صفحة جزء
[ سرح ]

سرح : السرح : المال السائم . الليث : السرح المال يسام في المرعى من الأنعام . سرحت الماشية تسرح سرحا وسروحا : سامت . وسرحها هو : أسامها ، يتعدى ولا يتعدى ; قال أبو ذؤيب :


وكان مثلين : أن لا يسرحوا نعما حيث استراحت مواشيهم وتسريح



تقول : أرحت الماشية وأنفشتها وأسمتها وأهملتها سرحتها سرحا ، هذه وحدها بلا ألف . وقال أبو الهيثم في قوله تعالى : حين تريحون وحين تسرحون ; قال : يقال سرحت الماشية أي أخرجتها بالغداة إلى المرعى . وسرح المال نفسه إذا رعى بالغداة إلى الضحى . والسرح : المال السارح ، ولا يسمى من المال سرحا إلا ما يغدى به ويراح ; وقيل : السرح من المال ما سرح عليك . يقال : سرحت بالغداة وراحت بالعشي ، ويقال : سرحت أنا أسرح سروحا أي غدوت ; وأنشد لجرير :


وإذا غدوت فصبحتك تحية     سبقت سروح الشاحجات الحجل



قال : والسرح المال الراعي . وقول أبي المجيب ووصف أرضا جدبة : وقضم شجرها والتقى سرحاها ; يقول : انقطع مرعاها حتى التقيا في مكان واحد ، والجمع من كل ذلك سروح . والمسرح ، بفتح الميم : مرعى السرح ، وجمعه المسارح ; ومنه قوله :


إذا عاد المسارح كالسباح



وفي حديث أم زرع : له إبل قليلات المسارح ; هو جمع مسرح ، وهو الموضع الذي تسرح إليه الماشية بالغداة للرعي ; قيل : تصفه بكثرة الإطعام وسقي الألبان أي أن إبله على كثرتها لا تغيب عن الحي ولا تسرح في المراعي البعيدة ؛ ولكنها باركة بفنائه ليقرب الضيفان من لبنها ولحمها ، خوفا من أن ينزل به ضيف ، وهي بعيدة عازبة ; وقيل : معناه أن إبله كثيرة في حال بروكها ؛ فإذا سرحت كانت قليلة لكثرة ما نحر منها في مباركها للأضياف ; ومنه حديث جرير : لا يعزب سارحها أي لا يبعد ما يسرح منها إذا غدت للمرعى . والسارح : يكون اسما للراعي الذي يسرح الإبل ، ويكون اسما للقوم الذين لهم السرح كالحاضر والسامر وهما جميع . وما له سارحة ولا رائحة أي ما له شيء يروح ولا يسرح ; قال اللحياني : وقد يكون في معنى ما له قوم . وفي كتاب كتبه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لأكيدر دومة الجندل : لا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتكم . قال أبو عبيد : أراد أن ماشيتهم لا تصرف عن مرعى تريده . يقال عدلته أي صرفته ، فعدل أي انصرف . والسارحة : هي الماشية التي تسرح بالغداة إلى مراعيها . وفي الحديث الآخر : ولا يمنع سرحكم ; السرح والسارح والسارحة سواء : الماشية ; قال خالد بن جنبة : السارحة الإبل والغنم . قال : والسارحة الدابة الواحدة ، قال : وهي أيضا الجماعة . والسرح : انفجار البول بعد احتباسه . وسرح عنه فانسرح وتسرح : فرج . وإذا ضاق شيء ففرجت عنه ، قلت : سرحت عنه تسريحا ; قال العجاج :


وسرحت عنه ، إذا تحوبا     رواجب الجوف الصهيل الصلبا



وولدته سرحا أي في سهولة . وفي الدعاء : اللهم اجعله سهلا سرحا . وفي حديث الفارعة : أنها رأت إبليس ساجدا تسيل دموعه كسرح الجنين ; السرح : السهل . وإذا سهلت ولادة المرأة ، قيل : ولدت سرحا . والسرح والسريح : إدرار البول بعد احتباسه ; ومنه حديث الحسن : يا لها نعمة ، يعني الشربة من الماء ، تشرب لذة وتخرج سرحا أي سهلا سريعا . والتسريح : التسهيل . وشيء سريح : سهل . وافعل ذلك في سراح ورواح أي في سهولة . ولا يكون ذلك إلا في سريح أي في عجلة . وأمر سريح : معجل والاسم منه السراح ، والعرب تقول : إن خيرك لفي سريح ، وإن خيرك لسريح ; وهو ضد البطيء . ويقال : تسرح فلان من هذا المكان إذا ذهب وخرج . وسرحت ما في صدري سرحا أي أخرجته . وسمي السرح سرحا ؛ لأنه يسرح فيخرج ; وأنشد :


وسرحنا كل ضب مكتمن



والتسريح : إرسالك رسولا في حاجة سراحا . سرحت فلانا إلى موضع كذا إذا أرسلته . وتسريح المرأة : تطليقها . والاسم السراح ، مثل التبليغ والبلاغ . وتسريح دم العرق المفصود : إرساله بعدما يسيل منه حين يفصد مرة ثانية . وسمى الله ، عز وجل ، الطلاق سراحا ؛ فقال : وسرحوهن سراحا جميلا ; كما سماه طلاقا من طلق المرأة ، وسماه الفراق ؛ فهذه ثلاثة ألفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يدين فيها المطلق بها إذا أنكر أن يكون عنى بها طلاقا ، وأما الكنايات عنها بغيرها مثل البائنة والبتة والحرام وما أشبهها ؛ فإنه يصدق فيها مع اليمين أنه لم يرد بها طلاقا . وفي المثل : السراح من النجاح ; إذا لم تقدر على قضاء حاجة الرجل فأيسه فإن ذلك عنده بمنزلة الإسعاف . وتسريح الشعر : إرساله قبل المشط ; قال الأزهري : تسريح الشعر ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط ; والمشط يقال له : المرجل والمسرح ، بكسر الميم . والمسرح ، بفتح الميم : المرعى الذي تسرح فيه الدواب للرعي . وفرس سريح أي عري ، وخيل سرح وناقة سرح منسرحة في سيرها أي سريعة ; قال الأعشى :


بجلالة سرح ؛ كأن بغرزها     هرا ، إذا انتعل المطي ظلالها



ومشية سرح مثل سجح أي سهلة . وانسرح الرجل إذا استلقى وفرج بين رجليه : وأما قول حميد بن ثور :


أبى الله إلا أن سرحة مالك     على كل أفنان العضاه تروق



فإنما كنى بها عن امرأة . قال الأزهري : العرب تكني عن المرأة بالسرحة النابتة على الماء ; ومنه قوله :


يا سرحة الماء قد سدت موارده [ ص: 164 ]     أما إليك طريق غير مسدود
لحائم حام حتى لا حراك به     محلإ عن طريق الورد مردود



كنى بالسرحة النابتة على الماء عن المرأة لأنها حينئذ أحسن ما تكون ; وسرحة في قول لبيد :


لمن طلل تضمنه أثال     فسرحة فالمرانة فالخيال ؟



هو اسم موضع . والسروح والسرح من الإبل : السريعة المشي . ورجل منسرح : متجرد ; وقيل : قليل الثياب خفيف فيها ، وهو الخارج من ثيابه ; قال رؤبة :


منسرح إلا ذعاليب الخرق



والمنسرح : الذي انسرح عنه وبره . والمنسرح : ضرب من الشعر لخفته ، وهو جنس من العروض تفعيله : مستفعلن مفعولات مستفعلن ؛ ست مرات . وملاط سرح الجنب : المنسرح للذهاب والمجيء ; يعني بالملاط الكتف ، وفي التهذيب : العضد ; وقال كراع : هو الطين ; قال ابن سيده : لا أدري ما هذا . ابن شميل : ابنا ملاطي البعير هما العضدان ، قال : والملاطان ما عن يمين الكركرة وشمالها . والمسرحة : ما يسرح به الشعر والكتان ونحوهما . وكل قطعة من خرقة متمزقة أو دم سائل مستطيل يابس ؛ فهو ما أشبهه سريحة ، والجمع سريح سرائح ، والسريحة : الطريقة من الدم إذا كانت مستطيلة ; وقال لبيد :


بلبته سرائح كالعصيم



قال : والسريح السير الذي تشد به الخدمة فوق الرسغ . والسرائح والسرح : نعال الإبل ; وقيل : سيور نعالها ، كل سير منها سريحة ; وقيل : السيور التي يخصف بها ، واحدتها سريحة ، والخدام سيور تشد في الأرساغ ، والسرائح : تشد إلى الخدم . والسرح : فناء الباب . والسرح : كل شجر لا شوك فيه ، والواحدة سرحة ; وقيل : والسرح : كل شجر طال . وقال أبو حنيفة : السرحة دوحة محلال واسعة يحل تحتها الناس في الصيف ، ويبتنون تحتها البيوت ، وظلها صالح ; قال الشاعر :


فيا سرحة الركبان ، ظلك بارد     وماؤك عذب ، لا يحل لوارد



والسرح : شجر كبار عظام طوال لا يرعى وإنما يستظل فيه ، وينبت بنجد في السهل والغلظ ، ولا ينبت في رمل ولا جبل ، ولا يأكله المال إلا قليلا ، له ثمر أصفر ، واحدته سرحة ، ويقال : هو الآء ، على وزن العاع ، يشبه الزيتون ، والآء ثمرة السرح ; قال : وأخبرني أعرابي قال : في السرحة غبرة وهي دون الأثل في الطول ، وورقها صغار ، وهي سبطة الأفنان ، قال : وهي مائلة النبتة أبدا وميلها من بين جميع الشجر في شق اليمين ، قال : ولم أبل على هذا الأعرابي كذبا . الأزهري : عن الليث : السرح شجر له حمل وهي الألاءة ، والواحدة سرحة ; قال الأزهري : هذا غلط ليس السرح من الألاءة في شيء . قال أبو عبيد : السرحة ضرب من الشجر معروفة ; وأنشد قول عنترة :


بطل كأن ثيابه في سرحة     يحذى نعال السبت ، ليس بتوأم



يصفه بطول القامة ؛ فقد بين لك أن السرحة من كبار الشجر ، ألا ترى أنه شبه به الرجل لطوله ، والألاء لا ساق له ولا طول ؟ وفي حديث ابن عمر أنه قال : إن بمكان كذا وكذا سرحة لم تجرد ولم تعبل ، سر تحتها سبعون نبيا ، وهذا يدل على أن السرحة من عظام الشجر ، ورواه ابن الأثي : ولم تجرد ولم تسرح ، قال : ولم تسرح لم يصبها السرح فيأكل أغصانها وورقها ، قال : وقيل : هو مأخوذ من لفظ السرحة ، أراد لم يؤخذ منها شيء ، كما يقال : سجرت الشجرة إذا أخذت بعضها . وفي حديث ظبيان : يأكلون ملاحها ويرعون سراحها . ابن الأعرابي : السرح كبار الذكوان ، والذكوان شجر حسن العساليج . أبو سعيد : سرح السيل يسرح سروحا سرحا إذا جرى جريا سهلا ؛ فهو سيل سارح ; وأنشد :


ورب كل شوذبي منسرح     من اللباس غير جرد ما نصح



والجرد : الخلق من الثياب . ومن نصح أي ما خيط . والسريحة من الأرض : الطريقة الظاهرة المستوية في الأرض ضيقة ; قال الأزهري : وهي أكثر نبتا وشجرا مما حولها وهي مشرفة على ما حولها ، والجمع السرائح ، فتراها مستطيلة شجيرة وما حولها قليل الشجر ، وربما كانت عقبة . وسرائح السهم : العقب الذي عقب به ; وقال أبو حنيفة : هي العقب الذي يدرج على الليط ، واحدته سريحة . والسرائح أيضا : آثار فيه كآثار النار . وسرح : ماء لبني عجلان ؛ ذكره ابن مقبل ؛ فقال :


قالت سليمى ببطن القاع من سرح



وسرحه الله وسرحه أي وفقه الله ; قال الأزهري : هذا حرف غريب سمعته بالحاء في المؤلف عن الإيادي . والمسرحان : خشبتان تشدان في عنق الثور الذي يحارث به ; عن أبي حنيفة : سرح اسم قال الراعي :


فلو أن حق اليوم منكم أقامه     وإن كان سرح قد مضى فتسرعا



ومسروح : قبيلة . والمسروح : الشراب . حكي عن ثعلب وليس منه على ثقة ، سرحان الحوض : وسطه . والسرحان : الذئب . والجمع سراح ، سراحين سراحي بغير نون ، كما يقال : ثعالب وثعالي . قال الأزهري : وأما السراح في جمع السرحان فغير محفوظ عندي . وسرحان : مجرى من أسماء الذئب ; ومنه قوله :


وغارة سرحان وتقريب تتفل



والأنثى بالهاء والجمع كالجمع ; وقد تجمع هذه بالألف والتاء . والسرحان والسيد : الأسد بلغة هذيل ، قال أبو المثلم يرثي صخر الغي :


هباط أودية ، حمال ألوية     شهاد أندية ، سرحان فتيان



[ ص: 165 ] والجمع كالجمع ; وأنشد أبو الهيثم لطفيل :


وخيل كأمثال السراح مصونة     ذخائر ما أبقى الغراب ومذهب



قال أبو منصور : وقد جاء في شعر مالك بن الحارث الكاهلي :


ويوما نفتل الآثار شفعا     فنتركهم تنوبهم السراح



شفعا أي ضعف ما قتلوا وقيس على ضبعان وضباع ; قال الأزهري : ولا أعرف لهما نظيرا . والسرحان : فعلان من سرح يسرح ; وفي حديث الفجر الأول : كأنه ذنب السرحان ; هو الذئب ، وقيل : الأسد . وفي المثل : سقط العشاء به على سرحان ; قال سيبويه النون زائدة ، وهو فعلان والجمع سراحين ; قال الكسائي : الأنثى سرحانة . والسرحال : السرحان ، على البدل عند يعقوب ; وأنشد :


ترى رذايا الكوم فوق الخال     عيدا لكل شيهم طملال
والأعور العين مع السرحال



وفرس سرياح : سريع : قال ابن مقبل يصف الخيل :


من كل أهوج سرياح ومقربة     نفات يوم لكاك الورد في الغمر



قالوا : وإنما خص الغمر وسقيها فيه لأنه وصفها بالعتق وسبوطة الخد ولطافة الأفواه ، كما قال :


وتشرب في القعب الصغير ، وإن فقد     لمشفرها يوما إلى الماء تنقد



والسرياح : من الرجال الطويل . السرياح الجراد ، وأم سرياح امرأة مشتق منه ; قال بعض أمراء مكة ، وقيل : هو لدراج بن زرعة :


إذا أم سرياح غدت في     ظعائن جوالس نجد فاضت العين تدمع



قال ابن بري : وذكر أبو عمر الزاهد أن أم سرياح في غير هذا الموضع كنية الجرادة . والسرياح : اسم الجراد ، والجالس : الآتي نجدا .

التالي السابق


الخدمات العلمية