صفحة جزء
[ سبق ]

سبق : السبق : القدمة في الجري وفي كل شيء ؛ تقول : له في كل أمر سبقة وسابقة وسبق ، والجمع الأسباق والسوابق . والسبق : مصدر سبق ، وقد سبقه يسبقه ويسبقه سبقا : تقدمه . وفي الحديث : أنا سابق العرب ، يعني إلى الإسلام ، وصهيب سابق الروم ، وبلال سابق الحبشة ، وسلمان سابق الفرس ، وسابقته فسبقته . واستبقنا في العدو أي تسابقنا . وقوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ؛ روي فيه عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ، فدلك ذلك على أن المؤمنين مغفور لمقتصدهم وللظالم لنفسه منهم . ويقال : له سابقة في هذا الأمر إذا سبق الناس إليه . وقوله تعالى : فالسابقات سبقا ؛ قال الزجاج : هي الخيل ، وقيل : السابقات أرواح المؤمنين تخرج بسهولة ، وقيل : السابقات النجوم ، وقيل : الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، وفي التهذيب : تسبق الجن باستماع الوحي : و لا يسبقونه بالقول ؛ لا يقولون بغير علم حتى يعلمهم ؛ وسابقه مسابقة وسباقا . وسبقك : الذي يسابقك وهم سبقي وأسباقي . التهذيب : العرب تقول للذي يسبق من الخيل : سابق وسبوق ، وإذا كان يسبق فهو مسبق ، قال الفرزدق :


من المحرزين المجد يوم رهانه سبوق إلى الغايات غير مسبق



[ ص: 116 ] وسبقت الخيل وسابقت بينها إذا أرسلتها وعليها فرسانها لتنظر أيها يسبق . والسبق من النخل : المبكرة بالحمل . والسبق والسابقة : القدمة . وأسبق القوم إلى الأمر وتسابقوا : بادروا . والسبق ، بالتحريك ، الخطر الذي يوضع بين أهل السباق . وفي التهذيب : الذي يوضع في النضال والرهان في الخيل ، فمن سبق أخذه ، والجمع أسباق . واستبق القوم وتسابقوا : تخاطروا وتسابقوا : تناضلوا . ويقال : سبق إذا أخذ السبق ، وسبق إذا أعطى السبق ، وهذا من الأضداد ، وهو نادر ، وفي الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر ، فالخف للإبل ، والحافر للخيل ، والنصال للرمي . والسبق ، بفتح الباء : ما يجعل من المال رهنا على المسابقة ، وبالسكون : مصدر سبقت أسبق ؛ المعنى لا يحل أخذ المال بالمسابقة إلا في هذه الثلاثة ، وقد ألحق بها الفقهاء ما كان بمعناها وله تفصيل في كتب الفقه . وفي حديث آخر : من أدخل فرسا بين فرسين فإن كان يؤمن أن يسبق فلا خير فيه ، وإن كان لا يؤمن أن يسبق فلا بأس به . قال أبو عبيد : الأصل أن يسبق الرجل صاحبه بشيء مسمى على أنه إن سبق فلا شيء له ، وإن سبقه صاحبه أخذ الرهن ، فهذا هو الحلال ، لأن الرهن من أحدهما دون الآخر ، فإن جعل كل واحد منهما لصاحبه رهنا أيهما سبق أخذه فهو القمار المنهي عنه ، فإن أراد تحليل ذلك جعلا معهما فرسا ثالثا لرجل سواهما ، وتكون فرسه كفؤا لفرسيهما ، ويسمى المحلل والدخيل ، فيضع الرجلان الأولان رهنين منهما ولا يضع الثالث شيئا ، ثم يرسلون الأفراس الثلاثة ، فإن سبق أحد الأولين أخذ رهنه ورهن صاحبه ، فكان طيبا له وإن سبق الدخيل أخذ الرهنين جميعا ، وإن سبق هو لم يغرم شيئا فهذا معنى الحديث ، وفي الحديث : أنه أمر بإجراء الخيل وسبقها ثلاثة أعذق من ثلاث نخلات ؛ سبقها : بمعنى أعطى السبق ، وقد يكون بمعنى أخذ ، وهو من الأضداد ، ويكون مخففا ، وهو المال المعين ، وقوله تعالى : إنا ذهبنا نستبق ؛ قيل : معناه نتناضل ، وقيل : هو نفتعل من السبق . واستبقا الباب يعني تسابقا إليه مثل قولك اقتتلا بمعنى تقاتلا ، ومنه قوله تعالى فاستبقوا الخيرات ؛ أي بادروا إليها ، وقوله : فاستبقوا الصراط ؛ أي جاوزوه وتركوه حتى ضلوا وهم لها سابقون أي إليها سابقون كما قال تعالى بأن ربك أوحى لها أي إليها . الأزهري : جاء الاستباق في كتاب الله تعالى بثلاثة معان مختلفة : أحدها قوله عز وجل : إنا ذهبنا نستبق ؛ قال المفسرون : معناه ننتضل في الرمي وقوله عز وجل : واستبقا الباب ؛ معناه ابتدرا الباب يجتهد كل واحد منهما أن يسبق صاحبه ، فإن سبقها يوسف فتح الباب وخرج ولم يجبها إلى ما طلبته منه ، وإن سبقت زليخا أغلقت الباب دونه لتراوده عن نفسه ، والمعنى الثالث في قوله تعالى : ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ؛ معناه فجازوا الصراط وخلفوه ، وهذا الاستباق في هذه الآية من واحد والوجهان الأولان من اثنين ، لأن هذا بمعنى سبقوا والأولان بمعنى المسابقة ، وقوله : استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا ؛ يروى بفتح السين وضمها على ما لم يسم فاعله والأول أولى لقوله بعده وإن أخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم . وفي حديث الخوارج : سبق الفرث والدم أي مر سريعا في الرمية وخرج منها لم يعلق منها بشيء من فرثها ودمها لسرعته ، شبه خروجهم من الدين ولم يعلقوا بشيء منه به . وسبق على قومه : علاهم كرما . وسباقا البازي : قيداه ، وفي المحكم : والسباقان قيدان في رجل الجارح من الطير من سير أو غيره . وسبقت الطير إذا جعلت السباقين في رجليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية