صفحة جزء
[ سلل ]

سلل : السل : انتزاع الشيء وإخراجه في رفق ، سله يسله سلا واستله فانسل وسللته أسله سلا . والسل : سلك الشعر من العجين ونحوه . والانسلال : المضي والخروج من مضيق أو زحام . سيبويه : انسللت ليست للمطاوعة إنما هي كفعلت كما أن افتقر كضعف ; وقول الفرزدق :


غداة توليتم كأن سيوفكم ذآنين في أعناقكم لم تسلسل

فك التضعيف كما قالوا هو يتململ ، وإنما هو يتملل ، وهكذا رواه ابن الأعرابي فأما ثعلب فرواه لم تسلل ، تفعل من السل . وسيف سليل : مسلول . وسللت السيف وأسللته بمعنى . وأتيناهم عند السلة أي عند استلال السيوف ; قال بن قيس بن خالد الكناني :


هذا سلاح كامل وأله     وذو غرارين سريع السله

وانسل وتسلل : انطلق في استخفاء . الجوهري : انسل من بينهم أي خرج . وفي المثل : رمتني بدائها وانسلت ، وتسلل مثله . وفي حديث عائشة : فانسللت من بين يديه أي مضيت وخرجت بتأن وتدريج . وفي حديث حسان : لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين . وفي حديث الدعاء : اللهم اسلل سخيمة قلبي . وفي الحديث الآخر : من سل سخيمته في طريق الناس . وفي حديث أم زرع : مضجعه كمسل شطبة ; المسل : مصدر بمعنى المسلول أي ما سل من قشره ، والشطبة : السعفة الخضراء ، وقيل السيف . والسلالة : ما انسل من الشيء . ويقال : سللت السيف من الغمد فانسل . وانسل فلان من بين القوم يعدو إذا خرج في خفية يعدو . وفي التنزيل العزيز : يتسللون منكم لواذا ; قال الفراء : يلوذ هذا بهذا يستتر ذا بذا ; وقال الليث : يتسللون وينسلون واحد . والسليلة : الشعر ينفش ثم يطوى ويشد ثم تسل منه المرأة الشيء بعد الشيء تغزله . ويقال : سليلة من شعر لما استل من ضريبته ، وهي شيء ينفش منه ثم يطوى ويدمج طوالا ، طول كل واحدة نحو من ذراع في غلظ أسلة الذراع ويشد ثم تسل منه المرأة الشيء بعد الشيء فتغزله . وسلالة الشيء : ما استل منه ، والنطفة سلالة الإنسان ; ومنه قول الشماخ :


طوت أحشاء مرتجة لوقت     على مشج سلالته مهين

وقال حسان بن ثابت :


فجاءت به غضب الأديم غضنفرا     سلالة فرج كان غير حصين

وفي التنزيل العزيز : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ; قال الفراء : السلالة الذي سل من كل تربة ; وقال أبو الهيثم : السلالة ما سل من صلب الرجل وترائب المرأة كما يسل الشيء سلا . والسليل : الولد سمي سليلا لأنه خلق من السلالة . والسليل : الولد حين يخرج من بطن أمه ، وروي عن عكرمة أنه قال في السلالة : إنه الماء يسل من الظهر سلا ; وقال الأخفش : السلالة الولد ، والنطفة السلالة ; وقد جعل الشماخ السلالة الماء في قوله :


على مشج سلالته مهين

قال : والدليل على أنه الماء قوله تعالى : وبدأ خلق الإنسان من طين ; يعني آدم ثم جعل نسله من سلالة ، ثم ترجم عنه فقال : من ماء مهين ; فقوله عز وجل : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ; أراد بالإنسان ولد آدم ، جعل الإنسان اسما للجنس ، وقوله من طين أراد أن تلك السلالة تولدت من طين خلق منه آدم في الأصل ، وقال قتادة : استل آدم من طين فسمي سلالة ، قال : وإلى هذا ذهب الفراء ; وقال الزجاج : من سلالة من طين ، سلالة فعالة ، فخلق الله آدم عليه السلام . . . والسلالة والسليل : الولد ، والأنثى سليلة . أبو عمرو : السليلة بنت الرجل من صلبه ; وقالت هند بنت النعمان :


وما هند إلا مهرة عربية [ ص: 239 ]     سليلة أفراس تجللها بغل

قال ابن بري : وذكر بعضهم أنها تصحيف وأن صوابه نغل ، بالنون ، وهو الخسيس من الناس والدواب لأن البغل لا ينسل . ابن شميل : يقال للإنسان أيضا أول ما تضعه أمه سليل . والسليل والسليلة : المهر والمهرة . وقيل : السليل المهر يولد في غير ماسكة ولا سلى ، فإن كان في واحدة منهما فهو بقير ، وقد تقدم ; وقوله أنشده ثعلب :


أشق قساميا رباعي جانب     وقارح جنب سل أقرح أشقرا

معنى سل أخرج سليلا . والسليل : دماغ الفرس ; وأنشد الليث :


كقونس الطرف أوفى شأن قمحدة     فيه السليل حواليه له إرم

والسليل : السنام . الأصمعي : إذا وضعت الناقة فولدها ساعة تضعه سليل قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى . وسلائل السنام : طرائق طوال تقطع منه . وسليل اللحم : خصيله ، وهي السلائل . وقال الأصمعي : السليل طرائق اللحم الطوال تكون ممتدة مع الصلب . وسلسل إذا أكل السلسلة ، وهي القطعة الطويلة من السنام ، وقال أبو عمرو : هي اللسلسة ، وقال الأصمعي هي اللسلسة ، ويقال سلسلة . ويقال انسل وانشل بمعنى واحد ، يقال ذلك في السيل والناس ; قاله شمر . والسليل : لحم المتن ; وقول تأبط شرا :


وأنضوا الملا بالشاحب المتسلسل

هو الذي قد تخدد لحمه وقل ، وقال أبو منصور : أراد به نفسه ، أراد أقطع الملا وهو ما اتسع من الفلاة وأنا شاحب متسلسل ; ورواه غيره :


وأنضو الملا بالشاحب المتشلشل

بالشين المعجمة ، وسيأتي ذكره ، وفسره أنضو أجوز ، والملا الصحراء ، والشاحب الرجل الغزاء ، قال : وقال الأصمعي : الشاحب سيف قد أخلق جفنه ، والمتشلشل الذي يقطر الدم منه لكثرة ما ضرب به . والسليلة : عقبة أو عصبة أو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض . وسليلة المتن : ما استطال من لحمه . والسليل : النخاع ; قال الأعشى :


ودأيا لواحك مثل الفئو     س لاءم منها السليل الفقارا

وقيل : السليل لحمة المتنين ، والسلائل : نغفات مستطيلة في الأنف . والسليل : مجرى الماء في الوادي ، وقيل السليل وسط الوادي حيث يسيل معظم الماء . وفي الحديث : اللهم اسقنا من سليل الجنة ، وهو صافي شرابها ، قيل له سليل لأنه سل حتى خلص ، وفي رواية : اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة ; قال : هو الشراب البارد ، وقيل : السهل في الحلق ، ويروى " سلسبيل الجنة " وهو عين فيها ; وقيل الخالص الصافي من القذى والكدر ، فهو فعيل بمعنى مفعول ، ويروى سلسال وسلسبيل . والسليل : واد واسع غامض ينبت السلم والضعة والينمة والحلمة والسمر ، وجمعه سلان ; عن كراع ، وهو السال والجمع سلان أيضا . التهذيب في هذه الترجمة : السال مكان وطيء وما حوله مشرف ، وجمعه سوال ، يجتمع إليه الماء . الجوهري : والسال المسيل الضيق في الوادي . الأصمعي : السلان واحدها سال وهو المسيل الضيق في الوادي ، وقال غيره : السلسلة الوحرة ، وهي رقيطاء لها ذنب دقيق تمصع به إذا عدت ، يقال إنها ما تطأ طعاما ولا شرابا إلا سمته فلا يأكله أحد إلا وحر وأصابه داء ربما مات منه . ابن الأعرابي : يقال سليل من سمر ، وغال من سلم ، وفرش من عرفط ; قال زهير :


كأن عيني وقد سال السليل بهم     وجيرة ما هم لو أنهم أمم

ويروى :


وعبرة ما هم لو أنهم أمم

قال ابن بري : قوله سال السليل بهم أي ساروا سيرا سريعا ، يقول : انحدروا به فقد سال بهم ، وقوله ما هم ، ما زائدة ، وهم مبتدأ ، وعبرة خبره أي هم لي عبرة ; ومن رواه وجيرة ما هم ، فتكون ما استفهامية أي أي جيرة هم ، والجملة صفة لجيرة ، وجيرة خبر مبتدإ محذوف . والسال : موضع فيه شجر . والسليل والسلان : الأودية . وفي حديث زياد : بسلالة من ماء ثغب أي ما استخرج من ماء الثغب وسل منه . والسل والسل والسلال : الداء ، وفي التهذيب : داء يهزل ويضني ويقتل ; قال ابن أحمر :


أرانا لا يزال لنا حميم     كداء البطن سلا أو صفارا

وأنشد ابن قتيبة لعروة بن حزام فيه أيضا :


بي السل أو داء الهيام أصابني     فإياك عني ولا يكن بك ما بيا !

ومثله قول ابن أحمر :


بمنزلة لا يشتكي السل أهلها     وعيش كملس السابري رقيق

وفي الحديث : غبار ذيل المرأة الفاجرة يورث السل ; يريد أن من اتبع الفواجر وفجر ذهب ماله وافتقر ، فشبه خفة المال وذهابه بخفة الجسم وذهابه إذا سل ، وقد سل وأسله الله ، فهو مسلول ، شاذ على غير قياس ; قال سيبويه : كأنه وضع فيه السل ; قال محمد بن المكرم : رأيت حاشية في بعض الأصول على ترجمة أمم على ذكر قصي : قال قصي واسمه زيد كان يدعى مجمعا :


إني لدى الحرب رخي لببي     عند تناديهم بهال وهب
معتزم الصولة عال نسبي     أمهتي خندف والياس أبي

قال : هذا الرجز حجة لمن قال : إن الياس بن مضر الألف واللام فيه للتعريف ، فألفه ألف وصل ; قال المفضل بن سلمة وقد ذكر إلياس النبي ، عليه السلام : فأما الياس بن مضر فألفه ألف وصل واشتقاقه من اليأس وهو السل ; وأنشد بيت عروة بن حزام :


بي السل أو داء الهيام أصابني

[ ص: 240 ] وقال الزبير بن بكار : الياس بن مضر هو أول من مات من السل فسمي السل يأسا ، ومن قال إنه إلياس بن مضر بقطع الألف على لفظ النبي ، عليه الصلاة والسلام ، أنشد بيت قصي :


أمهتي خندف والياس أبي

قال واشتقاقه من قوله رجل أليس أي شجاع ، والأليس : الذي لا يفر ولا يبرح ; وقد تليس أشد التليس ، وأسود ليس ولبوءة ليساء . والسلة : السرقة ، وقيل السرقة الخفية . وقد أسل يسل إسلالا أي سرق ، ويقال : في بني فلان سلة ، ويقال للسارق السلال . ويقال : الخلة تدعو إلى السلة . وسل الرجل وأسل إذا سرق ; وسل الشيء يسله سلا . وفي الكتاب الذي كتبه سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بالحديبية حين وادع أهل مكة : وأن لا إغلال ولا إسلال ; قال أبو عمرو : الإسلال السرقة الخفية ; قال الجوهري : وهذا يحتمل الرشوة والسرقة جميعا . وسل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل ، وهي السلة . وأسل إذا صار ذا سلة وإذا أعان غيره عليه . ويقال : الإسلال الغارة الظاهرة ، وقيل : سل السيوف . ويقال : في بني فلان سلة إذا كانوا يسرقون . والأسل : اللص . ابن السكيت : أسل الرجل إذا سرق ، والمسلل اللطيف الحيلة في السرق . ابن سيده : الإسلال الرشوة والسرقة . والسل والسلة كالجؤنة المطبقة ، والجمع سل وسلال . التهذيب : والسلة السبذة كالجؤنة المطبقة . قال أبو منصور : رأيت أعرابيا من أهل فيد يقول : لسبذة الطين السلة ، قال : وسلة الخبز معروفة ; قال ابن دريد : لا أحسب السلة عربية ، وقال أبو الحسن : سل عندي من الجمع العزيز لأنه مصنوع غير مخلوق ، وأن يكون من باب كوكب وكوكبة أولى ، لأن ذلك أكثر من باب سفينة وسفين . ورجل سل وامرأة سلة : ساقطا الأسنان ، وكذلك الشاة . وسلت تسل : ذهب أسنانها ; كل هذا عن اللحياني . ابن الأعرابي : السلة السل وهو المرض ; وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة :


كأن بي سلا وما بي ظبظاب

قال ابن بري : في هذا البيت شاهد على صحة السل لأن الحريري قال في كتابه درة الغواص : إنه من غلط العامة ، وصوابه عند السلال ، ولم يصب في إنكاره السل لكثرة ما جاء في أشعار الفصحاء ، وذكره سيبويه أيضا في كتابه . والسلة : استلال السيوف عند القتال . والسلة : الناقة التي سقطت أسنانها من الهرم ، وقيل : هي الهرمة التي لم يبق لها سن . والسلة : ارتداد الربو في جوف الفرس من كبوة يكبوها ، فإذا انتفخ منه قيل أخرج سلته ، فيركض ركضا شديدا ويعرق ويلقى عليه الجلال فيخرج ذلك الربو ; قال المرار :


ألزا إذ خرجت سلته     وهلا تمسحه ما يستقر

الألز : الوثاب ، وسلة الفرس : دفعته من بين الخيل محضرا ، وقيل : سلته دفعته في سباقه . وفرس شديد السلة : وهي دفعته في سباقه . ويقال : خرجت سلة هذا الفرس على سائر الخيل . والمسلة ، بالكسر : واحدة المسال وهي الإبر العظام ، وفي المحكم : مخيط ضخم . والسلاءة : شوكة النخلة ، والجمع سلاء ; قال علقمة يصف ناقة أو فرسا :


سلاءة كعصا النهدي غل لها     ذو فيئة من نوى قران معجوم

والسلة : أن يخرز خرزتين في سلة واحدة . والسلة : العيب في الحوض أو الخابية ، وقيل : هي الفرجة بين نصائب الحوض ; وأنشد :


أسلة في حوضها أم انفجر

والسلة : شقوق في الأرض تسرق الماء . وسلول : فخذ من قيس بن هوازن ; الجوهري : وسلول قبيلة من هوازن وهم بنو مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وسلول : اسم أمهم نسبوا إليها ، منهم عبد الله بن همام السلولي الشاعر . وسلان : موضع ; قال الشاعر :


لمن الديار بروضة السلان     فالرقمتين فجانب الصمان ؟

وسلى : اسم موضع بالأهواز كثير التمر ; قال :


كأن عذيرهم بجنوب سلى     نعام فاق في بلد قفار

قال ابن بري : وقال أبو المقدام بيهس بن صهيب :


بسلى وسلبرى مصارع فتية     كرام وعقرى من كميت ومن ورد

وسلى وسلبرى يقال لهما العاقول ، وهي مناذر الصغرى كانت بها وقعة بين المهلب والأزارقة ، قتل بها إمامهم عبيد الله بن بشير بن الماحوز المازني ، قال ابن بري : وسلى أيضا اسم الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي بن عبد شمس ، وقيل شميس بن طرود بن قدامة بن جرم بن زبان بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ; قال الشاعر :


وما تركت سلى بهزان ذلة     ولكن أحاظ قسمت وجدود

قال ابن بري : حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سلول بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن اسم رجل فيهم ، وفيهم يقول الشاعر :


وإنا أناس لا نرى القتل سبة     إذا ما رأته عامر وسلول

يريد عامر بن صعصعة ، وسلول بن مرة بن صعصعة ; قال : وفي قضاعة سلول بن زبان بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القين بن الجرم بن قضاعة ، قال : وفي خزاعة سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة ، قال : وقال ابن قتيبة عبد الله بن همام هو من بني مرة بن صعصعة أخي عامر بن صعصعة من قيس عيلان ، وبنو مرة يعرفون ببني سلول لأنها أمهم ، وهي بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة رهط أبي مريم السلولي ، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ; ورأيت في حاشية : وسلول جدة عبد الله بن أبي المنافق .

التالي السابق


الخدمات العلمية