صفحة جزء
[ سفح ]

سفح : السفح : عرض الجبل حيث يسفح فيه الماء ، وهو عرضه المضطجع ; وقيل : السفح أصل الجبل ; وقيل : هو الحضيض الأسفل ، والجمع سفوح ; والسفوح أيضا الصخور اللينة المتزلقة .

[ ص: 195 ] وسفح الدمع يسفحه سفحا وسفوحا فسفح : أرسله ; سفح الدمع نفسه سفحانا ; قال الطرماح :


مفجعة لا دفع للضيم عندها سوى سفحان الدمع من كل مسفح

ودموع سوافح ، ودمع سفوح سافح ومسفوح . والسفح للدم : كالصب . ورجل سفاح للدماء : سفاك . وسفحت دمه : سفكته . ويقال : بينهم سفاح أي سفك للدماء . وفي حديث أبي هلال : فقتل على رأس الماء حتى سفح الدم الماء جاء تفسيره في الحديث : أنه غطى الماء ; قال ابن الأثير : وهذا لا يلائم اللغة لأن السفح الصب ، فيحتمل أنه أراد أن الدم غلب الماء فاستهلكه ، كالإناء الممتلئ إذا صب فيه شيء أثقل مما فيه فإنه يخرج مما فيه بقدر ما صب فيه ، فكأنه من كثرة الدم انصب الماء الذي كان في ذلك الموضع فخلفه الدم . وسفحت الماء : هرقته . والتسافح والسفاح والمسافحة : الزنا والفجور ; وفي التنزيل : محصنين غير مسافحين ; وأصل ذلك من الصب ، تقول : سافحته مسافحة وسفاحا ، وهو أن تقيم امرأة مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح ; ويقال لابن البغي : ابن المسافحة ; وفي الحديث : أوله سفاح وآخره نكاح ، وهي المرأة تسافح رجلا مدة ، فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم يتزوجها بعد ذلك ، وكره بعض الصحابة ذلك ، وأجازه أكثرهم . والمسافحة : الفاجرة ; وقال تعالى : محصنات غير مسافحات ; وقال أبو إسحاق : المسافحة التي لا تمتنع عن الزنا ; قال : وسمي الزنا سفاحا لأنه كان من غير عقد ، وكأنه بمنزلة الماء المسفوح الذي لا يحبسه شيء ; وقال غيره : سمي الزنا سفاحا لأنه ليس ثم حرمة نكاح ولا عقد تزويج . وكل واحد منهما سفح منيته أي دفقها بلا حرمة أباحت دفقها ; ويقال : مأخوذ من سفحت الماء أي صببته ; وكان أهل الجاهلية إذا خطب الرجل المرأة ، قال : أنكحيني ، فإذا أراد الزنا ، قال : سافحيني . ورجل سفاح ، معطاء ، من ذلك ، وهو أيضا الفصيح . ورجل سفاح أي قادر على الكلام . و السفاح : لقب عبد الله بن محمد ، أول خليفة من بني العباس . وإنه لمسفوح العنق أي طويله غليظه . والسفيح : الكساء الغليظ . والسفيحان : جوالقان كالخرج يجعلان على البعير ; قال :


ينجو إذا ما اضطرب السفيحان     نجاء هقل جافل بفيحان

والسفيح : قدح من قداح الميسر ، مما لا نصيب له ; قال طرفة :


وجامل خوع من نيبه     زجر المعلى أصلا ، والسفيح

قال اللحياني : السفيح الرابع من القداح الغفل التي ليست لها فروض ولا أنصباء ولا عليها غرم ، وإنما يثقل بهذا القداح اتقاء التهمة ; قال اللحياني : يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة أولها المصدر ثم المضعف ثم المنيح ثم السفيح ليس لها غنم ولا عليها غرم ; وقال غيره : يقال لكل من عمل عملا لا يجدي عليه : مسفح وقد سفح تسفيحا ; شبه بالقدح السفيح ; وأنشد :


ولطالما أربت غير مسفح     وكشفت عن قمع الذرى بحسام

قوله : أربت أي أحكمت ، وأصله من الأربة وهي العقدة وهي أيضا خير نصيب في الميسر ; وقال ابن مقبل :


ولا ترد عليهم أربة اليسر

وناقة مسفوحة الإبط أي واسعة الإبط ; قال ذو الرمة :


بمسفوحة الآباط عريانة القرى     نبال تواليها ، رحاب جنوبها

وجمل مسفوح الضلوع : ليس بكزها ; وقول الأعشى :


ترتعي السفح فالكثيب فذا قا     ر فروض القطا فذات الرئال

هو اسم موضع بعينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية