صفحة جزء
[ سبغ ]

سبغ : شيء سابغ أي كامل واف . وسبغ الشيء يسبغ سبوغا طال إلى الأرض واتسع وأسبغه هو ، وسبغ الشعر سبوغا وسبغت [ ص: 115 ] الدرع ، وكل شيء طال إلى الأرض ، فهو سابغ . وقد أسبغ فلان ثوبه أي أوسعه . وسبغت النعمة تسبغ ، بالضم ، سبوغا : اتسعت . وإسباغ الوضوء : المبالغة فيه وإتمامه . ونعمة سابغة ، وأسبغ الله عليه النعمة : أكملها وأتمها ووسعها . وإنهم لفي سبغة من العيش أي سعة . ودلو سابغة : طويلة . قال :


دلوك دلو ، يا دليح ، سابغه في كل أرجاء القليب والغه



ومطر سابغ ، وسبغ المطر : دنا إلى الأرض وامتد ؛ قال :


يسيل الربا ، واهي الكلى ، عرص الذرى     أهلة نضاخ الندى سابغ القطر



وذنب سابغ أي واف . وفي حديث الملاعنة : إن جاءت به سابغ الأليتين أي عظيمهما من سبوغ الثوب والنعمة ، والسابغة : الدرع الواسعة . ورجل مسبغ : عليه درع سابغة ، والدرع السابغة : التي تجرها في الأرض أو على كعبيك طولا وسعة ؛ وأنشد شمر لعبد الله بن الزبير الأسدي :


وسابغة تغشى البنان كأنها     أضاة بضحضاح من الماء ظاهر



وتسبغة البيضة : ما توصل به البيضة من حلق الدروع فتستر العنق لأن البيضة به تسبغ ، ولولاه لكان بينها وبين جيب الدرع خلل وعورة . قال الأصمعي : يقال : بيضة لها سابغ ، وقال النضر : تسبغة البيض رفوفها من الزرد أسفل البيضة يقي بها الرجل عنقه ، ويقال لذلك : المغفر أيضا ؛ وقال أبو وجزة في التسبغة :


وتسبغة يغشى المناكب ريعها     لدواد كانت نسجها ، لم يهلهل



وفي حديث قتل أبي بن خلف : زجله بالحربة فتقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة ؛ التسبغة : شيء من حلق الدروع والزرد يعلق بالخوذة دائرا معها ليستر الرقبة وجيب الدرع . وفي حديث أبي عبيدة ، رضي الله عنه : إن زردتين من زرد التسبغة نشبتا في خد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد ، وهي تفعلة ، مصدر سبغ من السبوغ الشمول ، ومنه الحديث كان اسم درع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ذا السبوغ لتمامها وسعتها ، وفي حديث شريح : أسبغوا لليتيم في النفقة أي أنفقوا عليه تمام ما يحتاج إليه ووسعوا عليه فيها . وفحل سابغ أي طويل الجردان وضده الكمش . وناقة سابغة الضلوع وعجيزة سابغة وألية سابغة . والمسبغ من الرمل : ما زيد على جزئه حرف نحو فاعلاتان من قوله :


يا خليلي اربعا فاس     تنطقا رسما بعسفان



فقوله : " من بعسفان " فاعلاتان ؛ قال أبو إسحاق : معنى قولهم مسبغا كأنه جعل سابغا ، والفرق بين المسبغ والمذيل أن المسبغ زيد على ما يزاحف مثله ، وهو أقل متحركات من المذيل ، وهو زيادة على سبب ، والمذيل زيادة على وتد ، قال أبو إسحاق : سمي مسبغا لوفور سبوغه لأن فاعلاتن إذا جاء تاما فهو سابغ ، فإذا زدت على السابغ فهو مسبغ كما أنك تقول لذي الفضل : فاضل ، وتقول للذي يكثر فضله : فضال ومفضل . وسبغت الناقة تسبيغا ، فهي مسبغ : ألقت ولدها لغير تمام ، وقيل : ألقته وقد أشعر ، وإذا كان ذلك عادة فهي مسباغ . قال ابن دريد : وليس بمعروف . وقال صاحب العين : التسبيغ في جميع الحوامل مثله في الناقة . والمسبغ : الذي رمت به أمه بعدما نفخ فيه الروح ، عن كراع . التهذيب : وسبغت الناقة تسبيغا فهي مسبغ إذا كانت كلما نبت على ولدها في بطنها الوبر أجهضته ، وكذلك من الحوامل كلها . أبو عمرو : سبطت الإبل أولادها وسبغت إذا ألقتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية