صفحة جزء
[ سفف ]

سفف : سففت السويق والدواء ونحوهما ، بالكسر ، أسفه سفا واستففته : قمحته إذا أخذته غير ملتوت ، وكل دواء يؤخذ غير معجون فهو سفوف ، بفتح السين ، مثل سفوف حب الرمان ونحوه ، والاسم السفة والسفوف . واقتماح كل شيء يابس سف ; والسفوف : اسم لما يستف . وقال أبو زيد : سففت الماء أسفه سفا وسفته وأسفته سفتا إذا أكثرت منه وأنت في ذلك لا تروى . والسفة : القمحة . والسفة : فعل مرة . الجوهري : سفة من السويق ، بالضم ، أي حبة منه وقبضة . وفي حديث أبي ذر : قالت له امرأة : ما في بيتك سفة ولا هفة ; والسفة ما يسف من الخوص كالزبيل ونحوه أي ينسج ، قال : ويحتمل أن يكون من السفوف أي ما يستف . وأسف الجرح الدواء : حشاه به ، وأسف الوشم بالنئور : حشاه ، وأسفه إياه كذلك ; قال مليح :


أو كالوشوم أسفتها يمانية من حضرموت نئورا وهو ممزوج

وفي الحديث : أتي برجل فقيل إنه سرق فكأنما أسف وجه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أي تغير وجهه واكمد كأنما ذر عليه شيء غيره ، من قولهم أسففت الوشم وهو أن يغرز الجلد بإبرة ثم تحشى المغارز كحلا . الجوهري : وأسف وجهه النئور أي ذر عليه ; قال ضابئ بن الحرث البرجمي يصف ثورا :


شديد بريق الحاجبين كأنما     أسف صلى نار فأصبح أكحلا

وقال لبيد :


أو رجع واشمة أسف نئورها     كففا تعرض فوقهن وشامها

وفي الحديث : أن رجلا شكا إليه جيرانه مع إحسانه إليهم فقال : إن كان كذلك فكأنما تسفهم المل ; المل : الرماد الحار ، أي تجعل وجوههم كلون الرماد ، وقيل : هو من سففت الدواء أسفه وأسففته غيري ، وفي حديث آخر : سف الملة خير من ذلك . والسفوف : سواد اللثة . وسففت الخوص أسفه ، بالضم ، سفا أسففته إسفافا أي نسجته بعضه في بعض ، وكل شيء ينسج بالأصابع فهو الإسفاف . قال أبو منصور : سففت الخوص ، بغير ألف ، معروفة صحيحة ; ومنه قيل لتصدير الرحل سفيف لأنه معترض كسفيف الخوص . والسفة ما سف من الخوص وجعل مقدار الزبيل والجلة . أبو عبيد : رملت الحصير وأرملته وسففته وأسففته معناه كله نسجته . وفي حديث إبراهيم النخعي : أنه كره أن يوصل الشعر ، وقال لا بأس بالسفة ; السفة : شيء من القرامل تضعه المرأة على رأسها وفي شعرها ليطول ، وأصله من سف الخوص ونسجه . وسفيفة من خوص : نسيجة من خوص . والسفيفة : الدوخلة من الخوص قبل أن ترمل أي تنسج . والسفة العرقة من الخوص المسف . اليزيدي : أسففت الخوص إسفافا قاربت بعضه من بعض ، وكله من الإلصاق والقرب ، وكذلك من غير الخوص ; وأنشد :


بردا تسف لثاته بالإثمد

وأحسن اللثاث الحم . والسفيفة : بطان عريض يشد به الرحل . والسفيف : حزام الرحل والهودج . والسفائف ما عرض من الأغراض ، وقيل : هي جميعها . وأسف الطائر والسحابة وغيرهما : دنا من الأرض ; قال أوس بن حجر أو عبيد بن الأبرص يصف سحابا قد تدلى حتى قرب من الأرض :


دان مسف فويق الأرض هيدبه     يكاد يدفعه من قام بالراح

وأسف الفحل : أمال رأسه للعضيض . وأسف إلى مداق الأمور وألائمها : دنا . وفي الصحاح : أسف الرجل أي تتبع مداق الأمور ، ومنه قيل : للئيم العطية مسفسف ، وفي نسخة مسفف ; وأنشد ابن بري :


وسام جسيمات الأمور ولا تكن     مسفا إلى ما دق منهن دانيا

وفي حديث علي ، عليه السلام : لكني أسففت إذ أسفوا ; أسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه . وأسف الرجل الأمر إذا قاربه . وأسف : أحد النظر ، زاد الفارسي : وصوب إلى الأرض . وروي عن الشعبي : أنه كره أن يسف الرجل النظر إلى أمه أو ابنته أو أخته أي يحد النظر إليهن ويديمه . قال أبو عبيد : الإسفاف شدة النظر وحدته ; وكل شيء لزم شيئا ولصق به ، فهو مسف وأنشد بيت عبيد . والطائر يسف إذا طار على وجه الأرض . وسفيف أذني الذئب : حدتهما ; ومنه قول أبي العارم في صفة الذئب : فرأيت سفيف أذنيه ، ولم يفسره . ابن الأعرابي : والسف والسف من الحيات الشجاع . شمر وغيره : السف الحية ; قال الهذلي :


جميل المحيا ماجدا وابن ماجد     وسفا إذا ما صرح الموت أفرعا

والسف والسف : حية تطير في الهواء ; وأنشد الليث :


وحتى لو ان السف ذا الريش عضني     لما ضرني من فيه ناب ولا ثعر

[ ص: 201 ] قال : الثعر السم . قال ابن سيده : وربما خص به الأرقم ; وقال الداخل بن حرام الهذلي :


لعمري ! لقد أعلمت خرقا مبرأ     وسفا إذا ما صرح الموت أروعا

أراد : ورجلا مثل سف إذا ما صرح الموت . والمسفسفة والسفسافة : الريح التي تجري فويق الأرض ; قال الشاعر :


وسفسفت ملاح هيف ذابلا

أي صيرته على وجه الأرض . والسفساف : ما دق من التراب . والمسفسفة : الريح التي تثيره . والسفساف : التراب الهابي ; قال كثير :


وهاج بسفساف التراب عقيمها

والسفسفة : انتخال الدقيق بالمنخل ونحوه ; قال رؤبة :


إذا مساحيج الرياح السفن     سفسفن في أرجاء خاو مزمن

وسفساف الشعر : رديئه . وشعر سفساف : رديء . وسفساف الأخلاق : رديئها . وفي الحديث : إن الله تبارك وتعالى يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها ; أراد مداق الأمور وملائمها ، شبهت بما دق من سفساف التراب ; وقال لبيد :


وإذا دفنت أباك فاج     عل فوقه خشبا وطينا
ليقين وجه الأمر سف     ساف التراب ولن يقينا

والسفساف : الرديء من كل شيء ، والأمر الحقير وكل عمل دون الإحكام سفساف ، وقد سفسف عمله . وفي حديث آخر : إن الله رضي لكم مكارم الأخلاق وكره لكم سفسافها ; والسفساف : الأمر الحقير والرديء من كل شيء ، وهو ضد المعالي والمكارم ، وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا أثير . وفي حديث فاطمة بنت قيس : إني أخاف عليك سفاسفه ; قال ابن الأثير : هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره ، وقال : ذكره العسكري بالفاء والقاف ، ولم يورده أيضا في السين والقاف ، قال : والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو : إني أخاف عليك قسقاسته ، بقافين قبل السينين ، وهي العصا ; قال : فأما سفاسفه وسقاسقه بالفاء والقاف فلا أعرفه إلا أن يكون من قولهم لطرائق السيف سفاسقه ، بفاء بعدها قاف ، وهي التي يقال لها الفرند ، فارسية معربة . والمسفسف : اللئيم الطبيعة . والسفسف : ضرب من النبات . والسفيف : اسم من أسماء إبليس ، وفي نسخة : السفسف من أسماء إبليس . وسف تفعل ، ساكنة الفاء ، أي سوف تفعل ; قال ابن سيده : حكاه ثعلب .

التالي السابق


الخدمات العلمية