صفحة جزء
[ سجع ]

سجع : سجع يسجع سجعا : استوى واستقام وأشبه بعضه بعضا ؛ قال ذو الرمة :


قطعت بها أرضا ترى وجه ركبها إذا ما علوها مكفأ غير ساجع



أي جائرا غير قاصد . والسجع : الكلام المقفى ، والجمع أسجاع وأساجيع ، وكلام مسجع وسجع يسجع سجعا وسجع تسجيعا : تكلم بكلام له فواصل كفواصل الشعر من غير وزن ، وصاحبه سجاعة وهو من الاستواء والاستقامة والاشتباه كأن كل كلمة تشبه صاحبتها ؛ قال ابن جني : سمي سجعا لاشتباه أواخره وتناسب فواصله وكسره على سجوع ، فلا أدري أرواه أم ارتجله ، وحكي أيضا سجع الكلام فهو مسجوع وسجع بالشيء نطق به على هذه الهيئة . والأسجوعة : ما سجع به . ويقال : بينهم أسجوعة . قال الأزهري : [ ص: 129 ] ولما قضى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في جنين امرأة ضربتها الأخرى فسقط ميتا بغرة على عاقلة الضاربة قال رجل منهم : كيف ندي من لا شرب ولا أكل ، ولا صاح فاستهل ، ومثل دمه يطل قال ، صلى الله عليه وسلم ، : إياكم سجع الكهان . وروي عنه أنه نهى عن السجع في الدعاء ، قال الأزهري : إنه ، صلى الله عليه وسلم ، كره السجع في الكلام والدعاء لمشاكلته كلام الكهنة وسجعهم فيما يتكهنونه فأما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل المسجع فهو مباح في الخطب والرسائل . وسجع الحمام يسجع سجعا : هدل على جهة واحدة . وفي المثل : لا آتيك ما سجع الحمام ; يريدون الأبد . عن اللحياني : وحمام سجوع ; سواجع وحمامة سجوع بغير هاء ، وساجعة ، وسجع الحمامة : موالاة صوتها على طريق واحد . تقول العرب : سجعت الحمامة إذا دعت وطربت في صوتها . وسجعت الناقة سجعا : مدت حنينها على جهة واحدة . يقال : ناقة ساجع ، وسجعت القوس كذلك ; قال يصف قوسا :


وهي إذا أنبضت فيها تسجع     ترنم النحل أبا لا يهجع



قوله تسجع يعني حنين الوتر لإنباضه ; يقول : كأنها تحن حنينا متشابها ، وكله من الاستواء والاستقامة والاشتباه . أبو عمرو : ناقة ساجع طويلة ; قال الأزهري : ولم أسمع هذا لغيره . وسجع له سجعا : قصد ، وكل سجع قصد . والساجع : القاصد في سيره ; وأنشد بيت ذي الرمة :


قطعت بها أرضا ترى وجه ركبها



البيت المتقدم . وجه ركبها : الوجه الذي يؤمونه ; يقول : إن السموم قابل هبوبها وجوه الركب فأكفؤوها عن مهبها اتقاء لحرها . وفي الحديث : أن أبا بكر ، رضي الله عنه : اشترى جارية فأراد وطأها فقالت : إني حامل ، فرفع ذلك إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن أحدكم إذا سجع ذلك المسجع فليس بالخيار على الله ; وأمر بردها أي سلك ذلك المسلك . وأصل السجع : القصد المستوي على نسق واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية