صفحة جزء
[ سخن ]

سخن : السخن : بالضم : الحار ضد البارد ، سخن الشيء والماء ، بالضم ، وسخن ، بالفتح ، وسخن الأخيرة لغة بني عامر سخونة وسخانة وسخنة وسخنا وسخنا وأسخنه إسخانا وسخنه وسخنت الأرض وسخنت وسخنت عليه الشمس ; عن [ ص: 147 ] ابن الأعرابي ، قال : وبنو عامر يكسرون . وفي حديث معاوية بن قرة : شر الشتاء السخين أي الحار الذي لا برد فيه . قال : والذي جاء في غريب الحربي : شر الشتاء السخيخين ، وشرحه أنه الحار الذي لا برد فيه ، قال : ولعله من تحريف النقلة . وفي حديث أبي الطفيل أقبل رهط معهم امرأة فخرجوا وتركوها مع أحدهم فشهد عليه رجل منهم فقال : رأيت سخينته تضرب استها يعني بيضتيه لحرارتهما . وفي حديث واثلة أنه ، عليه السلام ، دعا بقرص فكسره في صحفة ثم صنع فيها ماء سخنا ; ماء سخن : بضم السين وسكون الخاء . أي حار وماء سخين ومسخن وسخين وسخاخين : سخن وكذلك طعام سخاخين . ابن الأعرابي : ماء مسخن وسخين مثل مترص وتريص ومبرم وبريم ; وأنشد لعمرو بن كلثوم :


مشعشعة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا



قال : وقول من قال : جدنا بأموالنا فليس بشيء ; قال ابن بري : يعني أن الماء الحار إذا خالطها اصفرت ، قال : وهذا هو الصحيح ; وكان الأصمعي يذهب إلى أنه من السخاء لأنه يقول بعد هذا البيت :


ترى اللحز الشحيح ، إذا أمرت     عليه لماله فيها مهينا



قال : وليس كما ظن لأن ذلك لقب لها وذا نعت لفعلها ، قال : وهو الذي عناه . ابن الأعرابي : بقوله وقول من قال : جدنا بأموالنا ليس بشيء ؛ لأنه كان ينكر أن يكون فعيل بمعنى مفعل ، ليبطل به قول ابن الأعرابي في صفته : الملدوغ سليم ؛ إنه بمعنى مسلم لما به . قال : وقد جاء ذلك كثيرا أعني فعيلا ، بمعنى مفعل مثل مسخن وسخين ومترص وتريص ، وهي ألفاظ كثيرة معدودة . يقال : أعقدت العسل فهو معقد وعقيد ، وأحبسته فرسا في سبيل الله فهو محبس وحبيس ، وأسخنت الماء فهو مسخن وسخين ، وأطلقت الأسير فهو مطلق وطليق وأعتقت العبد فهو معتق وعتيق وأنقعت الشراب فهو منقع ونقيع وأحببت الشيء فهو محب وحبيب وأطردته فهو مطرد وطريد أي أبعدته ، وأوجحت الثوب إذا أصفقته فهو موجح ووجيح ، وأترصت الثوب أحكمته فهو مترص وتريص وأقصيته فهو مقصى وقصي وأهديت إلى البيت هديا فهو مهدى وهدي وأوصيت له فهو موصى ووصي وأجننت الميت فهو مجن وجنين ويقال : لولد الناقة الناقص الخلق مخدج وخديج قال : ذكره الهروي وكذلك مجهض وجهيض إذا ألقته من شدة السير وأبرمت الأمر فهو مبرم وبريم ، وأبهمته فهو مبهم وبهيم وأيتمه الله فهو موتم ويتيم ، وأنعمه الله فهو منعم ونعيم ، وأسلم الملسوع لما به فهو مسلم وسليم ، وأحكمت الشيء فهو محكم وحكيم ; ومنه قوله عز وجل : تلك آيات الكتاب الحكيم ; وأبدعته فهو مبدع وبديع وأجمعت الشيء فهو مجمع وجميع وأعتدته بمعنى أعددته فهو معتد وعتيد وقال الله عز وجل : هذا ما لدي عتيد ; أي معتد معد يقال : أعددته وأعتدته بمعنى وأحنقت الرجل أغصبته فهو محنق وحنيق ; قال الشاعر :


تلاقينا بغينة ذي طريف     وبعضهم على بعض حنيق



وأفردته فهو مفرد وفريد ، وكذلك محرد وحريد بمعنى مفرد وفريد ، قال : وأما فعيل بمعنى مفعل فمبدع وبديع ، ومسمع وسميع ، ومونق وأنيق ، ومؤلم وأليم ، ومكل وكليل ، قال الهذلي :


حتى شآها كليل موهنا عمل



غيره وماء سخاخين على فعاليل ، بالضم ، وليس في الكلام غيره . أبو عمرو : ماء سخيم وسخين للذي ليس بحار ولا بارد ; وأنشد :


إن سخيم الماء لن يضيرا



وتسخين الماء وإسخانه بمعنى . ويوم سخاخين : مثل سخن ; فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قوله :


أحب أم خالد وخالدا     حبا سخاخينا وحبا باردا



فإنه فسر السخاخين بأنه المؤذي الموجع ، وفسر البارد بأنه الذي يسكن إليه قلبه ، قال كراع : ولا نظير لسخاخين . وقد سخن يومنا وسخن يسخن ، وبعض يقول يسخن ، وسخن سخنا وسخنا . ويوم سخن وساخن وسخنان وسخنان : حار . وليلة سخنة وساخنة وسخنانة وسخنانة وسخنانة ، وسخنت النار والقدر تسخن سخنا وسخونة ، وإني لأجد في نفسي سخنة وسخنة وسخنة وسخنة ، بالتحريك ، وسخناء : ممدود ، وسخونة أي حرا أو حمى ، وقيل : هي فضل حرارة يجدها من وجع . ويقال : عليك بالأمر عند سخنته أي في أوله قبل أن يبرد . وضرب سخين : حار مؤلم شديد ; قال ابن مقبل :


ضرب تواصت به الأبطال سخينا



والسخينة : التي ارتفعت عن الحساء وثقلت عن أن تحسى ، وهي طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء ، وإنما يأكلون السخينة والنفيتة في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال . قال الأزهري : وهي السخونة أيضا . وروي عن أبي الهيثم أنه كتب عن أعرابي قال : السخينة دقيق يلقى على ماء أو لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أو يحسى ، وهو الحساء . غيره : السخينة تعمل من دقيق وسمن . وفي حديث فاطمة ، عليها السلام : أنها جاءت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ببرمة فيها سخينة أي طعام حار ، وقيل : هي طعام يتخذ من دقيق وسمن ، وقيل : دقيق وتمر أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة ، وكانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتى سموا سخينة . وفي الحديث : أنه دخل على عمه حمزة فصنعت لهم سخينة فأكلوا منها . وفي حديث معاوية : أنه مازح الأحنف بن قيس فقال : ما الشيء الملفف في البجاد ؟ قال : هو السخينة يا أمير المؤمنين ; الملفف في البجاد : وطب اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك ، وكانت تميم تعير به . والسخينة : الحساء المذكور ، يؤكل في الجدب ، وكانت قريش تعير بها ؛ فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأحنف بمثله . والسخون من المرق : ما يسخن ; وقال :


يعجبه السخون والعصيد [ ص: 148 ]     والتمر حبا ما له مزيد



ويروى : حتى ما له مزيد . وسخينة : لقب قريش لأنها كانت تعاب بأكل السخينة ; قال كعب بن مالك :


زعمت سخينة أن ستغلب ربها     وليغلبن مغالب الغلاب



والمسخنة من البرام : القدر التي كأنها تور ; ابن شميل : هي الصغيرة التي يطبخ فيها للصبي . وفي الحديث : قال له رجل يا رسول الله ، هل أنزل عليك طعام من السماء ؟ فقال : نعم أنزل علي طعام في مسخنة ; قال : هي قدر كالتور يسخن فيها الطعام . وسخنة العين : نقيض قرتها ، وقد سخنت عينه ، بالكسر ، تسخن سخنا وسخنة وسخونا وأسخنها وأسخن بها ; قال :


أوه أديم عرضه ، وأسخن     بعينه بعد هجوع الأعين



ورجل سخين العين ، وأسخن الله عينه أي أبكاه . وقد سخنت عينه سخنة وسخونا ، ويقال : سخنت وهي نقيض قرت ، ويقال : سخنت عينه من حرارة تسخن سخنة ; وأنشد :


إذا الماء من حالبيه سخن



قال : وسخنت الأرض وسخنت ، وأما العين فبالكسر لا غير . والتساخين : المراجل ، لا واحد لها من لفظها ; قال ابن دريد : إلا أنه قد يقال تسخان ، قال : ولا أعرف صحة ذلك . وسخنت الدابة إذا أجريت فسخن عظامها وخفت في حضرها ; ومنه قول لبيد :


رفعتها طرد النعام وفوقه     حتى إذا سخنت وخف عظامها



ويروى سخنت ، بالفتح والضم ، والتساخين : الخفاف ، لا واحد لها مثل التعاشيب . وقال ثعلب : ليس للتساخين واحد من لفظها كالنساء لا واحد لها ، وقيل : الواحد تسخان وتسخن . وفي الحديث : أنه ، صلى الله عليه وسلم ، بعث سرية فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين ; المشاوذ : العمائم ، والتساخين : الخفاف . قال ابن الأثير : وقال حمزة الأصبهاني في كتاب الموازنة : التسخان تعريب تشكن ، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس ، كان العلماء والموابذة يأخذونه على رءوسهم خاصة دون غيرهم ، قال : وجاء ذكر التساخين في الحديث فقال من تعاطى تفسيره هو الخف حيث لم يعرف فارسيته والتاء فيه زائدة . والسخاخين المساحي ، واحدها سخين ، بلغة عبد القيس ، وهي مسحاة منعطفة . والسخين : مر المحراث ; عن ابن الأعرابي يعني ما يقبض عليه الحراث منه ; ابن الأعرابي : هو المعزق والسخين ، ويقال للسكين السخينة والشلقاء ، قال : والسخاخين سكاكين الجزار .

التالي السابق


الخدمات العلمية