشيء وعن الشيء : خلاف الترغيب فيه . وزهده في الأمر : رغبه عنه . وفي حديث الزهري : وسئل عن الزهد في الدنيا فقال : هو أن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره ، أراد أن لا يعجز ويقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ، ولا صبره عن ترك الحرام ؛ الصحاح : يقال : زهد في الشيء وعن الشيء . وفلان يتزهد أي يتعبد ، وقوله عز وجل : وكانوا فيه من الزاهدين ؛ قال ثعلب : اشتروه على زهد فيه . والزهيد : الحقير . وعطاء : زهيد قليل . وازدهد العطاء : استقله . ابن السكيت : يقولون : فلان يزدهد عطاء من أعطاه أي يعده زهيدا قليلا . والمزهد : القليل المال . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أفضل الناس مؤمن مزهد المزهد القليل الشيء وأنما سمي مزهدا لأن ما عنده من قلته يزهد فيه . وشيء زهيد قليل ؛ قال الأعشى يمدح قوما بحسن مجاورتهم جارة لهم :


فلن يطلبوا سرها للغنى     ولن يتركوها لإزهادها



يقول : لن يتركوها لقلة مالها وهو الإزهاد ؛ قال أبو منصور : المعنى أنهم لا يسلمونها إلى من يريد هتك حرمتها لقلة مالها . وفي الحديث : ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد . ومنه حديث ساعة الجمعة : فجعل يزهدها أي يقللها . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : إنك لزهيد . وفي حديث خالد : كتب إلى عمر ، رضي الله عنه : أن الناس قد اندفعوا في الخمر تزاهدوا الحد أي احتقروه وأهانوه ورأوه زهيدا . ورجل مزهد : يزهد في ماله لقلته . وأزهد الرجل إزهادا إذا كان مزهدا لا يرغب في ماله لقلته . ورجل زهيد وزاهد : لئيم مزهود فيما عنده ؛ وأنشد اللحياني :


يا دبل ما بت بليل هاجدا     ولا عدوت الركعتين ساجدا
مخافة أن تنفدي المزاودا     وتغبقي بعدي غبوقا باردا
وتسألي القرض لئيما زاهدا



ويقال : خذ زهد ما يكفيك أي قدر ما يكفيك ؛ ومنه يقال : وزهدت النخل زهدته إذا خرصته . وأرض زهاد : لا تسيل إلا عن مطر كثير . أبو سعيد : الزهد الزكاة بفتح الهاء حكاه عن مبتكر البدوي ؛ قال أبو سعيد : وأصله من القلة لأن زكاة المال أقل شيء فيه . الأزهري : رجل زهيد العين إذا كان يقنعه القليل ورغيب العين إذا كان لا يقنعه إلا الكثير . قال عدي بن زيد :


وللبخلة الأولى لمن كان باخلا     أعف ، ومن يبخل يلم ويزهد



يزهد أي يبخل وينسب إلى أنه زهيد لئيم . ورجل زهيد وامرأة زهيد : قليلا الطعم . وفي التهذيب : رجل زهيد وامرأة زهيدة وهما القليلا الطعم ؛ وفيه في موضع آخر وامرأة زهيدة قليلة الأكل ، ورغيبة : كثيرة الأكل ، ورجل زهيد الأكل . وزهاد التلاع والشعاب : صغارها ، يقال : أصابنا مطر أسال زهاد الغرضان ؛ الغرضان : الشعاب الصغار من الوادي ؛ قال ابن سيده : ولا أعرف لها واحدا .

وواد زهيد : قليل الأخذ من الماء . وزهيد الأرض : ضيقها لا يخرج منها كثير ماء ، وجمعه زهدان . ابن شميل : الزهيد من الأودية القليل الأخذ للماء ، النزل الذي يسيله الماء الهين ، لو بالت فيه عناق سال لأنه قاع صلب وهو الحشاد والنزل . ورجل زهيد : ضيق الخلق ، والأنثى زهيدة . وفي التهذيب : اللحياني : امرأة زهيد ضيقة الخلق ، ورجل زهيد من هذا ، والزهد : الحزر . وزهد النخل يزهده زهدا : خرصه وحزره .

التالي السابق


الخدمات العلمية